شربتُ الماء الذي أصبح دافئًا، وانتشر الدفء في جسدي بسرعة.
“لقد نجوت. كِدتُ أموت حقًا.”
“هـ هذا الكلام …. آه ..”
توقّف أورغون عن الكلام والدموع تملأ عينيه.
هذا الرجل الحسّاس.
تأثّر أورغون بكوني على قيد الحياة، لكنه شعر بالذنب أيضًا لأنه ظن أنني ميتة.
عرفتُ هذا لأنه كان يختلس نظراتٍ خاطفةٍ عليّ منذ أن كنا في الغابة.
لوّحتُ بيدي، وشعرتُ بالانزعاج من كل شيء.
“أنا متعبة، فلا تزعجني. بالنظر إلى أنني وقعتُ في مخالب ويفرن، فمن الطبيعي أن تظنّوا أنني قد مِت.”
ليس هناك داعٍ لأن يشعر أورغون بالذنب.
لقد اتخذ القرار الأكثر عقلانيةً من مكانه، مستبعدًا العواطف.
“على أيّ حال، لقد جئتُم لإنقاذي في النهاية.”
“تيري…”
“حسنًا، ربما جئتم لإنقاذ إيشيد وليس أنا.”
“……”
ارتعشت عينا أورغون بعنفٍ عندما أضفتُ هذه الجملة.
كنتُ أمزح، لكني لم أكذب عليه.
بينما أنهيتُ شرب الماء الدافئ، سألتُه.
“لكن الأمور تبدو أكثر هدوءًا مما توقعت؟”
لا توجد علاماتٌ على خروج المزيد من الوحوش من الغابة، لكن أليسوا مشغولين بالتعامل مع تلك التي خرجت بالفعل؟
“الأمر ليس خطيرًا كما توقعنا. عدد الوحوش التي خرجت من الغابة أقل من المتوقع، ولسببٍ ما توقفوا عن الخروج فجأة.”
كأن حاجزًا قد عاد للظهور.
“إذن، بمجرّد التخلّص من الوحوش التي خرجت، تنتهي المشكلة؟”
“بالضبط. وقد انتهينا من معظمهم بالفعل.”
انتهى الاجتياح الثاني للوحوش.
“آه…”
أخيرًا، انتهى هذا الكابوس.
مع زوال التوتر، غمرني التعب الذي كنتُ قد نسيته.
“تيري، عندما تستقر الأمور، عودي إلى العاصمة مع قائد الفرسان.”
“لا.”
سرّحت شعري الأشعث بيدي إلى الخلف.
رأيتُ إيشيد يتحدث مع ثالتوس.
“يجب أن أذهب إلى ماركيزية كولينس.”
“حسنًا، يمكنكِ الاستراحة هناك قبل العودة إلى القصر…”
“لا، سأذهب للقبض على الساحر الأسود ماسيتيكي.”
لقد انتهت معركة الوحوش، لكن المعركة مع الساحر الأسود لم تنتهِ بعد.
عليّ أن أستخدم هذا السيف لتطهير قوة الظلام.
كان عليّ أن أنفّذ وصية شجرة العالم.
سألني أورغون بوجهٍ جاد.
“هل ماسيتيكي في إقطاعية كولينس؟”
هززتُ كتفي.
“لا أعرف. لكنني فكّرتُ في الأمر. نحن لا نعرف الكثير عن ماسيتيكي. لقد ماتت كل عائلته في اجتياح الوحوش قبل عامين. لكن هل مات جميع أهالي القرية حقًا ذلك اليوم؟”
الإجابة هي لا.
ميزة وعيب القرى الجبلية أنها منعزلة.
الطعام الذي ينتجونه محدود، لذا فهم بحاجةٍ إلى تجّارٍ يترددون بين القرية والمدن.
بالطبع، كان هناك تجارٌ في قرية ماسيتيكي.
“ربما كان هناك شخصٌ من أهل القرية في الماركيزية ذلك اليوم.”
فهم أورغون الذكي قصدي دون الحاجة لشرحٍ مطوّل.
“وبما أن إقطاعية كولينس قريبةٌ من القرية، فقد يكون مكث هناك خلال العامين الماضيين.”
“هذا احتمالٌ وارد. لكن، تيري، لا يعجبني أن تذهبي إلى هناك.”
“ليس لديّ خيار. لقد تلقّيتُ وصية شجرة العالم.”
وصيةٌ بمصطلحٍ ملطّف، وإجبارٌ هو المصطلح الحقيقي.
كنتُ قد أخبرتُ أورغون عن شجرة العالم بالفعل.
كان مندهشًا، لكنه اعتقد أنه بما أن غابة الوحوش منطقةٌ مجهولة، فقد يكون هناك طريقٌ لشجرة العالم فيها.
“وجدتُ تابوتًا في باطن غابة هالتونيا أعتقد أن جثة الساحر الأسود كانت بداخله. النقوش على التابوت تؤكد ذلك.”
“كانت بداخله؟”
“نعم، لكنه كان فارغًا عندما وجدتُه. لماذا أخذوه؟ وما الهدف؟”
كان لديّ الكثير من الأسئلة.
مَن وضع تابوت الساحر الأسود في غابة الوحوش؟ ولماذا في هالتونيا تحديدًا؟ وكيف وصل إلى هناك؟
ولكن بما أن الأمر لم يكن مهمًا بشكلٍ خاص، فقد ركّزتُ أكثر على ما كان هناك واختفى.
“على أيّ حال، سنعرف كلّ شيءٍ بمجرّد القبض على ماسيتيكي.”
انتهى نشاطي الذهني لهذا اليوم.
تثاءبتُ بسبب التعب الذي غمرني فجأة.
كانت الشمس تغرب.
سأنام الليلة، وغدًا سنتّجه إلى ماركيزية كولينس.
دخلتُ
إلى الخيمة المنهكة وغططتُ في النوم.
* * *
في قصر ماركيزية كولينس.
في المكتب الفاخر المزيّن بسجادٍ أحمر وتماثيل غزلان ذهبية على الجدران.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 112"