1
الفصــل الأول
بوووم ! قعقعة !
إنفجَرت آخر مَركبة طائرة للإرهابيين بضوء أصفر مُحمَر . و تطايرات حِطام المَركـَبة فوق الرَصيف المُدَمر ، مِما أدى إلى اندفاع لغُبـار كثيف مثل الموج .
بوووم … مع صدى الإنفجار الأخير ، ساد الصمت في الميناء . وسرعان ما بدأ الغُـبار المُتناثِر يتلاشى ، كاشفًا عن الإرهابيين الذينَ سقَطوا على الأرض .
“ واااه! ”
“ أووووه! ”
علا الهُتاف من كل جانب ، وكأن البَحر بأكمله كان يهتز . الناس ، الذين بدأ عليهم التعب الشديد ، نسوا ألم إصاباتهم وإرهاق المَعركة وصرخوا من فرحة الإنتصار .
في المقدمة كانت هُناك فتاة صغيرة بالسن ، ” إيو هانا “، ترفَع قبضتها بخجل بينما كانت تصرُخ معهم بِصوت يُشبه الهُتاف .
” هاااه…! ”
ثُمَّ إنفجَرت هانا بالبكاء وسقَطت على الأرض . كانت أطرافُها ترتجف ، لكِنها ظلت ترفعُ قبضتُها بِشجاعة.
“ أخيرًا … لقد إنتهى الأمر …! ”
إنتهت حَرب الماجو تكنولوجيا التي إستَمرت لمُدة عامين إنتهت أخيرًا بالنصر .
“هانا ! إيو هانا !”
شقَ رجُل طريقهُ بين الناس ، كان مُصاباً بِجُرح على خدِه وساقهِ المُصابة تجعلُه يعرُج ، مُتجِهاً نحوها .
“جو يان آه !”
قامت هانا ، بِوجه تغمِرهُ الدموع ، بِمُعانقة صديق طفولتِها ” جو يان آه “. شعرت بِسعادة غامِرة لرؤية أعز أصدقائُها ، الشخص الذي تعتبِرهُ عائلتها الوحيدة ، في أمان .
“ آهه … هانا .”
جو يان ، بينما كان يمسحُ على ظَهر هانا بيد واحدة ، أصدرَ صوتاً مِن الألم .
في الحال ، إبتعَدت هانا عنهُ لتتفحصهُ ، فأدركت أنهُ قد يكون مُصابًا بكَسر في ذِراعِه .
“ آسِفة ! آسِفة .. كُنتُ فقَط سَعيدة جدّاً .”
“وأنا كذَلِكَ . سَعيد جدًّا .”
أبتسمَ جو يان بِحَرارة ومسحَ دمُوع هانا على خدِها . كانت لمستُه لطيفة ومليئة بالعاطفة .
“ لقد تحملتِ الكثير يا هانا . لقد نجونا .”
“أجل ، أنتَ أيضًا لقد تحملتَ الكثير .”
مد جو يان يده ليُلاطِفَ شعرَ هانا البُني المُتناثر . وبينما كانت هُناك الهِتافات ودموع الفرح تعلو مِن كُلِ مكان ، كان الجنود يسحَبون الإرهابيين الباقين من الموقِع .
كان هؤلاء الإرهابيون ينوون احتكار نوى المانا ، التي تُـعد ضَرورية لتقنيات الماجو ، بِهدف السيطَرة على العالم .
وكان أكثر مكان يحتوي على نوى المانا في كوريا هي جامعة كيمبو التقنية ، أو ” GIT “، التي تضم مركزًا رئيسيًا للبحوث في مجال الماجو تكنولوجيا .
فمن الطبيعي أن علماء الماجو في GIT لم يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يَرون الجامعة تُهاجم وتُنهب النوى . فشارك العديد من الأساتذة و العُلماء في الحرب ، بما فيهم هانا و جو يان .
تقدمت هانا ، التي تُعتَبر عبقرية في مجال الماجو تكنولوجيا ، لقيادة الصفوف الأمامية . رفعَ أحدُهم ، بينما كان يرتدي قميصًا قديمًا يحمل شِعار قسم الماجو تكنولوجيا ، الشعار الذي وُلد خِلال الحرب .
“ إيها ألناس ارفعوا إيديكم .. فثمة شخص فوق يُلوح !”
“ واااه !”
العلماء من GIT ، الذين ساهموا بشكل كبير في الإنتصار على الإرهابيين ، كانوا يلوحون بهواتفهم ويهتفون . حتى الأستاذ ، الذي كان يُنقل على النقالة بينما ينزف من أنفه ، رفع هاتفه بلإنتصار .
كما يمتلِكُ السحَرة في الأفلام عصيَّهم السحرية ، يمتلِكُ عُلماء الماجو هواتفهم التي تُستخدم كأداة لسيطرة المانا . هي أداة لا غِنى عنها ، أشبهُ بالعصا السحرية .
بعد مسح دموعها وتهدئة مشاعُرها ، أشارت هانا نحو الأستاذ الذي يُنقل على نقالة .
“جو يان . إذهب وتلقَ العِلاج بسرعة ، الأستاذ هُناك .”
“أنتِ أيضًا ، لم تلتَئم إصاباتُكِ بعد .”
حين حاولَ جو يان مُساعدتها على النهوض ، هزت رأسها .
“سأبقى حتى أتأكد من إغلاق ذلك .”
أشارت هانا بإصبعها نحو هيكل معدني أسطواني إنها بوابة الأبعاد .
كان الإرهابيون يمدون طاقتهم من خلال سحَب المانا من بُعد آخر عبر تلك البوابة . لولا تِلكَ البوابة ، لكانت الحرب قد إنتهت أسرعَ بكثير .
كان العُلماء المتبقون يجتمعون حول البوابة لإغلاقها ، حيث تلمع جُزيئات المانا الذهبية الصغيرة بالقُرب منها .
“ إغلاق البوابة يعني النهاية الحقيقية .”
في عينيّ هانا البُنيتين ، كانت تمُر ذكريات السنتين الماضيتين من الحرب . رغُم النصر ، مات وجُرحَ عدد كبير من الناس .
لم تتمكن من إنقاذهم جميعًا . حتى أولئك الذين أُنقذوا فقدوا حياتهم بسبب إصاباتِهم البالغة .
وامتلأت عيناها بالدموع عندما عادت إلى تِلكَ اللحظات الحية في ذاكرتها .
جو يان ، الذي كان يُراقبُها بصمت ، وضع يدهُ على كتفِها الصَغيرة .
“هانا . هُناك أمر أردتُ قولهُ لكِ مُـنذ فترة …”
رفعت هانا رأسها لتنظُر إليه عندَ سماع كلماته . في تلك اللحظة ، ومض ضوء أحمر بين حِطام المركبة .
“… ماذا ؟”
تجمدت هانا مِن مكانِها عندما شَعرت بخفقان بارد في قلبِها .
“هانا ؟ ما بكِ ؟”
“ذلِكَ الضوء .”
بدأ الضوء الأحمر يُضيء بشكل مُتزايد . كان ضوءًا مألوفًا بشكل مُرعب .
“ لا ، لا …!”
إندفعت هانا تلقائيًا نحوَ الحِطام . تحركَ جسُدها قبلَ عقلِها .
“ بالو ! أخرجي القُنبُلة !”
[ حسنًا ! إترُكِ الأمر لي !]
ردت المُساعدة الافتراضية ” بالو “، المُدمجة في هاتِفها ، بحماس . قامت هانا بإمالة هاتِفها بحرَكة سريعة ، فتم تحويل المانا إلى آلة ضخمة مثلَ المَخلب ، قامت بانتِشال القنبلة مِن الحِطام .
كانت قُنبلة موقوتة . لم يكُن هُنالِكَ وقت كافٍ لتعطيلها .
استمرت هانا في الركض ، بلا توقف .
لم يكُن هذا بسبب شجاعتها أو تضحياتِها . لم تكُن في مُقدمة المعرَكة لأنها كانت شُجاع ة، بل لأنها كانت تَسير وتبكي بِـجوار الآخرين وتَـجد نفسها في المُقدمة .
لهذا ، لا يوجد تفسير لهذِا التصرُفات المُتهوره .
احتضنت هانا القُـنبلة وقفَزت نحوَ بوابة الأبعاد .
صرخَ العُلماء الذينَ كانوا يُحاولون إغلاق البوابة ، وكان جو يان يصرُخ بـ” إيو هانا !” مِن الخلف .
‘ جو يان ، ماذا أفعل ؟ أنا خائفة .’
على الرغم مِن أنها بالكاد تُحاول أن تبقى في وعيها المُتمسك ، امتلأت عيّناها بالدموع .
لكن ومع ذلِك ، لم تتوقَف قدماها أبدًا .
وأخيرًا ، وصلت إلى نهاية البوابة، حيث اتسعَ أمامها فضاء مُظلم للغاية .
و و قفت عند حافة المَمر وألقَت بالقنبلة بِكُل قوتها . لكنها لم تبتَعد ، بل بدأت تطفو في مكانِها .
الآن ، أصبحت مُـتوهجة باللونِ الأحمر .
“…!”
أهتزَ قلبُها بِشدة . نظرَت هانا إلى المَمر مِن خلفِها ، حيث كان الضوء لا يزال مرئيًا ، مِما يعني أنَ البوابةَ لم تُغلق بَعد .
لو إنفجرت الآن ، ستنهار هَذهِ المَنطقة بالكامل .
عضّت هانا على شفتيها بإحكام ووجهت هاتفها نحوَ القُنبلة .
هَذهِ هـيَ .
“بالو ! استخدمي كُلَ المانا لتشكيل درع للحِماية !”
[ يتم التنفيذ !]
توقفت في مكانِها وثبّتت قدميها ، وشكّلت حاجز مانا ليُغلقَ المَمر .
بوومم ! بوووومم !
بفارق لحَظات بسيطة ، إنفجرت قُنبلة محدثةً ضجيجًا هائلًا . تشقّقَ الحاجِز بسبب الإنفِجار .
” آه ، آهه !”
تراجعَ جسدُها إلى الخلف نتيجة تداعيات الإنفجار التي بَدت و كأنها تقلِبُ الأرض . أمسكت بالحاجز بقوة وصمود ، لكن الحاجز بدأ يتلاشى تدريجيًا .
“لا ، لا ! بالو ، أرجوكِ !”
حاولت بِكُل طاقتها جمع المانا المُتبقية ، ولكن الحاجز إنهار من تحتِها وأصبحت رؤيتها ضبابية .
* * *
“هاه ..”
فتحت عينيها بِسُرعة واستنشقت الهواء بشدة ، جسدُها كانَ يشعرُ بوخز من كل إتجاه .
“مـ … ما هذا ؟ هل أنا على قيد الحياة ؟”
تنفست بِعُمق وتلمّست جسدها المُتألِم . لحُسن الحظ ، كانت أطرافُها كلها سليمة .
بينما كانت مستلقية ، أدارت رأسها لتتفحص ما حولها . ظهرت أمامها أدوات تجريبية ولوحات كبيرة على الشاشة . كان هذا المكان يبدو و كأنهُ مُختبر ، لكنهُ ليس مخُتبرًا للسحر التقني كما توقعت ، لأنه لو كان كذلِكَ لما كان بهذهِ الحالة السليمة .
” هل هُنالِكَ أحدٌ هُنا ؟ هل يوجَد ناجٍ ؟ أليس هُنالِكَ أحد ؟”
لم تتلقّى أيّ جواب .
بدت الأرض نظيفة بلا ذرة غُبار ، وهذا يدُل على أنَ المُختبر لم يكُن مهجورًا بسبب الحرب أو لإجلاء طارئ .
” ربما الجميع يجتمعون في مكان ما لإقامة حفل ، فالحرب قد إنتهت !”
بِمُجرد أن خطرت لها هَذهِ الفكرة ، شعرت بطاقة مُفاجئة في جسدِها ورفعت نفسها بِسُرعة .
” آه ، آآه !”
أمسكت بِخُصرها ، والذي كانَ يُشِعروها بألم شديد . كان هُنالِكَ شظية من القُنبُلة مغروسةً في جنبِها وتنزف منها الدماء .
قاومت الألم وأخرجت الشظية ، ثُمَ سحبت معطفًا أبيض من الخِزانة المَفتُوحة جُزئيًا ، لتَضغطَ بهِ على جُرحها كحلًّ مؤقت .
” آسفه لاستخدامه دون إذن … لكن لمن هوَ هذا المِعطف ؟”
بحثتُ عن أسم صاحِبه ، فوجدهُ مكتوبًا على المِعطف .
“… إيو هانا ؟”
خرجَ صوتٌ مُتفاجئ مِن فمِها الصَغير .
صاحِبة هذا المِعطف أيضًا كانت تَحملُ نفس إسمي : ” إيو هانا “.
” إنَها أول مرة أرى شخصًايَحمِلُ نفسَ أسمي.”
وفي تِلكَ اللحظة …
كان هُنالِكَ صريرٌ حادٌّ لصوت إطارات يأتي بَعدهُ صفارةُ إنذار ، و بدأ الإنذار يملأُة المكانَ من بعيد .
“من هذا الذي يُثير المَشاكِل فور إنتهاء الحَرب ؟ الجميع مشغولون بإنقاذ المُصابين .”
حاولت أن تَجد هاتفها وتقف بصعوبة . أرادت التأكُد من الوضع في الخارج ، لكنها لم تَجد أي نافذة لِتُطلَ للخارج .
مع ذلِكَ ، شعرت بشيءً من الراحة والإبتسامة ترتسم على وجهِها داخل المُختبر النَظيف والآمن .
“بقائي بخير يعنيّ بأنني نجحتُ في إيقاف الإنفجار ، أليسَ كذلِك ؟”
فكّرتُة في هذا ، وشعرتُ بالراحة تملأُ قلبي . كانت الأجواء الهادئة والنظيفة في هذا المُختبر يوحي إلي وكأنها يومٌ عادي بدون أي حوادث خطيرة .
” لكن ، لا يُمكِنُني نسيان ما حدث … لن أنسى أبدًا .”
شدّت قبضتها على الحائط ونظرت من حولها مرةٍ أُخرى داخل المُختبر .
” لكن كيف هذا ، أليسَ مِن المُفترض أن يسقُطَ المَبنى بسبب الإنفجار ؟”
بحثت حولَها وهيَ في حيرة ، وتحققت من بطارية هاتفها ، الذي كانت على وشكِ النفاد .
” لابد أن جو يان قلقٌ عليّ ، يجب أن أتصلَ بهِ بِسُرعة .”
لكن ، على الرُغم مُن محاولاتها المُتكررة ، لم تتمكن من إجراء أي مُكالمة . شَعرت بالتوتر وأمسكت بهاتفها بإحكام ، ثُمَ تحدثت بصوتٍ مُرتفع .
“بالو ، أينَ أنا ؟”
[%ها , ¿G#نا W∑œ!]
“… بالو ؟”
[ مأ¥&لوف þυ?@غيـ ∃!]
كان رَدُها عِبارة عن صَوت آليّ غير مَفهوم .
عمــل عــلى الفصــل : 𝒻𝑒𝒻𝑒
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"