كيف استطاع إقناع إيشيد؟ كنتُ فضوليةً جدًا لمعرفة طريقة جلالة الإمبراطور الذكية.
“قال لزوج الدوقة ميليس أنه يشعر بأنه أصبح عجوزًا وأن الانتظار أصبح صعبًا.”
“…فجأة؟”
اندهشتُ من الكلمات التي لم أتوقّعها أبدًا.
رغم أن جلالته كثيرًا ما يشكو، إلّا أنني شعرتُ بالقلق قليلًا لعلّه أصيب بمرضٍ خفي.
دفن إيشيد خده أكثر في يدي واستمر في حديثه بهدوء.
“قال إنه يشعر بالوحدة … وأنه قبل أن يموت، يتمنّى أن يرى أحفاده.”
“آه…”
فهمتُ أخيرًا نيّة جلالته. لقد أراد فقط أن يرى وريث الدوق وزوجته اللذين اقتربا من الذكرى الرابعة لزواجهما.
لم تكن القصة مفاجئة. فجلالته كان دائمًا يلمّح إلى موضوع الوريث.
ربما كان ذلك منذ أن رُزق دوق مونت فيلينييه بحفيدته لوسي؟
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، صدر أمرٌ ملكيٌّ يمنع الدوق من إجراء محادثاتٍ خاصّةٍ في القصر الملكي.
يُقال إن الدوق كان يتباهى بلوسي أمام جلالته كلما سنحت له الفرصة.
في ذلك الوقت، تساءلتُ كيف يمكن أن يتصرّف بهذا القدر من الحماقة …
‘في النهاية، كان يشعر بالغيرة.’
تذكّرتُ جانب جلالته الطفولي وهززتُ رأسي بخفة. تساءلتُ عمّن ورث أورغون هذه الصفة، لكن الجواب كان قريبًا جدًا.
لكن أيّ جزءٍ من هذه القصة جعل إيشيد في مزاجٍ جيد؟
استمرّ الصوت الهامس مرّةً أخرى.
“عندها تدخّلت دوقة ميليس وقالت ‘الآن بعد أن تزوّجت تيري، يجب أن تغيّر الهدف.”
“ماذا…؟”
“بعد التفكير، هذه ليست قصةً سيئة. أعمق علاقةٍ يمكن للإنسان أن يشكّلها هي العائلة، والعائلة تشمل الآباء والأبناء.”
اختفت العيون الهادئة التي كانت تتلذّذ ببرودة يدي، وحلّت محلها عيون وحشٍ شرس.
“لا …”
حاولتُ سحب يدي عندما شعرتُ بالخطر، لكن إيشيد كان أسرع في شدّ قبضته.
“لذلك…”
كانت الابتسامة العريضة التي ارتسمت على وجه إيشيد أكثر جاذبيةً بعشر مرّاتٍ من ابتسامة شيطانٍ يغوي البشر.
“ما رأيكِ أن تصبحي عائلتي الحقيقية؟”
* * *
للحظة، شعرتُ بأن كلماتي تبخّرت.
لا داعي لسؤاله عما إذا كان يمزح، لأن إيشيد كان جادًا للغاية الآن.
لم أستطع أن أجادل قائلةً إننا بالفعل عائلة، لأنني علمتُ أن مقصده لم يكن محصورًا في التعريف القاموسي.
تكدّست الكلمات غير المكتملة في رأسي. شعرتُ بالذهول والارتباك …
“عائلةٌ حقيقية.”
شعرتُ بالكلمات التي تدور في فمي بأنها بعيدة. كان هذا سيناريو لم أتخيّله حتى.
بينما كنتُ أحاول اختيار كلماتي، تحدّث إيشيد أولًا.
“شاتيريان. في الكتب التي تقرأينها، عادةً ما يعترفون بالحب بقول ‘أحبّك’. أنا بصراحةٍ لا أعرف بالضبط ما هو الحبّ. لكنني أرغب حقًا في أن أصبح عائلتكِ الحقيقية … ألا يعجبكِ ذلك؟”
عندما رأيتُ التعبير العابس الذي ظهر للحظة، هززتُ رأسي بسرعة.
“… هذا ، إذا قلتُ إنه لا يعجبني، هل ستتراجع؟”
“بالطبع لا. سأبحث عن اعترافٍ يعجبكِ.”
بدا أن إيشيد متحمّسًا للعثور على كتابٍ عن طرق الاعتراف بالحبّ بناءً على إجابتي.
في البداية، بدت رغبته بريئة. فقط أن أكون بجانبه. لكن يبدو أن شهيّته تكبر مع الوقت.
حقيقة أن هذا الطمع الجَشِع لم يكن ثقيلًا عليّ بل جعلني أشعر بالحماس، كانت دليلًا على أنني أحمل مشاعرًا أعمق تجاه إيشيد.
يقال إن الحب يجعل الإنسان أحمقًا.
لكنني لم أكن أعلم أبدًا أنني سأكون من هؤلاء.
بما أنني لم أُجِب بعد، بدأ إيشيد يغرق في أفكارة بوجهٍ جاد.
رؤيته مرتبكًا بسببي جعلني أشعر بالتوتر.
في لحظةٍ ما، أدركتُ أن يدي كانت حرّة. بينما كنتُ أحدّق في وجه إيشيد، وجدتُ نفسي أقترب منه دون وعي.
احدثت القبلة في لحظة. بعد لمسةٍ خفيفةٍ كالريشة، عندما قابلتُ عيني إيشيد المفاجأة، أدركتُ ما فعلتُه.
انتابني الذعر وحاولتُ الابتعاد. لو لم يمسك إيشيد بعنقي ويجذبني إليه.
“انتـ…”
بدون أيّ فرصةٍ للرفض، التقت شفاهنا مرّةً أخرى. تصرّف إيشيد وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.
كلّما ابتعدتُ بسبب ضيق التنفس، عاد للالتصاق بي. عندما استمررتُ في المقاومة، عبس قليلًا ثم أمسك بخصري لمنعي من الهروب.
استمرّت القبلة بإصرار. كلّما طالت، أصبحت أفكاري باهتة وركّزتُ فقط على ما يحدث أمامي.
خلال ذلك، نسيتُ أننا في شرفة قاعة الحفلات، وأن أيّ شخصٍ يمكنه الدخول هنا إذا أراد.
“هااا …”
خلال الفجوة الصغيرة بيننا، سمعتُ تنهيدةً حارّة.
“شاتيريان…”
اليد التي كانت تحمل وجهي بدأت تربّت على خدي بلطف.
عندما قابلتُ عينيه الفضيّتين الداكنتين، بدأ ضجيج قاعة الحفلات يبدو بعيدًا، وشعرتُ وكأننا محاصران في عالمنا الخاص.
عندما اقترب وجهه مجددًا …
“تيري…؟”
فوجئتُ عند سماع النداء والتفتُّ. رأيتُ أختي التي فتحت الستار تنظر إلينا بوجهٍ مندهشٍ مثلي تمامًا.
لحسن الحظ أنها لم ترنا نتبادل القبلات. لكننا كنا نعانق بعضنا، لذا لا بد أنها استنتجت الجو الغريب.
تحرّكت عيناها الذهبيتان بسرعةٍ نحو الأرض. محت أختي علامات الذهول بسرعةٍ وابتسمت بخفة.
“آه… استمتعا بوقتكما.”
“مـ ماذا…!”
دون أن تمنحني فرصةً للتعليق، خرجت أختي بسرعةٍ من الشرفة. حتى في هروبها السريع، لم تنسَ إغلاق الستائر.
هدأت الشرفة بعد رحيل المتطفّلة. كانت لحظةً شعرتُ فيها بالصمت بشكلٍ مكثّف.
“قبلة، قبلة.”
نزلت القبلات غير المراعية للموقف على جبيني، ثم على زاوية عينيّ.
استمر إيشيد في إصدار أصواتٍ صغيرةٍ بينما كان يقبّل وجهي في كلّ مكان.
بمجرّد أن أذنتُ له، لم يعرف حدودًا.
لكنني لم أكن في موقفٍ يسمح لي بتوبيخه. كنتُ أنا مَن بدأ القبلة في مكانٍ مفتوح.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 76"