ما إن وصل فريدي إلى هيستر، حتّى سمع الخبر بأنّ سيار قد اختفى.
تجهّم وجهه كثيرًا عند سماع هذا الخبر.
لم يكن من الصّعب على فريدي أن يكتشف أنّ سيار لا يزال داخل عاصمة سيلفستر.
فركَ ما بين حاجبيه، ثمّ سأل بنبرة باردة: “كيف تسير عمليّة البحث؟”
أجاب أحد الجواسيس على سؤال فريدي: “هناك عدد كبير من الأفراد يبحثون عنه.”
لم يكن من الصّعب معرفة أنّ ليس فقط جيش سيلفستر، بل أيضًا أفراد من خارج وفد فرنسا يطاردون سيار.
ربّما كان من حسن الحظّ أنّ أوليفيا قد غادرت سيلفستر.
“امزجوا بين فرق التّحقيق وابحثوا عن مكان الأمير.”
“أليس هناك مخاطر التّعرّض؟”
“إنّها مسألة تتعلّق بمصلحة الدّولة، لن يُلامَ دوقٌ مثلي لاستخدام جنودي الخاصّين. لا داعي للقلق بشأن هذا.”
“حسنًا، سيدي.”
عند إجابة الجاسوس، تنهّد فريدي تنهيدة قصيرة واتّكأ على ظهر الكرسيّ.
“سيّدي الدّوق الأكبر، يقول المستشار سايمون إنّه يجب أن يكون موجودًا في القصر نيابةً عنك.”
أومأ فريدي برأسه.
في الأصل، كان يجب أن يكون فريدي نفسه موجودًا في القصر، لكنّ يبدو أنّ باسيلي قد أخذ حالته بعين الاعتبار.
“هل هناك أيّ وثائق سلّمها سايمون؟”
“قال إنّ التّحقيق في الأربعة الآخرين الذين أمرت بالبحث عنهم مستمرّ، بمعزل عن هذه القضيّة.”
“آه”، تسرّب تنهّد خفيف من فم فريدي.
كان عليه أيضًا مناقشة مسألة الجواسيس.
“بسبب هروب الأمير المفاجئ، قال إنّه لن يتمكّن من إنهاء التّحقيق في المهمّة التي أوكلتها إلّا بحلول منتصف اللّيل”
على أيّ حال، يبدو أنّه بحلول اللّيلة سيعرف من أدخل سيار إلى هيستر.
“حسنًا، أخبرني فورًا بمجرّد وصول أيّ معلومات.”
بعد أن أنهى فريدي الحديث عن الجواسيس داخل هيستر، انتقل إلى الموضوع التّالي.
كان الحديث عن عقوبة فايفيل و سيار.
بما أنّ لكليهما تأثير كبير في دولتيهما، فإنّ الحكم بالإعدام سيكون مستحيلًا. كان فريدي يولي هذه المسألة اهتمامًا خاصًّا.
“على الرّغم من أنّ الاثنين اتّهما بتسميم الأميرة، إلّا أنّه من غير المرجّح أن يُنفّذ فيهما حكم الإعدام.”
أومأ فريدي برأسه لكلام أحد الجواسيس.
كان ذلك متوقّعًا بالنّسبة له.
مع انتهاء الحرب بين إمير و آفون، أصبح الوضع الدّوليّ متوترًا. في مثل هذه الظّروف، إعدام سيار، أمير دولة، و فايفيل، التي كانت أميرة دولة، سيكون بمثابة إعلان سيلفستر عزلتها بنفسها.
“في هذه الحالة، النّفي أو العقوبة داخل بلديهما ستكون الخيار الأفضل.”
“لكن إذا عادا إلى بلديهما، فمن غير المؤكّد أنّهما سيعاقبان بشكل صحيح.”
طرق فريدي على الطّاولة بأصابعه.
لكن إذا ماتا أثناء نقلهما، سيُعتقد حتمًا أنّ سيلفستر هي من فعلت ذلك.
كان يجب التّأكّد من أنّ سيار و فايفيل لن يطأا أرض سيلفستر مجدّدًا.
سيكون من الجيّد لو أمكن عزلهما في بلديهما، لكن لم تكن هناك وسيلة واضحة لذلك.
ظلّوا يبحثون عن حلول في مكتب فريدي لفترة من الزّمن.
***
فتحت أوليفيا عينيها على نسمة باردة، وغمغمت ببطء.
يبدو أنّها غفت قليلًا.
بينما كانت تفرك عينيها بيدها، لاحظت أنّ الرّسالة التي كانت تمسكها قد اختفت.
نظرت حولها بحثًا عنها، لكنّها لم تجدها. عندما تذكّرت الرّسالة، بدأت أفكارها السّابقة تملأ رأسها تدريجيًّا.
تخلّلت تلك الأفكار ذكريات لم تتوقّعها أوليفيا أبدًا.
كانت ذكريات عن نفسها، لا أحد غيرها، كما ورد في رسالة “الرّجل المجهول”، تتشاجر مع فريدي، تتصالح معه، وتنمّي مشاعرها تجاهه.
مهما فكّرت وحلّلت، لم تفهم الأمر. لكنّ الذّكريات لم تتوقّف، واستمرّت تملأ رأسها دون توقّف.
لم تستطع تحديد من أين تبدأ بترتيب تلك الذّكريات.
كانت فكرة لم تخطر على بالها من قبل، لذا ازداد ارتباكها.
الأصعب من ذلك كان تصديق أنّها هي “ليف”. لقد اعتادت أوليفيا على فصل نفسها عن ليف تمامًا، وكانت تتصرّف من أجل “فريدي ، الرّجل المجهول ، و ليف”.
لكن أن تكون هي نفسها ليف؟
عبست أوليفيا بعينيها.
لم تستطع ترتيب أفكارها بسهولة.
في تلك اللّحظة، تذكّرت كلام أستاذها الذي سمعته بين النّوم واليقظة. ومن ذلك الكلام، وجدت الجواب.
<أنتِ تسيرين جيّدًا. أنتِ تفعلين ذلك جيّدًا>
لا داعي للتّفكير بعمق وتعقيد، يكفي أن تتبع قلبها، كما قرّرت عندما جاءت إلى هنا.
ما إن توصّلت إلى هذا الاستنتاج البسيط، حتّى صفا ذهنها الذي كان مغطّى بالضّباب.
“سأعود إلى فريدي.”
مهما كان الأمر، ستواجهه مباشرة، تسأله عن الرّسالة، وتبحث عن أستاذها.
ثمّ ستستمع إلى كلّ الإجابات عن هذا الوضع.
نهضت أوليفيا من مكانها، وقد احمرّ أنفها من البرد. اتّجهت نحو ريفر الذي كان يستعدّ على مسافة ليست بعيدة.
“فيا؟”
سمِع ريفر صوت خطواتها، فالتفت وهرع نحوها.
نظرت أوليفيا إلى ريفر بعناية وهو يقف أمامها، ثمّ أمسكت قبضتها بقوّة.
“أخي.”
لسبب ما، شعرت وكأنّها تراه بعد وقت طويل.
على الرّغم من أنّها رأته قبل أن تنام، ورأته في اليوم السّابق أيضًا.
لم يتغيّر شيء سوى أنّ ذكريات جديدة أُضيفت، لكنّ ريفر أصبح أعزّ عليها من قبل.
نظر ريفر إلى أوليفيا التي كانت تحدّق في عينيه دون كلام، فأبدى قلقًا مبالغًا فيه.
“يا إلهي، كان يجب أن أطلب منكِ الانتظار في السّيّارة. وجهكِ أصبح أحمر من البرد.”
أسرع ريفر بفكّ وشاحه ووضعه حول عنق أوليفيا.
عندما شعرت بدفء الوشاح، لمست عنقها. ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها عندما شعرت بلمسته النّاعمة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 101"