تضيّقت نظرات الدوق بشكل ملحوظ، وثبت بصره بإصرار على شفتي فلورا. كانت قادرة على أن تقرأ ما يريده غريزيًا.
اقترب منها، رفع ذقنها برفق، ثم طبع شفتيه على شفتيها. تسلّلت لمسة دافئة وناعمة من لسانه نحو شفتها السفلى في حنان خفي.
لماذا؟
لم تعد قادرة على صدّ لمسته. في هذا العالم الجحيمي، كان هو الوحيد الذي التفت إليها، الوحيد الذي أحسّ بوحدتها واحتضنها من بين الجميع.
لَثم شفتيها بلطف، وتشابكت ألسنتهما بانسجام، واندمجت أجسادهما في تماس دافئ استمر طويلًا.
مرّت أصابعه الطويلة على ظهرها بهدوء، حتى أسند رأسها بثبات. تغيّر موقعه، وانزلقت شفاهه الحارّة نحو عنقها.
ومع ازدياد أنفاسها توترًا وكتمها لأنّاتها، أصبح شعور لسانه الرطب على شفتيها أكثر وضوحًا وحدة، حتى إن القشعريرة سرت في جسدها.
“فلورا…”
احتضنته، ذلك الرجل الذي أظهر لها لطفًا غريبًا منذ مجيئها، كان ينادي اسمها بشوق مرارًا.
في الحقيقة، كان هو سيدها…
منذ البداية، لم يهتم بها أحد سواه.
حتى عندما احتُجزت في الخزانة وفقدت وعيها، كان هو من أنقذها.
تذكّرت حضنه العريض والدافئ الذي شعرت به في لحظة غائمة من الوعي.
تشابكت يداه مع يديها، وشاهدت الكف القوي الذي مدّه إليها أول مرة.
سرعان ما شعرت بملمس الفراش الناعم تحت ظهرها، وانسابت أطراف ملابسها، في حين تجوّل بصر الرجل على عنقها الرقيق وكتفيها المستديرين.
ثم فاجأها بطبع قبلة على عنقها، فارتخت عضلاتها دون وعي.
بدأت شفاهه تتلمس بشرتها بشغف، وصعدت أنفاس فلورا المضطربة، فتأرجح صدرها في إيقاعٍ سريع.
كان دفء أنفاسه أقوى من الماء الساخن، فأصابها دوار خفيف. وكل لمسة منه أشعلت أعصاب جسدها المتوترة.
لامست أطراف أصابعها المرتجفة عضلات بطنه الصلبة، وجسده الدافئ. كان يرتدي عباءة فضفاضة، فكشف ذلك جزءًا من جسده العلوي والسفلي.
ركبته امتدت بين ساقيها، وبدأ يمرر شفتيه على الجراح القديمة المنتشرة على جسدها، وكأنه يحاول محو كل أثر للألم.
اقترب أكثر، وعانق خصرها بقوة، شعرت بحرارة تصطدم بجسدها من الداخل. أنفاسه الساخنة سقطت على عنقها، وعيناه الرماديتان تلمعان بشيء من اللهفة والحرارة.
لم تستطع تجاهل شعور احتكاكه بها؛ بدا وكأنه يطلبها بشغف أكثر من اللازم.
شعرت بوجوده يقترب أكثر، حتى تسلل دفؤه إلى أعماقها. نظرت إليه بأنفاس متقطعة، فوجدت في عينيه رغبة مكبوتة تسكنها العاطفة.
أحاطت بجسده الصلب بذراعيها، ذلك الجسد الذي يضغط عليها برقة.
“آه…!”
امتزجت أنفاسه العميقة بأنّاتها الخافتة.
عضّت على شفتيها حين شعرت بألم غريب، فقد كان أول اقتراب جسدي حقيقي بينهما، ومع ذلك، كانت تستقبل تلك اللحظة بعاطفة مختلطة.
الحرارة المتدفقة، وقوّة التلامس، جعلت قلبها يخفق بجنون، حتى إنّ صوته بلغ أذنيها عاليًا.
شدّت عضلات بطنها لا إراديًا، بينما اقترب منها أكثر، وحضنها بقوة.
ثم، تراجع قليلًا… ليعود ويدفع نفسه باتجاهها بقوّة أكبر.
“آه…”
خرج صوتها المرتجف رغماً عنها.
تحرّكت عضلات جسده بقوّة وثبات، وكل حركة منه كانت تدفع بها نحو الذروة.
شدّ خصرها الرفيع بين ذراعيه، يتحرك بإيقاع منتظم جعل جسدها يستجيب له. أصابعها التي أمسكت بملابسه ارتجفت من شدّة التلامس.
احتكّت أجسادهما بشغف متصاعد، بينما اقترب منها أكثر، وأدخل شفتيه إلى أذنها المرتجفة وهمس باسمها بصوتٍ متقطّع:
“فلورا…”
ناداها مرارًا، كأنّه يبحث عن الدفء في أعماقها، ولم يتوقف.
وفي لحظة، أدركت فلورا أن جسدها المستسلم لم يعد يقاوم، بل أصبح يتمايل مع خطواته، مع همسه، مع رغبته المليئة بالاحتياج.
“أنتِ فقط…”
انكسر صوت الدوق في نهايته بنبرة منخفضة، واشتدّت يداه التي كانت تحيط بخصرها، كأنه لا يريد أن يفلتها مهما حدث. بدا كما لو كان يحاول نقشها داخله، كأنها الشيء الوحيد الذي يربطه بالواقع.
في تلك اللحظة، اجتاح جسدها شعورٌ غريب صاعد من عمودها الفقري، أشبه برعشة شديدة ضربت رأسها.
كانت المشاعر المتدفقة تفوق ما تعوّدت عليه، لم يكن مجرد اقتراب جسدي، بل عاصفة شعورية عنيفة جعلتها ترتجف. في كل مرة كان يقترب منها، كانت تصدر أصوات خافتة، ولم تستطع منع أنفاسها من التقطع بفعل تأثيره المتصاعد.
كان بينهما توتر خفي، كأن شيئًا غير منطوق يربطهما. نظراته كانت مملوءة بحرارة شديدة، عميقة ومركّزة حتى إنها جعلت جسدها يرتعش.
حركاته كانت تؤثر فيها بقوة، فجعلت أنفاسها تتسارع ووجنتيها تزدادان احمرارًا، وصوت أنفاسه القوي يملأ الأجواء حولها.
ألقت بجسدها بين ذراعيه، مستسلمة لشعور لم تختبره من قبل. كان هناك شيء مختلف في تلك اللحظة… شيء صامت، دافئ، وموجع في آنٍ معًا.
✦✦✦
في وقتٍ لاحق، كان كلود يعانق شيئًا وهو نائم، غير واعٍ لما يحدث. أحسَّ أن ما بين يديه طريّ ودافئ، مما جعله يشعر براحة غير مألوفة.
فتح عينيه ببطء، وكان ضوء الفجر الخافت يدخل من بين الستائر المتمايلة. شعر بأن هناك شيئًا غير مألوف في الجو. استمع إلى تغريد الطيور، وكان كل شيء يبدو منعشًا على غير العادة.
تذكّر على الفور أنه رأى امرأةً في الحلم… فهل من الممكن أنه…
لم يُكمل التفكير حتى التفت إلى جانبه، وفجأة تجمد في مكانه. كانت فتاة صغيرة تتكوّر داخل ذراعيه، نائمة بهدوء.
ما إن أدرك ملامحها حتى تقلص وجهه بحدة. لم يحتج وقتًا طويلاً ليفهم ما جرى.
رفع يده الكبيرة ولمس وجهها بهدوء. وكأنها شعرت بوجوده، أصدرت صوتًا خافتًا وفتحت عينيها ببطء.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"