2
الفصل الثاني: المؤامرة الخفية
[لوحة 1: لقطة واسعة لمجموعة قسورة وهم يقفون على مشارف المدينة، الخيام العسكرية تملأ الأفق. وجوههم تكسوها علامات التعب والشك.]
قسورة (يجمع الرجال، صوته حاد): “يا خالد، ما رأيك في هذا المشهد؟ أنا متأكد أن هناك شيئًا غريبًا يحدث. هل تشعر بذلك أنت أيضًا؟”
خالد (يرفع حاجبيه، ملامحه متجهمة): “لست وحدك من يظن ذلك، يا سيدي. كل هذه التجهيزات لا تبدو طبيعية.”
قسورة (يصدر الأوامر بوضوح): “حسنًا، اسمعوني جميعًا. سنتقسم إلى فرق. خالد، أنت وبعض الرجال ستراقبون تحركاتنا من بعيد. نحن سنتقدم إلى المدينة لنرى ما الذي يحدث مع الأمير.”
قسورة (ينظر إلى خالد): “يا خالد، أنت ومن معك راقبوا تحركاتنا جيدًا. تصرفوا بناءً على ما ترون. وإذا تأخرنا في إرسال رسول بعد يومين، عد إلى القائد صخر وأخبره بما رأيتموه. مفهوم؟”
الجنود (في نفس الوقت): “مفهوم يا سيدي!”
[لوحة 3: قسورة ورجاله يدخلون المدينة. أشكالهم الضخمة وملابسهم المتهالكة من كثرة القتال تلفت أنظار جنودالمدينة. جنود المدينة يبدون أكثر نظافة، لكن وجوههم خالية من صلابة المحاربين.]
لوحة 1: قسورة ورجاله يسيرون في شوارع المدينة المكتظة، على غير العادة يبدو عليهم بعض الارتياح. توقفت المجموعة عند بائع طعام شعبي. رائحة الطعام الشهي تملأ الهواء. يظهر على وجوههم التعب، ولكن أيضًا شعور غريب بالخفة.]
(أصوات ضحك خافتة وهم يتناولون الطعام الذي يشبه طعام العامة، وليس طعام الحصن العسكري.)
جندي عبدالله(يمضغ ببطء، وعيناه مغمضتان): “آه… منذ شهور لم أذق طعامًا بهذا الطعم. طعام الحصن يجعلك تشعر أنك تأكل الحجارة.”
جندي حسن (يضحك): “ألا تعلم؟ لحوم خيول العدو كانت
شهية أكثر من أي شيء آخر! أستغرب كيف كانت تلك الخيول تأكل!”
[لوحة 2: قسورة يبتسم ابتسامة باهتة، لكن عيناه لا تزالان تحملان نظرة جادة. ينظر إلى السماء، وكأنه يرى شيئًا آخر غير ما يراه الجنود.]
قسورة (بصوت هادئ، يقطع ضحكاتهم): “لا تنسوا أننا لم نأتِ هنا للترفيه.”
جندي حسين (بجدية مفاجئة): “نعلم يا سيدي. ولكن ألا يحق لنا أن نبتسم قليلًا؟ أن نشعر أننا بشر طبيعيون لمرة واحدة؟”
[لوحة 3: وجه قسورة يلين قليلًا، ثم يعود إلى صرامته المعتادة.]
قسورة: “يا رفاق، أنا أفهمكم. ولكن هذا الهدوء لا يريحني. هذه الخيام الغريبة وتصرفات جنود المدينة… كل شيء يوحي بأن هناك شيئًا ما يُخبأ. لا تنسوا أننا في مهمة، لا في نزهة.”
(يأكلون في صمت لبضع لحظات.)
جندي رعد (يتنهد): “يا له من قدر قذر! من المفترض أن نكون أبطالًا، ولكن كل ما نجده هو الخيانة. هل تعلم، يا قسورة، أن كل جندي هنا ينام وهو يحلم ب بيت وزوجة جميلة ؟ لكنه يستيقظ على صوت المعارك ورائحة الدماء.”
[لوحة 4: نظرة حزينة تظهر على وجه قسورة، يتذكر حديثه مع صخر حول الأحباب في العاصمة. يمسح على كتف الجندي.]
قسورة: “أعلم، يا صديقي. ولكننا هنا اليوم لأننا الوحيدون الذين يستطيعون تحمل هذا العبء. هذا هو قدرنا. لذا، كفى شكوى. لننتهِ من الطعام ونذهب.”قسورة ورجاله يجلسون على حافة الطريق، يلتهمون الطعام بشغف. وجوههم عليها علامات التعب، لكنهم يتناولون الطعام كأنها وجبة الملوك. في الخلفية، مجموعة من المدنيين (تجار وفلاحون) يتحدثون بصوت منخفض، ويُشيرون إلى الجنود.]
(صوت همس يرتفع شيئًا فشيئًا.)
تاجر مدني (يهمس بغضب): “انظر إليهم! يأكلون كما لو أنهم أصحاب الأرض. يأتون من الحصن ليأخذوا ما تبقّى من مؤننا، بينما نحن نُجبر على دفع الضرائب الباهظة.”
فلاح (بصوت يملؤه اليأس): “بسببهم ترتفع الأسعار، وبسبب حربهم اللعينة كل شيء أصبح صعبًا! نُعاني الفقر، وهم يرتعون في الأمان!”
[لوحة 2: أحد جنود قسورة، رعد، يسمع الهمس. تتغير تعابير وجهه من الارتياح إلى الغضب. يقف فجأة، يترك طعامه جانبًا، ويتجه نحو المدنيين.]
رعد (صوته يرتفع بحدة): “ماذا تقولون؟ نحن سبب شقائكم؟”
[لوحة 3: المدنيون يتراجعون بخوف. وجه رعد يكسوه الغضب والألم.]
رعد: “بدلاً من أن تشكروا من يموتون كل يوم من أجل أن تعيشوا أنتم في أمان، تأتون لِتلومونا؟ هل تعرفون كم صديقًا فقدنا؟ هل تعرفون كم ليلة لم ننم فيها بسبب خوفنا عليكم؟”رعد (صوته يصبح أكثر حزنًا): “لا أحد منكم يقدر تضحياتنا! أصدقاؤنا الذين ماتوا في سبيل حمايتكم… لا أعتقد أنكم تستحقونهم! أنتم لا تستحقون هذه التضحيات!”
[لوحة 4: قسورة ينهض ببطء، يضع يده على كتف رعد ليُهدئه. يلتفت إلى المدنيين، عيناه تحملان خليطًا من الغضب والشفقة.]
قسورة (بصوت جهوري، لكنه أكثر هدوءًا من رعد): “اذهبوا الآن. لا نريد أن نُزيد من همكم.”
(يُشير قسورة لجنوده بالعودة. يتراجعون بصمت، الابتسامات التي كانت على وجوههم قد اختفت. تعود نظراتهم المعتادة من الحزن والصلابة.)
قسورة (ينظر إلى جنوده): “كفى، يا رفاق. لا فائدة من الكلام. دعونا نذهب وننهي مهمتنا. ما رأيناه يكفي لنفهم أننا غير مرحب بينا.”
[لوحة 1: أحد التجار يركض مذعورًا في شوارع المدينة، وجهه يملؤه الخوف والغضب. يتجه نحو مجموعة من حرس المدينة.]
التاجر (يلهث، يشير بإصبعه نحو قسورة ورجاله): “يا حرس المدينة! أسرعوا! هؤلاء الأوباش من الحصن يعيثون فسادًا في السوق ويضربون الناس! إنهم وحوش كاسرة!”
[لوحة 2: مجموعة من حرس المدينة يتقدمون نحو قسورة ورجاله، وجوههم تحمل نظرات متعجرفة. يقترب اثنان من قسورة ويمسكان بيده بقوة، بينما يمسك أربعة آخرون بأربعة من رفاقه.]
قائد الحرس (المتعالي، بصوت أجش): “أنتم رهن الاعتقال لتعديكم على المدنيين! سلموا أسلحتكم
[لوحة 3: رعد ورفاقه يتركون أيديهم تُمسك للحظة، ثم ينفجرون غضبًا. يمزقون أيديهم من قبضة الحراس بقوة مذهلة، ويهاجمونهم بضربات سريعة وقوية.]
(أصوات صفع وضرب، يتبعها صرخات ألم. حرس المدينة يتطايرون في الهواء كأنهم دمى. المشهد عنيف وسريع، يظهر خبرة جنود قسورة في القتال اليدوي.)
رعد (يُسدد لكمة قوية تسقط أحد الحراس أرضًا، يضحك بسخرية): “يا إلهي! هل أنتم حقًا عساكر؟ ما هذا الضعف؟ حتى طباخ الحصن أقوى منكم جميعًا! تباً لكم!”ويهاجمونهم بضربات سريعة ومُحكمة. تتكسر العظام، وتتناثر الدماء من الأنوف والشفتين. حرس المدينة يتساقطون أرضًا وهم يصرخون من الألم.]
[لوحة 3: الشارع يتوقف تمامًا. الناس من كل حدب وصوب، بما فيهم الأعيان والمدنيين، ينظرون بذهول وهلع. المشهد مروع: حرس المدينة ملقون على الأرض، ينزفون بشدة، بعضهم يحاول الزحف بعيدًا في رعب. وجوه الناس شاحبة، والبعض يتقيأ من هول ما يرى.]
[لوحة 4: رعد يرفع يده ليسدد لكمة نهائية قاتلة لأحد الحراس. في اللحظة الأخيرة، يمسك قسورة بيده ويوقفه. نظرات قسورة جادة وقوية.]
قسورة (صوته عميق وهادئ): “كفى، رعد (يلهث، الغضب لا يزال يسيطر على عينيه): “أمرك يا سيدي.”
[لوحة 5: بينما يهدأ الموقف، يُسمع صوت خطوات قوية تقترب. مجموعة أكبر بكثير من حرس المدينة تتقدم نحوهم، وفي مقدمتهم قائدهم الرسمي الذي يظهر عليه الجدية والصرامة.
(جنود المدينة يحومون حول قسورة ورجاله، نظراتهم تحمل الاستغراب والخوف.)
رعد (صوت جهوري يملؤه الاستهزاء): “ما هذا؟ ألم تروا محاربين من قبل؟”
رعد (يضحك بسخرية): “لم أتوقع أن من يحمي ظهورنا جبناء مثلكم. لو علمت لما استطعت أن أغفو ليلة واحدة!”
[لوحة 4: وجوه جنود قسورة تتوتر، أياديهم تضع على مقابض سيوفهم. عيونهم تضيق كعيون الوحوش المفترسة. قسورة يضع يده على كتف أحدهم ليهدئه.]
قسورة (صوته هادئ ولكنه يحمل تهديدًا مبطنًا): “كفى! أين مقر الأمير؟”
[لوحة 5: قائد الحرس يخرج من بين صفوف جنود المدينة، يبتسم ابتسامة صفراء.]
قائد الحرس (يضحك بصوت عالٍ): “إذًا، الذئاب الجائعة خرجت من جحورها! هههههه!”
[لوحة 6: سيوف جنود قسورة تخرج من أغمادها وتوضع على رقبة قائد الحرس، وجوههم تحمل نظرة شرسة. قسورة يبتسم ببرود.]
جنود قسورة (بصوت واحد): “أعطنا الأمر وسنسكت هذا الوغد للأبد!”
[لوحة 7: قسورة يرفع يده، يشير لرجاله بالهدوء. يضع يده على كتف قائد الحرس، يبتسم ابتسامة باهتة.]
قسورة: “اتركوه وشأنه. أخبرنا فقط بالمكان قبل أن يفقد أصدقائي أعصابهم، ولأصدقك القول، حتى أنا بدأت أفقدها. فلا تتهور يا صديقي.”
قائد الحرس (صوته يرتجف قليلًا): “حسـ.. حسنًا، حسنًا. الحقوني. الأمير في انتظاركم.”
Chapters
Comments
- 2 منذ 14 ساعة
- 1 - غارة الظلام منذ 14 ساعة
التعليقات لهذا الفصل " 2"