كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟
تأملتُ الموقف بهدوء.
انتهت القصة الأصلية قبل أن تبدأ حتى، لأن الشخصيات الرئيسية خرجت عن السيناريو وغادرت.
نتيجةً لذلك، كاد إيشيد أن يموت حقًا، وحاولتُ إنقاذه … فانتهى بي الأمر إلى تقبيله!
‘هذا ليس صحيحًا!’
استعدتُ وعيي فجأةً ودفعتُ صدر إيشيد بقوّةٍ بينما أستيقظ.
على الرغم من الصوت العالي “بووم!” الذي أحدثه الضرب، لم يبدُ إيشيد متألّمًا أبدًا ونهض بسهولة.
“أيها… المجنون! هل فقدتَ عقلك…؟”
غطيتُ فمي ونظرتُ إليه كما لو كان شخصًا وقحًا.
قبلة فجأة…!
حتى التهوّر له حدود.
“في ذلك اليوم… عندما قبّلتُكِ لأوّل مرّة، شعرتُ بقوّةٍ مقدسةٍ تنبعث منكِ.”
“ماذا؟ ما هذا الكلام فجأة؟”
“قبّلتُكِ مرّةً أخرى اليوم لأتأكد من تلك القوة المقدسة. لكنها لم تظهر هذه المرة.”
خفضتُ ذراعي التي كانت تغطي فمي، مندهشةً من كلامه.
تذكرتُ الآن أنه سألني سابقًا عما إذا كنتُ قد خضعتُ لفحص قوّةٍ مقدسةٍ جديد.
“شاتيريان.”
مرّت يدٌ كبيرةٌ على وجهي.
تجاوزت خدي ووصلت إلى شحمة أذني، ثم أمسكت بوجهي تمامًا.
كان تنفّسه قريبًا جدًا، وعيناه الفضيتان تحترقان بحرارةٍ غريبة.
بدأ إيشيد يميل نحوي بينما يداعب أذني.
وأصبح الجو فجأة … خطيرًا.
“أوه، لا يمكن…”
“بعد كلّ هذا، ما الذي لا يمكن؟”
احمرّ وجهي فجأة.
تحدث إيشيد بصوتٍ ناعمٍ وحنون، كما لو كان على وشك أن يهمس بكلمات حب.
“أريد لمسكِ. دعيني أفعل ذلك.”
هذا غش!
أن تتوسّل بمثل هذا الوجه وهذا الصوت… كيف يمكن لأيّ شخصٍ أن يقاوم؟
قبل أن ينفصل خيط ضبط النفس الهش بالفعل، دوى لحنٌ موسيقيٌّ يعلن بدء الحفلة الراقصة.
بمجرّد أن سمعتُ السيمفونية الكبيرة بالإيقاع السريع، استعدتُ وعيي.
‘هذا الشيء اللعين!’
قفزتُ فجأة، لكن كلّ شيءٍ أمامي بدا يدور.
“آه…؟”
انحنى جسدي، وسقطتُ مرّةً أخرى في حضن إيشيد.
“من الطبيعي أن تشعري بالإرهاق بعد فقدان القوة المقدسة فجأة. نامي قليلًا.”
‘ماذا؟ أيها الـ…’
كان يجب أن تخبرني بهذا مبكرًا…
وبعد ذلك… لفّني ظلامٌ دامس.
***
“أنت!”
نهضتُ فجأة، لكن “أنت” ذلك، أي إيشيد، لم يكن أمامي.
يبدو أنه نقلني إلى غرفة النوم في قصر ولي العهد بعد أن سقطتُ في الحديقة.
استلقيتُ مرّةً أخرى على السرير وغضبت.
‘بالمناسبة، هل كان لديّ حقًا قوّةٌ مقدسة؟’
حاولتُ فتح وإغلاق قبضتي، لكن لم أشعر بأيّ طاقةٍ خاصة.
في فحص القوة الذي أجريتُه خلال حفل الالتحاق بالأكاديمية، لم يظهر أيّ شيء.
إذا لم يكن ذلك…
‘الشيء الوحيد الذي تغيّر منذ دخولي الأكاديمية هو أنني تذكرتُ حياتي الماضية.’
هل من الممكن أن القوة المقدسة جاءت مع الذكريات؟
لكن هل هذا معقول؟
القوة المقدسة أو القوة السحرية يجب أن تولد بها بالفطرة.
“بعد كل شيء، مجرد تذكر حياةٍ ماضيةٍ هو أمرٌ غير منطقي.”
بينما كنتُ أحاول تقبّل الأمر، فُتِح الباب ودخل إيشيد.
فتحتُ عيناي الغاضبتين ونهضت.
“أنت!”
“لا تنهضي فجأة، وإلّا قد تسقطين مرّةً أخرى.”
أتى إيشيد بهدوء وأصلح شعري المتدلّي بلطف.
لكنني صفعتُ تلك اليد بعيدًا.
“لا تلمسني كما تشاء، هذا مزعجٌ جدًا.”
“قاسيةٌ جدًا حتى بعدما تبادلنا القُبَل.”
أجاب بصوتٍ باردٍ وجلس على الكرسي بجانب السرير.
حدقتُ فيه بغضبٍ أكبر.
“لا تتظاهر باللطف.”
“هل فعلتُ ذلك؟”
أمال رأسه كما لو كان لا يفهم.
“حتى صوتكَ مختلف.”
“همم… المشاعر الإنسانية تختلف حسب الشخص الذي يعبّر عنها، ولكنها أيضًا تختلف حسب الشخص الذي يتلقّاها. ربما هذا ما شعرتِ به، شاتيريان؟ أشعرتِ أنني لطيف؟”
“أيها… آييوه! هاا!”
لم أستطع حتى الرد، وفي إحباطي، ضربتُ صدري.
عندها أمسك إيشيد بيدي وقال لي ألّا أفعل ذلك.
أنت، أنت!
أشرتُ بيدي الأخرى إلى يده.
“نعم! مثل هذا! لا تفعل أشياء كهذه.”
“إذا كان هذا هو ما تعتبرينه لطفًا، إذن نعم، أنا لطيف.”
قال إيشيد ذلك بينما يفرك يدي التي يمسكها بلطف.
“شاتيريان، عليكِ أن تعتادي على هذا مني. سأكون لطيفًا معكِ من الآن فصاعدًا، ربما في كلّ مرّةٍ آراكِ فيها.”
‘مرّةً أخرى، يناديني باسمي.’
عندما بدوتُ مرتبكة، ابتسم إيشيد قليلًا.
بدا وكأنه شعر بالارتياح لسببٍ ما.
“بالمناسبة، لقد كنتِ تعرفين. أخبرتِني أن أذهب إلى القديسة، وأنني مخلوقٌ مقدس، وأنني عوقبت.”
“… هل سمعتَ كلّ شيء؟”
“كيف عرفتِ؟”
سال العرق البارد على ظهري.
حاولتُ سحب يدي بارتباك، لكنه لم يتركها.
“أ-أترك يدي! ماذا لو سقطتُ مرّةً أخرى؟”
“لا تقلقي، ذلك حدث لأنني لم أتمكّن من التحكم في الأمر. الآن الوضع مختلف. إذن، كيف عرفتِ كل تلك الأشياء؟”
ضيّق إيشيد عينيه قليلًا وسأل كما لو كان يحقق.
بدا أنه ليس لديه نيةٌ للسماح لي بتجنّب الإجابة.
“هل… تلقّيتِ وحيًا من الإلهة؟”
“هاه…؟”
ما هذا الكلام الغريب فجأة؟
“لا؟”
“حسنًا، على أيّ حال، هذا لا يغيّر حقيقة أنكِ □□□.”
“ماذا؟”
“□□□.”
لم أسمع شيئًا.
شعرتُ كما لو أن هذا الصوت وحده قد مُسح من العالم.
لكنني فهمت.
أنه ‘هي’، الشخص الذي كان إيشيد ينتظرها طوال هذا الوقت.
“لا، لا. إذا كنتُ هي، لماذا كنتُ سأطلب منكَ الذهاب إلى القديسة؟”
في القصة الأصلية، كان من المعروف أن أنيلا هي ‘هي’ الخاصة بإيشيد.
عندما فهم مقصدي، توقف للتفكير قليلًا ثم نفى.
“أنتِ هي.”
“لا.”
“بلى.”
“أقول لكَ لا!”
“شاتيريان، إنها أنتِ.”
“لا… هااه!”
‘بالمناسبة، هل كان بهذه الجرأة عندما وجد أنيلا في الأصل؟’
الجواب هو ‘لا’.
لو كان إيتشيد بهذه الجرأة في ذلك الوقت، لما حدث أيٌّ شيءٍ بين أنيلا وأورغون.
إذن، لماذا يفعل هذا معي؟
“لماذا تعتقد ذلك؟”
“لأن هذه القوة المقدسة تقول إنها أنتِ.”
أمسك إيشيد بيدي مرّةً أخرى بإحكام.
كان مزعجًا قليلاً أنه استمرّ في التشبّث بي.
حتى عندما بدا أنه قد أخطأ في فهم الأمر تمامًا، كان حازمًا جدًا.
لا أعرف من أين أبدأ في تصحيحه.
“لا تلمسني دون إذن.”
بينما شعرتُ بتعبٍ شديدٍ يغمرني، سحبتُ يدي من يده واختبأتُ تحت البطانية.
سحب إيشيد يده وجلس بشكلٍ مستقيمٍ مرّةً أخرى.
“إذن، كم من الوقت غبتِ عن الوعي؟”
“لقد نمتي يومين ونصف.”
“ماذا؟”
إذن اليوم هو آخر يومٍ في مهرجان التأسيس؟
لا أستطيع تصديق ذلك.
لا أريد تصديقه.
لقد حُذِفت عطلتي الثمينة بهذه السهولة…
أضاف إيشيد، الذي لا يفهم مشاعر الموظفين التعساء، بغباء.
“لحسن الحظ، القديسة التي كانت في القصر الإمبراطوري شاركتكِ بعضًا من قوتها المقدسة، لذلك استيقظتي مبكرًا.”
‘الشخص الذي تحتاج القديسة إلى إنقاذه كان أنت وليس أنا.’
لا أعرف كيف وصل الأمر إلى هذا.
“هل أنيلا بخير؟ سمعتُ أنها سقطت من الشرفة.”
“بدت بخير.”
‘لا يبدو مهتمًا.’
بعد أن قضينا وقتًا طويلًا معًا، أصبحتُ أعرف من نظرة عينيه أنه بخير.
على أيّ حال، ماذا سأفعل بالقصة الأصلية التي انحرفت تمامًا من البداية؟
بالطبع كنتُ أتمنى أن تتغير، لكنني لم أكن أريد أن يتغير كلّ شيءٍ بهذا الشكل، فقط مستقبلي.
بينما كنتُ مشتتةً بسبب المستقبل غير الواضح، سمعتُ ضجةً خارج الغرفة.
ازدادت الأصوات قربًا، ثم فُتِح الباب.
“تيري… ماذا أفعل لو لم تستيقظ أبدًا؟”
دخلت أختي وهي تنفجر بالبكاء، بينما حاول اللورد روهيل تهدئتها بلطف.
“لا تقلقي، شاتيريان قوية، وسوف تتعافى قريبًا.”
آه، هما حقًا زوجان متطابقان.
لا أرغب في التدخل في هذا الجو الكئيب، لكنني قلتُ بمزاجٍ مشرق.
“لقد استيقظتُ بالفعل.”
لم ينظرا حتى نحوي عند دخول الغرفة، لكنهما رفعا رأسهما فجأة ونظرا إلي.
حدّقا بي دون نَفَس. كان أوّل مَن تكلم هو اللورد روهيل.
“شاتيريان، هل أنتِ بخير؟”
“نعم، بعد نومٍ عميق، أشعر أنني بحالةٍ أفضل.”
“تيري!”
ركضت أختي نحوي وعانقتني بينما كانت تفرك دموعها ومخاطها.
“أغه! ماذا تفعلين؟ ابتعدي!”
حاولتُ دفعها بعيدًا.
“كيف يمكنكِ أن تكوني قاسيةً هكذا بينما أختكِ قلقةٌ عليكِ؟”
“لم أكن على وشك الموت، لا داعي للمبالغة.”
“هل تعرفين كم فوجئتُ عندما رأيتكِ بين ذراعي دوق أستريا؟”
كما هو متوقع، إيشيد هو الذي نقلني إلى هنا.
“هناك الكثير من الأشياء التي تفاجئُكِ.”
” كنتِ نائمةً فقط ….. قالوا إنكِ ستنامين قليلًا ثم ستستيقظين، لكنكِ لم تستيقظي حتى بعد يومٍ كامل! كنتُ قلقة!”
عانقتني أختي مرة أخرى، فاستسلمتُ وربّتُ على ظهرها.
“نعم، نعم أنا بخير.”
‘بعد كلّ شيء، هي عائلتي.’
شعرتُ بثقل نظرة اللورد روهيل وهو يحدّق بي وبأختي بسعادة.
حاولتُ التظاهر بأنني لم أره وتجاهلتُ نظراته.
لكن اللورد روهيل حوّل نظره إلى إيشيد، وعيناه باردة وقاسية.
لم أره بهذا المظهر الحاد من قبل.
“دوق أستريا.”
أوه، لم أسمع صوته منخفضًا وجادًّا كهذا من قبل.
“لنتحدث قليلًا في الخارج.”
نظر إيشيد إليه، ثم إليّ، ثم أومأ برأسه ونهض.
“بالتأكيد.”
“هيا نخرج.”
بدا وكأنه يتحداه للمبارزة.
شاهدتُ تعبير اللورد روهيل الجاد وإيشيد الهادئ يغادران معًا.
ما الذي يريدان مناقشته؟
“هل حدث شيءٌ في المنزل؟”
هل لديه طلبٌ كبيرٌ من إيشيد؟
“نعم. *سعال* قد يكون لدينا فردٌ جديدٌ في العائلة قريبًا.”
الخدم يتغيّرون دائمًا، وحتى فرسان الدوقية يخضعون لاختبارات، لذا لم أفهم.
لكن ما يزعجني أكثر هو كل ذلك المخاط الذي تركته أختي على ملابسي.
يا للقرف!
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل "21"