رد العميل على إجابة فريدي بتعبير مذهول: “ماذا؟”

“هذا الطائر لم يُدرب مؤخرًا”

على الرغم من ردة فعله ، واصل فريدي تفسيره و هو يصف مظهر الحمامة: “ريش أجنحتها لا يتطابق مع الحمام الذي تستخدمه فرنسا الآن”

“إذن …”

“إنه طائر تم تدريبه وفق طريقة الجيل السابق ، و ليس التدريب الحالي”

تفتح وجه العميل عند سماع كلام فريدي.

قبل بضع سنوات ، حدث تسرب لطريقة تدريب الحمام الزاجل العسكري في فرنسا. لذلك ، تعرف معظم الدول على كيفية تدريبهم.

بالطبع ، بعد ذلك مباشرة ، غيّرت فرنسا طريقة التدريب و التواصل ، مما جعل المعلومات غير مفيدة ، لكنها كانت مفيدة لفريدي الآن.

أصدر تعليماته للعميل: “اقتلوا الجميع ، ثم أرسلوا عبر الحمام الزاجل رسالة تفيد بأن كل شيء على ما يرام”

اختار فريدي المعلومات التي يجب إرسالها إلى سيار.

كان الهدف هو إيصال فكرة أن هذا المكان لم يكتشفه أحد و أنه آمن.

لم يكن من المؤكد ما إذا كان سيار سيقع في هذا الخداع ، لكن في ظل عدم معرفة فريدي بمدى المعلومات التي يمتلكها سيار ، لم يستطع التحرك بتهور.

على الرغم من عدم اليقين بشأن نوايا سيار و كيفية سعيه لكسر التحالف ، اعتقد فريدي أن تقليل المتغيرات بهذه الطريقة سيمنع على الأقل الأسوأ.

“و أيضًا ، تأكدوا من أن الأدلة التي نمتلكها – مسار السفر المخطط له و الاتصالات مع عائلة بيانكي – لا يمكن للطرف الآخر العثور عليها”

أصدر فريدي تعليماته إلى الستة عملاء: “يبقى اثنان هنا لمراقبة الحمام الزاجل و منع وصول أي شخص آخر ، و يعود الباقون إلى مواقعهم المخصصة لجمع المعلومات مع العملاء الآخرين”

“مفهوم”

أومأ فريدي مرة واحدة بعد سماع ردودهم و غادر المكان.

رأى الفارس المنتظر على مسافة قريبة ، فأدار محرك السيارة.

صعد فريدي إلى السيارة و تحدث: “كيف يسير التحقيق داخل هيستر؟”

نقل الفارس المعلومات التي تلقاها من سايمون إلى فريدي: “تم إحراز 15% من التحقيق. بدأنا بالأشخاص الرئيسيين ، و انتهينا من فحص الحراس الأمنيين. لم يكن هناك أي شخص مشبوه بينهم”

أغلق فريدي عينيه و أمال رأسه للخلف و هو يستمع إلى تقرير الفارس.

“كما أمرتَ سابقًا ، أبلغنا جميع الحراس بهذا الأمر ، و هم يراقبون أي شخص مشبوه”

“و ماذا عن الباقين؟”

“بدأنا التحقيق مع الأشخاص الذين انضموا مؤخرًا. التقدم يسير بثبات ، و خلال أسبوعين ، يمكننا إكمال التحقيق في الجميع في هيستر”

كان التقدم أسرع مما توقع ، بفضل تخصيص المزيد من الأفراد.

“لكن ، سأل السيد سايمون عما إذا كان يجب التحقيق مع رئيسة الخادمات و المشرف. لقد عملت رئيسة الخادمات لفترة طويلة ، و والد المشرف عمل في هيستر لمدة طويلة أيضًا”

فتح فريدي عينيه عند سؤال الفارس و أجاب بصرامة و إيجاز: “لا استثناءات”

أومأ الفارس مرتين بعد سماع رده.

“حسنًا ، سأنقل ذلك للآخرين”

تحولت نظرة فريدي إلى النافذة. للحظة ، كان متحمسًا لقضاء اليوم مع أوليفيا ، لكن الوضع تعقد و تفاقم إلى حالة غير مرغوبة.

تذكر هذا الأمر ، فغرق تعبيره في الكآبة.

كأن الطقس شعر بمزاجه ، بدأت قطرات المطر الغزيرة تضرب زجاج السيارة.

***

حدق سيار في الرسالة التي جلبها الحمام الزاجل عبر السحب الداكنة.

نظر إلى الورقة الصغيرة في يده لفترة دون أن ينبس ببنت شفة. بعد فترة ، أمسك سيار برقبة الحمام الزاجل دون تردد.

استسلم الطائر المدرب ليد سيار. كسر رقبته في لحظة.

لم يتمكن الطائر من الرد فعلًا و مات على الفور.

نظر سيار إلى الجثة المتيبسة دون أي شعور بالذنب. ثم توجه إلى الأريكة.

جلس متكئًا و فتح الرسالة و همهم: “ما الذي كنت تفعله لتتأخر في إرسال الحمام الزاجل؟”

كانت الرسالة من عميله تؤكد أن المكان لم يكتشفه أحد و أن كل شيء على ما يرام.

استخدموا الشيفرة بشكل صحيح ، لذا كانت الرسالة مثالية على ما يبدو.

توقف سيار عن الهمهمة و ضحك بخفة.

“يستغرق إرسال هذه المعلومة البسيطة نصف يوم ، هذا أمر مشبوه”

كان التواصل مع العملاء يتم بأسرع وقت ممكن لتقليل المتغيرات.

بالطبع ، كانت المسافة بين مخبأ ريفر و القصر طويلة ، لذا استغرق وصول الحمام الزاجل بضع ساعات. لكن حتى مع ذلك ، لا يجب أن يستغرق نصف يوم.

خاصة أن حمامة فرنسا المحسنة كان يجب أن تصل خلال ساعتين على الأكثر.

“الوقت طويل جدًا”

كان هناك فارق لا يقل عن عشر ساعات.

“لو كنتَ أسرع قليلًا ، لكنتُ صدّقتك دون تردد. للأسف”

ربما كانت المعلومات من العميل حقيقية ، لكن سيار لم يكن لديه التسامح لتجاهل هذا الشعور المزعج.

التساهل في موقف قد يفشل خطته يعني الفشل ذاته.

“يبدو أن عليّ تسريع الجدول الزمني”

نقر سيار بأصابعه و كتب رسالة إلى فايفيل.

***

كانت فايفيل تقضي يومًا هادئًا نادرًا عندما تلقت رسالة سيار، فعبست.

“كيف يمكن أن يكون بهذا الوقاحة؟”

كان من المفترض تنفيذ الخطة بعد أيام ، لكنه طلب تسريعها إلى اليوم.

كانت الرسالة القصيرة التي تطالب بالتنفيذ اليوم دون تفسير مهينة لأميرة وريثة العرش.

عبست للحظة ، ثم زفرت زفرة قصيرة و وضعت رسالة سيار في الدرج. ثم حدقت في السائل المخصص لأنتونيا بجانبه.

“باروس ، أليس كذلك؟”

كان دواءً يُستخدم في المناطق الحارة.

وحده لم يكن مشكلة ، لكن عند خلطه بكمية معينة من الكونا التي يمتلكها سيار ، يسبب تسممًا قويًا و غيبوبة.

عضت شفتيها عدة مرات و تمتمت بحزم: “هذه المرة الأخيرة ، و لن أضطر لرؤية ذلك الأمير الوقح مجددًا”

بعد تنفس عميق قصير ، هزت الجرس بجانبها.

دخلت خادمة كانت تنتظر بالخارج.

“أخبري الأميرة أنتونيا أنني أود تناول الشاي معها هذا المساء”

إذا نجحت هذه الخطة ، ستتمكن من التخلص من أوليفيا المزعجة.

و لن يبقى أحد بجانب فريدي.

ربما سيظل وحيدًا طوال حياته ، و ستكون هي الوحيدة بجانبه.

ابتسمت فايفيل و أضافت: “لم يتبقَ سوى القليل قبل مغادرة سيلفستر ، يجب أن نتشارك التحيات كسيدات”

تلقت الخادمة تعليماتها و أسرعت إلى قصر الأميرة.

بمفردها ، نظرت فايفيل إلى السماء التي بدت و كأنها ستمطر قريبًا.

كأن السماء تريد أن تغسل جريمتها مع سيار ، كان يومًا مثاليًا لتنفيذ الخطة.

***

رأى سايمون السيارة التي يقودها فريدي تقترب من بعيد ، فدخل الكنيسة ليصطحب أوليفيا.

ابتسمت أوليفيا كما لو أن شيئًا لم يحدث و رحبت بسايمون.

“سموّكِ ، لقد وصل سمو الدوق”

“حقًا؟”

نهضت أوليفيا من مقعدها و خرجت معه من الكنيسة. 

عندما فتحت الباب ، كان المطر يهطل بغزارة بالخارج.

نظرت للحظة إلى الأرض المبتلة ، ثم رأت فريدي واقفًا تحت مظلة سوداء وسط المطر الغزير. كان يتحدث مع ديف.

انتظرت بضع دقائق حتى انتهت محادثتهما ، ثم تحولت أنظار فريدي و ديف إلى أوليفيا.

لوحت أوليفيا بيدها باختصار عندما تقابلت أعينهما.

تلاشى تعبير فريدي القاسي إلى نعومة عند رؤية تصرفها. بينما كانت تنظر إليه ، تحولت نظرتها بطبيعة الحال إلى ديف بجانبه.

أدى ديف تحية قصيرة لأوليفيا ، ثم حيّا فريدي و تراجع بضع خطوات.

رد فريدي على تحيته بإيماءة و تقدم نحو أوليفيا بخطوات واسعة.

قلّص المسافة بسرعة بأرجله الطويلة.

عندما وصل إلى أوليفيا ، التي كانت تقف عند الباب لتجنب المطر ، رفع مظلته السوداء فوق رأسها.

“سيدتي”

تسلل صوته المنخفض مع الظل إلى أذنيها.