الفصل 84

 

“حقًا؟”

 

اقترب ايليا من المرأة التي سألته مجددًا وأشار بعينيه إلى إيثان.

 

ثم قام إيثان بمنع الأصوات من الانتشار حولهم، مانعًا أي تسرب للمعلومات.

 

“نعم، إنه حقيقي. يمكنكِ أن تصدقي. وصلنا اتصال عبر والدي.”

 

“ألم تكن علاقتك مع والدك قد تدهورت؟”

 

سمعت أن إيثان قد قطع علاقته بعائلته بسبب عدم اتباعه لاختيار ييهارت، حيث بدا أنه قطع كل صلة بهم تقريبًا.

 

“كانت خدعة.”

 

لم ينكر ايليا الجملة القصيرة التي قالها إيثان، بل أومأ برأسه.

 

في الحقيقة، لم تكن خدعة كبيرة… لكن رينا شعرت أن هذا ليس أسلوب ايليا الذي تعرفه.

 

“آه…! إذًا، هل كان هذا هو سبب ثقتك الكبيرة في الفوز في اجتماع القادة قبل قليل؟”

 

“نعم، يحدث انقسام داخلي هناك باستمرار. وفي النهاية، مهما كانت قوة العدو، فإن انقسام القيادة هو السم.”

 

وكأن إيثان كان يرى الوضع بوضوح حتى دون أن يسمع الكلام، فأكمل ما كان ايليا على وشك قوله.

 

“عائلة ليام، التي هي في نفس وضع عائلة بور ، ليست بطبيعتها من النوع الذي يبدأ الحرب الشاملة.”

 

كان ذلك صحيحًا. عائلة ليام، العائلة الأولى التي لا تهتز مكانتها، تفضل دائمًا الجلوس في الخلف وتحريك الآخرين.

 

لذا ربما كانت وزارتهم ليست وزارة السحر، بل وزارة الشؤون الإدارية؟

 

“على الرغم من أنهم لا يحبون ريسا، إلا أنهم سيتخذون موقعهم هنا، لكنهم لن يكونوا متعاونين.”

 

وكان تحليل وريث عائلة ليام دقيقًا.

 

“كلامك صحيح تمامًا.”

 

“…”

 

نعم، كان يبدو أن الاثنين كانا هادئين جدًا، وكأنهما يعرفان كل شيء… لو كان الأمر كذلك، كان يجب أن يخبراني أيضًا.

 

لكن قبل أن تخرج كلمات الإحباط من فمها، فهم إيثان تمامًا نظراتها وطمأنها بنظرة واحدة.

 

“إنها مجرد فرضية بناءً على احتمالات، لذلك لم أخبركِ.”

 

وأكمل ايليا بنفس الطريقة، بسرعة.

 

“كنت سأخبركِ عندما يحدث شيء أكثر تأكيدًا. أنتِ من النوع الذي يتصرف فورًا، أليس كذلك؟”

 

ذلك يعني أنه إذا تحدث في مرحلة غير مؤكدة، فلن يستطيع الاستفادة من المعلومات بشكل صحيح.

 

كانت كلمات قد تشعرها بعدم الارتياح، ولكنها كانت حقيقة.

 

كانت رينا قد أظهرت تعبيرًا غاضبًا للحظة، لكن سرعان ما هزت رأسها وتجاهلت ذلك.

 

بأي حال من الأحوال، الأمر المهم الآن هو الوضع الحالي، أليس كذلك؟

 

“إذن، اختفى السحر في ظل هذه العلامات على الانقسام؟”

 

“في الواقع، لم يختفِ السحر، بل ‘تقلص’.”

 

“آه… إذًا، أولئك الذين كانت طاقتهم السحرية ضعيفة، أصبح التقلص بالنسبة لهم وكأنه اختفاء؟”

 

كانت رينا الآن تفهم الصورة كاملة كما بدا من خلال إيماءتها التي رسمت بها شفتيها.

 

“إذن، تقلص السحر سيعطي عذرًا مثاليًا لعائلة ليام التي لم تكن تحب الحرب المفتوحة.”

 

“ليس تمامًا، رينا .”

 

عندما نظرت رينا بتساؤل إلى إيثان، استمر هو في كلامه بتعبير هادئ كما لو أن أمر عائلة ليام لا يعنيه على الإطلاق.

 

“ليس مجرد عذر، بل هو مشكلة خطيرة. في النهاية، السحر هو قوة ليام.”

 

انظروا إلى هذا البديل الذي كان يتجول رغم الألم ويظهر اهتمامًا بالمحادثة. لا يستطيع أي شخص عادي استخدام كلمة “عظيم” إلا إذا كان لديه قوة سحرية قوية.

 

“هذا هو مدى تأثير تقليص السحر. تقليص قوة ليام سيكون أسوأ بكثير مما نتخيل.”

 

“آه…”

 

بينما كانت رينا تستمع بهدوء لشرح إيثان، دارت عيونها بسرعة وألقت نظرة على إيثان.

 

‘هل حقًا لا يوجد عنده أي حب لعائلته؟’ 

 

لقد نشأ في يد تريا، وبالرغم من أنه لم يقم بتكوين علاقات وثيقة مع عائلة ليام، إلا أنه كان يتوقع أن يشعر ببعض القلق على الأقل من أجل عائلته.

 

‘ربما لهذا السبب نحن متوافقان جيدًا.’ 

 

لأنه يفضل الأفراد على العائلات ولا يهتم بما يحدث للعائلات.

 

لكن في تلك اللحظة،

 

أشار أحد الجنود الخارجين نحو رينا وأفراد مجموعتها وهم يلوحون بأيديهم كما لو كانوا يحاولون إيصال شيء ما. وعندما أزال إيثان سحر حجب الصوت، تحدث الجندي بسرعة.

 

“قديسة! وصل اتصال من قصر الإمبراطوري!”

 

⚜ ⚜ ⚜

 

هذه ظاهرة حدثت على مستوى البلاد.

 

 

“كما توقعت، إذًا هل سيتدخل قصر الإمبراطوري، صاحب السمو؟”

 

أجاب دوق بنيدكت بسرعة على سؤال راينا.

 

_لا.

 

 

“ماذا؟”

 

عندما بدا أن رينا مندهشة من الرد، أضاف دوق بنيدكت بحزم.

 

_إذا تدخلنا في مثل هذه اللحظات الحرجة، فسينتهي الأمر بفقدان البشر لقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم.

 

 

“لكن… هذا موقف سيؤدي إلى فوضى كبيرة، أليس كذلك؟”

 

_لهذا السبب استعدنا للإصلاحات لفترة طويلة، وهذه هي نتيجة عملنا: ريسا.

 

 

ثم طرح إيثان سؤالًا.

 

“هل تعتقدون أنكم ستستخدمون ريسا لتهدئة الوضع؟”

 

أجاب دوق بنيدكت، مُطلعًا إياهم على خطة البلاط الإمبراطوري.

 

_نعم. والآن، تمت بشكل كامل نقطة ريسا في بنشينليون.

 

 

عند سماع ذلك، اتسعت عيون رينا ومرت أمامها جميع الأحداث الأخيرة كما لو كانت شريط فيلم يعيد نفسه.

 

“آه… الآن فهمت!”

 

في أثناء الاشتباكات في بيزاكليان، كان قصر الإمبراطوري والإمبراطور يدفعان بقوة لإنشاء نقطة ريسا في بنشينليون.

 

كما لو كانوا يستعدون لشيء ما.

 

“ربما كانوا يتوقعون هذا الوضع.”

 

كانت هذه هي الكلمات التي قالتها الإمبراطور تريا في الماضي.

 

-أول تنانين قد علموا جميعًا. كان محفورًا في غريزتهم.

 

 

ربما يكون الإمبراطور تريا قد تلقت تحذيرًا أيضًا بخصوص ظاهرة تقليص السحر. لهذا السبب، ربما كان قصر الإمبراطوري يحاول إبقاء ريسا على المسار الصحيح حتى في وسط صراعات العائلات التسع.

 

“لكن بسبب ضغط تنانين، كانت عائلة كاتر ودوق ليام وجيريمي في الواقع خارج الحرب بسبب ريسا.”

 

لكن مهما كانت القصة وراء الكواليس، فما يهم هو أن الوضع الحالي هو فرصة حاسمة لريسا.

 

في تلك اللحظة، قال إيثان بنبرة ثقيلة.

 

“البداية ستكون باستخدام الفحم.”

 

من عامة الناس إلى النبلاء، كان معظمهم يستخدمون الحجارة السحرية بدلاً من الحطب.

 

لذلك، مع ظاهرة تقليص السحر الحالية، كانت المشكلة الأكبر التي تواجه الناس هي بالطبع الطعام والرياح الباردة في الليالي الخريفية التي لا ترحم.

 

_أولاً، سنقوم بتوزيع الفحم والسلع الأساسية من ريسا بشكل مجاني من الناحية الأخلاقية.

 

 

“هل تفكرون في التعاون الرسمي بين الحكومة الإمبراطورية وريسَا عندما تنتشر صورة إيجابية عن ريسَا بين الناس؟”

 

_بالتأكيد، إيثان لم يكتسب خبرته من فراغ كموظف حكومي سابق.

 

نعم، في النهاية، أهم شيء للكائنات الحية هو البقاء.

 

 

لذا، يجب أن نرسل رسالة من قبيل “دعونا نضع السيوف جانبًا مؤقتًا ونتعاون معًا للتغلب على هذه الفترة الصعبة”.

 

تحويل الأزمات إلى فرص هو التخصص الأساسي للبشر.

 

 

⚜ ⚜ ⚜

 

كما هو متوقع، تفرقت الفصائل التي كانت متواجدة في بيزاكليان بعد فترة قصيرة.

 

سواء كانت هناك زيادة في الطبقات الاجتماعية أم لا، المهم أن الناس في أراضيهم كانوا على وشك الموت جوعًا، فهل كان لديهم عقلية للقتال في الحرب؟

 

لحسن الحظ، كان الجانب الذي ينتمي إلى غريس قد تفرّق بشكل كامل، بينما كانت ريسا هي من أمرت بتفكيك صفوفها أولاً.

 

بعد أن انتهت حالة التوتر، بدأت رينا بتوزيع الفحم والسلع الأساسية على الأراضي التي كانت تدعمها.

 

“المخزون غير كافٍ. لذا يجب أن تنسوا لفترة كرامتكم كطبقة نبلاء وتستخدموا فقط الكمية اللازمة للبقاء.”

 

في الواقع، استعدادًا للأنشطة الكبيرة لريسَا، تم إنتاج كميات كبيرة من الفحم، الذي لا ينتهي صلاحيته مثل السلع الاستهلاكية، وتم توزيعه في جميع أنحاء البلاد.

 

“إن إمدادات الفحم والسلع الأساسية بدأت تتوزع بشكل مستقر في أراضي ريسا. والاضطرابات التي استمرت لبضعة أيام بدأت تهدأ الآن.”

 

بعد تلقي تقرير من ليام، وضعت رينا نظارتها جانبًا وسألت بهدوء.

 

“ماذا عن الجبهة المعارضة لريسَا؟”

 

“يمكن وصفها بأنها حالة من الفوضى المطلقة. وفقًا لكلمات مدير فرع جيريمي، هناك زيادة كبيرة في الأشخاص الذين يطلبون الانتقال من بور إلى بنشينليون.”

 

في هذا العصر، كان نقل القواعد ليس بالأمر السهل. السبب هو أنه كان يتطلب إذن من كلا الأرضين، الأرض المغادرة والأرض الجديدة التي ستصبح الموطن.

 

“وماذا عن بور وعائلة ييهارت؟”

 

عائلة ليام غيرت موقفها فجأة.

 

كيف؟ تنازل دوق عن اللقب لابنه إيثان، ورث إيثان دوقيته.

 

“بهذا الشكل، تحول موقف عائلة ليام إلى موقف مؤيد لريسا…”

 

حسنًا… كانت هذه خطة واضحة، لكنها كانت لا تزال قوة هامة في الوضع. لذا، قبل إيثان ورينا لقب دوق ليام دون تردد.

 

“يبدو أن عائلة ييهارت قد تأثرت بعائلة ليام.”

 

كان الوضع هنا أكثر فوضوية.

 

لقد تنازلوا عن دوقية ييهارت لخليفتهم، ايليا، وليس لوالده أو شقيقته التي كانت مرشحة لتكون دوقة المستقبل.

 

“يعني أنهم يعترفون بخطأهم، لكنهم لا يريدون الانحناء والاعتراف بذلك علنًا.”

 

“هم لا يريدون مد يد العون.”

 

تحدث ليام مبتسمًا بسخرية، ثم أضاف عن حالة بور.

 

“لكن عائلة بور ما زالت ثابتة في موقفها.”

 

كما توقعت. جرايس، هي ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة.

 

“على ما يبدو، يجب أن أذهب إلى بور بنفسي.”

 

في الواقع، بما أن جميع العائلات التسع قد انضمت إلى ريسا، فلا حاجة لضم “بور” إلى صفنا.

 

لكن تلك العائلة هي عائلة أقرب أصدقاء رينا، وهي المكان الذي قضت فيه أطول سنوات شبابها بعد عائلتها.

 

بمعنى آخر، ليس من الممكن ببساطة التخلص منها لأن ذلك لا يتماشى مع المصالح.

 

“هل ستكون بخير؟ من يعلم ما قد تفعله وزيرة غريس ؟”

 

“طالما لم يكن هناك تدخل من ‘رحمة حاكم’، فلن يستطيع أحد إيقافي. خاصة الآن بعد حدوث ظاهرة انخفاض القوة السحرية، الأمر أصبح أسهل.”

 

على فكرة، قلة من الناس كانوا يعرفون أن جريس كانت وراء الحادثة الشهيرة “اختطاف القديسة” التي هزت البلاد.

 

فقط إيثان، والعائلة الإمبراطورية ، وزوجا دوق كارتير وليام كانوا يعلمون. حتى والدي رينا لم يكونا على دراية بذلك.

 

“حان الوقت لبدء تحريك الأوراق التي نملكها وبدء الضغط على الجهة المقابلة.”