“جاء دوق هيستر أيضًا؟”

أومأ فريدي ببرود و ألقى تحية قصيرة لسيار الذي تظاهر بمعرفته. عبس سيار عدة مرات عند تصرفه ، ثم أدار رأسه بحثًا عن شخص آخر قد يكون قد جاء معهم.

أصبحت عينا فريدي أكثر شراسة عند رؤية تصرفاته.

في تلك اللحظة ، تقاطعت أنظارهما. لم يتجنب سيار نظراته ، و استمر الوضع لبعض الوقت.

“ألم تأتِ الدوقة معك؟”

عند سؤال أندرو ، أشاح فريدي بنظره عن سيار.

“لم تتعافَ تمامًا بعد”

أومأ أندرو مرتين عند سماع إجابته. فكر قليلاً ثم اقترح على فريدي: “بما أنك هنا ، ماذا عن مناقشة الأمور معًا؟”

“ما نوع النقاش الذي تقصده؟”

“كنا نخطط لمناقشة موجزة لما سنتناوله رسميًا غدًا مع وصول ريفر بيانكي. ما رأيك؟”

توقف فريدي ، الذي كان ينوي العودة مباشرة.

لم يكن استدعاؤه إلى القصر في وقت متأخر كهذا غريبًا فحسب ، بل كان من الصعب تخمين سبب رغبتهم في مناقشة الأمور بهذه العجلة.

بينما كان فريدي يبدي علامات التفكير ، تدخلت فايفيل فجأة.

“أندرو ، ألا تعتقد أن الدوق قد يكون متعبًا؟ هذا ليس جزءًا من الجدول المخطط ، و صحة الدوقة ليست على ما يرام”

على الرغم من أن كلامها لم يكن غريبًا ، شعر فريدي بشعور غريب من تصرفها.

علاوة على ذلك ، عندما رأى سيار يعبس عند اقتراح أندرو ، شعر أنه لا ينبغي ترك الأمور تمر هكذا. انحنى فريدي و قال لأندرو: “لا ، بما أنكم ستناقشون الأمور مسبقًا ، لن يضر الاستماع. على الرغم من أنه ليس جزءًا من الخطة ، سأسمح لنفسي بالمشاركة”

لم يضف فريدي المزيد و تحرّك على الفور.

في قاعة الاجتماع ، كان الحضور هم أفراد العائلة المالكة في سيلفستر، الأمير الثاني سيار من فرنسا ، فريدي ، و ليف.

عبس فريدي عند رؤية عدد أقل مما توقع. لاحظ أندرو أفكاره و همس بهدوء: “يبدو أن الأمير يريد مواءمة الأمور إلى حد ما قبل مناقشتها أمام الآخرين”

“أعلم أن وفد فرنسا كبير ، فلماذا يحضر ريفر بيانشي فقط؟”

“لست متأكدًا من ظروفهم ، لكن ليس من الضروري حضور الكثيرين لاجتماع تمهيدي ، أليس كذلك؟”

بالطبع ، عندما تكون هناك مفاوضات بين الدول أو العائلات النبيلة ، يحدث أحيانًا أن تتم مناقشات خلف الكواليس قبل عرض الأمور بشكل رسمي.

لم يكن فريدي غير مدرك لذلك ، لكن كون سيار هو محور هذا الأمر كان يزعجه كثيرًا ، بالإضافة إلى وجود ريفر ، أخو أوليفيا ، في هذا الموقف.

شعر فريدي أنه يجب أولاً فهم كيف نشأ هذا الموقف.

“سمعت عن سبب رغبتك في تقديم زواجك من أنتونيا ، الأمير الثاني”

ابتسم سيار و أومأ عند كلام باسيلي.

“نعم ، أعتقد أنكم تعلمون أن الوضع في فرنسا ليس جيدًا. هناك من يضغطون على فرنسا بالحرب”

“نحن على دراية بذلك ، لكن بما أن جيش سيلفستر قد ذهب إلى فرنسا ، فلن تحدث مشكلة في غضون شهر أو اثنين”

أقر سيار بكلام باسيلي لكنه استمر في الإلحاح على وضع فرنسا.

“بالطبع. لكن من يراقبوننا يخشون فقط فرنسا المتحالفة تمامًا مع سيلفستر”

أومأ الجميع في المكان ، لأن كلامه كان منطقيًا إلى حد ما.

“إذا وصلت إلى آذانهم أخبار تفيد أن التحالف بين البلدين ليس كاملاً ، فلن يكون مفاجئًا أن يغزونا على الفور”

داعب باسيلي ذقنه و أومأ برأسه.

كان يظهر بشكل سطحي أنه متفائل بهذا الحديث. شجعه ذلك ، فواصل سيار: “لذا ، لمنع ذلك ، أعتقد أن التحالف يجب أن يكتمل في أقرب وقت ممكن”

لم يكتفِ سيار بذلك ، بل تناول مخاوف سيلفستر واحدًا تلو الآخر ليطمئنهم.

“حتى لو تم الزواج مبكرًا ، فإن فرنسا مستعدة تقريبً ا، لذا لا داعي للقلق كثيرًا”

“هل هذا صحيح؟”

“بالطبع ، أعلم أن أخذ ابنتكم بهذه السرعة قد لا يكون مريحًا. لكن من أجل مصلحة البلدين ، أتوسل إليكم أن تسمحوا بذلك”

على الرغم من انخفاض نبرة سيار ، لم يعطِ باسيلي إجابة نهائية في تلك اللحظة.

“إذا وافق جلالة الملك على هذا الأمر ، فسنتحمل تكاليف إنشاء السكة الحديدية بين فرنسا و سيلفستر”

قدم سيار عرضًا مغريًا لسيلفستر. أغمض باسيلي عينيه و أومأ مرتين ، كما لو أنه يفكر بعمق.

فتح عينيه و نظر إلى أندرو و فريدي و سأل: “هل لديكم آراء حول هذا الأمر؟”

لكن لم يقدم أحد إجابة واضحة ، و غرقوا في التفكير. عندما كان أندرو على وشك الكلام بعد تنظيم أفكاره ، ربتت فايفيل على يده و قالت: “أندرو ، ألا تعتقد أن هذا شيء يجب تحمله من أجل ازدهار سيلفستر؟”

ارتجفت عينا أندرو عندما التقى بنظرتها.

إذا ضحت أخته أنتونيا ، ستوفر سيلفستر المال و الوقت.

كان هذا شيئًا يجب على العائلة المالكة قبوله ، كما قبل هو زواجه من فايفيل.

عندما بدا أن أندرو لن يتحدث ، تحولت نظرة باسيلي إلى فريدي.

“أليس لديك شيء تقوله ، دوق هيستر؟”

بعد صمت قصير ، فتح فريدي فمه.

“أولاً ، هناك بعض المشكلات في كلام سمو الأمير الثاني”

“ما هي؟”

“إذا تم تقديم زواج العائلة المالكة في سيلفستر بشكل متسرع و كان هناك أي نقص ، فقد تتعرض لانتقادات خارجية. كما أن هذا التحالف قد يثير تساؤلات داخل كلا البلدين”

عضت فايفيل شفتيها و تفقدت تعبير سيار عند كلام فريدي.

توقعت أن يكون الأمر سيئًا ، لكن تعبيره كان هادئًا بشكل غير متوقع. كانت هي الوحيدة التي تشعر بالتوتر في هذا الموقف.

واصل فريدي كلامه في هذه الأثناء.

“و علاوة على ذلك ، لن تندلع حرب في فرنسا على الفور. جيش سيلفستر موجود في الخطوط الأمامية ، و هذا معروف جيدًا للخارج”

أومأ ريفر ، الذي جاء مع وفد فرنسا ، مرتين موافقًا على كلام فريدي.

“الخروج عن الجدول المحدد قد يؤدي إلى خلل ، مما يعطي فرصة للخارج للاستفادة”

تحولت عينا فريدي إلى سيار أثناء حديثه مع باسيلي.

على الرغم من النظرة المفاجئة ، ابتسم سيار بثقة دون أي علامة على الذعر.

“و بالنسبة لإنشاء السكة الحديدية ، لا يوجد شيء مؤكد. هذا أمر يجب مناقشته بين جلالة ملك فرنسا و جلالة ملك سيلفستر ، و ليس لديك السلطة لاتخاذ قرار بشأنه ، سمو الأمير”

“كنت أنوي التواصل مع جلالة الملك ، والدي ، على الفور للحصول على موافقته إذا تم التوصل إلى اتفاق هنا”

“إذا كنت ستقدم اقتراحًا ، كان يجب أن تقدم شيئًا واضحًا أولاً. هذا هو الأساس في أي صفقة عادلة”

رد فريدي على سيار بهدوء لكنه شعر بشيء غريب.

على الرغم من أن خطته كانت تتعطل ، لم يبدُ سيار منزعجًا بشكل كبير. بالطبع ، كان يرد بشكل مناسب و يعبر عن رأيه ، لكنه لم يكن متحمسًا.

لكن فريدي قرر أن يركز على الوضع الحالي أولاً.

نقل نظره من سيار إلى باسيلي و واصل: “و الأهم من ذلك ، أن رأي الأميرة أنتونيا ، الطرف المتزوج ، لم يُؤخذ في الاعتبار على الإطلاق”

رفعت أنتونيا رأسها فجأة عند ذِكر اسمها. 

يبدو أنها لم تتوقع أن يقول فريدي شيئًا كهذا.

كانت تعتقد أن تقديم زواجها أمر جيد ، لأنه جزء من واجباتها كأميرة سيلفستر.

“الزواج مؤكد بالفعل. في مثل هذه الحالة ، المطالبة بتقديم الموعد تضع عبئًا كبيرًا على الفرد”

ارتجفت عينا أنتونيا عند كلام فريدي.

“دوق هيستر ، ألا يجب على العائلة المالكة تحمل مثل هذه الأمور؟”

“لست أعترض على الزواج نفسه. لكن تقديم الموعد لم يكن جزءًا من الخطة”

عبس سيار كما لو أنه سمع شيئًا غريبًا ، لكن فريدي واصل التعبير عن رأيه.

“عندما يُطلب شيء غير متوقع ، أعتقد أن رأي الشخص المعني يجب أن يكون الأولوية”

عندما أنهى فريدي كلامه ، غرقت القاعة في صمت.