قد يبدو الأمر وكأنه مجرد إظهارٍ لدوافعه، لكن في حالته، الأمر مختلف قليلًا.
يبدو وكأنه يضغط على نفسه أكثر مما ينبغي، وهو يظن أنه مثير للشفقة، على الرغم من جسده المصاب.
وربما تكون هذه هي الحقيقة بالفعل.
ومهما حاولت أنا ويورين-كون إخباره بألّا يبالغ في الأمر، فهو يواصل ذلك على أي حال.
في الليلة الماضية، تحدثنا عن الأمر، لكننا استنتجنا أن تركه يفعل ما يشاء هو الخيار الأفضل.
حتى لو حذرناه بشدة وحاولنا إرغامه على الراحة، فسيجد على الأرجح وسيلة أخرى لإرهاق نفسه.
أشعر أن في ذلك خطرًا.
لذا، إذا بقي فقط ضمن متناول اليد، فسيكون الأمر مطمئنًا.
“أتمنى حقًا لو أنه يستريح.”
لكن هذه الكلمات لا تصل إليه.
لا، هي تصل إليه، لكنه لا يستمع.
سواء كان ذلك جيدًا أو سيئًا، فهو ما يزال طفلًا.
لم يمض وقت طويل حتى بدا أكثر اتزانًا مني، يراقب محيطه ويستطيع التعامل مع الأمور بشكل جيد نسبيًا. بدا ناضجًا.
لكن ما إن يظهر ضعف واحد، حتى ينهار في لحظة.
إنه كجبل من الرمل يتناثر في الريح.
“ني-سان، الصندوق هنا.”
“فوساكي-كون!”
فجأة، أسقط فوساكي-كون الصندوق الخشبي الكبير الذي كان يحمله، وخرّ على ركبتيه.
وحين أسرعت نحوه، كان من الواضح من ملامحه أنه يتحمل الألم، فيما العرق يتصبب من جبينه. حولت نظري إلى ظهره.
“فوساكي-كون، الدم ينزف من جرح ظهرك.”
“أغـه…”
“لقد انفتح الجرح. سأُحضر جرعة علاجية حالًا!”
“م-مهلًا، أرجوك!”
أمسك فوساكي-كون بذراعي بضعف بينما كنت أحاول النهوض.
“لا حاجة لاستخدام جرعة ثمينة على شخص مثلي.”
“ماذا تقول؟ لا تقل لي أنك حتى لم تشرب الجرعة التي أرسلتها لك.”
“…”
كان لدي شعور أن هناك خطبًا ما.
حتى لو كان جرحًا خطيرًا، فقد أعطيته بالفعل أنواعًا مختلفة من الجرعات العلاجية بعد معالجة مناسبة. حتى الجروح العميقة تشفى بعد شربها عدة مرات. كما أن الألم يضعف أيضًا، لكن لم يكن هناك أي علامة على تحسن.
بمعنى آخر، لم يكن يشربها.
“لماذا؟”
“…بسبب شخص مثلي.”
“لا تكن سخيفًا!”
صرخت بصوت عالٍ على نحو مفاجئ.
لو كانت إيرينا-تشان قريبة، لربما تفاجأت وتراجعت خطوة إلى الوراء.
هكذا كان غضبي.
“لديك حياة واحدة فقط! كيف لا تعطيها قيمة؟!”
“ني-سان…”
“أولًا، اشرب هذا! إذا كان الجرح قد شُفي لهذه الدرجة، فيمكنك أن تتعافى تمامًا بهذا فقط.”
“…لكن…”
تردد فوساكي-كون.
وبينما كنت أشعر بحماسة أكثر من المعتاد، ازدادت ضيقي من موقفه.
وبانفعال، دفعت الجرعة في فمه بالقوة.
“غو-غوه.”
“فقط اشربها بالفعل!”
كان ذلك مفاجئًا حقًا.
هذه كانت المرة الأولى في حياتي التي أكون فيها بهذا القدر من الحزم.
ربما لم أستطع أن أتحمّل طريقته في عدم تقدير حياته.
“…بففت.”
“كيف حالك؟ هل اختفى ألم الجرح؟”
“…الألم زال. من المرجح أنه قد شُفي.”
“حقًا؟ أرني إياه للاحتياط.”
وللتأكد، رفعتُ ثيابه وتفقدت ظهره.
لمستُه بخفة فوق الضماد الملفوف حوله على شكل دوائر.
لو كان يؤلمه، لكان ظهر على ملامحه تغيير ما.
وبما أنه لم يظهر شيء، أزلت الضماد.
على أية حال، كان هناك دم عليه، وكان لابد من استبداله بجديد.
عندما أزلت الضماد، انكشف الجرح.
“لقد انغلق. يبدو أن هناك ندبة فقط.”
“أرى…”
لم يبدو عليه الفرح كثيرًا.
على الأرجح كان يفكر بأنه تسبّب في إزعاج من جديد.
“أنا آســـــ…”
“الاعتذارات ممنوعة.”
“هاه؟”
“الاعتذار يُقال عندما ترتكب خطأً فعليًا، أليس كذلك؟ فوساكي-كون لم يفعل أي شيء خاطئ. ربما هذا وقت أن تقول فيه شكرًا، أليس كذلك؟”
شعرتُ بالإحراج وأنا أقول ذلك بنفسي.
فعلى الرغم من أنني أتكلم بتعالٍ هكذا، إلا أنني غالبًا ما كنت أعتذر، وأقدّم الاعتذار على الامتنان.
ولهذا تعلمتُ.
أن يُقال لك ’شكرًا‘ أجمل بكثير من أن يعتذر لك أحد على مساعدتك له.
“شكرًا… جزيلًا.”
“نعم.”
كما توقعت، أن يتم شكرك شعور لطيف.
يزداد جمال هذا الشعور حين يأتي من أشخاص مهمين بالنسبة إليك.
“فوساكي-كون، هل يمكنني أن أسألك شيئًا؟”
“ما الأمر؟”
“عن فوساكي-كون نفسه. قبل أن تصبح حارس إيرينا-تشان الشخصي، قبل أن تأتي إلى هنا.”
لم أكن أخطط لطرح السؤال، لكن الكلمات خرجت من تلقاء نفسها.
لقد كان شيئًا أريد أن أعرفه.
بإمكان يورين-كون أن يسأل دوق-ساما، لكنني أريد أن أسمعه من الشخص نفسه.
“…السؤال عن ذلك ليس مثيرًا للاهتمام حقًا، كما تعلمين؟”
“الأمر لا يتعلق بكونه مثيرًا للاهتمام. فقط أريد أن أعرف عن فوساكي-كون.”
“تسألين شخصًا مثلي؟”
“لا تقل ذلك مجددًا. أرجوك.”
أمسكتُ يده برفق.
كما فعل يورين-كون معي ذات مرة.
“أريد أن أعرف. لأن الأمر يتعلق بشخص سأكون معه في المستقبل، أريد أن أعرف جيدًا.”
“…في المستقبل…؟”
“نعم. هذا ما أشعر به، وكذلك يورين-كون والآخرون.”
“…أفهم.”
بدت على فوساكي-كون مسحة من الكآبة، وأطرق بعينيه وقد شعر بشيء من الارتياح.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات