1
الفصل الأول.
حَدقتُ في الحروفِ الذهبيةِ التي تَطفو فوق رأسِ الرَجُلِ.
「10,000,000 قطعة ذهبية」
“واحد، عشرة، مئة، ألف، عشرة آلاف… كمّ عدد الأصفار بالتحديدِ؟”
عِندما عدَدتُ الأرقامَ بهدوءٍ، وَجدتُ أنّها تَصلُ لعشرةِ ملايين قطعة ذهبية.
بمعنى آخر، هذه هي قيمة الرجل.
إنَّه مبلغٌ يُذهلُ العقل.
“أيُّ جريمةٍ يَجبُ أنْ تَرتكبها حَتى يُصبح مَبلغ المُكافأة على رأسكَ عَشرة ملايين قطعة ذهبية؟”
بالنسبةِ ليّ، التي اعتدتُ على التعاملِ مع مُجرمين صِغار بمكافآتٍ لا تتجاوز بضعة قطع نحاسية أو فضية على الأكثرِ، كان هَذا الرجل ضخمًا جدًا.
جَفّ فَمي تلقائيًا مِنْ التوترِ.
وفَتحَ الرجلُ فَمه في تِلك اللحظة بالضبط.
“أنتِ، أبرع مُنجمة في الجانبِ الغربيِ مِنْ الإمبراطوريةِ، أليّس كَذَلِكَ؟”
“ماذا؟”
“إذا لم تَكوني هي، سَأقتلكِ.”
يا للرهبة! انظروا إلى ذلك التهديدِ المليء بالقتامةِ!
أمام تهديده الصادق، بدأ لِساني يتحرك مِن تلقاءِ نفسه.
“ن-نعم! بالضبط! كيف عرفتَ؟ نعم، أنا ‘إزميرالدا الغامضة’!”
“جيد. إزميرالدا الغامضة، لديّ مُهمةٌ لَكِ.”
رجلُ العشرةِ مَلايين قطعة ذهبية أغمضَ عينيه قليلاً وأدارَ نَظرهُ نَحوي مِن أعلى إلى أسفل.
عيناه الزرقاوان الجليديتان كانتّا باردتين للغاية، وبَدّا أنّه غيرُ مُقتنع.
حاولتُ تَجاهُل نظراته قدرَ المُستطاعِ.
ثُمّ حَاولتُ تَهدئة حنجرتي حتى لا يرتجفُ صوتي مِثل الماعز…
“إذا كانتْ المُهمة التي تُريدُ تكليفي بها بهذا المستوى… فلا بدّ أنَّها ليستْ عاديةٌ.”
-تنهيدة
لِحُسنِ الحظ، نَجحتُ.
“صحيح.”
يَبدو أنَّه لم يلاحظْ توتري.
“… وماذا عَن الأجرِ؟ كمّا تعلمُ، مَهاراتي ليست رخيصةٌ.”
“سأسمحُ لكِ بمغادرةِ هذا المكان حية، هل هذا يكفي؟”
“هذا… ليس عرضًا جذابًا جدًا.”
رُغم أنّني أجبتُ بهدوءٍ، إلا أن حقيقة أمري لم تكنْ جيدة.
“آآآه! كيف يُمكنني أن أنجزَ مُهمة لا يستطيع حتى مُجرم بقيمةِ عشرة ملايين قطعة ذهبية إنجازها؟”
لو وخزني أحدهم بإصبعٍ، لانهارتُ وبكيتُ بحرقةٍ.
أخذتُ نفسًا عميقًا وحبستُ يدي المُرتعشة بقبضةٍ محكمةٍ.
“لكن إذا قلتُ الحقيقة، سأموت!”
فجأةً، بدّا وكأن شريطًا مِنْ الذكرياتِ يَمرُ أمام عيني. أليّس هذا ما يَحدث عِندما يَحينُ وقتُ الموتِ؟
“اللعنة! لم أتوقعْ أبدًا أن تتحولَ مِهنتي التي بَدأتُها لكيّ أعيش حياةً جيدة إلى هذا الحد! يا إلهي، لقد أصبحتُ دجالةً وسأفقدُ حياتي بسببِ هَذا!”
صرختُ في داخلي وندمتُ على ماضيي الطائش.
نعم.
بدأتْ هذه الأزمة بسببِ سُوءِ الحظ الذي واجهني قبل نصف عام…
* * *
الإمبراطور مُنغمسٌ في الملذاتِ، والنبلاء يتصارعون على السلطةِ.
لقد تجاهلتْ العائلةُ الإمبراطورية صرخات الشعب منذُ زمنٍ بعيدٍ.
إنَّه عصرٌ مضطربٌ لا يَظهرُ فيه حتى الأبطال.
… ولسوءِ حظي، ولدتُ كمُستعادة ذاكرة في وسط هذه الفوضى.
بلّ كفتاة يتيمة فقيرة!
— صراع!
… وفي لحظة تأملي، اندلعت فوضى في الساحة.
كنتُ أحاول أن أتذمرَ مِن حياتي، لكن الظروف مِن حولي لم تدعني وشأني.
” تس.”
زحفتُ بين الحشودِ للوصولِ إلى مركز الضجة.
— تحطم!
حالما أطلقتُ رأسي مِن بين الزحامِ، رأيتُ دُكّانًا صغيرًا يُحطم في لمحِ البصرِ.
“آه، آه! دكّاني!”
صاحَ صاحبُ الدكانِ وهو يستشيطُ غاضبًا.
لكن مُسببو الضجة لم يكترثوا.
“أيّها الوغد! كيف تَجرؤ على إهانتي؟ لن أدعْ هذا يَمرُ!”
“متى فَعلتُ ذلك؟ أنا مَن سَيُريكم الجحيم!”
بدأ رجلان ذوا مظهرٍ شرير بالصراعِ والعراكِ. وقفتُ بين الحشودِ أشاهدُ هذا المشهد.
“مُرتزقة؟”
“نعم. وانظر إلى الرموزِ المتوهجةِ على أجسادهم. إنَّهم ‘المُستيقظون’.”
“آه. المُستيقظون دائمًا ما يتشاجرون! متى سيصلُ الجنود؟”
“اسكُتْ، هلّ تَعتقدُ أن الجنود يستطيعون إيقافهم؟”
بالمناسبةِ، ‘المُستيقظون’ هم أشخاصٌ لديّهم قدراتٍ فريدة ٍتَختلفُ عن الآخرين، وعِندما يستخدمون هذه القدرات، تلمع رموز خاصة على أجسادهم.
أصبحَ المُصطلحُ الآن يُشير إلى أشخاصٍ ذوي مواهب خاصة مِثل السحرة والمُقاتلين ومُستحضري الأرواح.
على أيِّ حالٍ، في عالمٍ لا يَحترمُ القانون كثيرًا، تكون القوة هي الحل. لذا، فإن الاستيقاظ بقدرةٍ ما
يعني قلب حياتك رأسًا على عقب.
“آه. لو وُلدتُ بمثلِ هذه القوة، لكانت حياتي أفضل.”
تنهدتُ، وبينما كان الجميعُ مُنشغلين بمشاهدةِ العراك، بحثتُ حولي لأسرق شيئًا.
‘نعم، نعم! هُناك فجوة!’
حركتُ يدي بسرعةٍ لأسحب مِن جيوبِ الناس.
بفضلِ العراك العنيف بين المُرتزقتين المُستيقظين، استطعتُ بسهولةٍ تحقيقَ مكسب.
‘التسببُ في أضرارٍ أثناء العراك أمرٌ سيء، لكن شكرًا لكم على مُساعدتي في عملي.’
أرسلتُ تحية شكر صامتة في قلبي وتركتُ الساحة وأنا أُغني.
مع جيبي الممتلئ، كانتْ خطواتي خفيفة!
“يا لهُ مِن حظ.”
مشيتُ في الأزقةِ القذرة حاملةً جيبي الثقيل.
‘بهذا المبلغ، لن أقلقْ بشأن ملء بطني لبعضِ الوقت.’
بالنسبة لشخصٍ مِن القرن الحادي والعشرين في الأرضِ، كان هذا التفكير مُحزنًا جدًا، لكن ماذا عسايّ أفعل؟
هكذا أصبحتُ بعد استعادة ذاكرتي.
‘على الأقلِ، بفضل استعادة ذاكرتي، عقلي يَعمل بشكلٍ أفضل مِن الآخرين، لذا استطعتُ البقاءَ حية حتى هذا العُمر.’
عِندما تذكرتُ ماضيي الذي كان صراعًا مستمرًا، غَمرتني الدموعُ.
“اممم. لكن! إذا استمررت في الكسبِ مثل اليوم، فَسَيأتي يومٌ أهربُ فيه مِن هَذا الزقاق!”
هدفي هو الهروب مِن قاعِ هذا الزقاق، والعيش كشخص عادي، ثُمّ أُغمضُ عينيّ بسلامٍ.
قد يبدو هذا بسيطًا، لكنّه صعبٌ للغاية.
‘عادةً، مَن وُلدوا في الأزقةِ يَموتون فيها جوعًا أو ضربًا أو مرضًا.’
الموت الطبيعي؟ هذا شيء لا يُمكن تَحقيقه إلا بجهدٍ مستمر مثلي.
على أيِّ حالِ، لتحقيق حلم العمر، يجب أن أتحركَ بجدٍ كلّ يومٍ.
أنا بحاجةٍ إلى المالِ للطعام، وللادخار مِن أجلِ المُستقبل.
‘اليوم، الدخل جيد، لذا سأخبئ كلّ شيء في مكاني السري.’
همستُ أغنية في قلبي وسِرتُ في الزقاقِ القذرِ والمظلمِ. لم أنسَ أن أكون حذرةً مِن مُحيطي.
بعد اجتيازِ بعض الأزقة الضيقة والأنفاق القذرة، وصلتُ إلى ساحةٍ صغيرةٍ. إنَّه مَكاني السري الذي لا يَعرفهُ أحد.
“مَنزلي الجميل. لا، مَوقع مَنزلي الجميل.”
كلُّ شيءٍ هُنا احترق، وبُنيَت فوقه أكواخ صفيح، تاركةً هذه البقعة الصغيرة فقط. لكن قبل أكثر مِن عشر سنوات، كان هذا مكان المنزل الذي عِشتُ فيه مع والديّ.
إذا أزلتُ إحدى الطوب مِن هذا الجدار… سيظهر “كنزي الحقيقي”.
هُنا، يُوجد المال والأحجار الكريمة التي جمعتها بحرصٍ طوال حياتي. إنَّه حقًا كنز.
إذا سألتم ما هو الأكثر قيمة هُنا، فسيكون…
‘ذَلِكَ المنديل.’
نظرتُ إلى المنديل الأرجواني المُخبأ في عمقِ المكان.
بالخارج، قد لا يساوي فلسًا، لكنّه آخر ما تبقى مِن ذكرى أمي.
لذا، كان المنديل -رُغم الخجل- يستحق أن يكون ضِمن “كنزي”.
“المنديل بخير… هيهي. أحلامي وآمالي لا تَزال تتألق اليوم.”
ابتسمتُ بخبثٍ ورتبتُ الأشياء التي سرقتها اليوم واحدةً تلو الأخرى.
“هذا مسروق، وهذه عملات… أوه، ما هذا؟ إنه حجر كريم!”
خرج حجرٌ أخضر صغير مِن كيسٍ مخملي، أصغرُ مِن ظفر إصبعي. اشتعلت عيناي!
صغيرُ الحجم، لكنّه مُصقولٌ جيدًا ويلمع، يبدو كحجرٍ ثمين للغاية!
“… هل يمكنني حقًا الهروب مِن هذا الزقاق؟”
لم أستطعْ كبحَ مشاعري وارتعشت رموشي.
في تِلك اللحظة…
“اليوم، حظي جيد جدًا…!”
قبل أن أُنهي كلامي،
—أصطك!
شعرتُ بألمٍ قوي في مؤخرةِ رأسي.
الضربة كانت قوية لدرجة أنَّني تَرنحتُ ورأيتُ ضبابًا أمام عينيّ.
“آه…”
بينما كنتُ أترنح في مكاني، انتزع أحدهم الحجر الأخضر مِن يدي.
“لا!”
كنتُ ممسكة به بقوة! لا! وقبل ذلك، مِن أين أتى هذا الشخص؟
“م-من…؟!”
استدرتُ متأخرةً لأرى وجهه.
لكن ضربته الثانية وصلت أولاً.
— اصطدام!
ظهرت نجوم أمام عينيّ.
“آه!”
في النهايةِ، سقطتُ أرضًا.
أُلقي بجسدي على الأرضِ الرطبة، وشعرتُ بدمٍ ساخنٍ يسيل على صدغي. عضضتُ شفتي مِن الألمِ المتزايد.
“إنَّه مُؤلم…”
لكن ما كان أكثر إيلامًا مِن جسدي هو قلبي الذي أُصيب بسرقةِ الحجر.
“جوهرتي…!”
حاولتُ الصراخ في وجه السارق.
“آه، آه… هذا… لي…”
لكن صوتي كان مُجرد همسة.
آخر ما أتذكره هو كلمات السارق:
“لم أتوقع أن أجد جرذًا هنا.”
‘ج-جرذًا…؟! إذا أردت الدقة، فهذه منطقتي، أيَّها الوغد!’
في نفسِ اللحظة، اسودت رؤيتي، وفقدتُ وعيي.
* * *
استيقظتُ غاضبةً وقفزتُ مِن مكاني.
“جوهرتييي!”
لكن هذا لم يدمْ طويلاً. سُرعان ما استعدتُ وعيي وبدأتُ بمسحِ المكان حولي.
“أين أنا…؟”
هذا هو الفندق الرخيص الوحيد في الزقاق.
‘آخر ما أتذكره هو الضربة على مؤخرة رأسي في زاوية الزقاق. من أحضرني إلى هنا؟’
حتى أن رأسي كان ملفوفًا بضمادةٍ.
في حيرةٍ مِن أمري، غادرتُ الغرفة ونزلتُ الدرج، وفجأةً…
فوق رؤوس الناس، كان هُناك شيء غريب.
「32 قطعة نحاسية」
「1 قطعة فضية و2 قطعة نحاسية」
「20 قطعة نحاسية」
「89 قطعة نحاسية」
「2 قطعة فضية و31 قطعة نحاسية」
“يا إلهي، ما هذا؟”
كانت هناك مبالغ كبيرة وصغيرة تطفو في الهواء دون نظام.
بينما كنتُ أحدق في هذا المشهد غير المعقول، شعرتُ بثقلٍ على كتفي.
“آش. هل رأسكِ بخير؟ لقد ضمّدته، لكنك نزفت كثيرًا.”
كان بينش، اللص السريع.
فوق رأس بينش، كان مكتوبًا:
「92 قطعة نحاسية」
‘إذا حصلَ على 8 قطع نحاسية أخرى، سيُصبح لديّه قطعة فضية.’
بينما كنتُ أحدق في المبلغ، ظهرت كلمات خلف 92 قطعة نحاسية.
「92 قطعة نحاسية (أكثر من 100 جريمة سرقة ونصب)」
‘… ماذا؟’
أكثر من 100 جريمة سرقة ونصب؟
هذا بدّا لعينيّ كأنّه سجلُ جرائم بينش ومبلغ المكافأة عليه يطفو فوق رأسه.
شعرتُ بِذَلِكَ غَريزيًا.
-ترجمة فيبي
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"