ثم قطع بسرعةٍ ذراع الغولم، ولكن مثل أيّ وحشٍ سحري، التصقت الصخور معًا على الفور لتشكيل ذراعٍ جديدة.
الطريقة الوحيدة لقتل الغولم هي تدمير نواته.
لكن موقع النواة يختلف في كلّ غولم، والشيء المشترك هو أنها تكون دائمًا في مكانٍ يصعب الوصول إليه.
راقبتُ جسد الغولم الذي يتحرّك بعنفٍ بينما كان يقاتل إيشيد. فحصتُ تحت ذراعيه وساقيه، لكنني لم أجد النواة.
إذن لم يتبقَّ سوى مكانٍ واحد …
“إيشيد، إنها في أخمص قدمه!”
مكانٌ لا يمكن رؤيته إلّا إذا سقط الغولم.
لإزالة النواة، كان علينا أولًا إسقاط هذا الوحش الضخم.
بينما كان يصد هجمات الغولم، بدأ إيشيد في توجيهه بهدوءٍ نحو صخرةٍ خلفه.
كانت الصخرة كبيرةً جدًا بالنسبة للإنسان، لكنها مناسبةٌ لجعل الغولم يتعثر.
تحرّك الغولم للخلف دون مقاومةٍ تحت هجمات إيشيد، ثم سقط أخيرًا مع صوتٍ عالٍ.
لم يضيّع إيشيد الفرصة.
ركض بسرعةٍ وحطّم النواة الموجودة في أخمص القدم بضربةٍ واحدة.
انهارت الصخور التي شكّلت جسد الغولم الضخم.
سرعان ما اختفى الغولم، تاركًا وراءه كومةً من الحجارة.
“هاها…”
ضحكتُ بدون وعي، مرتاحةٌ بانتهاء المعركة ومندهشةٌ من القوة الخارقة لإيشيد الذي هزم ذلك الغولم الضخم.
“هذا هو السبب في أنكَ القائد!”
أشاد السير ثالتوس بإيشيد بإعجاب.
لكن لم يكن لدينا وقتٌ للشعور بالفرح برفاهية.
شعرتُ بظلٍّ يسقط على وجهي، فنظرتُ إلى الأعلى.
كان الويفرن يغطي السماء الصافية.
أدرك ثالتوس الوضع بسرعةٍ واقترب مني.
“الرئيسة، لا تبتعدي عني.”
“لكن سير…”
نظرتُ إليه بعينين قلقتين.
كان ثالتوس يتعرّق بغزارةٍ لكنه لم يُرخِ قبضته على سيفه.
هبّت رياحٌ قويّةٌ مع رفرفة أجنحة الوحش.
وفي نفس اللحظة، نزل للهجوم.
منقارٌ ضخمٌ ومخالب حادّة.
عادةً ما تأخذ الويفرن فرائسها إلى عشّها لتأكلها.
كانت الويفرن التي تعتبرنا فريسة تنتظر الفرصة للإمساك بنا.
إذا أظهرنا أدنى تردّد، سنُؤخَذ على الفور.
حاولتُ صد منقار الويفرن ومخالبها بخنجري القصير.
لكننا كشخصٍ جريحٍ ومبتدئ، لم نستطع صد هجمات الوحش لفترةٍ طويلة.
في لحظة غفلة، أمسكتني قدم الويفرن.
عندما حلّقت الويفرن، ابتعدتُ عن الأرض في لمح البصر.
أصبح إيشيد وثالتوس مجرّد نقطتين صغيرتين، محاطين بحشدٍ من الوحوش.
“شاتيريان!”
“رئيسة!”
حتى أصواتهم المنادية من الأسفل بدت بعيدة.
‘هل سيتمّ أخذي إلى العش وأُؤكل هكذا؟’
ثم اقتربت ويفرن أخرى وفتحت منقارها فجأةً لمحاولة الإمساك بساقي.
لو لم تَدُر الويفرن التي أمسكتني جانبًا، لربما فقدتُ ساقي.
خفق قلبي بعنف.
على الرغم من فشل الهجوم الأول، بقيت الويفرن الأخرى تحوم حولنا، تراقبنا بشراهة. ماذا لو أمسكت بساقي؟
شحب وجهي لفكرة أنني قد أتحوّل إلى قطعة ورقٍ رقيقةٍ تُمزَّق إلى نصفين.
فذ اللحظة التي أمسك بها الويفرن بساقي، كنتُ قد أسقطتُ الخنجر على الأرض. لذا كل ما تبقى لي هو القوة المقدسة.
وضعتُ كفّي على قدم الويفرن الصلبة والخشنة.
ركّزت قوتي وأطلقتُ كميةً كبيرةً من القوة المقدسة.
مع رائحة اللحم المحترق، سمعتُ صرخة ألمٍ من الويفرن.
في تلك اللحظة، سقطتُ.
لم تستطع الويفرن تحمّل الألم وأفلتتني.
تغيرت رؤيتي بسرعة.
لكن إن لم يكن ذلك، لكنتُ في حالة راحة لم أدرك معها أنني كنتُ أسقط.
كنتُ مرتاحةً لدرجة أنني فكرتُ في الموت بالسقوط.
حتى أنني فكرتُ بسذاجةٍ أن الموت بالسقوط أنظف وأفضل من أن يتم تمزيقي بواسطة الويفرن.
يقال إن الإنسان عندما يسقط من ارتفاعٍ كبير، يموت بنوبةٍ قلبيةٍ قبل أن يصطدم بالأرض.
عزّيتُ نفسي بأن ذلك سيكون أقلّ إيلامًا من تحطّم رأسي.
ثم فقدتُ الوعي قريبًا.
* * *
‘شاتيريان…!’
أزال إيشيد كل الويفرن أمامه ومدّ يده بيأسٍ نحو شاتيريان التي كانت تبتعد.
لكن الوقت كان قد فات.
كانت شاتيريان، التي أمسكتها الوحوش، قد ارتفعت عاليًا في السماء بالفعل.
استيقظ إيشيد من كابوسٍ مزعج.
كان قد غفا قليلاً على شجرة، لذا لم يتغيّر الكثير حوله.
غابة هالتونيا.
كان إيشيد الآن داخل موطن الوحوش الحقيقي.
كان هذا اليوم الرابع منذ دخوله الغابة للبحث عن شاتيريان التي أخذها الويفرن.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 107"