كانت عربة ألاين الفخمة تسير بهدوء، لكن الجو بين ميراي وألاين كان مشحونًا بشكل غير طبيعي..

نظرت ميراي إلى ألاين، الذي كان يراجع أوراقه ببرود مبالغ فيه. 

“ألاين، تلك العادة الكريهة بك،حياتك كلها تقتصر على العمل والتدريب ألا يوجد شيء ترفه به عن نفسك ايها الدوق الأكبر؟.

سألت ميراي بأستفزاز متعمد وهي تأخذ الاوراق التي كانت بين يدي الاين.

رفع ألاين عيناه. “لم أتوقع انني احظى بأهتمام السيدة أموريل الى هذه الدرجة..ربما انت معجبة بي سراً؟” قال الاين بنفس الأسلوب الذي استعملته ميراي ضده.

“أيها الدوق!،أنت لا يجب ذكر هذا الاسم تحت اي ظرف!”

“اذا لا تزعجيني بتلك الاحاديث السخيفة سيدة…ميراي ” قال ألاين بهدوء قاتل،وهو يمد يده ليأخذ الاوراق من ميراي

“لا أريد إقامة زفاف” قالت ميراي وهي تناوله الأوراق بعصبية..”لا اريد ان افسد اعظم لحظة في حياتي معك..”

“إفساد اعظم لحظة في حياتك؟،مامعنى هذا؟..” ثم ابتسم الاين ابتسامة فاترة وهو ينظر لميراي.

“صحيح يجب على رفيق روحكِ ان يكون اول رجل يراكِ بالأبيض..اليس كذلك؟..”

” لايهمني ان كنت تنوي تفسير الموضوع بهذه الطريقة”

فجأة، مد ألاين يده نحوها. لم يمسك يدها، بل وضع إبهامه على شفتها السفلى بسرعة خاطفة ومفاجئة.

“ماذا تفعل هذه المرة؟!” سألت ميراي، وقد شعرت بوجهها يشتعل.

“الن ينزعج رفيق روحك بوجود رجل قبله كان يلمسك؟..” قال بوجه خالٍ من التعبير. 

“انا لا انوي الزواج برجل متحكم وغيور لهذه الدرجة،يجب ان يتقبل انني كنت متزوجة من قبل” قالت ميراي بأرتجاف وهي تنظر لعيون الاين التي كانت تنظر لها بكثافة.

ضغط الاين على شفتيّ ميراي وهو ينظر لها تارةٍ ثم إلى شفتيها تارةٍ أخرى.

“يجب ان تتعود تلك.. الشفاه على قول كلام معسول.. لي” قال الاين بتقطع وهو يسحب ابهامه من شفتيها،تاركاً ميراي بحالة من الذهول والصدمة

عندما توقفت العربة وفُتح الباب، كانت يد ألاين على ظهرها. هذه المرة، نظرت ميراي إليه بابتسامة مزيفة، بينما كانت تضع يدها على ذراعه بقوة.

“عزيزي ألاين،” قالت بصوت شديد الرقة.

 “أنا لا اطيق الانتظار لتلاوة العهد المقدس الذي سيربطنا!”

“بالتأكيد، يا حلوتي.” أجاب ألاين بهدوء، مد يده وغطى يدها على ذراعه.

ضغط ألاين برفق على يدها، مما جعل ميراي تشعر بالتوتر.

 ***

سار الاثنان بخطوات واثقة نحو مدخل المعبد، حيث كان الكاهن الأعلى ينتظرهما.

 كان المكان مليئًا بالكهنة والنبلاء..احست ميراي بأعين كثيرة تراقبهم.

أثناء سيرها، همست ميراي بصوت بالكاد يُسمع:

 “سنتلو العهد ونتبادل الخواتم فقط ، اليس كذلك؟”

“نعم ، ايوجد شيء ثاني يتوجب علينا فعله؟”

سأل ألاين بهدوء، لكن قبضته اشتدت قليلاً على ذراعها.

***

وصل الاثنان إلى المذبح. كانت المراسم تبدأ، والكلمات المقدسة تُتلى. 

وقف ألاين شامخًا، عيناه تركزان على الكاهن، بينما كانت ميراي تحاول إبقاء ابتسامتها الزائفة ثابتة.

“ألاين دي لاروش، هل تقبل بميراي زوجة لك؟” سأل الكاهن.

“أقبل.” قال ألاين بصوت واضح وحاسم، خالٍ من أي تردد، لكنه لم ينظر إليها.

“ميراي، هل تقبلين بألاين دي لاروش زوجًا لك؟”

ترددت ميراي لثانية واحدة شعرت فيها أن كل الذكريات القبيحة بينهما تومض أمام عينيها. تذكرت الضغط على شفتيها منذ لحظات. كان هذا الرجل يمثل خطراً على سلامها العقلي. لكنها تذكرت أيضاً مصير الدوقية وغضب الإمبراطور.

“أقبل.” قالتها بصوت عذب ومقنع.

جاءت لحظة تبادل الخواتم. مد ألاين يده، ووضع الخاتم الذهبي الثقيل في إصبعها. كانت اللمسة هذه المرة طويلة وثابتة. نظر ألاين إليها أخيراً، وكانت عيناه تحملان نظرة عميقة لا يمكن تفسيرها، نظرة اربكت ميراي.

“والآن، يمكنكما تبادل قبلة العهد.” أعلن الكاهن بابتهاج.

شعرت ميراي بالهلع. قبلة؟ لم يكن هذا ضمن خطتها. كان هذا يتجاوز حدود “التلامس الجسدي العادي”.

مال ألاين نحوها ببطء شديد. كان وجهه قريباً جدًا لدرجة أن ميراي استطاعت أن تشمّ رائحة عطره المميزة. 

كانت تحاول أن تقرر: من اين باب ستهرب؟

قبل أن تفعل أي شيء، لمست شفتاه جبينها. كانت قبلة سريعة، ناعمة، وباردة، لكنها رسمية وخالية من الشغف.

ابتعد ألاين ووضع يده على كتفها أمام الحشود. همس لها:

 “ظننتُ أن عليكِ اخبار ‘رفيق روحكِ’ على فكرة أن أول قبلة زواج يجب أن تكون بريئة. لكن لا تخافي، “التظاهر” أكثر إقناعًا ينتظرنا في قصر الدوقية”

شعر الجميع بالرومانسية في المشهد، لكن ميراي شعرت بالرعب. كان يخطط لأمر ما.

“أنت لا تمزح أبداً، أليس كذلك أيها الدوق؟”

 همست ميراي، ابتسامتها بدأت ترتجف.

“أبدًا، يا ميراي.” أجاب ألاين، مشدداً على اسمها. كان هذا تحذيراً ضمنياً بأن وقت التظاهر الجدي قد بدأ.