ومع ذلك، كان هناك خادمات وسيدات خدم ساعدن جيسيكا في عزل ساندرا داخل القلعة، وشاركن في طردها.

لم تستطع ساندرا أن تسامح عصابة بلانشي، التي اتّهمت المطرودين بالنهب ووصفتهم بألقاب مثل “الخونة” و”أتباع دايموس”.

“لن أتركهم وشأنهم أبدًا. سأرى إن كانوا سيغادرون على أقدامهم أو محمولين على نقالات.”

“…”

شعرت شايلا بالقشعريرة أمام هذا الجانب من ساندرا، الذي رأته لأول مرة. 

كانت رئيسة الخادمات دائمًا لطيفة معها عندما كانت طفلة…

“يبدو أن هناك الكثير مما يجب التعامل معه.”

بعد سماع قصة راتب ديزي، أصبح أنطونيو جادًا. 

كان الأمر واضحًا دون الحاجة إلى النظر.

خلال هذه الفترة، رفعت بلانشي الضرائب بحجة تكاليف الحرب، لكن لم يُستخدم أي من هذه الأموال لتمويل الجيش. فقد قال كاليون إنه لم يتلق شيئًا.

“أنطونيو، ابدأ بحل مشكلة الأموال المفقودة. وأنتِ، يا ساندرا، ركّزي على تجديد الأفراد.”

ناقش أنطونيو وساندرا الكثير حول كيفية المساهمة في عائلة الدوق. 

من أجل الزوجين الصغيرين اللذين ساعداهما في العودة من مون بيرني.

“تعرفان ماذا يجب فعله، أليس كذلك؟ أنتما بالفعل محترفان.”

“بالطبع، يا سيدتي. اتركي الأمر لنا.”

“قد تصبح القلعة الداخلية صاخبة لبعض الوقت، لذا تحمّلا ذلك.”

كان الاثنان جديرين بالثقة للغاية. 

كانت شايلا مقتنعة أنهما، كرئيسة خادمات ومدير أعمال متمرّسين، سيعيدان النظام إلى القلعة المتدهورة بسرعة.

“كل ما عليّ القلق بشأنه هو ذلك الرجل.”

في تلك اللحظة، لمحت ظهر كاليون وهو يعبر ساحة التدريب. 

كان طويل القامة دائمًا، لكنه بدا اليوم أكثر قوة، وتجمّع حوله أعضاء الفرسان.

“كيف أتحدث معه عن قضاء ليلة الزفاف؟”

كانت قد ارتبكت من قبل. 

ألن يتفاجأ إذا طلبت منه فجأة، دون أي استعداد، قضاء ليلة الزفاف الليلة؟

غرقت الزوجة الأرنبة، ذات العينين الذهبيتين المتلألئتين بشكل خاص اليوم، في أفكار عميقة من أجل مراعاة زوجها الشاب.

*****************

“أن يُعهد إلى الدوق الصغير وحده بإعداد قائمة النخبة!”

ضرب إيرل مالوري مسند الكرسي بغضب. 

في يوم واحد، دون إشعار مسبق، تم تفكيك قوات الأمن، واختفى منصبه كقائد.

من خلال ملاحظته، بدا أن فرسان غرايوولف سيتولون مسؤولية القلعة الداخلية.

“ماذا عن منصبي؟”

تحوّلت عيناه المتّقدتان بالغضب نحو بلانشي كأنما يفرغ غضبه عليها.

“يبدو أن سموكم نام طويلاً جدًا. هل أصابه شيء في عقله؟ كيف يمكن أن يعهد إلى شاب أخضر كهذا…!”

“إيرل مالوري.”

“أليس هذا مبالغًا فيه، حتى لو كان ابنه؟”

تُقسم رتب الفرسان إلى فرسان رسميين وفرسان مساعدين. 

بعد التدريب كحاملي أسلحة، يصبح المتميزون فرسان نخبة، وقلة قليلة منهم ترتقي إلى فرسان أوائل.

كان أن تصبح فارسًا نخبة يحمل لقبًا نبيلًا حلم كل الفرسان المتدربين وحاملي الأسلحة.

وكتابة هذه القائمة كانت، بالطبع، تعني امتلاك أعلى سلطة داخل الفرسان.

بما أن قوات الأمن المحطمة قد أُدمجت في الفرسان، كان إيرل مالوري، الذي كان قائدهم، يعتقد أنه يجب أن يشارك في السلطة أيضًا.

“حتى لو كان أمر سموكم، فهذا تصرف متعسف!”

في الماضي، كان سيطيع أوامر الدوق دون نقاش، لكن إيرل مالوري قد تذوّق بالفعل متعة الإقليم بلا سيد.

الآن، بعد عودة السيد، لم يكن مستعدًا للعودة إلى دور الكلب بعد أن تظاهر بأنه أسد.

لكن الشخص الذي شعر بالإهانة الأكبر في اجتماع التابعين كان، بلا شك، بلانشي. 

أصبحت الآن في موقف قد تُستدعى فيه إلى العاصمة وتُطرد في أي لحظة.

“أفهم استياءك، لكن احترس من كلامك. أليس والدي؟”

عندما وبّخت بلانشي بلطف، لم يستطع إيرل مالوري، رغم استيائه، سوى إغلاق فمه.

“لقد وصل ضيف، يا سيدتي.”

في تلك اللحظة، فتح خادم، كان قد أُخبر مسبقًا عن الضيف، الباب. 

دخل فيكونت روزن، بعيون محمرّة، بخطوات واسعة إلى صالون استقبال بلانشي المفتوح على مصراعيه.

“فيكونت روزن، هل أُقيمت جنازة بيترو بشكل جيد؟ أنا آسف لعدم تمكني من الحضور شخصيًا…”

“سأقتله بالتأكيد.”

كلمات دون مقدمات أو خاتمة، لكن لم يكن هناك من لا يفهم غضب فيكونت روزن في هذا الموقف.

“لا، سأجعله يعرف أن هناك ألمًا أسوأ من الموت ذلك الوغد!”

جرؤ على وصف الدوق الصغير بـ”الوغد”، وذلك أمام بلانشي، التي كانت بمثابة أخته وعائلته.

كان فيكونت روزن غاضبًا لدرجة أنه لم ينتبه لذلك.

سمع أن ابنه الوحيد مات في حادث أثناء ارتكاب أفعال غير مشروعة، لكنه لم يستطع تقبل ذلك.

 كانت قبضته المشدودة ترتجف.

“إنه يتظاهر بالعدالة، لكن الدوق الصغير، الذي سمح بموت ابني أمامه، يتحمل المسؤولية.”

كان فيكونت روزن مقتنعًا بذلك دون شك.

“لقد… فاتتك الفرص مرارًا. كان يجب أن تتخلص منه بهدوء قبل عودته.”

خفضت بلانشي صوتها، كما لو تخشى أن يسمعها أحد، وعبست بحزن.

في تلك اللحظة، رفع إيرل مالوري، الذي كان يضغط على صدغيه، رأسه مصدومًا.

“سيدتي، ماذا تقولين؟ هل كنتِ تخططين لقتل الدوق الصغير؟”

“…”