استمتعوا
” لم أكُن أتوقع أن يقع إسكالانتي في فخ كهذا “
رغم كلمات الرجل المقنع ، ظل تاهيز صامتًا بثبات . وبدلًا من الرد بالكلام، قفز إلى الأمام، ملوحًا بسيفه المُغلف بالهالة .
كانَ قد أجهز على أكثر من اثني عشر مُهاجمًا بالفعل ، ومع ذلِك بقي أكثر من نصف المهاجمين ، واستمرَ زعيمهم في استفزازه .
” يبدو أنكَ لستَ وحشًا بلا قلب تمامًا ، أليس كذلك؟ مع أنك لا تُظهر أي رحمة أيضًا “
” توقف عن الهذيان وهاجمني “
” واهه هذا مُخيف . اهدأ يا صديقي . ما دُمنا التقينا ، لمَ لا نتبادل بِبعض الحديث ؟”
واصلَ الزعيم الثرثرة . ضغطَ تاهيز على لسانه ، وجد سلوك القاتل غير لائق .
” إذن هذه المرة مُرتزق “
مهما كانوا مغرمين بالمال ، كان من الغريب أن يقفزوا إلى مهمة تكفلهم الموت .
فكرَ مليئًا ، مشتبهًا أن لديهم هدفًا آخر ، لكن لم يتبادر إلى عقله أي شيء ، مما تركهُ مضطربًا .
” الذين يشاركون في الهجوم يبدون كقتلة، رغم ذلك “
حركَ تاهيز ذراعهُ مُجددًا .
صدَّ سيفه خنجرًا وغرسه في نقطة حيوية للرجل المُقنع . ومع الصرخة الأخيرة ، انطفأت حياة أُخرى .
ابتلعَ المرتزق ريقهُ ، محاولًا إخفاء ذلك ، بشدة وهوَ يرى عدد القتلة يتناقص تدريجيًا .
” يا لهُ من رجل عنيد “
محاولةً كسب الوقت بالحديث دونَ أن يتأثر بشيء فقد كانَ الأمر مُحبطًا .
منذ لحظة الكمين ، كان قد تنبأ بالنتيجة ، كما لو كان يعلم كل شيء مسبقًا .
” ليس بشريًا حتى …”
سقطت نظرة الرجل على جثة الفتى على الأرض . كان أول قاتل تم قطع رأسه .
بالغ متنكر في هيئة صغيرة وناعمة ليكون طعمًا .
جذب تاهيز بتظاهره بطلب المساعدة ، لكن العواقب كانت المُشكلة .
عِندما هاجمه عند الإشارة ، قطعهُ تاهيز دونَ تردد حتى أنه ُالشخص الذي أنقذه للتو ، مما أثار قشعريرة في جسد الجميع .
” لو كان السم قد نجح بشكل جيد “
لعن الرجل تاهيز داخليًا .
السم الذي أُعطي للقاتل المتنكر كفتى لم يُستخدم ، فقد أصبحَ مبعثرًا على الأرض .
لو كان الدوق الأكبر تردد للحظة ، لربما نجحوا ، لكن للأسف .
” آه …!”
الآن، تقلصَ عدد القتلة إلى حفنة . وصل صوت بارد إلى الزعيم المُنسحب .
” إذن ، من أرسلكم هذهِ المرة ؟”
هز تاهيز الدم عن سيفه بلا مبالاة .
كانَ لديه العديد من المُشتبه بهم في عقلة .
المرشح الأكثر احتمالًا كانَ الإمبراطور ، لكن بعض النبلاء الذين يحملون ضغائن شخصية خطروا بباله أيضًا .
” قد يكونون البرابرة الذين لم أتعامل معهم بالكامل “
لم تكُن المواقف المهددة للحياة جديدة عليه .
دونَ انتظار المرتزق الصامت ، انطلق تاهيز من الأرض . وبينما تراجع الزعيم المصدوم ، تقدمَ قاتل آخر ، ليُقطع إلى نصفين .
” يا صديقي ، ألا يجب أن تعطيني وقتًا للرد على الأقل ؟”
” أُصمت “
” لكنكَ سألتـ —”
تفادى الرجل سيف تاهيز في حالة ذُعر .
وبضحية جديدة من القتلة القليلين المتبقين ، تحققَ من الوقت بقلق من المسافة .
قليلاً أكثر ، فقط قليلاً أكثر .
كان ينتظر شيئًا ، وعِندما جاءت إشارة من القطعة الأثرية المخفية ، أشرقَ وجهه .
” عليّ الذهاب الآن . أتمنى أن تموت دفعة واحدة “
قبل أن يرد تاهيز عليه ، أخرجَ الرجل لفافة سحرية من جيبه ومزقها .
وفي لحظة ، ابتلعهُ الضوء واختفى .
” لفافة انتقال سحرية ؟”
عبسَ تاهيز لرؤية عنصر نادر كهذا .
وبينما استدار بعد التعامل مع آخر قاتل بسرعة ، اهتزت الأرض بهدير .
قبل أن يفكر حتى في كلمة ” فخ “، غلفَ حاجز مُعتم الفضاء . وبحركة انعكاسية ، لوح بسيفه لكسره، لكن هالته ارتدت بصوت معدني .
” تسك “
لم يبدُ غير قابل للكسر تمامًا . وبينما كان تاهيز على وشك ضغط هالته أكثر ليضرب ، انفجرت الأرض مِن تحته .
بوم !
بدأ الغُبار الكثيف الذي ارتفع يستقر .
تاهيز الذي كان قد اخفضَ ذراعة بِبطء ليتأهب للصدمة .
ثود .
هبطَ شخص ما أمامه . حتى من بعيد.، لفت لون المرأة المميز عينيه الزرقاوين .
” هيز ، هل أنتَ بخير ؟”
” كلوي “
بإشارة من الساحرة ، اختفى الحاجز المزدوج الذي كان يُحيط بالدوق الأكبر .
وعِندما رأت تاهيز سالمًا ، ابتسمت كلوي بِبريق .
” لحُسن الحظ ، لم أتأخر كثيرًا . لم أتدخل دون داعٍٍ ، أليسَ كذلك ؟”
” لا . شُكرًا على مساعدتكِ “
شعرَ بغرابة لتلقي المُساعدة دون مقابل. ، فجاءت كلماته بطيئة .
نظرة سريعة حولهُ كشفت أن الزُقاق بأكمله قد انقلبَ رأسًا على عقب .
كان واضحًا أنهم قصدوا محوهُ في هذا الفضاء بالكامل .
” لكن كيف وصلتِ إلى هُنا ؟”
” فقسَ الفينيق .لذا كنت أتجول لأعرفك عليه وصادفتك في الوقت المناسب “
تشير !
حولَ تاهيز نظرهُ إلى مصدر صوت الطائر .
كان جسد الفينيق من لهب ، جاثمًا على ذراع كلوي ، وهوَ يرفرف .
” فقس بهذهِ السرعة “
” أليس كذلك ؟ عِندما تحققت في الصباح ، كان قد وُلد بالفعل . ربما لأنني أنقذتهُ ، تشكل عقد مؤقت وأصبح خادومي “
تشير ، تشير .
” بينما كانت كلوي تربت على رأس راي ، فق تبعت صيحات الطائر بشكل طبيعي .
ريش اللهب الدافئ الناعم الذي يفرك يدها رسم ابتسامة لطيفة على شفتيها .
” سميتهُ راي. هيا، قُل مرحبًا يا راي. هذا الشخص الذي ساعدكَ “
تشير ؟
ترددَ تاهيز وهوَ ينظر إلى عينين برتقاليتين متشابهتين جدًا وهما ينظران إليه .
كان من الغريب أن يُعرف على طائر ، لكنهُ لم يرفض .
” أنا تاهيز إسكالانتي . أواعد سيّدتكَ “
تشير .
أمالَ راي رأسه لكنهُ لم يبدِ اهتمامًا كبيرًا بتاهيز ، مفضلًا فرك رأسه بيد كلوي .
وبما أنه لا يفهم لغة البشر ، ركزَ فقط على سيّدته .
ضحكت كلوي على إحراج تاهيز . وبينما تقبلَ مودة الخادوم ، سألت سؤالًا عابرًا .
” لكن ما قصة الهجوم ؟”
“يحدث ذلك كثيرًا . على رغم ذلك هذه أول مرة يستخدمون فيها السحر في هجوم “
تأمل تاهيز في الأحداث الأخيرة .
لم يكُن قد أرخى حذرهُ ، لكنهُ لم يتوقع السحر ، مِما فاجأهُ .
على الرغم من أن السحر بدا شائعًا لهُ الآن بسبب لقاءاته المتكررة مع كلوي ، ألا انهُ كان في الأصل نادرًا وثمينًا في القارة .
كان نادرًا لدرجة أنه لم يُرهُ سوى مرة واحدة خلال مهرجان تأسيس الإمبراطورية كألعاب نارية .
لذا كان من الطبيعي ألا يستعد له .
فكر بخفة أن الأمر يتعلق بمزيد من الحذر من الفِخاخ في المستقبل .
“… هل يحدث هذا كثيرًا ؟”
” دعينيّ أُصحح بِنفسيّ . ليس كثيرًا ، بل بين الحين والآخر “
” على أية حال “
على عكس تاهيز ، الذي تجاوز أزمته بسهولة ، شعرت كلوي بقشعريرة .
أن يُهاجم بانتظام كـ…ـــيف يُمكن أن يكون ذلك تصريحًا معقولاً ؟
حتى الآن ، لو لم تتدخل ، لكان الأمر خطيرًا حقًا . كان من حسن حظها أن استشعرت المانا تتجمع بجنون وتدخلت ، فالانفجار لم يكُن بالأمر الهين .
” ألا تشعر بأي خطر ؟”
شعرت كلوي بالإحباط، مدركة أنها ليست في موضع لتخبر الدوق الأكبر بما يفعل .
لكن كما يقول غالبًا فهو حبيبها الآن .
لذا كان من الطبيعي أن تشعر بالقلق ، وسألت أكثر .
” هل كان الإمبراطور ؟”
” غالبًا نعم ، لكن قد لا يكون الإمبراطور هذه المرة . قتلته عادةً يهاجمون مقر الدوقية ليلاً . ولو كان الإمبراطور ، لما حاول قتلي بسهولة كهذه “
” …… “
” من كان وراء هذا ، فقد فشلوا مجددًا هذهِ المرة ، لذا سيكون هادئًا لبعض الوقت . شُكرًا مرة أُخرى على مساعدتكِ ، كلوي “
أدركت كلوي لماذا ظل تاهيز غير متأثر حتى عِندما كانت حياته مهددة .
كان معتادًا جدًا على نية القتل . أن يكون مكروهًا لدرجة الموت كان أمرًا عاديًا بالنسبةِ لهُ .
كان قد عاش حياة لم تكُن فيها الهجمات استثنائية .
“… لا تفعل ذلك “
تحدثت كلوي دون أن تدرك .
لم يكن لدى تاهيز وقت ليسأل عن كلماتها الحنونه بهدوء .
ففي لحظة حامية ، امسكت رباط عُنقه ، مقربةٍ إياه ، وتحدثت بوضوح وهيَ تواجه عينيه .
” أنتَ ملكيّ الآن . اعتنِ بنفسك . لا تقبل الضربات بشكل سخيف ، قاتل بكل ما لديك . ما فائدة مواعدة ساحرة رفيعة المستوى إن كنت هكذا ؟”
هذا مُهين .
قالت كلوي هذا لنفسِها .
كان من المُذل أن تترك الأمر يمر بهدوء عِندما يُعامل رجل يُعرف بأنه ملكها بهذا الشكل .
لفت غضبها المُتصاعد بهذا التفسير وقبلته .
وتاهيز أيضًا ، أخذ كلمات كلوي بجدية .
هزهُ استعدادها لتسميتهِ “ملكها” للحظة . فمن منظور ساحرة ، بدا ذلك معقولًا، فاعتذر بسهولة .
” آسف يا كلوي. لم أفكر بهذهِ الطريقة. قد يكون من الصعب معرفة من وراء ذلك فورًا، لكن سأحاول بجد أكثر في المرة القادمة “
“…”
شعرت كلوي بموجة من الغضب لاعتذار تاهيز الهادئ . لم يكن قد فعل شيئًا خاطئًا، ومع ذلك تراكم إحباطُها الغير مفهوم .
لم يكُن منطقيًا أن ينحني لها رجل قطع لتوه العشرات بسبب شيء كهذا .
وبينما ترتعش حاجباها ، واصل تاهيز بحذر .
” مع ذلك ، بما أنني لم أُصب ، لابد أنها كانت ضربة لهم أيضًا . فشلوا رغم استخدامهم السحر …”
” كفى . سآخذ بعضًا من شعرك “
” ماذا ؟”
وضعت كلوي يدها على رأس تاهيز ، الذي سأل بحرج . فمررت أصابعها بلطف عبر شعرهِ ، وسرعان ما بقيت خصلة واحدة بين أصابعها .
ضحكت كلوي قليلًا على توتر تاهيز وهو يحبسُ أنفاسهُ تقريبًا .
” لماذا انتَ متصلب هكذا ؟”
اليد التي امسكت برباط عُنقه ربتت على خده بلطف .
وهي تُدخل يدها على الخُصلات جانبية خلف أُذنه ، حمل همسها رقة لا تُخطئ .
” لا تقلق ، لن أؤذيك . هل يُمكنني أخذها ؟”
“… بالتأكيد يا كلوي “
أطلق تاهيز نفسًا مُرتاحًا .
تساءل متى كانت آخر مرة لمسَ أحدهم رأسه هكذا .
الندبة على جبهته ، التي كانت غالبًا تؤلمه بألم وهميّ ، قد هدأت .
أغمضَ عينيه بشكل طبيعي لدفء يدها .
نظراتهُ التي كانت نصف منخفضة ، توقفت على شفتيها الحمراوين قبل أن تتحرك بعيدًا .
بعد وخزة بالكاد كانت ملحوظة ، انسحبت يد المرأة .
” ها قد انتهى . سأريك النتائج لاحقًا “
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: فيفي.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 34"