كان عليها أن تقطع هذا المزاح حتى لو كان عليها أن تتجهم.
“شيء مثل ماذا؟”
“يعني… تعرفين، هيهي، لا تتظاهري بعدم الفهم.”
“لا أفهم.”
“شاب وفتاة في نفس الغرفة؟”
“الغرف منفصلة.”
“لكنها مساحة مغلقة! ولماذا أنتما في نفس الجناح من الأساس؟”
رسمت ديارين ابتسامة مرة لا تظهر إلا على وجوه المنهكين.
أنتم لا تعرفون معنى الإجهاد لأنكم لا تعملون شيئاً في حياتكم.
“لأنه لا يوجد أحد غيري لأخدمه. أليس من المفترض أن أكون أقرب المقرّبين؟”
“آه… صحيح…”
“لا أحب أن أشكو في حضرته، لكن بما أن الفرصة سنحت، فدعوني أقول شيئاً: لا ينام، لا يحب السرير، يشتكي من الضوضاء، من حرارة الجو، من ضوء الشموع، وحتى من صوت احتراق الحطب!”
والمدهش أن هذا كله… لم يكن مبالغة.
قالت ديارين تلك الكلمات وهي تمزج بين الحقيقة والانفعال.
“…ولكي أتمكن من التعامل مع كل هذا بدقة، لا يوجد خيار آخر. لا يمكنني الاعتماد على الخدم أو الخادمات، لأن ولاءهم لا يكفي، ولا يمكنني الوثوق بهم للقيام بالأمور بدقّة.”
“آه… ن-نعم…”
اندفع الناس قليلًا إلى الوراء أمام حماسة ديارين المنفعلة.
فحتى لو لم يفهموا باقي الأمور، فإن ذلك الغضب كان حقيقيًّا.
“الآن وقد نلتِ المقاطعة، لا بد أنكِ مشغولة بعملك الخاص أيضًا، فلا بد أن جسدكِ لم يعد يتحمل. يجب أن تعثري سريعًا على شخص آخر ليكون إلى جانبكِ.”
قال أحدهم بنبرة فيها شيء من التعاطف، وفيها أيضًا تلميح بأنه يتمنى أن يكون هو “ذلك الشخص الآخر”.
“بالطبع. آمل أن يظهر قريبًا شخص يتمتع بولاء مخلص بقدر ما أتمتع به.”
“إن ولاءكِ كبير جدًا يا ليدي ديارين. حتى لو أنكما اعتمدتما على بعضكما البعض في ساحة المعركة، فكيف يمكن أن تكوني بهذا الحماس تجاه كل الأمور؟ لا بد أن السبب هو…”
قوة الحب؟
…هكذا أراد أحدهم أن يختتم الجملة بإصرار.
لكن ديارين أنهت الموضوع بابتسامة حازمة:
“المال.”
“ها…؟”
“المال.”
أومأت ديارين برأسها بثقة راسخة.
“لقد حصلت على الأرض واللقب، والآن حان وقت الحصول على المال.”
“مم…؟”
بدا الناس مرتبكين من كلامها.
“لماذا؟”
حاولت ديارين أن تفكر ما إن كان هناك ما يعيب كلامها، لكنها لم تجد.
“المقاطعة تعني المال. مال يتدفق باستمرار.”
“آه…؟”
“أوه، سيدتي! تتحدثين عن المال كثيرًا، لكنكِ في الحقيقة لا تبدين مهتمة به!”
ضحك الناس بخفة كما تغرد الطيور.
فحتى لو لم يكن الشخص يملك مقاطعة باسمه، فإن أغلبهم يساعدون في إدارة ممتلكات العائلة. فمن يعيش في القصر الإمبراطوري لا بد أن يكون من طبقة النبلاء.
“المقاطعة ملك للنبيل الحاكم. وكل ما تنتجه تلك الأرض هو ملك لذلك النبيل.”
“أوه…”
“سواء كان زراعة أو تعدين أو صناعات ينتجها السكان… كل ذلك مال.”
هل… هل هذا ممكن؟!
لقد قضت حياتها تتقاضى المال مقابل العمل. أما أن يدخل المال إلى جيبها وهي جالسة دون أن تحرك ساكنًا؟ ذلك كان أمرًا لا يمكن حتى تخيّله.
وبينما كانت ملامح الدهشة تغطي وجه ديارين، انفجر الحضور في موجة أخرى من الضحك.
“من المضحك أن تكون أقرب الناس إلى الأمير بهذا الذكاء والفطنة، لكنها لا تفهم شيئًا عن مالها الخاص!”
لم تستطع ديارين إخفاء احمرار وجهها من الخجل.
وذلك زاد من ضحك الحضور.
لكن أحدهم، ممن يحملون قلبًا طيبًا نسبيًا، أضاف ملاحظة جادة:
“مقاطعة أريانته كانت تتبع التاج، صحيح؟ إذن لا بد أنهم أرسلوا أشخاصًا لإدارتها مؤقتًا. لكن أولئك هم أكثر الناس تلاعبًا. لذا من الأفضل أن تذهبي بنفسك وتراقبيهم كل شهر أو شهرين، كي لا يتجرأوا على التلاعب.”
“كل شهرين…؟”
“نعم. وأيضًا، من واجب اللورد أن يكتشف ما يمكن بيعه من المقاطعة. وأريانته ليست منطقة فقيرة تمامًا، لذا قد تجدين فيها ما يُدرُّ الكثير من المال.”
“آه آه…”
ما زالت غير قادرة على استيعاب فكرة أن “المال يأتي دون أن تفعل شيئًا”.
“رغم أن أريانته صغيرة، فإن طقسها لطيف دائمًا وتُعد أرضًا ذات قيمة حقيقية، أليس كذلك؟”
“يبدو أنكِ ستصبحين ثرية قريبًا. تهانينا!”
“وإذا حصلتِ على المال، آخر أمنياتك، فهل ستتوقفين عن كونكِ خادمة وفية؟”
رغم أن هذا كان أيضًا من باب المزاح، فإن ديارين هزت رأسها بجديّة.
“عن ماذا تتحدثون؟ لن أترك هذا العمل حتى أقبض المزيد من المال.”
كان الأمر متعلقًا بحياتها نفسها، لذا لم يكن من الممكن تركه.
لكن بما أنها لا تستطيع البوح بالسبب الحقيقي، فقد فضّلت أن تبدو كطماعة مادية.
فالطمع البشري لا نهاية له…
وتقبل الناس ذلك بسهولة.
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 136"