استمتعوا 

[ كلوي ،

بِفضلكِ ، تمكنا من التعامل بنجاح مع الشوائب في غابةِ الشتاء . لقد حصل جميع أعضاء البعثة الذين رافقونا على إجازة ، وآمل أنتتمكني أنتِ أيضًا من الراحة جيّدًا .

عرض اللورد ديراهين أن يمنحنا جُثث الوحوش المتراكمة في القلعة كعربون امتنان .

 يبدو أن اختيار بعض المواد النادرة أفضل من كميّة كبيرة مِن الجلود العادية ، لذا أجلتُ الأمر .

 لنذهب معًا عِندما يتسنى لكِ الوقت .

أدرك أنكِ استهلكتِ الكثير من أحجار المانا خلال هذهِ الرحلة . 

كان ينبغي أن أوفر دفعة مُقدمة ، وأعتذر لأننيّ لم أفعل .

فرغم تأخريّ ، سأُرسل لكِ الآن أحجار المانا .

كما أخطط لترتيب جميع الغنائم بِحلول الغد . سأرسل لكِ قائمة ، فتعاليٍ في أي وقت لاختيار مُكافأتك على إتمام المُهمة .

وإن أمكن ، فلنتناول حينها وجبةً معًا  .

أتطلع إلى اليوم الذي نلتقيّ فيه مُجددًا .

تاهيز إسكالانتي ]

قرأت كلوي رسالة تاهيز ، التي كانت أطول مِن ذي قبل ، ومرةً أُخرى .

وعِندما فحصت الكيس المرفق ، وجدت عدة أحجار مانا عالية الجودة . كانَ المقدار مفرطًا لمجرد دُفعة مقدمة .

“ لا ينبغي أن يشمل ما استُخدم على الفينيق ”

كانت هيَ من غيرت المُهمة قسرًا ، تلك التي كان يُمكن إتمامها بمجرد قاتله .

توقفت لِلحظة وهيَ تفكر أن أحجارَ المانا التي استهلكتها لطمعها الشخصيّ قد تم تعويضها ، فتردد صوت تاهيز في عقلِها :

“ لكن يُمكِنُكِ قبول هدية مِن حبيبك ، أليسَ هذا ما يجب فعله ؟”

“ ….. ”

هل كانت هذهِ أيضًا هدية مُقدمة بِحجة الحُب ؟

شعرت كلوي بِالحيرة مِن موقف الرجل الغامض .

“ ما الذي يعنيه كونيّ حبيبته ؟”

عندما استعادت ذكرياتها ، بدا أنهُ اعتنى بها جيدًا منذُ البداية . حتى أنهُ منحها بيضة الجنية .

كان من الجميل أن تغمر نفسها في الدور و تهتم بالأمور الكثيرة …

“ لكن …”

لم تتمكن كلوي من استكمال فكرتها بوضوح . لم تعرف أي الكلمات يجب أن تتبع .

بدا أن كلمة “ القلق ” تتناسب تمامًا .

لم تكره الأمر ، لكنهُ كان مُحيرًا فقد شعرت بالغرابة ، ومع ذلِكَ قد أحبته .

هزت رأسها ، ثم رتبت الكيس بِعناية وتوجهت إلى مُختبرها .

وبينما كانت تُخطط لما ستفعله بأحجار المانا الجديدة ، فتحت الباب وواجهت موقفًا غيرَ متوقع .

كانت الغرفة تشتعل بالنيران .

“ ……! ”

“ حريق !”

دونَ تفكير ، ألقت كلوي تعويذة لإخماد النار ، ثُمَ فتحت عينيّها بدهشة .

لم تكن الألسنة قابلة للسيطرة المباشرة .

عرفت ما كان ذلك .

تشير-؟

“ …! ”

جاء صوت لطيف من داخل النار .

رفرفَ شيء من اللهب الأحمر المُنتشر بأجنحته ، مؤكدًا أنه كائن حيّ .

منقار قريب من الأصفر و ثلاثة ذيول طويلة ويش يُرفرف كالنار .

مع تحركه ، أصبحَ شكله واضحًا وكانت عيناه برتقاليتين .

كان فينيقًا .

“ إذن هذا ما كان يقصده بـ‘ ينمو بين عشية وضحاها ’؟”

ذُهلت كلوي بكلمات إيسريون التي خطرت في بالها فجأة .

كانت على وشك إطفاء النار المُشتعله عِندما أطلقَ الفينيق صرخة حادة وطار نحوها .

“ انتظري …!”

كادت كلوي أن توقف الفينيق بحاجز من الرياح ، لكنها شهدت مشهدًا غريبًا .

امتزجت مخالب الفينيق بسلاسة مع المانا التي تتحكم بها واخترقت الحاجز .

“ ما هذا ؟”

لم يكُن لديها وقت للرد . اقتربَ الفينيق كما هوَ وهبط على ذراعها ، متجاوزًا يدها الدفاعية التي مدتها غريزيًا .

تشير !

لم يكُن نارهُ ساخنًا ولم يحترق رداؤها ، ولم تشعر بأي حرارة نارية .

رمشت عينا الطفل الكبيرتان ببطء . 

أمال رأسهُ كما لو لم يفهم هذهِ الساحرة .

“ أنت …”

تشير .

صاحَ الفينيق كما لو كانَ يضحك ورفرفَ بأجنحته . 

عِندما قربت كلوي ذراعها ، فركَ الجزء العلويّ من منقاره بخدها .

كان ذلِك علامة كاملة على مودته لها .

“ لماذا ؟”

شعرت كلوي بمودة الفينيق لكنها لم تفهم الموقف . 

وبينما لا تعرف ما يحدث ، ربتت على رأس الفينيق وعيَ محتاره .

“ هل رُبما يُمكنك إطفاء النار ؟”

تشير .

على الرغم من أن الفينيق لم يفهم لغة البشر ، تموجت الألسنة النارية التي انتشرت في المختبر . 

سرعان ما بدأت تُمتص كما لو كانت تُسحب إلى الفينيق ، كاشفة عن المشهد السليم للغرفة .

لحسن الحظ ، لم يحترق شيء وتنفست كلوي بشكل تصاعدي .

وبينما تفحصت الكائن الأسطوري الجاثم على ذراعها ، أطلقت ضحكة صغيرة .

“ لقد أصبحتَ خادومي ”

لم تكُن قد صنعت خادومًا من قبل ، لذا تأخرت في إدراك ذلك .

كان الارتباط الذي شعرت به خافتًا جدًّا .

لم تظن أن من الممكن إنشاء خادوم دونَ عقد من الأساس .

فالخادوم هوَ حيوان أليف يمكنه التواصل مع الساحر من خلال عقد .

يمكنهم إجراء تفاعلات بسيطة مع مالكهم . 

كان الأمر يتعلق أكثر بقراءة الإرادة الموجودة في اللغة بدلاً من فهم اللغة نفسها .

“ كيف أصبحتَ خادومي دون أن أمنحك اسمًا حتى ؟”

هل تأثر ذلك بحقيقة أنني من جعلتك تفقّس ؟

شعرت كلوي بالقلق لكنها لم تستطع إلا أن تبتسم .

رُغم هذهِ الظروف المُريبة ، كانت النتيجة جيدة .

ففي النهاية ، جعلت كائنًا أسطوريًا خادومها.

متجاهلةٍ حقيقة أنهُ سيجذب انتباهًا غير مرغوب فيه ، كان ذلك تطورًا مُشجعًا للغاية .

“ لنسميّكَ راي ”

تشير !

على الرغم من أن التسلسل كان معكوسًا ، صرخَ راي بسعادة كما لو كان مسرورًا بامتلاك أسم .

—يتبع.

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة: فيفي. 

~~~~~~

End of the chapter