Travesti-became a false prince - 3
الفصل 003
“ماذا عن الأمير؟”
“إنه ليس في حالة جيدة، لذا هو مستلقٍ للراحة مؤقتًا.”
“لديّ جدول مزدحم، لذا احضريه فورًا.”
نظرت إيما بقلق نحو الدوق الأكبر فاسيلينتي.
لم تكن تلك النظرة مجرد خوف من الموقف، بل شعور خفي بأن هذا الرجل يحمل شيئًا غير مألوف. كيف لرجل بهذه السمعة المخيفة في ميادين المعارك أن يبدو بهذا الشكل؟
رغم أن الأحاديث المتداولة عنه كانت تخلق صورة وحش مرعب على أرض المعركة، إلا أن رؤيته عن قرب كانت مختلفة تمامًا. كان أقرب إلى تمثال منحوت بإتقان، أو لوحة رسمها فنان بارع من العصور القديمة.
ملامحه كانت من الجمال الذي يجعلك تقف مبهورًا للحظات، جمال يتجاوز ما أعتدنا عليه. لكن ما كان يثير الريبة أكثر هو الغياب التام للحياة في تلك الملامح. لم يكن هناك شيء ينبض بالحيوية، لا في عينيه ولا في حركاته.
في الآونة الأخيرة، أنتشرت موضة صناعة دمى متقنة تحاكي البشر بدقة، تعمل بواسطة آلية خفية، وكانت كل تفاصيل الدوق الأكبر فاسيلينتي تجعلك تظن أنه أحد تلك الدمى.
دمية ذات شعر فضي يتلألأ كالثلج تحت أشعة الشمس، وبشرة لامعة كما لو أنها مغطاة بطبقة زجاجية شفافة، وعينين متلونتين بالذهب.
ربما لهذا السبب، كلما رأت إيما الدوق الأكبر يتحرك ويتحدث، اجتاحها شعور بعدم الارتياح، وكأنها تشهد ظاهرة غريبة لدمية حية تتنفس. كيف يمكن لتلك الملامح المنحوتة بدقة أن تتحرك مثل إنسان؟
‘حتى وإن بدأ عليه الوقار من الخارج، لن يتغير أنه وأحد من تلك الشعوب الهمجية.’
نسبت إيما ارتباكها إلى احتقارها العميق للبرابرة، محاولة أن تجد تفسيرًا منطقيًا لشعورها المتزايد بالرهبة. بتلك الفكرة المترسخة في عقلها، مضت لإحضار الأمير المزيف.
لكن كانت هناك مشكلة واحدة فقط.
حتى عندما أرتدى ملابس الأمير سيون، الذي لم يتجاوز الثامنة، بدت ثياب الأمير المزيف، الذي يبلغ من العمر عشر سنوات، واسعة بشكلٍ ملحوظ على جسده النحيل.
‘لقد كنتُ مشغولة تمامًا منذُ سماعي أن الدوق الأكبر سيأتي، فلم أتمكن من زيارته لأيام…….’
إيما، وهي الوحيدة التي كانت مسموحًا لها بالدخول إلى غرفة الأمير المزيف، أدركت فجأةً أنها ظلت بلا طعام طيلة تلك المدة. على الرغم من ذلك، عندما أطعمتها سريعًا ببعض العصيدة في الصباح الباكر، كانت قادرة على التحرك بشكلٍ معقول، وإن بدأ واهنًا.
ملامحها كانت باهتة، وهيئتها هزيلة إلى حد فقدانها لأي بريق أو كرامة ملكية. مع ذلك، كان المرض ذريعة جاهزة يمكن أستخدامها لتبرير مظهره المتهالك.
على أي حال، لن يهتم الدوق الأكبر فاسيلينتي إذا كان الأمير مريضًا أم لا، فهو سيقتله قريبًا، وعيناه الأرجوانية لا تزالان سليمتين، حتى وإن أصبح نحيلًا بعض الشيء.
‘أمير ذو عيون أرجوانية.’
كان هذا هو الشرط الوحيد الذي طلبه الدوق الأكبر فاسيلينتي.
لذلك خطط الإمبراطور لإخفاء أبنه الأصغر الذي لم يظهر وجهه منذُ صغره.
لم يكن هناك شرط أن يكون الأمير بصحة جيدة.
“مهما كنتَ متوترًا، بالتأكيد تتذكر التحية، أليس كذلك، أيها الأمير؟”
سألت إيما الأمير المزيف، محاولة إظهار اللطف في كلماتها.
أومأ الأمير المزيف برأسه، ونظر إلى إيما. كان وجهه الشاحب والهزيل يبرز بوضوح، لكن عيناه الأرجوانية كانتا تلمعان كعلامة على هويته المزعومة.
“أجل، أنا أتذكر، إيما.”
سرعان ما وضع يده على صدره ومال برأسه إحترامًا نحو الدوق الأكبر.
“يشرفني أن ألتقي بك، يا سمو الدوق.”
تجاعيد طفيفة ظهرت على وجه الدوق الأكبر، الذي لم يظهر أي تعبير واضح.
ظل الدوق الأكبر يحدق بصمت في الأمير المزيف، مما جعل التوتر يزداد في الأجواء.
في تلك اللحظة، فتحت إيما فمها بقلق وسألت.
“هل أرتكب الأمير أي خطأ……؟”
“هل هذا هو الأمير سيون؟”
أخفضت ليتيسيا كتفيها بسبب النبرة الباردة. ابتلعت ريقها بصعوبة ورفعت رأسها.
شعرها الأشقر وعيونها الأرجوانية كانت واضحة تحت الضوء، مما جعلها تبدو وكأن الألوان تتطابق مع صورة الأمير سيون الحقيقي، لكن الشكوك كانت تغلف المكان.
“نعم، يا سمو الدوق. أنا سيون هيرتا.”
ضاقت عينا الدوق الأكبر الذهبية الشفافة كأنهما تسبران أغوار الحقيقة خلف كلمات ليتيسيا.
“…….”
ظل الصمت يهيمن على الموقف، ثم فتح الدوق الأكبر فمه ببطء.
“أين الأمير سيون الحقيقي؟”
سألت إيما بصوت مرتعش، محاولة أن تحافظ على هدوئها.
“مـ-ماذا تعني؟ هذا هو الأمير سيون، يا سمو دوق.”
“الألوان قد تكون متقنة، ولكن……أعمارهما لا تبدو متطابقة تمامًا. هل من المعقول أن يكون هذا الطفل في الثامنة من عمره؟”
وسط الأجواء الثقيلة التي سادت نتيجة الضغط الذي فرضه الدوق الأكبر، أجابت ليتيسيا بصعوبة.
“ثماني سنوات، نعم، هذا صحيح…….”
لم تظهر ليتيسيا أي تصرفات غير متقنة مثل النظر إلى إيما أو مراقبة المحيط. بل أستمرت في التحدث بتلعثم دون أن تزيح نظرها عن الدوق الأكبر، محاولة التمسك بأمل ضعيف.
“سوف أكبر لاحقًا. أبي طويل أيضًا، وأمي كذلك طويلة—.”
“أيها الأمير!”
غطت ليتيسيا فمها بيديها كأنها أرتكبت خطًأ فادحًا. جاء نداء إيما في الوقت المناسب.
‘آمل أن يظنوا بأن هذا سوء فهم.’
كانت الملكة قصيرة القامة، وشاعت شائعات بين عامة الناس حولها. لذلك، إذا كان الأمير سيون هو حقًا أصغر أبناء الملكة، فلا شك أنه لن يذكر طول والدته.
‘لكنني ذكرتُ ذلك…….’
إذا أعتقد الدوق الأكبر بشكلٍ غير صحيح أن الأمير ليس سوى أبن غير شرعي للإمبراطور، فقد يتفهم مظهره النحيل الحالي.
‘إن تعرض الطفل للإيذاء من قبل زوجة الأب أو زوج الأم هو دور شائع جدًا على المسرح!’
بالطبع، لو لم تقم إيما بتجويعي منذُ البداية، لما كان عليّ أن القيام بمثل هذا الدور الصعب فجأةً، وكان من المحتمل أن يكون الوضع أكثر سهولة.
* * *
نظر الدوق الأكبر فاسيلينتي، فيريك، إلى الهيكل العظمي الصغير والنحيف الذي كان يقف أمامه.
بدأ الطفل نحيفًا لدرجة أن جلده كان يلتصق بالعظام، مما أعطاه مظهرًا شبيهًا بالهيكل العظمي.
‘ربما يكون في السادسة من عمره؟’
على الرغم من أن مظهره كان يثير التعاطف، إلا أن الرجل الذي كان يفتقر إلى المشاعر، والذي لا يعرف الرحمة أو العاطفة، كانت أفكاره محصورة في هذه النقطة فقط.
إنه صغير.
لذا، يجب أن يكون طفلًا.
نظرًا لأن الأمير الأصغر سيون هيرتا يبلغ من العمر ثماني سنوات، كان من الواضح في نظر فيريك أن الطفل أمامه لا يمكن أن يكون هو سيون هيرتا.
“احضري الأمير سيون هيرتا الحقيقي.”
عند سماع أمر فيريك، فتحت المربية، التي تُدعى إيما فمها.
“……أليس الشرط الذي طلبتموه هو ‘أمير ذو عيون أرجوانية’؟”
وضعت المربية يدها برفق على خدود الطفل.
رغم أن خدي الطفل كانا يتوردان بسبب الضغط، إلا أن عينيه بقيتا مفتوحتين على اتساعهما، مكشفتين عن لون أرجواني واضح.
“أليست الصورة المرسلة مسبقًا، وكذلك لون الشعر ولون العينين، متطابقة تمامًا؟ يا سمو الدوق، هذا هو الأمير سيون هيرتا الحقيقي الذي ستأخذه كرهينة.”
فهم فيريك بسرعة ما تعنيه المرأة.
بغض النظر عما إذا كان الطفل أمامه هو سيون هيرتا الحقيقي أم لا، فإن هذا الطفل كان يلبي الشرط المحدد.
ما طلبه هو ‘أمير ذو عيون أرجوانية’، لم يكن من الضروري أن يكون هو الأصغر بين أبناء الإمبراطور، سيون هيرتا.
رغم أن هذا الطفل قد لا يكون سيون هيرتا، إلا أن ميزة العيون الأرجوانية تؤكد أنه ينتمي بوضوح إلى عائلة هيرتا الملكية.
لأن العيون الأرجوانية كانت سمة متأصلة فقط في عائلة هيرتا المالكة.
“……فهمتُ.”
لم يكن هناك سبب للتشكيك في هوية الطفل الذي أمامي.
‘ليس الأمر وكأن ضميري المفقود منذُ فترة طويلة عاد فجأةً.’
ألقى فيريك نظرة على العيون الأرجوانية للطفل الذي أمامه واستدار على الفور.
تبعه يان بسرعة وسأل.
“يا سيادتك، هل نواصل التحقيق؟ أين يمكن أن يكون الأمير الحقيقي…….”
“لا داعي لذلك. فقط ضع الطفل في العربة.”
“ماذا؟”
“أمير ذو عيون أرجوانية. كما قالت تلك المرأة، فإن شروطنا متوافقة.”
تمتم يان بدهشة عن غير قصد.
“لكن الطفل صغير جدًا على الموت…….”
“هل هناك عمر محدد للموت؟”
جاءت إجابة فيريك ببرود لا يخلو من القسوة، وهو يتذكر صورة ‘سيون هيرتا’ في عقله، الذي بدأ أصغر من أن يكون في الثامنة، وأقرب إلى طفل رضيع.
“إذا لزم الأمر، كنتُ سأقتل حتى أبني.”
في الواقع، كان على أستعداد للتضحية بحياة أي شخص، حتى لو كانت حياته الخاصة.
مع ذلك، ومن أجل رفع اللعنة على دوقية فاسيلينتي الكبرى، لم يكن ما يُطلب هو حياة فيريك أو أبنه، بل حياة هيرتا.
حياة ذلك الطفل الصغير.
كانت هناك حاجة إلى فرد من عائلة هيرتا ذو عيون أرجوانية.
بناءًا على ذلك، كما وعد فيريك الإمبراطور، تم نقل الرهينة ‘سيون هيرتا’ إلى العربة، وتوجهت العربة نحو إقليم فاسيلينتي الكبرى، حيث كانت وجهتهم التالية.
يُتبع….