كان يرتدي عباءة سوداء تغطّي جسده بالكامل، لكن عينيه الشرسة لم تُخفَ عن الأنظار.
“انظر، أيّها المدرّب. هل أنت متأكّد أنّ هذا الأرنب هو زوجة الذئب الرمادي؟”
جاء صوت آخر من الخلف.
كانوا أشخاصًا يرتدون دروعًا حمراء كالدّم.
‘جيش الشياطين!’
كادت لايلا أن تصرخ، لكنّها سدّت فمها بكتلة قطنيّة.
“…كما تعلم، ليس من الشائع وجود بشريّين بهذا الشكل. لو كانوا منتشرين، لما واجهت صعوبة في جمع المواد.”
تحدّث الرجل الملقّب بـ”المدرّب” بنبرة منزعجة.
لكنّ قائد جيش الشياطين لم يوافق، واستمرّ في طرح تساؤلاته.
“هذا الأرنب رماديّ. ألم يُقل إنّ زوجة الذئب الرمادي شقراء؟”
“سيظهر لونها الأصليّ بعد غسلها.”
“لا يُعقل أن تتجوّل سيّدة نبيلة في مثل هذا المكان بمفردها.”
“ولا يُعقل أن يكون هناك أرنبان في الإمارة.”
“أعني أنّه من غير المنطقيّ أن تتجوّل في الجبال دون حارس واحد.”
“لم تكن لتظهر بهذا الشكل أمام النّاس، خاصّة في الإمبراطوريّة.”
“لماذا ستتحوّل سيّدة نبيلة إلى أرنب وتركض في الجبال؟”
“…البشريّون، حتّى بعد تحوّلهم إلى بشر، يحتفظون بغرائز وعادات الحيوانات بقوّة.”
بدت يد المدرّب، التي تمسك لايلا، مشدودة من الجدال المستمرّ.
“الأرانب تحبّ الركض، وحفر الأرض، والتدحرج في التراب.”
عرض المدرّب لايلا كما لو كان يتباهى.
كانت فراءها ملطّخة بأوراق الشجر والتراب، واضحة كأرنب استحمّ للتوّ في الوحل.
“كانت تريد الركض بحرّيّة في الطّبيعة.”
“لكنّ سيّدة نبيلة لن تفعل ذلك.”
“هل تعتقد أنّك تعرف البشريّين أكثر منّي؟”
حدّق المدرّب بقائد جيش الشياطين بنظرة حادّة.
“لقد قمت بتشريح العشرات منهم، وإحيائهم، وقتلهم بيديّ هاتين. هل تعتقد أنّني لا أميّز بشريًّا؟”
“أقول إنّ هذا الأرنب قد يكون بشريًّا آخر…”
“قل لي بنفسك، أيّتها الأرنب اللطيفة.”
“…”
كانت لايلا ترتجف. نظرة المدرّب التي تحدّق بها بدت وكأنّها ستلتهمها في الحال.
“ما اسمك؟”
“…”
“شايلا غراي وولف، أليس كذلك؟”
ضحكته الكريهة بدت كصوت معدن يُخدش.
“لا تذكر اسم غيري بتهوّر!”
جمعت لايلا شجاعتها المدفونة في أعماقها، ثمّ ضربت وجه المدرّب بقدمها الأماميّة.
بام!
استدارت بسرعة، وانسلّت من قبضته، وبدأت بالركض.
“امسكوها!”
“بسرعة، امسكوها!”
بدأت الخيول بمطاردة الأرنب الصّاعد الجبل، في الاتّجاه المعاكس للقلعة الدوقيّة.
‘لن أدعهم يقبضون على شاشا !’
لم تعرف كيف عرف جيش المملكة أنّ شايلا أرنب، لكنّ الأمر كان لصالحها.
بما أنّهم أخطأوا بها، لن تدع أختها تتعرّض للخطر.
جذبت لايلا جيش المملكة بعيدًا عن شايلا، صاعدة الجبل.
“غريب. لماذا يتّجه هذا الأرنب بعيدًا عن القلعة؟ أليس من المنطقيّ أن يذهب إلى منزل الذئب الأسود ليطلب المساعدة؟”
“بغباء، فإنّ الهروب صعودًا هو عادة كلّ الحيوانات الصغيرة.”
سمعت لايلا حوار المدرّب وجيش الشياطين عبر الرّيح.
سخرت لايلا وهي تركض على التلّ.
الأغبياء هم أنتم.
‘أنا لا أهرب.’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 91"