لقد صنع المنتج النهائي في أقل من ساعة بعد أن أحضرتُ له المسحوق.
“ماذا ستفعلين بهذا … وماذا عن ذلك المسحوق …؟”
لا يزال يتحدّث بنبرة شكٍّ رغم أنه قد صنعه بالفعل.
“هل يعقل أن أستخدم هذا للقيام بعملٍ إرهابي؟”
لو كانت للقبض على إرهابي، فهذا أمرٌ آخر.
“ربما لا ….”
لكن نظرة الساحر المريبة لم تفارقني بسهولة.
أشرتُ للساحر بالمغادرة وكأنني لا أريد الجدال أكثر.
ولكن بدلًا من مغادرة المكتب، طرح الساحر قصةً أخرى.
“وبينما كنتُ عائدًا إلى برج السحر، حللتُ القوّة السحرية في سحر القنبلة. لحسن الحظ، لم تكن هناك قنابل كهذه متبقية في القصر.”
“هل تعرّفتَ على الجاني؟”
“لا. للأسف، كانت قوةً سحريةً غير مسجلة.”
على عكس القوّة الإلهية، كان للقوّة السحرية رمزها الفريد، لذا يُمكن تتبّعها بسهولة إذا سُجِّلت في برج السحر. بينما يُسجِّل النبلاء عادةً، فإن معدل التسجيل للعامة أقل.
ومع ذلك، ضاقت الفجوة حيث دفعت العائلة الإمبراطورية مكافأة لمن يُسجِّلون قوّتهم السحرية لزيادة معدل تسجيل القوّة السحرية…
“في هذه الحالة، من المُرجَّح أنهم من العالم السفلي.”
أومأ الساحر برأسه مُوافقًا.
لو كان الأمر كذلك، لكان من الصعب تعقّب الجاني …
“لكن، أتعلمين.”
ركَّز الساحر، بصوتٍ عميق، انتباهه بعدما جلى حلقه بخفّة.
“صنعتُ مُتتبِّع قوّةٍ سحريةٍ في برج السحر هذه المرّة.”
أخرج شيئًا دائريًا من صدره بتعبيرٍ مُتغطرس.
بدا تمامًا مثل رادارٍ صغير.
“هذه قطعةٌ أثريةٌ تتتبّع القوّة السحرية غير المُسجَّلة! ما رأيكِ؟ إنه رائع، أليس كذلك؟”
نظر إليّ الساحر وكأنه يريد منه أن أثني عليه.
“أوه… إنه رائع…”
على الرغم من أنه تكلّم ببرود، لم يكن يريد أن يُمدح بوقاحة، إلّا أن أنف الساحر ارتفع إلى السماء.
“إذن كيف تستخدمه؟”
“إذا وضعتِ الورقة التي تحمل صيغة السحر الذي تريدين تتبعه هنا…”
أخرج الساحر الورقة التي أعدّها مسبقًا، وفتح القطعة الأثرية، ووضعها في الداخل.
ثم أضاءت القطعة الأثرية. انتظرتُ قليلًا بدهشة.
لكن لم تتغيّر القطعة الأثرية.
“….”
هز الساحر المضطرب للغاية القطعة الأثرية بعنف، لكنها ظلّت كما هي.
“أعطِني إياها.”
في النهاية، أليس من الأفضل ضرب آلة؟
تمامًا عندما كنتُ على وشك أخذ القطعة الأثرية وإسقاطها دون رحمة.
صفير—!
ظهرت نقطةٌ حمراء على الشاشة.
أخذ الساحر القطعة الأثرية بسرعة.
“يبدو أنني لم أكن ضمن نطاق تتبع القطعة الأثرية. أرأيتِ؟ النقطة الحمراء تأتي وتذهب باستمرار؟”
ظهرت النقطة الحمراء على القطعة الأثرية التي أراني إياها واختفت مرارًا وتكرارًا.
“هذا يعني أنها تتحرّك.”
إذا تتبّعنا هذا، يمكننا بسهولةٍ القبض على الجاني.
المشكلة هي كيف ومَن سيقبض عليه؟
نظرتُ إلى الصناديق التي أحضرها الساحر.
كان عليّ تسليمها للفرسان، لكن الفرسان السريعين كانوا قد غادروا بالفعل إلى ساحة التجمّع.
“ليس بيدي حيلة. يجب أن أذهب.”
“هاه؟”
“لا تقلق. سأخبر الفرسان في الساحة بهذا الأمر وبموقع الجاني، ثم سأخرج.”
لم يتبقَّ سوى ساعةٍ تقريبًا حتى غروب الشمس عندما يبدأ التجمّع.
لذا لو سلّمتُ هذه الأشياء بسرعةٍ وخرجتُ، لما واجهتُ أيّ مشكلة.
مع ذلك، هناك أمرٌ واحدٌ أغفلتُه.
وهي الحقيقةُ الأزليةُ أن الحياةَ لا تسيرُ دائمًا كما أُريد.
* * *
كانت الشمسُ تغرب.
أظلمَ الجوُّ أسرعَ مما توقّعتُ.
“متى غروبُ الشمسِ اليوم؟”
سألتُ الساحرَ الذي كانَ يتبعني تحسبًا لأيِّ طارئ.
قالَ الساحرُ، الذي كانَ يتفقدُ شيئًا ما للحظة.
“تغربُ الشمسُ الساعةَ 5:20 هذه الأيام.”
لم يبقَ سوى ثلاثين دقيقةٍ على غروبِ الشمس.
بعدَ التحقّقِ من الوقت، أسرعنا بخطانا أكثر.
“مهما فكّرتُ في الأمر، هذا خطيرٌ للغاية. حتى الآن، علينا أن نطلبَ من فارسٍ آخرَ القيامَ به…”
“ششش. هل تظنّ أنني أفعل هذا لأنني أريد ذلك؟”
كان موقعُ التجمّعِ خطيرًا بشكلٍ واضح، لكنني لم أستطعْ تركَ هذا النوعَ من المخاطرِ لشخصٍ آخرَ من أجلِ نجاتي.
كان لديّ سببٌ وجيهٌ للذهاب إلى الساحة.
“أفعل هذا لأنني أريد أن أفعله…”
“يا إلهي، أنتِ مزعجة!”
ألقيتُ نظرةً على الساحر، وسألتُه كيف يجرؤ على الاعتراض على أحد النبلاء.
أبقيتُ فمي مغلقًا، لكن نظرتي الساخطة شرحت كل شيء.
“لقد قلتُ أنني سأهب وحدي، فلماذا تبعتَني…”
تجاهلتُ الساحر الذي كان لا يزال يتذمّر حتى النهاية.
تحدّث الساحر بثقة، غير مبالٍ بكلامي.
“إذا حدث مكروهٌ للرئيسة، ألن أكون أنا المسؤول وسيتم محاسبتي؟”
أمسك الساحر بمقبض الحقيبة التي تحتوي على الصناديق بإحكام، قلقًا من حدوث شيءٍ ما.
“إذًا، كان الأمر يتعلق بسلامتكَ أكثر من سلامتي.”
“نعم، هل هذا سيء؟”
“لا. كان سببًا وجيهًا.”
كان الجميع يعلم أن شخصيات السحرة الذين ‘حبسوا أنفسهم’ في برج السحر غريبة الأطوار.
لذا، عليّ أن أكون شاكرةً لأنه لم يُلقِ عليّ تعويذةً مُقيّدةً تمنعني من الذهاب.
هززتُ كتفيَّ وواصلتُ السير في الزقاق المؤدي إلى الساحة.
كانت الساحة تعجّ بالناس بالفعل.
ومع ذلك، أينما نظرتُ، لم أجد سوى أناسٍ عاديين.
كانوا عاديين لدرجة أنه كان من المستحيل التمييز بين المواطنين الإمبراطوريين الماّرين والمتجمّعين لأجل الاجتماع.
‘سيكون من الصعب القبض على الزنادقة.’
إذا أجليتُ المواطنين الإمبراطوريين من الساحة، سيهرب الزنادقة، لكن من الخطر أيضًا تركهم وشأنهم خشية أن يحدث شيءٌ ما.
على أيّ حال، نظرتُ حولي لأجد إيشيد وأورغون.
لا بد أنهم كانوا يختبئون جيدًا في مكانٍ ما لأنهم كانوا مُلفتين للنظر، لأنني لم أستطع رؤيتهم.
كان الفرسان أيضًا مختلطين بالناس، متظاهرين بأنهم مواطنون عاديون، لذلك لم يكن من السهل التمييز بينهم.
أثناء شقّ طريقي وسط الحشد.
“مرحباً، أيها المؤمنون. أنا قائد الطائفة الشيطانية. بعضكم يراني لأوّل مرّة، وبعضكم لم يَرَني من قبل. إنه لشرفٌ لي أن أقابلكم بهذه الطريقة.”
اختلط صوت الإعلان بالضحك في الساحة.
كان الرجل يقف حيث كانت أعين الجميع مركّزة.
صعد الرجل، الذي بدا عجوزاً، إلى المنصة العالية، وكشف عن وجهه بثقة، وبدأ خطابه.
كان هذا حدثاً جللاً. بدا أن الاجتماع سيجري أسرع مما توقعت.
سرّعتُ خطواتي.
ثم، بانج! اصطدمتُ بشخصٍ ما بقوة.
“هل أنتِ بخير؟”
رفعتُ رأسي ورأيتُ فارساً رأيتُه في ساحة تدريب وسام الفرسان الأول أمامي.
اتسعت عينا الفارس عندما رأى وجهي.
“…سـ سيدة شا- شاتـ …!”
غطّيتُ فم الفارس المندهش وصرختُ بسرعة.
“ششش. سير، أريد مقابلة قائد الفرـ الآن … لا، أعني أريد مقابلة زوجي.”
مع ذلك، وبالنظر حولي، لم يكن اختراق الحشد سهلاً.
في أثناء ذلك، استمر القائد في الحديث عن الترحيب بالمؤمنين الجدد.
ازداد الوضع تعقيدًا مع توافد الناس إلى الساحة بدافع الفضول عند سماعهم الخطاب المفاجئ.
“لا، لا وقت لهذا … أعطِه هذا فقط.”
أمسكتُ بالحقيبة التي سلّمها الساحر الذي بجانبي للفارس.
“ما هذا؟”
“إنها صناديق سحرية تحتوي على …”
“لهذا السبب أنا هنا!”
في تلك اللحظة، غمرني صوتٌ عالٍ.
نظرتُ إلى الرجل على المنصة فرأيتُه يضحك ضحكةً حارّة.
“أقف هنا لأرشدكم إلى طريق الخلاص.”
نظر إليّ الفارس، الذي كان ينظر إلى الرجل للحظة.
“أيّتها الرئيسة، عليكِ مغادرة الساحة الآن.”
أعلم. أريد أن أفعل ذلك أيضًا……
كانت تيارات الهواء التي تدور حول الساحة غريبة.
كانت المياه الهادئة تتدفّق.
شوهد الناس يتحرّكون شيئًا فشيئًا نحو المنصة.
“هذا مكانٌ ذو معنًى كبير ….. لكن في مثل هذا اليوم العظيم، وصل ضيفٌ غير مدعو.”
بدا أن القائد كان يعلم مُسبقًا أن الفرسان يختبئون هنا.
حسنًا، لم يكن هناك أيّ سبيلٍ لعدم القبض عليهم.
كان من غير الواقعي عقد تجمّعٍ كهذا على أمل ألّا يعلم الفرسان.
لكن الأمواج على السطح التي شعرتُ بها لم تكن في هذا الوضع الفوضوي.
كانت مصحوبةً بخوفٍ غريزيٍّ أكثر…
على سبيل المثال، شيءٌ مثل السحر الأسود.
على الرغم من أنها كانت ديانةً حديثةَ النشأة، إلّا أن عدد المؤمنين بها لم يكن قليلًا.
كان عددهم يفوق عدد الفرسان الذين الموجودين في الساحة. وعلى الرغم من ذلك، كان فرق المهارة واضحًا، لذا كان من الطبيعي أن تكون لفرسان الإمبراطورية اليد العليا.
ومع ذلك، حتى وهو يشاهد أتباعه يُدفَعون للخلف، حافظ زعيمهم على رباطة جأشه، وبقي هادئًا.
كما لو كان لديه ملجأٌ أخير، ورقةٌ رابحةٌ ما.
وهذه الورقة كانت بالضبط ما كنتُ أخشاه.
عندما غربت الشمس وتحوّل الشفق إلى ظلام دامس.
تغيّرت الطا
قة المحيطة بالساحة فجأة.
في لحظة، بدأ بعض الناس يشنّجون، وكأنهم ممسوسين بالسحر الأسود.
رنين، رنين.
صرّت أجسادهم.
“كيو-يوك-“
وأصدروا أصواتًا غريبًا.
نظرت عيونهم الفارغة إلى أولئك الذين لم يستهلكهم السحر الأسود بعد.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 94"