رفعت كيرين رأسها بسرعة، وكانت ملامحها مليئةً بالحزن.
“هل… هل أنتِ بخير؟ هل يوجد أيّ مكانٍ يؤلمكِ … آه، كيف أعانق شخصًا مريضًا هكذا…”
كانت كيرين، التي عادةً ما يبدو هادئًا، في حالةٍ من الارتباك والفوضى.
جعلتني رؤيتها تقلق عليّ بهذا الشكل أشعر بإحساسٍ غريب.
“أنا بخير… لماذا تبكين؟”
“فوو…”
بدأت الدموع تتساقط من عيني كيرين.
بدا أنهت لا تستطيع التحكّم في مشاعرها، فكانت تمسح دموعها بسرعة.
“سيدتي.”
“نعم… ماذا؟”
“إذا مرضتِ هكذا مرّةً أخرى، لن أوقظكِ في صباح العمل…”
“هذا جيد…”
“ولن أُحضّر الشاي الذي تحبّينه…”
“آه، هذا…”
“وسأحرق كل كتب الكاتب رون التي تحبّينها.”
“لا…!”
“لذلك من فضلكِ لا تمرضي مرّةً أخرى.”
قامت كيرين بتهديدي باستخدام كتبي كرهينة.
“لكن الأمر ليس بيدي…”
“سيدتي!”
“حسنًا…”
في النهاية، اضطررتُ لوعد لكيرين بعدم المرض مرّةً أخرى،
كلّ ذلك لحماية كتبي.
“فوو… سأذهب أولًا…”
لم تتمكّن كيرين من إنهاء كلامها بسبب البكاء.
رفعت رأسها ونظرت إلى المكان الذي سقط فيه الدلو والماء المسكوب.
غادرت كيرين الغرفة وهي تمسح دموعها، قائلةّ إنها ستحضر منشفةً لتنظيف الفوضى.
في في هذه الأثناء، شربتُ الماء وكأنني ألتقط أنفاسي.
وفُتح الباب مجددًا.
لكن هذه المرّة، لم تكن كيرين، بل أختي واللورد روهيلين.
“تيري…!”
يبدو أنهما سمعا من كيرين أنني استيقظت.
“…تيري…!”
لحظة، هذا الشعور القوي!
وبالطبع، انفجرت أختي في البكاء. قالت حرفيًا “وااااه!”
بدأت موجة الدموع الثانية.
* * *
آه، هذا مُرهِق.
تمنّيتُ لو أنه يغمى علي مرّةً أخرى.
بعد تهدئة أختي، استنفدتُ كلّ طاقتي وأصبح جسدي منهكًا.
حاولتُ طلب المساعدة من إيشيد، لكنه كان غارقًا في أفكاره ولم يلتفت إلي.
هل تجاهلني عمدًا؟
لكن إيشيد كان صامتًا منذ فترة، يبدو أنه غارقٌ في أفكارٍ عميقة.
إنه وسيم … لكن ليس لديّ الطاقة للإعجاب به الآن.
استلقيتُ على السرير مرّةً أخرى وشاهدتُ أختي وهي تهدأ أخيرًا.
“تطلبين من مريضةٍ نهضت لتوّها من السرير أن تبذل جهدًا عاطفيًا.”
حدّقتُ بها بلا مبالاة وأظهرتُ استياءً زائفًا.
“سيدتي، تناولي طعامكِ.”
كان هناك سببٌ لتأخّر كيرين في العودة بعد ذهابها لإحضار أدوات التنظيف.
عندما دخلت حاملةً صينية، شممتُ رائحةً مألوفةً ولذيذة.
لا، هل هذا…!
“نورونغجي؟” (نوع من الأرز الكوري المقلي)
“كيف عرفتِ من الرائحة فقط؟ هذه أوّل مرّةٍ أرى هذا الطبق.”
قالت كيرين مندهشةً وهي تقترب من السرير.
لو أحضرت كيرين حساء العدس، لكنتُ رفضتُ تناوله وصرخت.
“لا أستطيع مقاومة هذا!”
نهضتُ فجأةً بسرعة.
نظرت إليّ أختي مستغربةً بينما أشرق وجهي عند رؤية الطعام.
“أعتقد أن هذه أوّل مرّةٍ أراكِ تتحمسين للطعام منذ ساندويتش الجبن واللحم.”
“حقًا؟”
تجاهلتُ تعليق أختي الذي كان يحمل إهانةً خفيّةً حول انتقائي في الأكل.
حرّكت كيرين الملعقة في الوعاء حيث كان البخار يتصاعد.
ظهر نورونغجي الموجود في القاع، مطلقًا رائحة ألذ.
“أحضر هذا الابن الثاني للكونت آرتوريتو.”
“سِيد؟”
“نعم. يبدو أنه جاء مع صاحب متجر الحلويات المشهور هذه الأيام. ما هي علاقتكِ بهما؟”
“ما تقصدين بعلاقتي بهما؟”
أكلتُ نورونغجي الساخن بعد النفخ عليه، وشعرتُ كيف تعود طاقتي مع الطعم اللذيذ الذي انتشر في فمي.
“أقصد، هل تعرفينهما شخصيًّا بما يكفي لزيارتكِ أثناء مرضكِ؟”
جعلتني كلمات أختي عن ضعف مهاراتي الاجتماعية أشعر بالسوء، لكن لم أستطع الاعتراض.
أنا أعرف أن مهاراتي الاجتماعية ليست جيدة.
“عندما أنظر إليكما…”
نظرت أختي بيني وبين إيشيد وتحدّثت.
“إيشيد، أختي تقول أنكَ لا تملك مهاراتٍ اجتماعية.”
“هل أحتاج لمهاراتٍ اجتماعية؟”
“إلى حدٍّ ما، أليس كذلك؟”
“همم. بهذا المنطق، زوج الدوقة ليس لديه مهاراتٌ اجتماعيةٌ أيضًا، أليس كذلك؟”
“آه … هذا صحيح…”
اتّجهت أنظاري ونظرة إيشيد إلى اللورد روهيلين.
عند التفكير بالأمر، أختي ليست في موضعٍ يسمح لها بالحديث.
فهذان الاثنان يحبّان بعضهما بشدّة، ويقضيان معظم وقتهما معًا.
“يبدو أنها وراثة.”
“….”
لم تستطع أختي الرد.
أثناء تحريك النورونغجي وأخذ قضمة، سألتُ.
“هل تحقّقتُم من المهاجمين؟”
“لماذا تهتمّين بذلك بعد استيقاظكِ للتوّ؟”
أجابت أختي بحزم، عابسة، قائلةً إنه لا داعي للقلق حيال ذلك الآن.
“أنا الضحية، أليس من حقي معرفة مَن هاجمني؟”
“لا بأس أن تكوني ضحيةً جاهلة.”
يا لها من إجابةٍ حاسمة!
يبدو أن الحصول على معلوماتٍ من أختي سيكون صعبًا.
إذن الشخص الوحيد المتبقي هو إيشيد…
“إلى أين أنتَ ذاهب؟”
رأيتُ إيشيد ينهض من مكانه.
عند سؤالي، توقّف للحظةٍ ونظر إليّ، ثم غادر الغرفة دون كلمة.
“هل حدث شيءٌ مع إيشيد؟”
هل لديه عملٌ عاجل؟ أم أن هناك مشكلةً ما؟
أم أن الحديث الذي كان يريد قوله قبل مجيء أختي كان مهمًا؟
‘كان يريد أن يقول شيئًا عن المرّة السابقة…’
حاولتُ تذكّر ما قلتُه سابقًا، لكن من الصعب العثور على إجابةٌ بين كلّ تلك المحادثات.
“لكن أثناء غيابكِ، بقى الدوق بجانبكِ طوال الوقت.”
قالت أختي وهي تنظر إلى الباب الذي خرج منه إيشيد.
“إيشيد فعل ذلك؟”
“لا أعرف ما كان يفكّر فيه حينها…”
بدت أختي وكأنها تتذكّر الموقف، ثم استرخت حاجبيها.
“لا تبالغي في ردّ فعلكِ الآن. في الحقيقة، كنتُ أعتقد أنه قد يبكي عندما تستيقظين، لكن ردة فعله جعلتني أشعر بالارتباك بعض الشيء.”
إيشيد يبكي؟
ضحكتُ من هذه الفكرة المستحيلة.
“إذن ما هي علاقتكما حقًا؟ يبدو أن العلاقة ليست عادية إذا أحضر كل هذه الأشياء.”
صاحب العمل والموظف؟
كذبتُ وأخفيت الحقيقة.
“ما العلاقة؟ إنه عميل متجر. ألم أُرسِل كعكًا إلى القصر الإمبراطوري سابقًا؟ تعرّفنا حينها. توقّفوا عن سؤالي وأنا آكل.”
كنتُ غاضبةً لأن المزيد من الكلام قد يكشف كلّ شيء.
في داخلي، فكّرتُ في سِيد وجيف.
‘يا لهما من أشخاصٍ طيب
ين.’
لقد زارا قصر الدوق وأحضرا نورونغجي عندما سمعا أنني مريضة.
بالمناسبة… حان الوقت لإطلاق منتجٍ جديد.
‘هل أقدّم مثلجات نورونغجي هذه المرة؟’
هذا سيكون لذيذًا.
سيكون القوام مقرمشًا عند قليه ووضعه فوق المثلجات، وسيكون الطعم ألذ من المثلجات العادية.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 82"