عبست سكارليت على كلامه: “كيف أنساك؟”

لم يجب فيكتور ، فأشارت إلى حقيبتها التي أحضرها الخدم: “أحضرها”

وضع الحقيبة على السرير ، ففتحتها و أخرجت دفتر رسومات: “انظر ، لا وقت لدي لهذا ، لكنني لا أتوقف عن التفكير فيه. فقط لأنّك قلتَ إنك تريد زيارة القطب”

مال فيكتور نحوها. بين رسومات الساعات ، كان هناك رسم لسفينة كاسحة جليد. أشارت سكارليت: “هنا تكسر الجليد ، و هذه المروحة تسحب الماء”

نظر إليها مفتونًا ، و جلس بجانبها: “ستحتاج إلى مقدمة قوية و محرك قوي”

“نعم ، سأجد طريقة للمحرك. المقدمة لك”

“حسنًا”

“سنكون شريكين رائعين”

تصلب وجهه عند كلمة “شريكين” ، لكنه أجاب: “آه ، شريكين”

“نعم”

أومأت ، و توقفت قليلاً ثم أضافت: “مثل والديّ”

“مثل والدي عائلة كريمسون؟”

“نعم ، كانا زوجين رائعين و شريكين مثاليين”

“…”

“على أي حال”

أغلقت الدفتر ، و رفعت رأسها ، فالتقت عيناها بعينيه. 

بدا مصدومًا.

“فيكتور”

“…”

“فيكتور ، أجب …”

اقترب فجأة ، فتراجعت مرتبكة ، لكنه أمسك ظهرها و سحبها نحوه و سأل: “عندما قلتِ شريكين ، فكّرتِ بوالديكِ؟”

“هل هذا سيء؟”

“يبدو كذلك؟”

حاولت التهرب بنظرة جانبية. وضع يدها على صدره ، فشعرت بدقات قلبه و ترددت: “لو كان قلبك آلة ، لكان معطلاً. يحتاج إصلاحًا”

ضحك بسخرية: “ربما ليس خطأ”

شعرت سكارليت بالحرارة تعود من صوته الحلو. أدارت رأسها: “أيقظتني ، و أنا قلقة على إيساك أصلاً”

لم يرد فيكتور على ذكر إيساك ، الذي يراه قادرًا على السيطرة على سفينة قراصنة بمفرده ، و لم يشأ إخافتها بتفاصيل. قال: “رسالة تهديد إيفل كريمسون لإيساك كانت دنيئة ، فلا داعي للقلق بشأن المحاكمة”

أومأت و تمتمت:”كنتُ أتمنى لو أخبرني إيساك بذلك”

“ربما ليجنبكما الأذى ، أنتِ و إيساك”

“نعم ، أحاول التفكير هكذا”

أثناء الحديث ، أُحضِر الطعام. كان حساءً مطبوخًا بعناية.

ارتجفت يدها و هي تمسك الملعقة ، فأمسك فيكتور الطبق و أطعمها. أغلقت شفتيها و نظرت إليه بدهشة. سأل: “ماذا؟”

“لمَ أنتَ هكذا مؤخرًا؟ تلبسني حذائي ، و تطعمني”

“لا يمكنني أن أطلب من غيري”

“لمَ لا؟ دائمًا فعلتَ ذلك”

“لا أحب أن يلمسكِ أحد”

قال بإنزعاج ، و وضع الحساء في فمها. 

أفرغت الطبق ، ثم أجبرها على شرب عصير فواكه. 

شعرت بالحرج و قالت: “سيظن الناس أنني رضيعة”

“إذن يجب إطعامكِ كل ساعتين”

“كنتُ أمزح”

“حقًا؟ كنتُ أفضّل لو كنتِ رضيعة ، سيكون أسهل”

عبست: “سأتعافى سريعًا”

ضحك فيكتور. 

بعد الطعام ، تجولوا في الحديقة ، ثم حاول مساعدتها في تنظيف أسنانها. نظرت إليه: “تستمتع بإزعاجي؟ تبدو تتعمد إزعاجي أكثر”

“همم …”

توقعت نفيًا ، لكنه عبس دون رد. سألت مصدومة: “لمَ لا تنفي؟”

“تعبيركِ يجعلني أريد المزيد”

“أي تعبير؟”

“تعبير النفور”

“هذا …”

“مثير و لطيف”

“…”

استنكرت كلامه ، و حاولت تغيير تعبيرها ، لكنها بدت مرتبكة. لم يضحك علنًا ، لكن ظهره المستدير أظهر ضحكه. 

أعاد فرشاة الأسنان لها خوفًا من غضبها ، لكنها تنهدت بعد بضع حركات من الإرهاق. فكرت أن تطلب مساعدته ، لكنها هزت رأسها مستنكرة.

استعدت للنوم و استلقت. كان فيكتور يرتدي زيه ، كأنه سيخرج. 

سألت ناعسة: “ستخرج؟”

“لا”

“لمَ الزي إذن؟”

أدركت أنه كان مشغولاً برعايتها دون وقت لنفسه. ضحكت: “هل هذا تمريض أم تربية؟”

قالت و هي تغرق في النوم: “شكرًا … اغتسل و نم. ليس هناك سوى سرير واحد …”

ابتسم ، و استعدّ للنوم ، و استلقى بجانبها كما سمحت.

***

في منتصف الليل ، استيقظ فيكتور على طرق. 

كانت سكارليت نائمة في حضنه. كانت مستقرة ، لكن جسدها الضعيف لا يتحمل البرد ، فتشبثت بدفئه. 

شعر بالراحة و هي تعتمد عليه ، و نام بعمق ، مندهشًا من نومه العميق. نهض ، متألمًا لتركها ، لكنه نزل لأن الأمر يبدو عاجلاً. 

تنفس بعمق ، و فتح الباب ، فوجد إيفان و بالين. 

كان تعبيرهما غامضًا. سأل: “ما الأمر؟”

تبادلا النظرات ، ثم قال إيفان: “جلالته سيلقي بيانًا … وفقًا لمعلومات من وسائل إعلام موالية للملكية …”

تردد ، فأكمل بالين: “جلالته سيتخلى عن العرش لصالحك”

رأى الملك أنه لا أمل ، فاختار تنصيب فيكتور لإنقاذ نفسه. ضحك فيكتور بسخرية: “مجنون”

ارتجف إيفان و بالين ، و سعلا بدلاً من الرد. 

قال إيفان: “يبدو أنهم نشروا الخبر مبكرًا ، فالبحرية و الشرطة مضطربان بشأن استمرار المظاهرات إذا توليتَ العرش”

توقف عند سماع خطوات. 

استدار الثلاثة ، و رأوا سكارليت تفتح الباب. 

حيتهم ، ثم نظرت إلى فيكتور ، الذي وضع يده على جبينها ، و تأفف من حرارتها ، و قال: “إذا أردتِ الحديث ، ادخلي”

“هل يمكنني؟”

“سأتبع قراركِ على أي حال”

نظر إيفان و بالين إليها بحرج. كانت هي الأكثر ارتباكًا ، فأغمضت عينيها: “كيف تترك قرارًا كهذا لمريضة؟”

“لأنه لا يأمرني أحد سواكِ”

“…”

“فكري بهدوء ، القرار لن يعني شيئًا حتى نعرف نوايا الملكية”

كانت حياة فيكتور كلها لتصبح جزءًا من الملكية. اليوم ، كان جواب معنى حياته أمامه. تنهدت سكارليت بعمق ، و نظرت إليه.