ففي النهاية، لم يكن هناك ما هو أصعب من مواجهة وحوشٍ ذكية.
كنتُ لأفضّل مواجهة وحوشٍ تعتمد على غريزتها فقط.
وأخيرًا، عندما قتلتُ آخر عفريت …
ساد الهدوء والسكينة المستنقع.
هااه!
كنتُ ألهث بقوّةٍ ونفضتُ الطين العالق بي من النباتات التي ألقاها العفاريت.
الرائحة الكريهة التي تراكمت وتعفّنت لفترةٍ طويلةٍ جعلتني أرغب في القفز في النهر وغسل جسدي على الفور.
لكن هذه الفكرة سرعان ما اختفت بمجرّد مغادرتي المستنقع.
لأنه بمجرّد أن غادرتُ المستنقع، هاجمني وحشٌ آخر.
على عكس اليوم السابق، كان يومًا عصيبًا للغاية.
لو استمررتُ على هذا المنوال، لكنتُ سأموتُ فورًا، ناهيك عن الوضول إلى غابة هالتونيا.
‘هل ستأتي التعزيزات؟’
لوّحتُ بخنجري، منتظرةً التعزيزات التي لم أسمع عنها.
***
وصل خبر خروج الوحوش من غابة هالتونيا إلى القصر الإمبراطوري في مساء اليوم الذي التقت فيه شاتيريان بإيشيد.
تم تشكيل فرقةٍ لإبادة الوحوش في الحال، لكن فقط 70% من الأعضاء توجّهوا نحو الغابة.
في شوارع العاصمة المظلمة، التي ينيرها فقط وهج المشاعل المحترقة…
حلّقت عدّة وايڤرن في السماء.
امتلأت الشوارع بصراخ الناس والدماء الحمراء.
كان موقفًا يُظهِر أن عدم وصول الوحوش إلى العاصمة قبل عامين كان معجزة.
لم يكن هناك سوى وحوشٍ مجنّحةٍ الآن، لكن كان من الواضح أن وحوشًا أخرى ستجري على الأرض ستظهر مع مرور الوقت.
تأخّرت فرقة الإبادة المتّجهة إلى غابة هالتونيا لأنها كانت تقتل الوحوش أثناء تقدّمها.
نظر أورغون، الذي كان قد قتل هاربي تتغذّى على جثث الوحوش، إلى السماء الصافية الآن.
طوال طريقه إلى الغابة، لم يستطع التخلّص من الشعور السيء الذي ينتابه.
عند تشكيل الفرقة، كان أوّل مَن بحث عنه هو شاتيريان.
إلّا أن كيرين أخبرته أنها لم تعد إلى منزل الدوق الليلة.
ذهب أورغون فورًا إلى منزل فيل وطرق الباب.
فيل، الذي تفاجئ بزيارةٍ غير متوقعةٍ في منتصف الليل، رمش بعينيه.
«متى كانت آخر مرّةٍ رأيتَ فيها تيري؟»
«إذا كنتَ تقصد الرئيسة … رأيتُها صباحًا في المكتب لفترةٍ قصيرة. قالت إنها ذاهبةٌ لمقابلة ولي العهد، لكنها لم تعد بعد ذلك.»
في الصباح. فكّر أورغون في شاتيريان التي قابلها في الطابق الأول من القصر الرئيسي.
«لكن كان هناك شيءٌ غريب. حتى لو افترضنا أنها ارتدت رداءها للعمل، فحقيبتها بدت كما لو أنها ذاهبةٌ لمكان ما. وقالت أيضًا أنها ستقابل ولي العهد وأن الأمر سيستغرق عدّة أيام.»
أدرك أورغون الآن أن تصرّفات شاتيريان في الصباح كانت غريبة.
كانت تتصرّف كما لو أنها اتّفقت معه على اللقاء هناك.
نظر أورغون إلى يده.
أحيانًا، كان يشعر أن أحدًا ما يستعير جسده، والآن ييدو أن هذه الحادثة أكّدت شكوكه.
‘لكن لماذا يتّفق مع تيري على اللقاء باستخدام جسده …؟’
صُدِم أورغون للحظة.
«تيري، ألا تقومين بشيءٍ خطيرٍ مرّةً أخرى؟»
«أي خطر؟ لقد اتفقنا أن نذهب معًا…»
هل من الممكن أن تيري ذهبت إلى مكان به وحوش؟
“لكن كيف…؟”
أغلق أورغون فمه فورًا.
إذا كان هناك مَن يمكنه استعارة جسده، فهي الآلهة فقط، وإذا كانت الآلهة هي مَن فعلت ذلك، فلا داعي للتفكير كثيرًا.
بغض النظر، لن يفهم بسهولة.
على أيّ حال، من الواضح أن مَن استعار جسده أرسل شاتيريان عمدًا إلى غابة الوحوش.
قرّر أورغون الذهاب إلى الغابة بنفسه ليتأكد.
كواك!
سقط الوحش بعد ضربة سيفٍ واحدةٍ مشبعةٍ بالقوّة المقدّسة.
برؤية وحشٍ لا يمكن التعامل معه إلّا بقوّة مقدّسة، بدا أن قوّة الوحش أصبحت لا تُضاهى بما كانت عليه قبل عامين.
“لننطلق.”
ركب أورغون حصانه، أمسك باللجام، وضرب فخذ الحصان.
توسّل في قلبه ألّا تكون شاتيريان المتهوّرة هناك.
***
نفث السلمندر، الذي يشبه سحليةً عملاقة، النار من فمه.
تدحرجتُ وتجنّبتُها بالكاد، وفي الوقت نفسه، قطع إيشيد رأس السحلية إلى نصفين.
“يا إلهي، لقد نجوت…!”
همستُ بهذه الكلمات.
مع ظهور وحوشٍ تستخدم سحر النار، ظننتُ حقًا أنني سأموتُ هذه المرة.
نظرتُ حولي حيث اجتاحت نار الوحش المكان.
بما أننا في جبلٍ صخري، وبعض الأعشاب بين الصخور قد احترقت، إلّا أنني لم أكن قلقةً بشأن اشتعال حريقٍ في الغابى.
سِرنا بثباتٍ كلّ يوم، ووصلنا أخيرًا إلى المرتفعات.
لو تجاوزنا هذا الجبل الصخري، لوصلنا إلى حدود غابة هالتونيا.
كلما اقتربنا من الغابة، زادت هجمات الوحوش، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة، لم نتمكّن من النوم جيدًا.
بعد كلّ هجوم، كان قلبي ينبض بقوّة، ممّا يطرد النوم، لكنه يعود سريعًا.
فركتُ أنفي وسألتُ إيشيد ما خطر ببالي فجأة.
“بالمناسبة، إيشيد، ما الذي تخطّط لفعله عند الوصول إلى غابة هالتونيا؟”
كان سؤالًا متأخّرًا بعض الشيء.
“أولاً، سنقابل فريق الاستطلاع ونقيّم الوضع.”
الآن وقد فكّرتُ في الأمر، كان من المفترض أن يكون لدى الفريق منفذ اتصالٍ سحري، لكنهم لم يتلقّوا أيّ اتصالٍ من القصر. كانوا الفرسان في الخطوط الأمامية، لذا ربما لم يكن من السهل هزيمتهم.
لابد أن شيئًا ما قد دمّر جهاز الاتصال، أو حدث أمرٌ لا مفر منه.
“إذا وصلت التعزيزات من القصر، فمن الأفضل الانضمام إليهم.”
حتى إيشيد بدا متعبًا من السهر المتواصل.
رأيتُ وجهه الشاحب بعض الشيء وأومأت برأسي.
“شاتيريان، إذا وصلت التعزيزات وكان وضع فريق الإبادة جيدًا، فمن الأفضل أن تعودي إلى القصر.”
صعقتني تلك الكلمات.
“لقد قطعت كل هذه المسافة معي، وما زلتَ لا تعلم؟”
كنتُ قويةً جدًا.
“أنا أشعر بقوّتكِ جيدًا. لكن بغض النظر عن ذلك، لا يعجبني أن تكوني في موقفٍ خطير. لأنني أحبّكِ.”
“آه…”
لماذا تقول هذا فجأة…؟
لطالما كان إيشيد بارعًا في قول الكلمات التي أردتُ تجنّبها.
قلبتُ عينيّ من الحرج لأن إيشيد كان يُقرّ بمشاعره بهدوءٍ وصراحة. كان شعوري بإعجاب إيشيد بي وسماعه بالكلمات أمرًا مختلفًا.
في هذه اللحظة، أصبح من الصعب عليّ إبقاء عينيّ وأذنيّ مغلقتين.
كان قلبي يخفق بشدّ
ةٍ لدرجة أنني لم أستطع تحمّل عدم الاعتراف بمشاعري.
كان من الأفضل ألّا أفعل ذلك من أجل إيشيد.
مع أنني كنتُ أعرف ذلك جيدًا…
لكنني في النهاية،
“وأنا أيضًا، لا أريد إرسالكَ إلى مكانٍ خطيرٍ بمفردك. لأنني أحبّكَ أيضًا، لذا أنا قلقةٌ عليك.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 105"