كان فيكتور يعلم أنّ لديه موهبة في إثارة اشمئزاز الآخرين.
أدرك ذلك منذ طفولته ، منذ الأيّام التي لا يتذكّر فيها عمره بالضبط. ربّما كانت والدته تهمس له و هو في رحمها: “يا طفلي الحبيب ، من فضلك ، لا تُولد”
حمل فيكتور والدته النائمة بدلاً من الممرّضة ، و وضعها في غرفة نومها ، ثمّ عاد.
كان الدم يسيل من عنقه ، فيلوّث قميصه الأبيض ، فهرع طبيب عائلة دومفيلت ليعالج الجرح بسرعة.
في تلك الأثناء ، كان بلايت يجيب على أسئلة الصحفيّين نيابة عنه.
“كما ترون ، رغبة سيّدنا في أن يصبح جزءًا من العائلة المالكة يمكن اعتبارها تعبيرًا عن الوفاء. على الرغم من أنّ الدوقة مارينا حاولت خنقه و قتله مرّات لا تُعدّ ، إلّا أنّ سيّدنا لا يزال يسعى لتحقيق حلم والدته”
بمجرّد حصول الصحفيّون على المعلومات التي يريدونها ، هرعوا لنشر الخبر في الطبعات الخاصّة.
مشى فيكتور تحت المطر و جلس في العربة ، بينما عاد بلايت بعد انتهاء المقابلة و بدأ بتحريك العربة.
في طريق العودة إلى القصر ، سأل بلايت بقلق: “هل عولج جرحك جيّدًا؟”
“كان يجب أن أختار أنا الدير الذي ستذهب إليه زوجتي”
“ماذا؟”
“هذا المكان مريح جدًّا”
أخرج فيكتور سيجارة من جيبه الداخليّ و هو يتحدّث.
أشعل بلايت ولاعة و قال: “لا أعرف الكثير عن دير ميلين”
“ربّما لأبي علاقة به”
“بالمناسبة ، لم ترسل السيّدة رسائل منذ الأسبوع الماضي. كانت ترسل واحدة كلّ ثلاثة أو أربعة أيّام”
لم يجرؤ بلايت على اقتراح زيارة الدير مباشرة ، فاكتفى بهذا التلميح.
كان قد كشف للعالم عن حالة والدته ، التي أخفاها حتّى عن مرؤوسيه ، لذا لم يكن غريبًا أن يظلّ غاضبًا من سكارليت.
لكن لم يتوقّع أحد أن يستمرّ غضبه طويلًا ، فلم يجرؤ أحد على سؤاله عن سبب هذا الغضب.
بعد تردّد طويل ، تكلّم بلايت مرّة أخرى: “لا تغضب كثيرًا ، يا سيّدي”
نفث فيكتور الدخان خارج النافذة ، نظر إلى بلايت ، فتابع: “السيّدة … ليست على ما يرام ، لذا انتقلت إلى الفيلا الأسبوع الماضي”
“لمَ أغضب؟”
“لأنّ السيّدة غادرت الدير من تلقاء نفسها …”
“سكارليت هي من قالت إنّها ستبقى هناك مئة يوم. إذا أرادت الخروج ، فلتخرج”
“أهذا ما كان؟”
بدت على بلايت علامات الحيرة.
الجميع ، باستثناء فيكتور ، كانوا يعتقدون أنّ سكارليت ليس لها رأي في دخول الدير أو الخروج منه. ربّما حتّى سكارليت نفسها كانت تعتقد ذلك.
“ليست على ما يرام؟”
“يُقال إنّها تعاني من ارتفاع في الحرارة”
كانت سكارليت ضعيفة الجسم أصلًا.
كان فيكتور يعلم أنّها تأكل القليل جدًّا و ليس لديها أطعمة مفضّلة كثيرة. عندما سمع أنّها مريضة ، تجهّم وجهه قليلًا.
“لماذا ذهبت إلى الفيلا إذًا؟”
“ماذا؟”
“إذا كانت مريضة ، كان يجب أن تعود إلى المنزل”
“آه ، نعم! صحيح تمامًا”
أشرق وجه بلايت.
“سأرسل شخصًا إلى الفيلا فورًا لإحضار السيّدة”
“أحضرها الآن”
كانت الحمّى مرضًا مخيفًا لمن هم ضعفاء مثل سكارليت.
لم يهدأ تعبير فيكتور.
نسي حتّى السيجارة التي كان يدخّنها ، فتساقط الرماد على أرضيّة العربة ، ممّا أثار أعصاب بلايت الذي يعاني من الوسواس.
***
بدأت سكارليت تعاني من حمّى شديدة قبل أن تكمل شهرين في الدير.
كان النوم على أرض حجريّة مع بطانيّة واحدة ، إلى جانب اضطرارها للاعتراف بأخطاء ملفّقة يوميًّا أمام الكاهن دلفيو ، يضعف قلبها.
خوفًا من أن تموت قبل توقيعها على أوراق الطلاق ، أصيب دلفيو بالذعر و أخرجها من الدير على الفور.
في العربة التي نقلتها إلى فيلا عائلة دومفيلت القريبة ، كانت سكارليت بالكاد تستطيع تحريك رأسها.
سمعَت البارحة طبيبًا يقول إنّ الليلة قد تكون حاسمة بسبب ارتفاع حرارتها. لكن عندما فتحت عينيها مجدّدًا ، بدت أقوى ممّا توقّعت ، أو ربّما كان طبيب عائلة دومفيلت متميّزًا.
عندما لاحظ غريغوري دومفيلت أنّها استيقظت ، اقترب بسرعة و قال لسكرتيره: “أسرع ، ساعد سكارليت على النهوض و أعطها قلمًا”
تنفّست سكارليت بصعوبة بينما رفعها سكرتير غريغوري بالقوّة.
بينما كانت تحدّق في القلم الذي وضعه في يدها ، قدّم غريغوري ورقة أمامها و قال: “هذه وثيقة سريّة”
“…”
“سأعطيكِ المال كما تريدين”
نظرت سكارليت إلى الوثيقة ، و واصل غريغوري: “هذا القدر من المال يكفي لكِ ولأخيكِ لتعيشا مرتاحين طوال حياتكما”
كان رأسها يغيم ، لكنّ الحمّى انخفضت قليلًا ، فاستطاعت فهم المضمون تقريبًا.
بينما كانت تنظر إلى الوثيقة بإرهاق ، قال غريغوري: “وقّعي بسرعة. هيّا”
نظرت سكارليت إلى الوثيقة مليًّا ، ثمّ وقّعت بيدها النحيلة التي أصبحت هزيلة خلال إقامتها في الدير. بدأت تنسخ رسالة مرفقة مع الوثيقة على ورقة تحمل شعار عائلة دومفيلت.
[قال الطبيب إنّه مرض معدٍ. لا أريد أن أُعديك ، لذا سأبقى في الفيلا. أراك الشهر القادم ، يا حبي]
بعد كتابتها ، استنفدت قواها و سقطت على السرير.
نظرت سكارليت بعينين نصف مغلقتين إلى غريغوري و هو يضع الوثيقة في مظروف ، ثمّ قالت: “أعطني أوراق الطلاق أيضًا”
أشرق وجه غريغوري ، الذي كان قلقًا طوال الوقت.
“حقًّا؟”
أغمضت سكارليت عينيها ، و ظلّ غريغوري يسألها مرّات عديدة إن كانت جادّة. عندما فتحت عينيها مجدّدًا بعد تدخّل الطبيب ، وجدت أوراق الطلاق بجانب رأسها.
***
اعتبرت سكارليت إصابتها بالحمّى نعمة من السماء.
بالنسبة لغريغوري ، الذي كان ينوي طردها دون درهم واحد ، كان هذا أمرًا محبطًا بالتأكيد.
في الفيلا ، و بفضل العلاج عالي المستوى و الطعام الجيّد طوال شهر ، بدأت الحمّى تتراجع تدريجيًّا.
منذ أن بدأت صحّتها تتحسّن ، انشغلت سكارليت بإصلاح ساعة أحضرتها الخادمة كانديس من خادمة المطبخ بولي.
كلّما شعرت بالتعاسة ، كانت تركّز على هذه المهارة الجديدة التي اكتشفتها فجأة ، فتشعر بتحسّن كبير.
عندما كانت منغمسة في غرفتها ، تصقل التروس بدقّة و تُدخلها في مكانها ، بدأت الساعة تعمل.
في تلك اللحظة ، طرق أحدهم الباب المفتوح.
التفتت فوجدت أندري هاميلتون ، مدير الأملاك.
“سيّدتي ، هل يمكنكِ التحقّق من هذه الإيصالات؟”
“تفضّل ، ادخل”
دخل شاب طويل القامة كنحافة فيكتور ، شعره مشدود إلى الخلف.
منذ زواجها ، كانت سكارليت تختار أغراض فيكتور بنفسها ، و تصلح ما لا يعجبها. فحصت قائمة بمزهريّات ستوضع في مكتب فيكتور في الربيع ، و كتبت ملاحظاتها بدقّة بجانبها.
“في عيد ميلاد زوجي ، تأكّد من وضع ورود متعدّدة الألوان …”
رفعت سكارليت رأسها و هي تتحدّث ، ثمّ ضحكت.
“في السابق ، كنت أبحث عن نبات البرسيم الرباعيّ و أضعه فوق كتابه في عيد ميلاده”
“كنتِ تفعلين كلّ شيء”
“ظننت أنّه سيُعجب بذلك”
“أليس الشخص الذي يجد البرسيم الرباعيّ هو من يشعر بالحماس أكثر؟ اكتفي بفرحة إيجاده”
نظرت سكارليت إلى أندري بنظرةٍ ناقدة بسبب تعليقه البارد ، ثمّ ضحكت.
بعد أن انتهت سكارليت من كتابة الملاحظات ، أغلقت الأوراق ، و جمعت شجاعتها و سألت: “استأجرتُ مكانًا في الشارع السابع لفتح متجر ساعات. لكنّني لا أعرف شيئًا عن الأعمال، فأحتاج إلى مساعدة”
ضحك أندري بسخرية.
“إذًا ، تحاولين استمالة نخبة مثلي ، من شركة ضخمة كهذه ، للعمل في متجر ناشئ بلا مستقبل؟”
“نعم”
“حسنًا ، لمَ لا؟”
“ماذا؟”
نظرت سكارليت إليه بعينين متسعتين بدهشة ، بينما أشار أندري إلى الساعة التي أصلحتها.
“لقد أصلحتِ تلك الساعة. ساعة لم يستطع صانعو ساعات آخرون إصلاحها”
بدت على أندري نبرة نادرة من الحماس ، و أضاف: “أعطيني العنوان ، سأنقل أغراضي مسبقًا”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 6"