تحذير: يحتوي الفصل على مواضيع حسّاسة تخص الآلهة، أوكّد على أن هذه الأفكار لا تَمُت لي بصلة، وأعوذ بالله أن أُشرِك به أحدًا، لم أستطع تحريف النص لما له من تأثير على محتوى القصة الأصلية، قراءة ممتعة.
***
[غبي. لقد وضعتَ نفسكَ على حافّة الفَناء.]
بصوتٍ خالٍ من التعبير، وبّخت الآلهة الوحش المقدّس الجالس أمامها.
ظل الوحش المقدس صامتًا بلا تعبير، يستمع فقط إلى كلماتها.
تلك الآلهة وذلك الوحش المقدس.
[أن يقوم وحشٌ مقدّسٌ بإيذاء إنسانٍ من أجل إنسانٍ آخر…]
شينسو وآلهة العدل تحديدًا!
كل الكائنات يجب أن تكون متساوية.
ولهذا، لم تستطع الآلهة التسامح مع فعل الشينسو الوحيد الذي قتل إنسانًا.
بدون تردّد، أنزلت الآلهة عقابًا قاسيًا على الوحش المقدّس. انقسمت روحه الواحدة إلى اثنتين.
إحداهما إنسانٌ يدور في حلقة التناسخ، والأخرى حارسٌ يحمي الأرض المقدّسة.
[ادفع ثمن خطيئتكَ بقدر عمر الإنسان الذي تدخّلتَ من أجله.]
أُلقِيَ بالوحش المقدّس، الذي أصبح الآن في جسد بشري، إلى عالم البشر على الفور.
في السنوات الأولى، أضاع وقته في التأقلم مع الجسد البشري.
كان الجسد البشري حسّاسًا بشكلٍ مزعج، يصاب بضربة شمسٍ إذا اشتد الحر، أو يموت من البرد إذا زاد عن حده.
تعرّض للموت جوعًا لأنه لم يعتد على تناول الطعام، ومات من الإرهاق لأنه لم ينم.
لكن أكثر ما عذّبه كان الألم الذي يخترق قلبه كلّ شهرين.
في اليوم الثاني الذي اكتمل فيه القمر، مات من شدّة الألم.
بعد أن مات عدّة مرّات، بدأ يشعر بالضجر من الحياة.
في هذه الحالة، أليس الموت أفضل من هذا…؟
لكن حتى لو مات، سيعود للحياة مرّةً أخرى ليعيش نفس الحياة العقيمة.
“كم مرّةً بقي لي؟”
على الأقل، يبدو أنه مات عشرين مرّةً بالفعل.
هذا يعني أن عقاب الوحش المقدّس كان على وشك الانتهاء.
قريبًا، ستنتهي هذه الحياة المملة.
لكنه سرعان ما أدرك أنه كان مخطئًا.
“أعطِني هذا، من فضلك.”
التقط الشخص الواقف بجانبه تفاحةً بشكلٍ أنيق.
وبالصدفة، لمست يدها يد الوحش المقدّس العارية.
في تلك اللحظة القصيرة، عرف الوحش المقدّس.
“تيريا…”
لقد كانت هي التجسيد الجديد للقديسة.
رغم أن ملامحها اختلفت، إلّا أنه تعرّف عليها من خلال القوة المقدسة التي لم ينسَها أبدًا.
التفتت المرأة، التي كانت تضع التفاح في كيسٍ ورقي، إليه بدهشة.
“همم …”
كانت تعرفه.
كانت المرأة خادمةً في قصر دوق أستريا، بينما كان الوحش المقدس ضيفًا مقيماً هناك منذ فترةٍ طويلة.
تذكّر رؤيتها في القصر من قبل.
لكن ما جعله لا ينساها هو أنها كانت تنظر إليه دائمًا بازدراءٍ واضح.
أدرك أن عدم تذكّرها له على الفور كان جزءًا من عقاب الآلهة.
بينما كان يحدّق بها، لفّت عينيها.
“تيريا…”
“سـ سيدي الضيف…”
عندما مدّ الوحش المقدس يده، تراجعت بخوف. كانت عيناها الزرقاوتان، اللتان تنظران إلى الوحش المقدّس، ترتعشان بعنف.
“أنا آسفة، لكن اسمي ليس تيريا. إذا كنتَ تواجه صعوبةً في العودة إلى القصر، هل تريدني أن أطلب أحدًا لمساعدتك؟”
لقد عامَلَته كسكّير.
“……”
تلاشى الحزن الذي ظهر في عيني الوحش المقدّس الفضيتين في الحال.
كان من الطبيعي ألّا يكون لها أيّ ذكريان منذ أن تجسّدت في حياةٍ جديدة.
لكنه شعر بغصّةٍ غريبة. هو يتذكّرها دائمًا، لكنها…
“أيها الضيف؟”
“لا بأس.”
غادر الوحش المقدس أولاً. بينما كانت تشاهد ظهره يبتعد، رمشت المرأة وهي تراقبه وهو يبتعد.
***
كان هناك ضيفٌ يقيم منذ فترةٍ طويلةٍ في قصر دوق أستريا.
كان الضيف، الذي يقيم في الملحق فقط، الضيف المفضّل لدى خدم القصر.
لم يكن يطلب شيئًا، ولم يكن صعب الإرضاء، وحتى عندما يُخطِئ الخدم، كان يتغاضى عن ذلك.
كان قليل الكلام، لكن نظرًا لأن العديد من النبلاء كانوا يضايقون الخدم بمزاحهم، كان صمته وهدوئه شيئًا يُعجبهم.
بالإضافة إلى ذلك، كان وسيمًا. كان العديد من الخادامات معجباتٍ به سرًّا.
في وقت الغداء، تجمّعت الخادمات في غرفة الطعام، يثرثرن ويضحكن.
“في الحقيقة، من الصعب اعتباره مجرّد ضيف. لقد نشأ هنا منذ أن كان طفلاً.”
كان الضيف غريبًا بطرقٍ عديدة.
لم يكن فردًا من عائلة الدوق، لكنه نشأ في القصر وعومل بنفس مستوى دوق أستريا.
“أليس مثل أميرٍ لديه الكثير من الأسرار؟”
قامت الخادمة ماري بهدوءٍ بإنهاء طبق الحساء الخاص بها ونهضت.
“ماري، أنتِ ستنظفين الملحق اليوم، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح.”
أخرجت ماري نفسًا عميقًا في سرها عندما تذكّرت وجه الضيف فجأة.
لم تعرف السبب، لكنها شعرت بعدم ارتياحٍ تجاهه.
لم يكن مجرّد كُرهٍ عادي، بل كان شعورًا بالرفض ينبعث من أعماقها.
“أنا أحسدكِ.”
“هل تريدين تنظيف الملحق بدلاً مني؟ المكان الذي ستنظفينه اليوم هو السلالم، أليس كذلك؟”
“حقًا؟ هل يمكنني ذلك؟”
“نعم، بل سأكون ممتنة…”
“لا، هذا غير ممكن. إذن لن يكون هناك معنًى لجدول التنظيف الذي أعددناه.”
“آه، رئيسة الخادمات!”
دخلت رئيسة الخادمات إلى غرفة الطعام ورفعت نظارتها بوجهٍ صارم.
“وأيضًا، كم مرّةً قد أخبرتكنّ أن الحذر في الكلام ضروري؟ إذا استمررتنّ في الثرثرة هكذا، سيثور غضب الدوق.”
“نحن آسفات…”
“انتهى وقت الغداء، لذا على الجميع العودة إلى عمله. ماري، اذهبي إلى الملحق للتنظيف.”
“نعم…”
مشيت ماري بخطواتٍ بطيئةٍ وكسولةٍ نحو الملحق.
كانت تشعر بعدم ارتياحٍ كافٍ بالفعل، لكنه زاد بعد لقائها بالضيف في السوق قبل بضعة أيام.
تذكّرت ماري وجه الضيف وصوته في ذلك اليوم.
لقد بدا وكأنه يفتقد بشدّة شخصًا يدعى تيريا.
‘مَن تكون تيريا؟’
حبيبة؟ إذا كان الامر كذلك، هل انفصلا في الماضي أم أن بينهما قصةٌ أعمق من ذلك؟
يبدو أن الضيف الصامت من النوع الذي يحمل الكثير من الذكريات المؤلمة.
طرق، طرق.
طرقت ماري باب غرفة نوم الضيف للتنظيف.
“اعذُرني على الإزعاج.”
لم يكن هناك رد. دخلت كالمعتاد ووجدت الضيف واقفًا بجانب النافذة.
تحت ضوء الغروب المتقطع، بدا شعره الفضي وكأنه يتلألأ قليلاً.
عندما التفت الضيف إليها، التقت عيناها بعينيه الفضيتين الغامضتين التي كانت تجدها دائمًا غريبة.
ابتعدت ماري بسرعةٍ عن ذلك الضيف الذي بدا وكأنه يحمل الكثير من الأسرار.
‘ماذا لو أمسك بي وبدأ فجأةً في سرد قصة حياته؟’
لكن الضيف الصامت لم يُمسك بها.
كلّ ما فعله هو متابعتها بنظراته بينما تنظّف الغرفة.
لو كان في تلك النظرة أدنى شعورٍ سيء، لوجدت فيها عيبًا.
على العكس، لم تشعر إلّا بجفافٍ يكفي لتهدئة عقلها، لذا لم تكن ماري تعرف ما يدور في خُلد الضيف.
بفضل نظافة الضيف، لم يكن هناك الكثير لتنظيفه في الغرفة. رتّبت بعض الكتب على المكتب ثم حملت سلة الغسيل.
“إذن سأغادر…”
“ما اسمكِ؟”
“آه…”
كان سؤالًا مفاجئًا. حاولت ماري إخفاء ارتباكها بينما ترمش بعينيها.
“ماري، اسمي ماري.”
“هل تعرفين اسمي؟”
“ماذا؟”
كان هذا مربكًا أكثر.
ماري، التي كانت على وشك الإجابة بثقة بأنها تعرف، أغلقت فمها لأنها لا تعرف اسم الضيف.
كانوا يعرفون اسم معظم الضيوف يعرفون، لكنها فوجئت وشعرت بالغرابة لأنها لا تعرف اسم ضيفٍ دائم.
‘هل يجب أن أسأله؟’
نظرت إليه خلسةً لترى رد فعله.
لكن وجه الضيف الخالي من التعبير لم يعطِ أيّ تلميح.
‘لو لم يرغب في إخباري، لما سألني أساسًا.’
“آسفة، لكني لا أعرف اسمك. هل يمكنني معرفته؟”
“إيشيد. نادِني بإيشيد فقط.”
كيف يمكن لخادمةٍ أن تنادي نبيلًا باسمه الأول بكلّ بساطة؟
شعرت ماري برغبةٍ شديدةٍ في الهروب من هذا الحوار الغريب.
لكنها خمّنت أنه لن يدعها تذهب إذا لم توافق، لذا أجابت بسرعة.
“نعم…”
هاه …
في تلك اللحظة، رأت زاوية فم الضيف ترتفع قليلاً بما يشبه شبح ابتسامة.
كانت لمحةً سريعةً لدرجة أنها ظنّت أنها تتخيّل الأمر، لكن الرجل بدا مستمتعًا بهذا الموقف.
“إذن سأذهب الآن.”
لحسن الحظ، لم يحاول إيشيد إيقافها هذه المرة.
‘يجب أن أتجنّب الملحق لفترةٍ من الوقت.’
غادرت الملحق بهذا التصميم.
لكن رغم هذا القرار، استمرّت ماري في مواجهة إيشيد بشكلٍ غير متوقع.
أثناء التنظيف، أو أثناء العناية بالزهور في الحديقة، أو حتى في السوق.
بدأت تشك في أنه كان يتبعها عمدًا.
تظاهرت ماري بعدم ملاحظة الضيف الذي يتبعها وسارت في الشارع. لكن بعد بضع خطوات، التفتت إليه فجأة.
لكن الضيف لم يفزع إطلاقًا رغم أنه كان يتبعها خلسة. نقرت ماري بلسانها.
“أيها الضيف، لماذا تستمر في متابعتي …؟”
“إيشيد.”
“……”
“نادِني بإيشيد.”
“……”
شعرت ماري برؤيتها تضعف للحظة.
لم يكن هناك سببٌ يمنعها من مناداته بذلك إذا طلب منها ذلك..
اتخذت ماري قرارها وقالت اسم الضيف.
“إيشيد، لماذا تتبعني دائمًا؟”
“أنا فضوليٌّ لمعرفة ما الذي تفعلينه.”
“هذا لا يفسر سبب ملاحقتكَ لي. لماذا أنتَ فضوليٌّ بما أفعله؟”
“……”
التزم الضيف الصمت عند هذه الإجابة.
إذا كان لا يريد الإجابة، فلا يُمكنها فعل شيء..
“على أيّ حال، توقف عن ملاحقتي من الآن فصاعدًا. لا يمكنني الذهاب مع رجلٍ آخر عندما يكون لديّ موعدٌ مع حبيبي.”
“حبيب؟”
“نعم، حبيبي. سنتزوّج قريبًا.”
رفعت ماري يدها، حيث كانت ترتدي خاتمًا فضيًا في إصبعها البنصر.
“سأذهب الآن.”
انحنت ماري وتابعت طريقها.
وقف إيشيد في مكانه، يشاهدها تبتعد.
لمحت ماري، التي كانت تسير في الشارع، شخصًا ما، وركضت نحوه بحماس، ثم قفزت بين ذراعيه.
كانت ابتسامتها مشرقة.
“……”
كان على إيشيد أن يعترف بالحقيقة.
حتى لو كانت روح تيريا تعيش داخل ماري، فإن الشخص الذي يعيش الآن هو ‘ماري’.
لهذا السبب لم يستطع التدخل في حياة ‘ماري’.
كل ما كان مسموحًا له به هو المشاهدة.
مثل المراقب الذي يرى كلّ شيء، شاهد إيشيد روح تيريا وهي تتناسخ مرارًا وتكرارًا.
في يومٍ كطفلة، وبغض الأيام كعجوز، وبعضها الآخر كشابّة.
لم يقابل كل
تجسيدات تيريا، لكنه في حلقة الزمن التي لا تنتهي، شاهد تناسخها مرّاتٍ لا تحصى.
أحيانًا كان يتدخّل في حياتها أو موتها.
وبسبب ذلك، استمرّ عقاب الوحش المقدس في الازدياد.
وهكذا، بينما كانت العقوبات تزداد وتنقص، بقي له عقابٌ واحد فقط.
عندها قابل إيشيد شاتيريان.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 121"