سمِع إيساك همسها. 

“ماذا؟ إيفي لا تريد أن تكون صانعة ساعات؟”

ممسكة بأذنيه الحادتين ، أجابت سكارليت: “إنها تريد أن تكون صيّادة”

“مثل والدها”

“بالضبط”

مبتسمًا لإيفي في أحضانه ، قال إيساك: “لكن ذكاءكِ يأتي من دم كريمسون ، أليس كذلك؟”

“أنا إيفي دومفيلت-كريمسون!” ، أعلنت.

“حقًا؟ أنا كريمسون أيضًا. رائع ، أليس كذلك؟”

نبرته المرحة كانت تفيض بالحب.

ابتسمت سكارليت لسعادته.

* * *

في متجر الساعات ، كانت إيفي ، منهكة من متجر العطور ، نصف نائمة. أخذها أندري من سكارليت ، متوجّهًا إلى السرير في الطابق العلوي. 

تمتمت إيفي: “أريد اللعب مع أندري …”

“نامي الآن ، العبي لاحقًا. هذا أكثر كفاءة ، يا صغيرتي”

“هاه؟”

“نامي جيدًا. سنلعب ألعاب الساعات بعد ذلك”

“أحبّ ألعاب الساعات” ، قالت ، معانقة رقبته قبل أن تنام على السرير. 

غطّتها سكارليت. 

“إيفي تحبّ ألعاب الساعات الخاصة بك”

“بالطبع” ، ردّ أندري بحدّة ، “صمّمتُها لتأسرها”

ضاحكة ، قالت: “لم أتوقّع أن تكون جيدًا معها هكذا. شكرًا” 

رغم أن أندري ضغط على سكارليت لتعمل بجدّ أكبر ، كان دائمًا لطيفًا مع إيفي.

افترضت أنّ رابطتهما ألّنت قلبه ، لكنه همس ، متفقّدًا نوم إيفي: “فكّري في الأمر. طفل واحد ، بيتان”

“هاه؟”

“البعض يرث كليهما ، لكن كريمسون؟ تكريس حياة للساعات بالكاد يحقّق العظمة”

“لذا؟”

“زوجكِ يحصل على ما يريد. يجب أن نعدّ إيفي مبكرًا لوراثة كريمسون ، و إلا فإنّه محفوف بالمخاطر”

هذا يفسّر ألعاب الساعات لأندري و حديث إيساك السابق عن كريمسون.

وبّخت سكارليت: “سأعمل لسنوات. لا حاجة لخليفة بعد. كريمسون يُورث بالمهارة ، ليس بحقّ الولادة”

“لكن—”

“لا لكن. للأعمال ، يجب أن يكون عادلًا. و إلا ، كنتُ سأسرق لقب إيساك ظلمًا”

شعرت بثقل لقبها.

هزّ أندري كتفيه ، “ألا تريدين تمريره لطفلة لطيفة هكذا؟”

“لا. لأنني أحبّ إيفي ، من المهمّ أن أفعل هذا بشكل صحيح”

لمعت عيناها بفخر بيتها و حرفتها.

هزّ أندري كتفيه مجدّدًا ، “لهذا أتبعكِ”

ابتسمت بسخرية ، “منذ متى تتبعني؟”

“اسألي مديريّ القدامى. سيظنّون أنني مستعبد. أوه ، إنّهم في السجن”

ضحك ، و انضمّت إليه ، مستمتعة برضاه.

* * *

في ذلك المساء ، تركت سكارليت إيفي مع المربيّة و توجّهت إلى عقار دومفيلت.

أصرّ فيكتور على التعامل مع حفل لقبه وحده ، لكنّها لم تستطع البقاء خاملة في مناسبة زوجها الكبرى.

على عكسها ، التي تجنّبت حفلًا لعدم التغطية على إيساك ، كان حال فيكتور مختلفًا. نشأ في وفرة ماديّة لكن إهمال عاطفي ، سعى للنبل تحت تأثير والدته. حتّى أخذ لقبها ، ممّا استلزم حدثًا كبيرًا للشرعيّة ، كما اعتقدت سكارليت.

في قاعة المأدبة الكبيرة غير المستخدمة في العقار ، تأمّلت أنّ زوجة بارعة اجتماعيًا كانت ستجعل فيكتور ملكيًا. لكن سعادته الحاليّة تفوقت على تلك الطموحات ، فطردت الفكرة.

“سأجعله أسعد” ، تعهدت بثقة.

كان باب القاعة مغلقًا.

شعورًا بالمرح ، تسلّقت السلالم الخارجيّة لمفاجأة فيكتور من شرفة الطابق الثاني. لكنّه ، بطريقة ما ، شعر بها ، ناظرًا إليها من حديثه مع الكاهن المشرف ، وجهه أكثر إحراجًا من البهجة. 

محتارة ، فحصت القاعة ، مدركة أنّ اللافتات تحمل شعارات كريمسون ، و ليس دومفيلت ، إلى جانب أسماء بيوت صناعة الساعات الشهيرة.

اعتذر فيكتور ، منضمًا إليها. عاجزة عن الكلام ، حدّقت. قال: “أردت مفاجأتكِ ، لكن تمّ القبض عليّ. الخبراء يفعلونها بشكل أفضل”

“هذا …”

“شخص مشرّف مثلكِ ، يمرر لقبًا بدون حفل مناسب؟ تربيتي تقول إنّ ذلك خطأ”

“…”

“إنه متأخر ، لذا يبدو غريبًا ، أعلم. لكن حفلات كريمسون جذبت صانعي ساعات سالانتير”

مذهولة ، استمعت بينما مازح: “لا يمكن تخطّي حدث كبير لصناعة الساعات ، أليس كذلك؟ كمحبّة للساعات”

“أنت …”

“أوه ، أنا؟” ، تجهّم وجهه ، “إقناع أمي للحضور يبدو فظيعًا. لكن تخطيط حفلكِ رفع مزاجي”

“…”

“أعلم أنّه ليس ما أردتِ. لكنّه مهمّ بالنسبة لي”

ابتسم ، عيناه تتجعّدان. 

“ستدعينني أبحر إذا أردت ، أليس كذلك؟”

“نعم”

“إذن استخدمي ذلك الإذن هنا؟”

مختنقة ، أومأت ، معانقة إيّاه بقوة قبل أن تتراجع ، تتنفّس بعمق.

التقت عيناها الصافيتان بعينيه. 

“أعرف كم يعني هذا لك. أنا متحمّسة.”

“متحمّسة؟”

“نعم. ما هو مهمّ لك مهمّ لي. امنحني هذا ، إنّه فرح خالص” 

كانت تخشى أن يرى فيكتور ماضيه كفشل ، ملوّث بتأثير والدته. معرفة أنّه يهديها هذا الحفل ملأها بالنعيم.

مذهولًا ، لم يتخيّل أنّ فرحتها تنبع من هذا. 

كانت أولويّاتها تعكس أولويّاته ، حبّها يساوي حبّه.

مدركًا هذا ، طوّقها بعناق شديد.