الصمتٌ ااذي ساد القاعة من الصدمة انكسر بصوت الخادم ليعلن دخول الإمبراطور.
وبينما تلاشت نظرات شاتيريان الجليدية، لم تختفِ هيبتها.
‘لقد قُضي علينا!’
حاول النبلاء الذين ضحكوا علانية حبس دموعهم. لقد كانوا جميعًا بالغين ولم يتمكّنوا من البكاء في الأماكن العامة.
بدأ الاجتماع في عالمٍ قاسٍ لا يعترف بالظروف الشخصية.
“أولًا، لنبدأ بالتقارير الدورية.”
تعاقبت التقارير المملة. في بعض الأحيان يرفعون أصواتهم، ويجدون أخطاء بعضهم البعض لصالح مطالبهم الخاصة، وفي بعض الأحيان يهزّون رؤوسهم بالموافقة.
وأخيرًا، حان الوقت.
“الآن، مسألة إنشاء وزارة الرعاية الإمبراطورية. الأميرة شاتيريان ميليس، رئيسة غرفة الاستشارات، تفضلي.”
اتّجهت كل الأنظار إلى شاتيريان. وعلى الرغم من التركيز الشديد عليها، فقد نهضت على مهلٍ ومدّت يدها.
“أولًا…”
قام الفرسان بتوزيع أوراق سميكة على الحضور.
مقترح إنشاء وزارة الرعاية الإمبراطورية.
بدا الجميع في حيرة.
“اقرأوا بينما أتحدّث.”
توجّهت بثقةٍ إلى منصة المؤتمر. بعد تحية بسيطة، ملأ صوتها الواضح القاعة.
“بصراحة، أتفهم حيرتكم. لماذا تقوم شاتيريان ميليس، من بين كلّ الناس، بطرح إنشاء وزارةٍ للعامة؟”
“…؟”
“قبل فترة، شهدتُ بأمّ عيني أوضاع دار المزادات غير القانونية. رأيتُ أناسًا في أقفاص. أطفالًا، شبابًا، عجائز، بمختلف الأجناس والأعمار. ما يجمعهم هو أنهم من العامة، ضغفاء بلا قوّة. بينما المتفرّجون كانوا من النبلاء، أصحاب المال والسلطة والنفوذ.”
لم يكن في عينيها الخضراوين تعاطفٌ أو شفقة، بل كانت تروي الحقائق فقط.
“لم آتِ إلى هنا لأقوم بشيءٍ خارق.”
‘لأنني أكره الأمور المزعجة والمعقّدة.’
“ولا أريد ثورة.”
فهدفها في الحياة، كما يتضح من سنوات عزلتها الثلاث، هو العيش بهدوء.
“أريد فقط تقليل الظلم الذي يعانيه العامة.”
بما أن النظام الطبقي لن يختفي، فهذا أفضل حل.
“كما هو منصوصٌ عليه في الاقترح المقدَّم، ستركّز الوزارة على استقرار حياة العامة. التمويل الأولي سيكون من التبرّعات والضرائب، وبعد استقرارها، سننفّذ مشاريع للعامة تدرّ ربحًا تدريجيًا. الضرائب المخصّصة ستأتي من الخزينة العامة في القضايا غير العادلة …”
وقد تم تبديد أيّ شكٍّ في أن الأميرة كانت تستغلّ عامة الناس لمصلحتها من خلال خطّة إدارة الأموال الشفافة.
بصرف النظر عن حقيقة أنهم ثقتهم في دوق ميليس، الذي كان معروفًا بسمه، ودوق أستريا، الذي كان معروفًا بنزاهته، فإن الصفحة الأولى من الوثيقة كانت مفصّلةً للغاية لدرجة أنها كانت مذهلة.
ومع ذلك، لم يكن هذا القسم مفيدًا للعامّة فقط. وكانت هناك أيضًا سياسةٌ معمولٌ بها حيث كلّما زادت الأموال التي يقدّمها النبلاء، قلّت الضرائب التي يتعيّن عليهم دفعها.
لقد كان نظامًا مبتكرًا يأخذ في الاعتبار المستقبل البعيد، وليس المستقبل القريب.
لكن أينما ذهبت، فمن المؤكد أنكَ ستجد أشخاصًا غير راضين.
“إذن، سموّكِ، تقولين أننا سنملأ جيوب الآخرين من أموالنا؟”
“أحسنتَ الفهم! سأعطيكَ نقطةً للثناء.”
“…؟”
كان النبيل الذي صرخ مُحرَجًا حتى عندما كان يصفّق بيديه.
‘ما- ما هذا ..؟’
أشعر وكأنه تمّت السخرية مني للتوّ، ولكنني حصلتُ على الثناء…؟
“التبرّعات طوعية، الامر متروكٌ لكم ولعائلاتكم. حسب قدرتكم.”
ولكن لم يكن من شأن شاتيريان أن تذكر لهم أنه سيتم الكشف عن تفاصيل التبرّعات لشعب الإمبراطورية وأنه ستتغيّر سمعتهم وفقًا للتفاصيل.
“لكن يا سموّ الاميرة، إن فعلنا هذا، ألن ينتقص من هيبة النبلاء؟”
“ثم يمكنكَ التبرّع أكثر، أليس كذلك؟”
“لكل شخصٍ ظروفه الخاصة، لذلك ليس من الممكن التبرّع بالكثير في كلّ مرّة.”
صحيح، صحيح. أيّد النبلاء هذا الاعتراض.
حدّقت شاتيريان في النبيل الذي اعترض.
“أيها الفيكونت، ابنتكَ قد ظهرت لأوّل مرّةٍ في المجتمع حظيثًا، أليس كذلك؟”
بانغ. عندما دقّت شاتيريان الأرض بقدمها، أصبحت القاعة الصاخبة هادئةً مرّةً أخرى.
“مصاريف دار رعاية الأيتام لعشرة أطفالٍ لا تتجاوز 30 قطعةً ذهبيةً شهريًا! بهذا المبلغ يمكنهم الأكل والنوم براحة، بل وحتى التعلّم.”
“ماذا سيفعل العامة بالتعليم و… ”
على الفور، انهمر سيلٌ من النظرات الحادّة. كان النبيل الذي كان يتحدّث بلا مبالاةٍ يتجنّب الاتصال بالعين، وكان يتصبّب عرقًا بغزارة.
“أليست 30 قطعة ذهبية شيئًا يمكن لأيّ شخصٍ هنا امتلاكه أو عدم امتلاكه؟ هنا، وهنا، وهنا. إذا بعتَ فقط دبابيس الملابس، يمكنكَ توفير مأوًى دافئٌ لـ 100 طفلٍ لمدّة عامٍ دون قلقٍ بشأن الطعام، والآن.”
هزّت شاتيريان يدها في الهواء ثم استمرت بهدوء.
“أليس من الادقّ أن تقولوا أنه ليس لديكم استعدادٌ لدفع هذا ‘الإسراف’؟”
‘أيّتها الرئيسة، من فضلكِ توقّفي ….’
عند سخرية شاتيريان، ابتلع فيل ريقه بقلق.
“على أيّ حال، معارضتكم لهذا بسبب المال … الناس يقولون عني الشريرة، وأتساءل حقًا ما معيار الشر الحقيقي لكم؟”
انتهت كلمتها وعادت إلى مقعدها مرّةً أخرى.
كأن إعصارًا قد اجتاحهم. ومن بينهم، لم
يقف أحدٌ بشموخٍ إلّا شاتيريان.
“لنبدأ التصويت.”
121 صوتًا مؤيدًا.
23 صوتًا معارضًا.
كان هذا هو اليوم الذي أُسِّسَت فيه وزارة الرعاية الإمبراطورية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "42"