ربّما مراعاةً للسيّدات، توقّفت المجموعة في حقلٍ مفتوح قبل أن يحلّ الليل بوقتٍ طويل.
كان المكان مكشوفًا لدرجة تجعل نصب كمين من قِبل اللّصوص مستحيلًا.
في مثل هذا المكان المكشوف، لم يكن بإمكان المجموعة إخفاء نفسها، لكنّ هذا يعني أيضًا ثقتهم الكبيرة في قدراتهم على الحماية لتحمّل هذا الوضع.
بينما كان الآخرون يعتنون بالخيول ويُعدّون المعسكر، جلست شايلا بهدوء على كرسيٍّ مؤقّت، تطرق ساقيها بلطف.
“سيّدتي، هل أنتِ بخير؟”
اقترب ألكسندر وسأل بنبرة قلقة.
ابتسمت شايلا بلطف وأومأت برأسها.
“بالطّبع. أنا لا أفعل شيئًا على الإطلاق.”
“لا تقولي ذلك. وجودكِ وحده يمنحنا قوّة كبيرة.”
“…”.
“بفضلكِ، عبرنا الجسر المتحرّك، وحصلنا على عربات، وحتّى دخلٍ إضافيّ، أليس كذلك؟ سمعتُ أنّه إذا عرضنا الغنائم في المزاد، حتّى مع تقاسم العمولة مع التّجمّع…”
كانت شايلا تتساءل عن نوعيّة النّقاشات الممتعة التي يجريها مع الفرسان الآخرين.
‘كانوا يتحدّثون عن المال من بيع الغنائم.’
ابتسم ألكسندر بوجهٍ مليء بالرّضا.
“كلّ هذا بفضلكِ، يا سيّدتي.”
“…”.
هل هي تتوهّم؟ في عينيه اللتين تحدّقان بها، رأت بريق الذّهب.
لم يكن هذا البريق من نوع الأدب أو الولاء الذي يظهره الفرسان للسيّدات، بل كان رغبة دنيويّة بحتة.
‘لم أرَ عينين تفوحان برائحة المال بهذا الشّكل منذ والدي…’
كما توقّعت شايلا.
ألكسندر، الذي ينحدر من مدينة تجاريّة متطوّرة، كان يرى السّيّدة الآن كأرنبٍ يضع بيضًا ذهبيًّا.
كان هناك طمعٌ في نواياه تجاهها، رغبةٌ في عدم تركها تفلت.
كانت تأسف لاختفاء الشّطيرة تدريجيًّا، لكنّ شايلا، التي تأكل قليلًا عادةً، شعرت بالشّبع.
‘وداعًا. شكرًا على السّعادة… يا هندبائي.’
ربّما هذه هي المرّة الأخيرة؟ نظرت شايلا بحسرة إلى الطّبق الفارغ، ثمّ رفعت رأسها فجأة.
‘يجب أن أشكره.’
قالوا إنّ الدّوق الصّغير هو من أعدّها.
سواء آمنت به أم لا، الامتنان يبقى امتنانًا.
كانت شايلا تملك أدبًا كافيًا لعدم نسيان الجميل.
‘أين هو؟’
بحثت حولها ووجدته بسرعة.
لحسن الحظّ، لم يكن بعيدًا.
كان يستند ظهره إلى عجلة العربة، جالسًا بوضعيّة متمرّدة، إحدى ساقيه مثنية، يمضغ لحمًا مجفّفًا.
وجهه المتجهّم كان إضافة.
‘يا لعبوسه!’
لم يكن هناك أحد حوله، وهو ينبعث منه هالة سوداء.
بدا أنّ الجميع يخشون شرارة غضبه.
يبدو أنّه كان ينظر إليها طوال الوقت، إذ التقت أعينهما فورًا.
“اسمع…”
لكن في اللحظة التي حاولت شايلا مخاطبته، أدار رأسه بحدّة.
كان باردًا لدرجة أنّها شعرت بنسيمٍ بارد يصلها منه.
‘…ما هذا؟’
هل تجنّب عينيّ؟ لم يفعل ذلك من قبل أبدًا…
‘هل هو غاضب منّي؟’
أم أنّه فقط في مزاجٍ سيّء؟ ربّما من الأفضل تركه وشأنه…
بدت منه هالة مخيفة لا يمكن التّقرّب منها بعد أن محا ابتسامته.
إذا ذهبت إليه وأزعجته بالحديث، قد يحدث شيءٌ سيّء.
قد يمزّقها كما يمزّق اللّحم المجفّف بعنف.
بينما كانت شايلا مرتبكة، تتردّد بين شكره أو عدمه، وتفكّر بما تقوله إذا أرادت الشّكر…
رمى اللّحم المجفّف بعنف، وقام من مكانه.
وضع سيفًا ضخمًا بحجم قامته على كتفه، ونظر حوله بسؤال:
“من يريد التّدريب؟”
“…”.
تجنّب الجميع، كأنّهم اتّفقوا، نظرات كاليون بخفّة.
كان يشبه ذئبًا أسود وسط قطيعٍ من الأغنام الرّحيمة.
في تلك اللحظة، وقعت فريسة سيّئة الحظّ في مرمى بصره.
“أنت.”
“…”.
كان لينارد، يحمل يخنة بمرح.
يا لسوء حظّه… أغمض لينارد عينيه وهزّ رأسه بعنف.
“الآن وقت العشاء! يجب أن أتناول عشائي!”
حاول المقاومة بشدّة، لكن دون جدوى.
“تعالَ.”
“لا أريد! لا أرييييد! آآآه!”
أمسكه كاليون من قفاه وسحبه قسرًا إلى حقلٍ بعيد.
على الرّغم من بنية لينارد القويّة، تعامل معه كاليون كدمية ورقيّة.
“آآآه!”
اختفى الاثنان في البعيد حتّى خفت صراخ لينارد.
كان الغروب قد بدأ يهبط.
لم يكن واضحًا ما يحدث من ظلال الاثنين، لكن صرخات لينارد المؤلمة كانت تُسمع بين الحين والآخر.
“أرجو…”
“في ذلك المكان…”
“أن يكون هناك سلام فقط…”
قُدّمت أغنام واحدة كقربان لذئبٍ سيّء الطّبع.
بفضل ذلك، شعرت الأغنام الباقية بالرّاحة.
بدأ بقيّة أفراد الفرقة يستمتعون بوقت عشاءٍ مريح، كأنّ شيئًا لم يحدث.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 51"