استمتعوا 

 

“له وظائف أخرى، لكن لا أعرف إذا كنت ستحتاجها يومًا، أوه، الدرع يُفعَّل بكلمة رئيسية، فقط اصرخ ‘درع’، وسيعمل.”

 

“شكرًا، كلوي، يبدو أنني مدين لكِ مرة أخرى.”

 

“مدين؟، لا على الإطلاق، إنه يعمل بحجارة المانا التي أعطيتني إياها، لذا فكر في الأمر كإعادة ما تلقيته.”

 

على الرغم من الفرق الكبير بين حجارة المانا والقطع الأثرية، لم يكن ذلك مهمًا كثيرًا، تجاهلت كلوي الأمر وارتدت القطعة التي صنعتها كجزء من زوج على معصمها.

 

تحولت نظرة تاهيز إلى السوار الأسود عندما مدّت يدها لتظهره.

 

“هذا يحتوي على شعرك، لقد صنعت قطعة أثرية تتجوه للاتجاه الذي انت فيه لأن البحث عنك كان مزعجًا، أنا الوحيدة التي ستستخدمه، فلا بأس، أليس كذلك؟”

 

بما أنه كان مشابهًا للقطعة التي كلفها بها ولي العهد، كان من السهل صنعه، بما أنها قطعة زوجية، فلقد كان لديها نطاق بحث واسع.

 

مع علمها أن تاهيز كثيرًا ما يتعرض للهجمات، لم تستطع أن تشعر بالراحة، كان هذا أفضل احتياط يمكنها اتخاذه.

 

“لا بأس، لكن…”

 

طرق، طرق، طرق.

 

“آسف على التأخر، سموك والآنسة كلوي، أنا الفيكونت ديراهين.”

 

* * *

 

بليك ديراهين، عاش طوال حياته على حدود غابة الشتاء، وأصبح فيكونتًا فور بلوغه سن الرشد قبل ثلاثين عامًا، متابعًا خطى والده، توفي والده ببطولة دفاعًا عن الأسوار خلال موجة وحوش مفاجئة.

 

وفيًا لسمعة عائلته الثابتة، حافظ بليك بهدوء على حماية إقليم ديراهين، لم يتغير ذلك حتى بعد أن أصبح جزءًا غير متوقع من الدوقية الكبرى.

 

‘من حسن الحظ أن الدوق الأكبر أكثر إنسانية مما توقعت.’

 

لم يكن لدى بليك توقعات كبيرة عندما قدم تقارير عن التشوهات في غابة الشتاء وطلب الدعم، كانوا دائمًا تقريبًا يعتمدون على أنفسهم للبقاء.

 

لكن الدوق الأكبر جلب ساحرة كبيرة وقرر استكشاف الأمر شخصيًا، بالنسبة لشخص كان مشغولًا بصد الوحوش بدلاً من استكشاف المناطق المحظورة، كان هذا خبرًا رائعًا.

 

خلال أسبوعين من بدء الرحلة الاستكشافية، انخفضت غزوات الوحوش بشكل ملحوظ، كانت هذه قوة رجل لا يضاهيه أحد في البراعة الحربية في الإمبراطورية وواحدة من الساحرات الكبيرات القليلات في القارة.

 

عندما عادوا، أدرك بليك أن كل مخاوفه بشأن كيفية استقبالهم كانت عبثًا، رفضوا دعوات الحفلات وتوجهوا مباشرة إلى الدوقية الكبرى، متبادلين بضع كلمات تحية فقط.

 

‘لم أعتقد أبدًا أنهم سيقبلون بزيادة طفيفة في معدل الضرائب.’

 

كان بليك يحترم نبل الدوق الأكبر بشدة، كان قرارًا عقلانيًا تمامًا كان تاهيز سيرفضه بهز رأسه.

 

بعد كل شيء، إذا سقط عقار ديراهين، فإن الشمال سيتكبد الخسارة الأكبر، ومع رؤية أنه لا يوجد الكثير لكسبه، كانت هذه خطوة لتحقيق فوائد طويلة الأمد.

 

ومع ذلك، شعر الفارس المتشدد أنه لم يرد الجميل بالكامل من جانبه وأصر على دعوة الدوق الأكبر، وبالنظر إلى الساحرة المعروفة بأنها حبيبته، خطط لتسليمهم كمية معينة من جثث الوحوش والأعشاب التي لم تُعالج بالكامل بعد.

 

لكن في اليوم الذي كان من المفترض أن يصلوا فيه، ظهرت مشكلة، لأول مرة منذ الرحلة الاستكشافية، وصلت الوحوش إلى الأسوار، على الرغم من أنه سارع للتعامل مع الأمر قبل موعد اللقاء، انتهى به المطاف متأخرًا.

 

‘وحوش عديمة الفائدة.’

 

كانت وحوشًا متوسطة إلى كبيرة الحجم، يصعب على الجنود العاديين التعامل معها، لتقليل الضرر وتعزيز الروح المعنوية، تعامل معها بنفسه، عائدًا في حالة فوضوية.

 

‘على الأقل كانوا متفهمين.’

 

ألقى بليك نظرة على الدوق الأكبر وحبيبته الذين يتناولان العشاء على الطاولة، عندما شرح تأخره، تفهموا الأمر بسهولة، مما خفف من قلقه.

 

عدم التشكيك في وقاحة جعل ضيوف ذوي مكانة عالية ينتظرون أظهر طابع تاهيز، كان من الصعب فهم لماذا كانت لديه سمعة سيئة.

 

“عزيزي، قل آه.”

 

“آه…”

 

…رؤية مثل هذا المشهد جعل فهمه أصعب.

 

‘لا يبدو على الإطلاق كـقاتل متعطش للدماء.’

 

تنحنح بليك بهدوء وحرك أدواته، على الرغم من أنه رآهم من بعيد خلال ذكرى التأسيس، إلا أن مشاهدة أفعالهم العاطفية عن قرب كانت تفوق الخيال.

 

موقف الساحرة، كما سمع، كان مذهلاً، كانت تستطيع تجاهل محيطها بشكل مثالي.

 

شعر بالحرج وهو يشهد أفعال الحبّ لزوجين شابين، فتجولت نظراته فوق الطاولة.

 

إذا كانوا هكذا هنا، فكيف سيكون الأمر عندما يكونان بمفردهما؟

 

‘هل يأكلان وهما جالسان في أحضان بعضهما؟’

 

لا، مستحيل.

 

وهو يهز رأسه داخليًا، اشتاق بليك إلى زوجته، التي أرسلها لفترة وجيزة إلى عائلتها عندما كانت هجمات وحوش غابة الشتاء شديدة.

 

بينما قرر أن ينجبوا طفلاً عند عودتها، تحدث الدوق الأكبر.

 

“الفيكونت ديراهين، هل أعددت قائمة بالمواد التي يمكنك تزويدنا بها؟”

 

“نعم، سموك، سأريكم إياها بمجرد أن تنتهوا من وجبتكم.”

 

“لنلقِ نظرة سريعة ونتوجه إلى المستودع.”

 

“كما تشاء.”

 

أجاب بليك بأدب، حريصًا على عدم النظر إلى تاهيز مرة أخرى، كان يتصبب عرقًا، محاولًا تجاهل الكريمة على طرف شفتي تاهيز، كانت دليلاً على قبوله الحماسي للحلوى التي قدمتها الساحرة.

 

‘لا أستطيع حقًا التأقلم مع هذا.’

 

بالطبع، ما لم يستطع التأقلم معه أكثر كانت الساحرة، التي كانت تدعو الدوق الأكبر بلقب حنون وتلمسه بحرية.

 

“هيز، لديك كريمة عليك.”

 

“أين؟”

 

“هنا.”

 

قبل أن يتمكن تاهيز من فعل أي شيء، مسحت كلوي شفتيه بإصبعها، التقت عيناهما عندما رأى لسانها الأحمر يلعق البياض من إصبعها.

 

“…”

 

“…أحم.”

 

شعر بليك بالظلم تحت نظرة تاهيز الباردة، لم يكن لديه أي دوافع خفية؛ كان فقط مندهشًا من تصرفات الساحرة.

 

‘الشباب الآن هكذا…’

 

دون علمها بشكوى الرجل في منتصف العمر الداخلية، تحدثت كلوي إلى تاهيز.

 

“انتهيت من الأكل، وأنت؟”

 

“انتهيت أيضًا، الفيكونت، القائمة.”

 

“نعم، سموك.”

 

بإشارة من السيد، ناول خادم الدوق الأكبر رقًا، بينما كان يراجع القائمة، قدمت الخادمات الشاي.

 

شربوا الشاي أثناء مراجعة القائمة، وفرزوها أولاً، ثم انتقلوا إلى المستودع، نظروا حولهم، وفرزوها مرة ثانية، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أخذ كل منهما ما يحتاجه وغادر.

 

وودعهم الفيكونت ديراهين بأدب.

 

* * *

 

عاد كلوي وتاهيز إلى الدوقية الكبرى عبر بوابة الانتقال، الحديث، الذي كان متقطعًا، تضاءل بشكل طبيعي ليتناسب مع الرحلة.

 

بعد أن ودّعته كلوي وكانت على وشك العودة إلى برج السحرة، جاء سؤال تاهيز.

 

“ذكرتِ أن هذا السوار له وظائف أخرى، أليس كذلك؟”

 

“أوه، صحيح، قمت بتزويده بتعويذة تتبع اتجاه مثل سواري… لكنني أشك أنك ستحتاجها.”

 

“أتقصدين أنه يشير إلى اتجاهكِ؟”

 

“نعم.”

 

فكرت كلوي ببساطة، بما أنها عادةً من كانت تذهب للقائه، افترضت أنها ستكون الوحيدة التي تستخدم هذه الميزة.

 

ومع ذلك، كان رد فعل تاهيز غير متوقع، وهو ينظر من السوار الأرجواني إليها، طلب بجدية.

 

“أود أن أعرف كيفية استخدامه.”

 

“هاه؟… حسنًا، بالطبع، هل ترى هذا النمط البارز قليلاً؟، إذا لويته إلى اليمين وضغطت…”

 

أوضحت كلوي وهي تمسك بذراع تاهيز، عندما تلامس حجر المانا الصغير المخفي في جزء معين من السوار مع دائرة سحرية، اهتز بصوت ‘ووونغ-‘. توقفت القطعة الأثرية، التي كانت تتحرك نحو السوار الأسود المقترن، بمجرد أن سحبت يدها.

 

نظرت كلوي إليه بابتسامة مشرقة بعد العرض.

 

“هكذا تستخدمه، سهل، أليس كذلك؟”

 

“نعم، كلوي، إنه أبسط مما كنت أعتقد، سأستخدمه جيدًا.”

 

“لا أعرف متى ستحتاجه، لكن حسنًا، إذا لم يُفعَّل، قد يكون بعيدًا جدًا أو ربما نفد حجر المانا، لذا أخبرني.”

 

هزت كلوي كتفيها بخفة، كانت قد أضافت هذه الميزة بدافع الضمير، معتقدة أنها الوحيدة التي لديها قطعة أثرية لتتبعه، اعتبرتها ميزة غير مفيدة، لكن إذا أعجبته، فهي سعيدة.

 

“إذن سأنطلق، يجب أن تكون مشغولاً، لذا عد بسرعة، هيز.”

 

“نعم، كلوي. …لكن هل يمكنني طلب خدمة واحدة؟”

 

“…؟ تفضل.”

 

توقفت كلوي، متحيرة، قبل المغادرة.

 

حدث نادر، لم يسبق له أن أوقفها هكذا قبل الفراق، فنظرت إليه بعيون فضولية.

 

مترددًا للحظة تحت نظرتها، قرر تاهيز قريبًا وقال.

 

“حتى لو كان ذلك تمثيلًا، سأكون ممتنًا إذا امتنعتِ عن أفعال قد تثير رغبات الآخرين.”

 

“…أي الأفعال؟”

 

سألت كلوي، محتارة، لم يكن لديها فكرة عما يشير إليه.

 

أفعال تثير رغبات الآخرين، فجأة؟

 

تحت نظرتها المحيرة، ضم تاهيز شفتيه وشرح ببطء.

 

“لعق أصابعكِ… أشياء مثل هذه.”

 

“همم؟”

 

رفعت كلوي حاجبًا، وهي تفكر متى قد تكون فعلت شيئًا كهذا، كان تعبيره سخيفًا.

 

‘أنا لست معروفة بكوني مغرية.’

 

كانت قد لعقت شيئًا من إصبعها فقط، ومع ذلك تفاعل بهذه الطريقة.

 

ضحكت كلوي، كان الأمر سخيفًا ومسليًا في آن واحد، ربما وجدته حتى محبوبًا.

 

“هل هذا كل ما تطلبه لإثارة اهتمامك؟”

 

“هذا ليس ما قصدته…!”

 

مع علمها أن السائق يراقب، أمسكت كلوي بيد تاهيز، تعمدت إلى وضعها على فمها وعضت إصبعه السبابة، كما لو كانت تتباهى.

 

تتبع لسانها الأحمر إصبعه ببطء من الطرف، إضافة خدش طفيف بأسنانها كان كافيًا لإعطاء تاهيز إحساسًا غريبًا.

 

“…!”

 

فم الرجل، الذي كان على وشك الاحتجاج، أغلق تلقائيًا، يده، غير قادرة على الانسحاب، ارتعشت.

 

عيناه، فاقدتان للهدوء، ركزتا على الشفتين اللتين تلعقان إصبعه، ارتفعت حرارة، لا يمكنه إلقاء اللوم فيها على الصيف.

 

“أتقصد أن لا أفعل أشياء مثل هذه؟”

 

أطلقت كلوي يده، لعقت شفتيها، وابتسمت بإشراق، كان وجهها منعشًا بشكل مزعج.

 

تاهيز، عاجزًا عن الكلام، حرك شفتيه لكنه ثم انحنى برأسه، عيناه، غير قادرتين على ملاقاة عينيها، بحثتا في الأرض، إصبعه السبابة الرطب والدافئ لا يزال يرتجف.

 

‘نعم، كلوي.’ كان بإمكانه الإجابة كالمعتاد، لكن الكلمات لم تأتِ.

 

لذا. لهذا السبب، نفى تاهيز.

 

“لا.”

 

ملأ نفس عميق صدره، عيناه المغلية بهدوء التفتتا إلى كلوي.

 

بدلاً من أصبع السبابة اللامع، ضغط إبهامه على شفتها السفلى، توقف كما لو كان على وشك التعمق إلى الداخل، ثم توقفت حركته.

 

وخرج صوت منخفض مليئ بالرغبة الراقية.

 

“هذا، يمكنكِ القيام به.”

 

—يتبع.

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة: فاسيليا. 

~~~~~~

End of the chapter