دخل سيار إلى مكان أصبح مألوفًا له الآن.

“لم نلتقِ منذ مدة ، الأمير الثاني”

تدفق صوت امرأة مألوفة في المكان.

أومأ سيار برأسه نحو فايفيل التي تتظاهر بمعرفته ، ثم سحب كرسيًا و جلس أمامها.

من خلال عدة لقاءات ، أعاد سيار و فايفيل تعريف علاقتهما و أكدا هذا التحالف.

بمجرد أن جلس ، انتقلت فايفيل مباشرة إلى صلب الموضوع.

“ماذا يفترض بي أن أفعل بعد وفاة الأميرة أنتونيا؟”

سألت و هي تلوح بورقة أرسلها سيار إليها منذ فترة. تحقق من الورقة بعصبية بعد أن انتزعها من يدها ، ثم زفر و أعادها إليها.

“اجعلي سمعة فيا تنهار تمامًا حتى لا تستطيع البقاء هنا. الإشاعات التي انتشرت سابقًا في سيلفستر ، ألم تكوني أنتِ من بدأها ، سمو الأميرة؟”

“هذا صحيح ، لكن إذا ماتت الأميرة أنتونيا ، فستتدهور العلاقات بين فرنسا و سيلفستر حتمًا ، و لن يكون هناك سبب لبقاء الدوقة هنا ، أليس كذلك؟”

ضحك سيار بسخرية عند سؤال فايفيل.

“أريد أن أكون متأكدًا تمامًا. أن لا تستطيع فيا البقاء هنا مطلقًا. أن أكون الوحيد المتبقي في عالمها”

أكتفت فايفيل برفع كتفيها عند إجابته الموجزة. كان رجلًا مخيفًا من نواحٍ عديدة ، لكنه كان حليفًا لها الآن ، و هذا كان مفيدًا.

“حتى لو أردت تشويه سمعة الدوقة ، فالأمر ليس سهلاً كما يبدو. معظم الناس في سيلفستر يعتقدون أن الدوقة من فرنسا”

عبثت فايفيل بشعرها و هي تتفقد تعبير سيار.

كان يعلم أنها تقول هذا لاستفزازه ، فجلس متشابك الساقين و تحدث بنبرة متعجرفة: “لا داعي للقلق بشأن هذا. لأن القاتل سيكون ريفر بيانكي”

اتسعت عينا فايفيل عند هذا الخبر الجديد.

“لقد قام ريفر بيانكي بشيء لطيف للغاية. يبدو أنه كان يخطط لتهريب فيا سرًا. ليس هذا فقط ، بل يبدو أن عائلة ماركيز بيانكي بأكملها شاركت في هذه الخطة”

عدّد سيار تصرفات ريفر و هو يشد قبضته بقوة. كانت قبضته محكمة لدرجة أن الأوردة برزت على يده ، و توردت رقبته.

“ألا يبدو السيناريو منطقيًا؟ لقد اضطر إلى كسر التحالف ليهرب مع أخته المسكينة التي أُجبرت على القدوم إلى سيلفستر ، و لكسر التحالف ، قتل الأميرة أنتونيا”

توقفت فايفيل لحظة عند كلام سيار.

إذا هرب ريفر مع أوليفيا من سيلفستر ، فلن تضطر إلى التعاون مع سيار في هذا العمل القذر.

قتل أنتونيا كان أمرًا صعبًا من نواحٍ عديدة ، لذا ربما من الأفضل مساعدة ريفر ليأخذ أخته و يغادر سيلفستر …

كأنه قرأ أفكارها ، رفع سيار زاوية فمه و قال: “من الأفضل ألا تفكري في أشياء غير ضرورية. لقد تخلى ريفر بيانكي عن فكرة الهروب مع فيا”

“….”

“بل إنه يأمل أن تعيش هنا بسعادة مع الدوق”

بدا وجه سيار غاضبًا ، كما لو أنه تفوه بشيء مقزز.

شعرت فايفيل بنفس الشيء ، لكنها أومأت برأسها متظاهرة بعدم الاكتراث.

“أفكار غير ضرورية؟ كنت فقط قلقة من أن تسوء الأمور”

“يجب أن يكون كذلك. إذا لم ترغبي في تعكير علاقتنا”

مزقت فايفيل الورقة التي كانت تمسكها و ألقت بها. 

تجهم وجه سيار عند تصرفها.

“لا حاجة لهذا النوع من العروض في المستقبل”

“ألم تكن الورقة مزعجة؟ سألت فقط من باب الفضول ، لم أكن أنوي فعل شيء بها”

زفر سيار بعصبية و قال لها: “سيأتي ريفر بيانكي إلى القصر قريبًا. ستموت الأميرة أنتونيا بالسم بعد أسبوع من ذلك”

نهض سيار بعد أن أنهى كلامه ، و قال بحزم: “و من الآن فصاعدًا ، دعينا نقلل من اللقاءات”

ضاقت عينا فايفيل عند تغيره المفاجئ.

“إذا كنتِ بحاجة إلى شيء ، اتركي ورقة. احرقيها بعد قراءتها”

“….”

“إذا التقينا كثيرًا ، قد يمسك بنا الآخرون”

استرخى تعبير فايفيل عند تفسيره. هزت كتفيها مرة و أومأت.

“لقد شاركنا كل الأمور المهمة ، لذا لا حاجة للقاءات إضافية. كيف أتواصل معك إذا احتجت؟”

“لن يكون هناك ما يستدعي تواصلكِ”

أومأ سيار نحو فايفيل مرة و غادر. قبل أن يفتح الباب ، فتحت فايفيل فمها.

“أتحمل هذه الوقاحة لأنك وعدتني بفريدي”

“بالطبع”

بدت فايفيل مستاءة ، و صوتها منخفض. ضحك سيار بابتسامة لطيفة و غادر القصر المنفصل.

خارجًا ، فرك يده التي لامست فايفيل بعصبية.

“يا للقذارة”

لو لم تقترب أوليفيا من فريدي ، لما اضطر إلى التعاون مع تلك المرأة.

لو لم يكن هناك أي توتر بينهما ، لما كان عليه تسريع خطة كانت ستكون مثالية.

شعر سيار بالضيق من الأمور التي تسير بشكل غريب.

و كان اليوم كذلك.

كان عليه أن يلتقي بفايفيل عدة مرات أخرى ليستفزها و يجعلها تتصرف كما يريد ، لكنه لم يستطع.

كما توقع ، من المؤكد أن دوق هيستر ، فريدي ، سيتحرك.

تجهم وجه سيار عندما فكر فيه.

على الرغم من أنه لا يريد الاعتراف ، لاحظ في اللحظة التي رأى فيها فريدي أن نظراته ليست عادية. إذا ارتبط أكثر بفايفيل ، قد يبدأ فريدي بالتحقيق فيه.

حتى لو أدى ذلك إلى تعطيل الخطة ، كان عليه أن يحصل على أوليفيا بالكامل أولاً.

حتى ذلك الحين ، كان عليه تقليل الاحتكاك مع فريدي بأي وسيلة.

مع تعبير جامد ، سارع سيار في خطواته.

بجانب المكان الذي مر به سيار ، سقط منديل استخدمه للتو ، يرفرف و يهبط على العشب.

***

في تلك الليلة ، تحدث أندرو إلى فايفيل في مكتبها.

“سيصل ريفر بيانكي إلى القصر اليوم”

اتسعت عينا فايفيل ، كما لو أنها سمعت شيئًا غير متوقع.

كانت تعلم أن هذا الموقف ناتج عن تصرفات سيار. و كانت تعلم أيضًا أن الأمور تسير وفق خطته.

“أخو الدوقة؟ ألم يكن من المفترض أن يبقى في هيستر؟”

“وفقًا للجدول الأصلي ، نعم ، لكن يبدو أن هناك شيئًا مفاجئًا”

“أي شيء؟ ما الأمر؟”

أومأ أندرو و واصل: “يبدو أن أنتونيا قد تضطر للذهاب إلى فرنسا مبكرًا”

“فجأة؟”

“بسبب الوضع غير المستقر في فرنسا ، يريدون إتمام التحالف في أقرب وقت ممكن”

أمالت فايفيل رأسها ، كما لو أنها لا تفهم صلة ذلك بزيارة ريفر ، فشرح أندرو بلطف: “باستثناء الأمير الثاني ، فإن ريفر بيانكي هو الشخص الأكثر أهمية في الوفد ، لذا أمر الأمير الثاني بدخوله إلى القصر على عجل للمناقشات”

“يا إلهي ، هكذا إذن. ستشعر الدوقة بالأسف. لم تتمكن من قضاء وقت طويل مع أخيها بعد لقائهما بعد فترة”

“من المؤسف ، لكن لا مفر من ذلك. لكن تسريع زواجهما لن يكون سيئًا بالنسبة للدوقة. من المقرر أن يحضر الدوق و زوجته حفل زفاف أنتونيا في فرنسا”

ربت أندرو على كتف فايفيل مطمئنًا إياها.

كانت تعلم أن أوليفيا و فريدي لن يذهبا معًا كزوجين إلى فرنسا.

لكنها ابتسمت بلطف و قالت إنها ستتمنى أن تلتقي أوليفيا بعائلتها قريبًا.

الدعاء لشيء لن يحدث كان بالنسبة لها أعظم أشكال الرحمة.

***

بعد انتهاء جدوله ، كان فريدي ينوي تناول العشاء مع أوليفيا ، لكنه تلقى أخبارًا مفاجئة من سايمون.

“تم استدعاء ريفر بيانكي إلى القصر”

“فجأة؟”

“يبدو أن جانب فرنسا طلب تعديل الجدول”

ضاقت عينا فريدي. لم يعجبه هذا الموقف الذي يبدو أن سيار هو من يقوده ، ولا تصرفاته التي تخفي نوايا قذرة.

فرك فريدي جبهته و غرق في التفكير.

هل يترك ريفر يذهب إلى القصر بمفرده و يبقى مع أوليفيا في هيستر؟ أم يذهب مع ريفر إلى القصر و يعود؟

لكن إذا لم يذهب معه ، فمن المؤكد أن أوليفيا ستقلق طوال الوقت. بل ربما تقرر الذهاب مع ريفر بنفسها.

“إذا ذهبت إلى القصر ، سأواجه الأمير الثاني أيضًا”

“نعم ، على الأرجح”

عند رد سايمون ، نهض فريدي بتعبير جامد كأنه اتخذ قرارًا.

“سأذهب معه إلى القصر”

تساءل سايمون و هو يميل رأسه عندما أدلى فريدي بكلام غامض و توصل إلى قرار بمفرده. لكنه سارع ليتبعه.