“مهما كان قلبك فارغًا، لا يجب أن تفعل ذلك مع صديقتك. لن أقبل هذا بعد الآن.”
“صديقة؟”
كانت الكلمة غريبة بالنسبة لسيريس.
رآها في الكتب، لكنها لم تحمل أي معنى ملموس لديه بعد.
الحب، الصداقة.
كلمات لم يسمعها في القصر، لكنها تكررت كثيرًا منذ أن دخل القصر الملكي.
وقد وصفتها الكتب بأنها “شخص قريب، تربطك به علاقة ودية وقريبة.”
كان الأمر صحيحًا، أن تكون قريبًا.
صحيح أيضًا أن تكون علاقتك وطيدة.
وأن تكون في نفس العمر، ربما؟
لكن الإنسان، كان هذا بالتأكيد صحيحًا.
كل هذه المعاني توافقت مع ديارين، فكانت “صديقة” بالنسبة له.
ومع ذلك، لم يتمكن سيريس بسهولة من تقبل ديارين كـ “صديقة”.
فالشخصية التي تصورها الكتب عن “الصديق” كانت بعيدة وأقل قربًا من ما كانت عليه ديارين.
“نعم، نحن أصدقاء.”
“إلى جانب الصداقة، ما الذي يمكن أن يكون؟”
“ما هو غير الصداقة؟ حسنًا، هناك العائلة…”
كان سيريس على دراية بمفهوم العائلة أيضًا.
إنها علاقة تنشأ إما عن طريق الدم أو نتيجة لتربية أحد الطرفين للطرف الآخر.
“عائلة…؟”
لم يكن هذا وصفًا فكرت به ديارين من قبل.
عائلة؟
بالنسبة لديارين، كانت العائلة كيانًا تريد حرقه بالكامل لتبقى وحيدة في هذا العالم، لكنها لم تجرؤ على فعل ذلك خوفًا من الوحدة. ومع ذلك، وجود العائلة كان مثل حمل عبء رائحة كريهة تجعل الحياة نفسها فاسدة.
لكن المعنى العام للعائلة كان مختلفًا.
إنها علاقة يشعر فيها الشخص بالترابط، حيث يكون كل طرف هو الأهم بالنسبة للآخر، ولا يفترقون أبدًا.
“… إذا نظرنا إليها من هذه الزاوية، ربما…”
“إذا كنتِ قد ربيتيني يا ديارين.”
“لحظة، هذا يعني أنني مربية!”
وهو ما يعني أن سيريس يصبح الطرف المتلقي، أو بعبارة أخرى، طفل.
“لا، لا، هذا ليس صحيحًا.”
ربما في أيامه كجرو متوحش كان يمكن أن تفكر للحظة في الأمر، لكن الآن وقد أصبح شابًا غريبًا ينفصل عن حمايتها، لم يكن يشبه طفلًا بالنسبة لها.
فكرة احتضان سيريس كطفل أثارت قشعريرة من رأسها إلى قدميها دون توقف.
“لا، لا، مستحيل.”
ارتجفت ديارين وهزت رأسها بشكل قاطع.
حتى سيريس نفسه لم يكن مرتاحًا للفكرة، وأومأ برأسه معها رفضًا.
وبذلك عاد تعريف علاقتهما إلى “الأصدقاء”.
لكن مصطلح الصديق لم يكن كافيًا، لم يشعر بأنه دقيق…
“ما العلاقة الأقرب من الصداقة ولكن ليست عائلة؟”
أسئلته باتت تزداد تعقيدًا.
كانت تخشى أن تخرج أسئلة مثل “كيف تثبت وجود الحاكم؟”، “أين بدأ الكون؟”.
لكن الأسئلة الحالية لم تكن أقل رهبة، فهي قد تؤدي إلى إجابة تنحرف نحو “الحب”.
حاولت ديارين جاهدة إيجاد الجواب المناسب.
“أها، أفضل الأصدقاء!”
“أفضل الأصدقاء؟”
“هو الصديق الأقرب بين الجميع. تتناولان الطعام سويًا، وتركض إليه أولًا عند حدوث شيء، وتظل بجانبه كما أفعل معك.”
وجدت الإجابة المثلى بعد عناء.
كلما تحدثت، شعرت أنه التوصيف الأنسب.
ردد سيريس كلمة “أفضل الأصدقاء” بتأنٍ.
“يبدو أنكِ بالفعل أفضل صديقة لي.”
“أخيرًا، وجدنا الجواب. ولكن لماذا (أفضل صديقة بالنسبة لي)؟”
“أنا لست صديق ديارين المقرّب.”
“…ماذا؟”
“أنا بالنسبة لديارين…”
توقف سيريس فجأة وأخذ ملامحه تتبدل نحو الجدية، وانخفض رأسه.
“سيريس؟”
“…أنا.”
بدت عليه الجدية الحقيقية، مما جعل ديارين تقترب لتتفحص وجهه بقلق.
سيريس تألم بكلماته.
“…أنا، لا شيء بالنسبة لديارين…”
صُدمت ديارين، لم تكن تتوقع أن يذهب تفكيره إلى هذا الحد.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 82"