“سيدي القائد. لقد تكلّم المهاجمين أخيرًا، لكن لم يكن لديهم معلوماتٌ مهمّة.”
“حقًا؟”
“يبدو أن المهرطقين منقسمني إلى جناحٍ متشدّد وآخرٌ معتدل. الذي قام بهذا الفعل كان شخصًا ينتمي إلى الفصيل المتطرّف داخل المتشدّدين، ويُعتقد أنه مات خلال القتال.”
توك. سمعتُ صوت وضع روث للأوراق أمام إيشيد.
تبع ذلك صوت تقليب الأوراق وهمهمةٌ قصيرةٌ من إيشيد.
“بالمناسبة، شاتيريان، متى تنوين المغادرة؟”
توقّفت عند سؤال إيشيد، وأنا أتهادى عند الباب محاولةً المغادرة.
أدرتُ رأسي برفقٍ لرؤية إيشيد وروث ينظران إليّ.
كنتُ سأغادر لكن حديثهم عن المهاجمين جعلني أتوقف …
“سـ… سأغادر الآن…”
ابتسمتُ ابتسامةً صفراء وأمسكتُ بمقبض الباب.
“بالمناسبة، سيدي القائد، أليس لديكَ موعدٌ مع القديسة في المكتبة اليوم؟”
توقّفتُ مرّةً أخرى فجأة.
من الواضح أن هذا ليس خطأي.
كان هذا خطأ روث، الذي استمر في قول أشياء تمنعني من المغادرة.
“ستذهب إلى المكتبة اليوم؟ فقط أنتَ والقديسة؟”
سألتُ إيشيد، وأغلقتُ الباب الذي كان نصف مفتوح.
لكن بما أني لم أسأل لسماع الإجابة، واصلتُ الكلام بسرعة.
“أوه، هذا جيد! كنتُ بحاجةٍ للذهاب إلى المكتبة أيضًا. دعنا نذهب معًا.”
على الرغم من أن هذا لم يكن ضمن خططي اليوم، إلّا أن الكذبة خرجت بسهولة.
توقّف إيشيد للحظة ثم قال.
“لا أريد الذهاب معًا.”
“ماذا؟!”
صرختُ بغضبٍ من الرفض غير المتوقع.
ركضتُ نحو مكتب إيشيد وضربته براحتيّ.
لم يكن الألم شديدًا بسبب سماكة الأوراق المتراكمة.
“خُذني معك!”
“لماذا تصرّين على هذا فجأة؟”
“لأن …”
“لأن؟”
“……”
“…..”
لم أستطع الإجابة وعضضتُ شفتي البارزة.
وبينما كنتُ عاجزةً عن الكلام، بدأتُ أُلاحظ ما يحيط بي ببطء.
كان روث بجانبي ينظر إليّ بعيونٍ مندهشة.
للحظة، أعمتني الغيرة ولم أستطع النظر حولي.
“هذا كلّه خطأك …!”
ألقيتُ باللوم على إيشيد لأنه كان سيذهب إلى المكتبة مع أنيلا ‘بمفردهما’.
بالطبع، كنتُ أعرف أن غيرتي سخيفة …
‘هاه، هل تظن أنني لن أستطيع الذهاب إلى المكتبة إذا لم تأخذني معك؟’
إذا لم يأخذني معه، يمكنني ببساطة أن أتبعه سرًا.
هناك خمس مكتباتٍ في القصر الإمبراطوري، وطالما أنها ليست المكتبة التي تتطلّب إذن الإمبراطور، يمكنني الدخول بحريّةٍ إلى أيٍّ منها في أيّ وقت.
لكن، للأسف، كان المكان الذي سيلتقيان فيه هو تلك المكتبة المقيدة.
عند مدخل المكتبة.
بعد أن أخبرني الحارس أنه لا يمكنني الدخول بدون تصريح دخولٍ من الإمبراطور، صرخت “ألا تعرف مَن أكون؟!” لكنني تعرّضتُ للطرد.
* * *
لكن كيف لي أن أستسلم هكذا؟
كلّ ما أحتاجه هو الحصول على تصريح دخولٍ من جلالته.
“أنا مواطنٌ من إمبراطورية كينتري القوية!”
لكن كان هناك زائرٌ بالفعل في مكتب الإمبراطور. زائرٌ يصدر أصواتًا مزعجةً جدًا.
“بواهاها! ….بواهاهاهاها! كح كح!”
ضحك أورغون حتى اختنق وكاد يفقد أنفاسه ثم ابتلع ريقه خطأً وهو يسعل.
“آه…”
تنهّد الإمبراطور بعمق.
ما يحدث الآن هو أن الحارس الذي طردني من المكتبة قد أبلغ الإمبراطور بالفعل.
كان أورغون، الذي أتى مسرعًا بعد سماع الخبر، يضحك كما لو أنه في قمّة السعادة، بينما كان الإمبراطور يفكّر كيف يعاقبني لاستغلالي لمنصبي.
“كنتُ أمزح فقط…”
“شاتيريان أستريا.”
يا للهول. مناداته لي بالاسم الكامل يعني أن الإمبراطور غاضبٌ جدًا.
“نعم.”
تخلّصتُ من سلوكي الوقح وأجبتُ بأدب.
حتى أورغون، الذي كان سريع البديهة، أدرك الجو وأصبح هادئًا.
في صمت الغرفة، وجدتُ نفسي أراقب تعابير الإمبراطور أكثر.
“جلالة الإمبراطور، بما أنها لم تتمكّن من الدخول في النهاية وتم إيقافها، ربما يمكنكَ التغاضي عن هذا…”
“ولي العهد، اخرج.”
بعد أمر الإمبراطور بطرد أورغون الذي حاول حمايتي، غادر الأخير مكتب الإمبراطور بصمت.
بعد اختفاء أورغون، امتلأ المكتب بهواءٍ ثقيل.
بدأ الإمبراطور يتحدّث بعد تنهيدةٍ عميقةٍ أخرى.
“تيري، أنا أفهم أن فضولكِ كبير. لكنني أتمنّى أن تتوقّفي عن الاهتمام بالأشياء الخطيرة الآن.”
إذن يعتقد الإمبراطور أنني أريد التسلّل إلى المكتبة لأني فضوليةٌ بشأن حديثهم.
“هذا صحيح، ولكن …”
الإجابة الأكثر دقّةً هي أنني قلقةٌ بشأن وجودهما ‘بمفردهما’ في المكتبة.
إذا أخبرتُ الإمبراطور بمشاعري الحقيقية، فسيرحّب بذلك على الأرجح.
إذا كان الأمر كذلك، يمكنه الموافقة مائة، بل ألف مرّة.
لكنني ترددتُ جدًا في قول ذلك.
كيف يمكنني أن أقول أنني أشعر بالغيرة؟
لكن ليس لديّ خيارٌ آخر …
“جلالة الإمبراطور، قائد الفرسان والقديسة سيلتقيان في المكتبة.”
بدلاً من الإجابة، حدّق بي الإمبراطور وهو أذكّره بشيءٍ يعرفه بالفعل.
“لا يمكن الدخول إلى تلك المكتبة بدون إذنك، أليس كذلك؟ واليوم، الشخصان الوحيدان اللذان سمحتَ لهما بالدخول هما هذان الاثنان.”
“وماذا في ذلك؟”
“إذن… سيكون قائد الفرسان والقديسة بمفردهما في المكتبة الخالية.”
“……”
حدّق بي الإمبراطور بعينين واسعتين. وكأنه يتساءل إذا كان ما يعتقده صحيحًا.
أومأتُ برأسي. كما لو كنتُ أقول إن ما يفكّر فيه صحيح.
“… سآذن لكِ بالدخول!”
خُتِم تصريح الدخول بختم القصر الإمبراطوري في ومضة عين. أخذتُه وانحنيتُ في تحية.
“شكرًا لك!”
أسرعتُ إلى المكتبة التي طُرِدتُ منها سابقًا.
كان الوضع مختلفًا الآن. عرضتُ تصريح الدخول الإمبراطوري على الحارس بفخرٍ ودخلتُ المكتبة.
المكتبة الكبيرة التي يمكن الدخول إليها فقط بإذن الإمبراطور كانت كنزًا ثقافيًا يحوي تاريخ الإمبراطورية بأكمله، بما في ذلك الكتب المحظورة.
تم تحويلها إلى منطقةٍ مقيّدةٍ بسبب مخاوفٍ من تلف المواد إذا زاد عدد الزوّار وضعف أمن الكتب المحظورة.
كانت المكتبة ضخمةً جدًا لتخزين جميع المواد.
وقفتُ عند المدخل وحدّقتُ بالداخل بذهول.
اعتقدتُ أن مكتبة أكاديمية كينتري العامّة كبيرة، لكن هذه كانت أكبر بثلاث مرّاتٍ على الأقل.
لا يُصدَّق أن مثل هذه المكتبة الجميلة والكبيرة كانت منطقةً محظورة.
ولأنها كانت أوّل مرّةٍ أدخل فيها هذه المكتبة، فقد غمرني سحرها.
بعد تخرّجي من الأكاديمية، كنتُ قد سئمتُ من العيش شعار ‘الدراسة فقط هي عالمي’، لذا كنتُ أقرأ رواياتٍ رومانسيةٍ رخيصةٍ كنوعٍ من التمرّد.
لذا كنتُ أتردّد كثيرًا على مكتبةٍ قديمةٍ في زاوية المدينة بدلاً من المكتبات.
هناك أيضًا رأيتُ لأوّل مرّةٍ روايات الكاتب رون الذي أصبح قدرًا بالنسبة لي.
على أيّ حال، تجوّلتُ في أرجاء المكتبة الضخمة للعثور على إيشيد وأنيلا.
الحجم الذي أذهلني في البداية جعلني منزعجةً الآن لأنه كان كبيرًا جدًا.
بينما كنتُ أعبر جسرًا زجاجيًا في الطابق الثاني إلى رفّ الكتب المقابل،
رأيتُهما في مساحةٍ بارزةٍ من السقف الزجاجي.
بدا الاثنان اللذان كانا يجلسان مقابل بعضهما ويناقشان شيئًا بجديّةٍ مثل لوحة.
أضفت أشعة الشمس المتدفّقة من فوقهما جوًّا ضبابيًّا حالمًا، وجمالهما لم يكن واقعيًا.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 88"