كان جيش الشّياطين في أزاشا يشتهر بفرقة الفرسان الثّقيلة المدرّعة.
قضى كاليون نصف حياته يتصارع مع التّجار لشراء الأسلحة والدّروع.
حتّى الآن، وبعد أن تحسّن وضعه الماليّ بفضل أموال التّعويضات، كان لتجربة طفولته القاسية دورٌ في كونه يُوصف بالبخيل.
“لحظة، لكن لماذا أربعون يومًا؟ ألم تقل إنّ الرّحلة إلى الشّمال تستغرق عشرة أيّام فقط؟”
عندما حدّقت به شايلا، التي لم تمنحه نظرة واحدة طوال الوقت، انتفض كاليون.
“عند الذّهاب… بما أنّ شايلا معنا، يمكننا استخدام الجسر المتحرّك، لكن عندما تعود العربات إلى العاصمة بمفردها، لن نتمكّن من ذلك…”
شرح متلعثمًا، كأنّ ثقته قد اختفت.
كشفت عيناه المرتجفتان عن أحداث اللّيلة الماضية.
كانت عيناه تبدوان وكأنّه على وشك الاعتذار عن تقبيل يدها.
“شايلا، بالأمس…”
“كم يأخذ والدي من رسوم الاستخدام؟”
أدارت شايلا بصرها عنه بسرعة وسألت ألكسندر.
“لا أعلم بالضّبط. سمعتُ أنّ الجسر مخصّص للتّجارة، لذا يمكن فقط لمن لهم تعاملات مع تجمّع كاروت استخدامه. لهذا لم نتمكّن من استخدامه عند قدومنا إلى العاصمة.”
“فهمت…”
إذا طالب برسمٍ باهظ، قد يثير استياء النّاس.
إذا احتجّ سكّان الإقليم، قد يتدخّل اللّورد الذي أجرّ الأرض، لذا استخدم الكونت ليكسي وسيلة لها مبرّرات.
‘مذهل حقًّا…’
ياله من شيطان يعبد الأموال.
“مع من يتعاملون؟ ليس مع محطّة البريد، أليس كذلك؟”
“بل مع محطّة البريد…”
“ماذا؟”
تضيّقت عينا شايلا.
عند التّدقيق، بدا ألكسندر أيضًا متسرّعًا.
أليس من الطّبيعيّ أن تكون أسعار استئجار الخيول من محطّة البريد هي الأعلى؟
فالتّجمّع التّجاريّ هو متجر الجملة، بينما محطّة البريد هي متجر التّجزئة.
تفاجأ ألكسندر بنظرة شايلا المهاجمة غير المتوقّعة، فأصدر سعالًا زائفًا.
“كح، أين؟ إنّها… في السّاحة… أمام النّافورة التي بها تمثال الفتى الذي يتبوّل… هناك محطّة بريد كبيرة.”
“تلك المحطّة تديرها نقابة تجّار العاصمة. بدلًا من ذلك، تعامل مع التّجمّع التّجاريّ.”
“سيّدتي، أيّ تجمّع تقصدين؟”
دعني أفكّر…
فتّشت شايلا بذاكرتها بعناية.
قد لا تعرف أسعار التّجزئة الصّغيرة، لكنّها تعرف شيئًا عن الأعمال.
كانت محادثات والدها مع الضّيوف في طفولتها تدور حول هذه الأمور، فالتقطت بعض المعلومات.
“آه! تجمّع الجناح الفضّيّ. قالوا إنّهم يستوردون جميع خيول الرّكوب من هناك.”
يدير تجمّع الجناح الفضّيّ أكبر مضمار سباق في الإمبراطوريّة.
بما أنّ معظم الخيول المتقاعدة تُستخدم كخيول ركوب، فإنّ لديهم إسطبلًا خاصًّا بالتّجمّع، ويترأّس رئيس التّجمّع أيضًا جمعيّة سباقات الخيل الإمبراطوريّة.
“ألن يكون من الأفضل الذّهاب إلى تجمّع كاروت حيث والدكِ؟ ربّما يمكننا استئجار عربات من هناك.”
“لا.”
والدها لصّ بقلبٍ خبيث، لا يقبل أبدًا بالخسارة في أيّ صفقة.
“الدّوق الصّغير محقّ. دفع مبلغ كبير لاستئجار العربات هو إهدار.”
“لكن، كيف نتعامل مع التّجمّع؟”
“سيّدي ألكسندر، اذهب الآن إلى تجمّع الجناح الفضّيّ واسألهم إن كانوا مهتمّين بحقّ التّوسط الحصريّ لغنائم جيش أزشا.”
“غنائم… التّوسط الحصريّ؟”
مال رأسا الرّجلين في آن واحد.
كانا منشغلين بالنّصر في الحرب، ولم يفكّرا بعد في كيفيّة التّصرف في الغنائم.
في عجلتهم، باعوا كميّة لا بأس بها إلى سينتوم بسعرٍ زهيد.
“ألم تتلقّوا تعويضات كبيرة من المملكة؟ ألا توجد غنائم؟”
“كثيرة، كثيرة جدًّا… لكنّنا خطّطنا للتّصرف فيها تدريجيًّا في الشّمال. لا نحملها معنا الآن.”
ابتسم ألكسندر وهو يخدش خدّه وهو يرى السّيّدة تبتسم بسعادة.
‘لقد أوقعتُ نفسي…’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 49"