Travesti-became a false prince - 5
الفصل 005
“قبل حوالي ثلاثمائة عام، قبل أن يلعن الإمبراطور المؤسس هذه الأرض.”
“……”
“رغم أن شعبك قد نسى هذا الأمر، إلا أننا نتذكره. لا يمكننا نسيانه.”
نظرت ليتيسيا إلى الأراضي القاحلة وراء أسوار القلعة بينما كانت تستمع إلى حديث الدوق الأكبر.
كان الدوق الأكبر يصف اللعنة التي أُلقيت على الدوقية الكبرى بنبرة جافة، دون أي أثر للغضب.
‘لذا، هذا هو السبب.’
بدأت تفهم لماذا كان يجب أن يموت الأمير الذي أُخذ كرهينة على يد الدوق الأكبر.
بينما كانت تحدّق في امتداد الصحراء الواسعة، سمعت أن هذه الأرض تعاني من الجفاف منذُ ثلاثمائة عام.
كانت ليتيسيا، رغم أنها في العاشرة من عمرها فقط، تعرف مدى الألم الذي يسببه الجوع، وكم أن الشمس الحارقة لا يمكن تجنبها. لأنها عرفت ما معنى أن تكون بلا مأوى.
لذا، سألت ليتيسيا الدوق الأكبر.
“هل أحضرتني إلى هنا للانتقام؟”
أصبحت الأحقاد والانتقامات العائلية الآن سيناريو شائعًا جدًا.
قررت ليتيسيا أنها لن تستسلم للاستياء مهما كانت الظروف، حتى لو دفعها الدوق الأكبر من حافة الجدار.
في النهاية، لقد كانت عائلة هيرتا الإمبراطورية هي التي دفعت ليتيسيا إلى موتها في المقام الأول، وليس ذلك الدوق الأكبر الأبيض.
“ليس انتقامًا.”
أضاف الدوق الأكبر بنبرته الجافة المعتادة.
“لو كان الأمر انتقامًا منذُ البداية، لما كنتُ سأحضر طفلًا لا يعرف شيئًا.”
طفل؟
أمالت ليتيسيا رأسها عند سماع كلماته. هل هناك عادةً في الدوقية الكبرى لتسمية الفتى بالطفل؟
“الشخص الذي كان علينا أن ننتقم منه قد مات منذُ ثلاثمائة عام. أنا فقط أسعى لكسر هذه اللعنة.”
فوجئت ليتيسيا للحظة. كانت الإجابة منطقية لدرجة أنها بدت وكأنها تنطوي على لمحة من الطيبة.
تاهت ليتيسيا في الأراضي القاحلة اللامتناهية، بينما كان الدوق الأكبر، بدلًا من أن يفرغ غضبه أو كراهيته، يسعى بجهد لحل المشكلة.
“هل أنا ضروري لكسر اللعنة؟”
“نعم. نحن بحاجة إلى حياة أحد أفراد عائلة هيرتا الملكية. بصراحةٍ، أي شخص من العائلة الملكية كان سيكفي، لكن الإمبراطور منحك ليّ.”
آه، لقد فهمتُ الآن.
لم يكن الدوق الأكبر يبدو كمن يسعى إلى إعدام شخص كعقاب. تساءلت ليتيسيا عن سبب جلب الأمير الصغير كرهينة، ولكن الآن أصبحت الصورة واضحة.
عندما أدركت ليتيسيا سبب حاجة الدوق الأكبر إلى موت الأمير الصغير، شعرت وكأن قلبها سقط من مكانه.
لأنها لم تكن فرد حقيقي من العائلة الملكية.
لذا، حتى لو ضحت بحياتها، فلن تُرفع اللعنة عن هذه الأرض.
“أنتَ هنا كقربان. يجب أن تموت هنا.”
لو لم تكن على دراية بذلك، لربما كانت ستفكر في الموت كوسيلة لإنقاذ عائلتها دون تردد.
لم تستطع ليتيسيا تحمل الأمر وسألت.
“لماذا تخبرني بهذا؟ يمكنك ببساطة قتلي دون أي شرح…….”
“حياتك هي ملكك.”
انحنى الدوق الأكبر قليلًا ليتقابل مع عيني ليتيسيا وتحدث.
“على الرغم من أن هذه ليست صفقة عادلة، إلا أنك ستعطينا حياتك، لذا من المفترض أن نقدم لك شيئًا من التعويض.”
قال الإمبراطور لـ ليتيسيا ‘لن تعيشي طويلًا’.
لكن الرجل الذي سيقتلها كان يبدو مستعدًا لدفع ثمن مقابل حياة يمكنه أخذها بحرية.
حتى من طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات.
في الحقيقة، لو كان الأمر يتطلب ثمنًا لإنقاذ الأرض القاحلة التي تعاني من الجفاف منذُ ثلاثمائة عام، ولإنقاذ الأشخاص الجائعين على تلك الأرض، لكانت ليتيسيا ستتقبل موتها بطاعة.
كما قال الإمبراطور، لن تعيش طويلًا، ويمكن أن تُستخدم بشكلٍ مفيد.
لكن، لسوء الحظ، لم تكن ليتيسيا الأمير الحقيقي. لم تكن قادرة على إنقاذ هذه الأرض.
قال الدوق الأكبر، الذي لم يكن يعلم هذه الحقيقة.
“سأمنحك ما تريد، بأستثناء طلبك بالعيش.”
كان الدوق الأكبر شخصًا طيبًا.
حتى وإن لم يضحك في وجهها، أو يقل إليها كلمات لطيفة، أو حتى يقدم وعدًا بإنقاذها، فقد أعتبرت ليتيسيا أنه طيب.
لكن الشر كان كامنًا في ليتيسيا نفسها.
لو كانت حقًا تشعر بالأسى على الأشخاص في هذه الأرض، لكان من المفترض أن تعترف الآن بأنها ليست الأمير الحقيقي. مع ذلك، كانت تخشى أن يضر الإمبراطور بأفراد عائلتها المتبقين في فرقة بوربا، لذا لم تستطع أن تنطق بحرف.
خفضت ليتيسيا رأسها، وألقت باللوم على نفسها.
“أنا آسف.”
“حتى لو قلتَ ذلك، لن أتمكن من أنقاذك…….”
“آمل أنه عندما أموت، سيتم رفع اللعنة. حقًا.”
ربما كان الدوق الأكبر يأمل أن تتمكن ليتيسيا من إنقاذ هذه الأرض، ولهذا السبب جلبها إلى هنا. لكن موتها قد يحبط هذا الأمل.
همست بصوت منخفض، ولم تكن تعرف ما هو التعبير الذي كان يظهره الدوق الأكبر.
“إذا متُّ ولم يعد هذا المكان إلى الحياة، فلا يمكنني حتى الاعتذار.”
ليس صحيحًا أن الموت يكون عادلًا للجميع.
كانت وفاة أحد أفراد العائلة المالكة تستحق أكثر بكثير من وفاة شخص مثلها. لدرجة أنها لا يمكن تعويضها.
“أنا آسف مقدمًا فقط في حالة…….”
* * *
بعد مرور خمسة عشر يومًا، وصلت ليتيسيا إلى قلعة الدوق الأكبر.
خلال تلك الفترة، لم يظهر الدوق الأكبر، لكن مساعده يان كان يزورها بانتظام ليطمئن على حالتها.
بصراحةٍ، كلما جاء يان لزيارتها، كانت أعصاب إيما متوترة للغاية لدرجة أنه في مثل هذه الأيام، لم تكن ليتيسيا قادرة حتى على شرب الماء بسهولة.
خلال ذلك الوقت، كانت ليتيسيا تصارع ضميرها الداخلي.
هل يجب عليها أن تعترف الآن بأنها ليست الأمير الحقيقي وتطلب إحضار الأمير الحقيقي سيون؟
لكن إذا أقدمت على ذلك، فما مصير أفراد الفرقة الذين تحتجزهم عائلة هيرتا الملكية؟
ظلَّت ذكريات إخوتها في الفرقة الذين احتضنوا ليتيسيا تتردد في ذهنها.
انقلبت ليتيسيا داخل العربة.
لم تسطيع غير التخلي عن إخوتها. كانوا العائلة الوحيدة التي أقتربت منها في حياتها كيتيمة.
“أمير، يجب عليك النزول الآن.”
عند سماع كلمات إيما، خرجت ليتيسيا من العربة وعقدت العزم على الاستمرار في التظاهر.
كان عليها أن تموت كأمير مزيف، من أجل إخوتها.
عندما خرجت من العربة، رأت الأشخاص يخرجون بسرعة، حيث كانت القلعة تعج بالفوضى بسبب عودة الدوق الأكبر.
بينما كانت محاطة بالضجيج، شعرت لأول مرةً منذُ مغادرتها السجن بأنها على قيد الحياة.
كانت إيما تمسك بكتفها بقوة لدرجة أنها كانت تؤلمها، وتحرك عينيها بقلق.
“سمو الدوق!”
ركضت امرأة شابة من داخل القلعة نحو الدوق الأكبر.
تساءلت ليتيسيا عما إذا كانت تلك الشابة هي الدوقة الكبرى.
عرفت ليتيسيا معلومات بسيطة عن الدوق الأكبر فاسيلينتي. حسنًا، كل ما كانت تعرفه هو أنه متزوج وله أبن.
كنتُ أشعر بالفضول لمعرفة كيف سيعيش الشخص الذي كان يكفيه القول بأنه سيدفع ثمن قتل أحفاد عدوه.
أنا متأكدة من أنه سيكون لطيفة مع زوجته وأبنه. لن يترك أبنه أبدًا في الشوارع كما فعل والديها.
يبدو أن الشائعات السيئة التي أنتشرت كانت من النبلاء في الإمبراطورية الذين يكرهون الدوق الأكبر فاسيلينتي.
لقد شهدت ذلك كثيرًا أثناء حياتها في فرقة المسرح، حيث كان هناك دائمًا من يختلقون شائعات غريبة عندما لا تسير الأمور كما يريدون.
همست المرأة التي ركضت نحو الدوق الأكبر بشيء لم يتضح بعد.
“……الدوقة……هناك مشكلة كبيرة…….”
نظر الدوق الأكبر فجأةً إلى ليتيسيا.
شعرت ليتيسيا بالدهشة من نظراته المفاجئة.
مع ذلك، حافظ الدوق الأكبر، فيريك، على تعبير وجهه غير المبالي، مكتفيًا بعبوس خفيف بينما أصدر أوامره للمحيطين به.
“يجب أن نتحقق من البرج الغربي أولًا.”
بعد أن قال ذلك، استدار فيريك وغادر.
ثم أقتربت الشابة التي كانت تتحدث معه بسرعة نحو ليتيسيا. كانت امرأة طويلة ذات شعر أسود قصير.
ابتسمت المرأة قليلًا وسلّمت بترحيب دافئ.
“مرحبًا، يا أمير. أنا هيلدا سيفرينتر، مديرة الخدم هنا. يمكنك مناداتي بـ هيلدا.”
تساءلت ليتيسيا عما إذا كان جميع سكان هذه الأرض طويلين. فقد لاحظت ذلك عندما رأت مرافقي الدوق الأكبر، والآن أيضًا من خلال الأشخاص المارين، كان الجميع طويلي القامة وبنيتهم قوية.
“هيلدا…….”
تمتمت وهي تومئ برأسها، بينما كانت إيما تضغط على كتفها بقوة.
نظرت هيلدا إلى يد إيما ثم فتحت فمها لتتحدث.
يُتبع….