وبعد تفكير قصير، بدأ ريفر يسرد الحقيقة: تكلّم عن وضع فرنسا حينها، وكيف وُلد التحالف رغم رفض آل بيانكي، وعن آخر صورة رآها لأوليفيا في الصحف.
“في البداية، لم يقبل آل بيانكي شرط التحالف عن طريق الزواج. لم يكن لدى البلاط الملكي في فرنسا وسيلة أخرى للضغط علينا.”
أومأ فريدي، فذلك ما كان متوقَّعًا فعلًا ؛
سيلفستر كانوا على يقين أنّ بيت بيانكي سيرفض هذا الزواج. لكن رغم ذلك، ظلّ سيلفستر يصرّون على مشاركتهم.
واصل ريفر كلامه: “كنا ندرك أنّ فرنسا تحتاج إلى حليف، فالحروب تشتعل في كلّ مكان. لكن هل يجب أن يقوم التحالف على الزواج فقط؟ آل بيانكي حاولوا، حتى على حساب خسائرهم، أن يمنعوا هذا الارتباط.”
وكان على حق.
غالبًا ما تُقام التحالفات بالموارد والذهب، لا بالزواج.
لكنّ سيلفستر كانوا يبحثون عن تعزيز قوّة العرش، وذلك لا يتمّ إلّا بزواج ملكيّ.
“فشلت محاولاتنا، واشتدّ الضغط علينا. النبلاء من كلّ الأطياف التفّوا حول مهاجمتنا، وكنّا وحدنا في مواجهتهم.”
في تلك اللحظة، تذكّر فريدي أنّه لم يُفكّر كثيرًا بالأمر.
كان يرى في الزواج مجرّد واجب كعضو في حزب الملكيّين.
لم يُدرك حجم ما فرضه على آل بيانكي.
“صحيح أنّ آل بيانكي لا ينهارون بسهولة، لكن فيا … لم تكن مثلنا.”
غشّى الأسى ملامح ريفر وهو يذكرها.
تابع: “الفتاة التي كانت دومًا تحت حماية عائلتها، ما إن اطّلعت على الوضع، حتى غمرها شعور بالذنب.”
أومأ فريدي، متذكّرًا شخصيّتها الرقيقة.
هي فعلًا كانت كذلك: لطيفة، مفعمة بالاهتمام بالآخرين، مستعدّة للتضحية من أجل من تحبّ.
“وفي النهاية، استنتجت أنّ الحلّ الوحيد هو أن تتزوّج بنفسها.”
تغيّر وجه ريفر بمرارة وهو يتذكّر.
“فيا أتمّت المفاوضات مع البلاط الملكي وحدها، ومن دون أن نتيح نحن مجالًا للتدخّل، كان الزواج قد تقرّر.”
تذكّر فريدي حين ذهب لاصطحابها إلى سيلفستر، وكيف كان الجميع يرمقه بعيون ناقمة.
لم يفهم وقتها أنّ السبب أعمق من مجرّد اعتراض على زواج سياسي.
كلّهم، عائلةً ومجتمعًا، وجدوا أنفسهم فجأة ضحيّة هذا القرار.
“احترمنا اختيارها … وانتظرنا.”
وبقي ما حدث بعد ذلك واضحًا دون حاجة للتفصيل.
أوليفيا وصلت سيلفستر وهي منكسرة.
رفضت الخروج من غرفتها قبل الزفاف، جلست في الحفل بوجه شاحب، وقاطعت الحياة في هذا البلد تمامًا …
إلى أن تغيّرت فجأة، واقتربت من فريدي.
“لقد اعتبرتُ أنّ ما جرى سببه الوحيد هو أنّنا نحمل اسم بيانكي. لو لم نكن ذوي نفوذ، ولو لم نكدّس الثروة بلا جدوى، لما جرى ذلك لفيا ولا لعائلتنا.”
ضحك ريفر بسخرية حزينة.
وفريدي لم يستطع أن يجيبه بشيء.
“لذلك أردت أن أتخلّى عن الاسم، وأن نرحل إلى حيث لا تصل أيدي سيلفستر ولا فرنسا.”
كانت خطّة يائسة فعلًا.
لكن ريفر لم يبدُ نادمًا على الفكرة بقدر ما كان منهكًا من كلّ شيء.
“أفهم” ، أجابه فريدي بهدوء.
ابتسم ريفر ابتسامة مرتاحة، كأنّه تحرّر من عبء.
ومع ذلك، ظلّ فريدي جالسًا، كأنّ شيئًا ما لم ينتهِ بعد.
وبعد دقائق، استأنف ريفر حديثه: “أظنّ أنّنا كنّا متسرّعين. لقد ظننا أنّ فيا ستبقى مكتئبة طوال الأشهر الأربعة التي قُطعنا فيها عن سيلفستر. لكن حين وصلتُ ورأيتُها هنا، كانت أكثر سعادة من أيّ وقت مضى. عندها فقط اعترفنا بخطأنا.”
ضحك بخفّة وهو يتذكّر.
“أردنا أن نمحو كلّ أثرٍ للخطّة، لكنني قصّرت. وأنا آسف لأنّ الأمر تسبّب بإزعاجك، يا صاحب السموّ.”
أجابه فريدي: “حتى لو محوت كلّ الأدلّة، فقد كان رجال الأمير الثاني يتعقّبونك. كانوا سيمسكون بطرف الخيط لا محالة.”
لكن ريفر هزّ رأسه.
فهو يعلم أنّ خطأه لا يُمحى بتبريرات.
ثمّ قال فريدي ما جعل ريفر يتجمّد في مكانه: “محاولة خروجك من سيلفستر مع زوجتي … دفنتُها عندي. لن يجرّك أحد بسببها بعد الآن.”
لم يكن اختبارًا، بل وعدًا حقيقيًا.
وقبل أن يفيق ريفر من دهشته، أضاف فريدي ببرود: “ثمّة أمر آخر. السمّ الذي وُجد في غرفتك… ليس هو نفسه الذي استُخدم ضدّ الأميرة.”
ثمّ نقل له بإيجاز ما سمعه من باسيلي قبل مجيئه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 74"