بعد أيام قليلة،

كان صباح يوم مراسم منح الألقاب لفرسان غرايوولف.

تولّت شايلا بنفسها تجهيز ملابس زوجها.

لم يكن كاليون قد ارتدى سوى الدروع الحربية من قبل، وكانت الدروع الحديدية الرقيقة المخصصة للمناسبات الرسمية تجربة جديدة بالنسبة له.

“انتهيت. التف وانظر.”

عندما أدارت شايلا إصبعها، استدار كاليون في مكانه كما أمرته زوجته.

تطاير رداء غرايوولف الرمادي، الذي يُعتبر رمز الفرسان، بأناقة.

“مهما ارتديت، لا يُرى سوى وجهك. يا إلهي، زوج من هذا؟ وسيم بلا داعٍ…”

كانت عينا شايلا، التي تمتمت، غائمتين.

 عرف كاليون أنها سهرت عدة ليالٍ، فلم يستطع إخفاء شعوره بالأسف تجاهها.

“شايلا، هل أنتِ بخير؟”

“نعم.”

كان خطأها الكبير أنها استهانت بأولئك الفرسان الجامحين من غرايوولف. 

لم يكن من الممكن تحويل مرتزقة متمرّسين إلى سادة في ليلة وضحاها.

‘كان من الأسهل تحويل دب إلى إنسان.’

تولّى أنطونيو تعليم آداب نادي السادة، بينما تولّت شايلا تعليم كيفية التعامل مع السيدات في الحفل.

كان من الممكن التغاضي عن الوضعية والكلام بطريقة أو بأخرى، لكن المشكلة الحقيقية كانت الرقص.

 رقص المجتمع الراقي.

‘لماذا هم بهذا السوء؟’

كانت تتوقع أن الأشخاص الذين اعتادوا استخدام أجسادهم سيتقنون الرقص بسرعة بمجرد تعلمه، لكن توقعاتها خابت بشكل مذهل.

على وجه الخصوص، تسبب لينارد وبعض المشاغبين الآخرين بخطوات غريبة لم تُرَ من قبل في إثارة إحباط شايلا ومدرّب الرقص.

حتى مع التدريب القاسي في ميدان التدريب، لم يبدُ أن هناك تحسنًا.

“بعد انتهاء الحفل، سأرتاح جيدًا. أنا بحالة جيدة، لذا، دعنا نجرب ضبط الخطوات مرة أخيرة.”

لكن المفاجأة أن الأسوأ في الرقص بين فاشلي القلعة كان زوجها.

على الرغم من التدريب صباحًا ومساءً كلما سنحت الفرصة، لم تتحسن مهاراته في الرقص، بل أصبحت مدهشة بطريقة سلبية.

كان من المعتاد أن يفتتح الإقطاعي وزوجته الرقصة الأولى في الحفل الليلي. 

ولكن بما أن زوجة الدوق غائبة، سيتولى كل مِن شايلا وكاليون هذا الدور.

كان هذا الحفل هو الأول الذي يُدعى إليه نبلاء من خارج القلعة.

‘لا يمكننا أن نفشل أبدًا!’

فتحت شايلا عينيها بحدة ووضعت يد زوجها اليمنى على خصرها. 

لكن كاليون، غير مدرك لقلق زوجته، أمسك يدها اليسرى ببطء.

“يا إلهي، هذا الموقف المتساهل! ليون، مهاراتك لن تكفي حتى لو رقصتَ في نومك.”

على الرغم من التوبيخ القاسي، ابتسم كاليون بإحراج.

 وبعد تردد وكأن هناك شيء غير واضح، سأل:

“شايلا، ربما…”

“نعم؟”

“الحوار الذي كنتُ أجريه مع الكونتيسة…”

“من؟ بلانشي؟”

“نعم. هل سمعتِ شيئًا من ذلك الحوار؟”

كان يتحدث عن المحادثة التي دارت بينه وبين بلانشي قبل طردها.

“لا، لم أسمع جيدًا.”

بسبب الغضب الذي كان ينبعث منه، ارتجفت شايلا في الخلف دون سبب.

“ما الذي كنتما تتحدثان عنه؟ هل هو أهم من تدريبنا الأخير على الرقص؟”

بينما كانت تقوده، ابتعدت شايلا قليلاً، دارت، ثم عادت لتلتصق به.

“ذلك الكاهن الأول. اسمه ناثانيال أو شيء من هذا القبيل؟”

“…تقصد الكاهن الأول نيكولاس؟”

“نعم.”

أجاب كاليون بابتسامة هادئة، لكن فكه توتر.

“أنا لا أهتم به على الإطلاق. محوت اسمه من رأسي تمامًا. لكن…”

كان ذلك الرجل الذي ارتبط بشايلا بتهمة الزنا.

“لكن يبدو أنكِ، يا شايلا…”

غليان الغيرة الدنيئة بسبب اسم واحد.

“…ما زلتِ تتذكرينه جيدًا؟”

“ماذا…؟”

كان الكاهن قد مات في السجن منذ زمن وذهب إلى جانب الرب. 

وبلانشي، التي كانت تستخدم المحاكمة كذريعة، طُردت بالفعل.

نيكولاس أو غيره، بصراحة، كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لشايلا هي هذا الفاشل في الرقص أمامها.

“لا، ما هذه الحركات؟ أين الإيقاع؟ أين التسلسل؟ هل تخليت عن كل شيء؟”

توقفت ساقاه الطويلتان، اللتان كانتا تتحركان بلا مبالاة.

كادت شايلا أن تتسبب في حادث محرج بدهس قدم كاليون.

“لماذا… لماذا توقفت؟ تحتاج إلى مزيد من التدريب.”

نظر كاليون بهدوء إلى وجه شايلا اليائس، ثم فتح فمه متأخرًا.

“لا أعرف. يبدو أنني نسيت كل شيء.”

“ماذا؟ فجأة؟!”

“نعم. عليكِ أن تعلمينني من البداية مجددًا. بعد انتهاء مراسم منح الألقاب، سيكون لدينا وقت كثير.”

“لا…! سأكون مشغولة بالترحيب بالنبلاء في الشمال!”

“إذًا لا خيار. سأضطر للظهور بهذه المهارات.”

“لا!”

“أنتِ مشغولة، أليس كذلك؟ وستكونين منشغلة بتقديم يدك للتحية هنا وهناك. سأقف في الخلف بهدوء أشاهد ذلك.”

“ألا يمكنك التدرب بمفردك؟ من فضلك؟”

“حسنًا. سأتدرب مع عمود كشريك. هذا سيعزز مهاراتي كثيرًا.”

رد بابتسامة مشرقة، لكن كلماته كانت تحمل نبرة خبيثة.

في الأحوال العادية، كانت شايلا ستلاحظ خداع هذا الذئب الماكر على الفور، لكنها كانت في حالة توتر شديد اليوم.

“سيكون هذا الحفل لا يُنسى للجميع. رقصتنا ستُروى لسنوات.”

“آه…!”

كان ذلك صوت انهيار خطط شايلا.

***