كانت أنفاس سكارليت هي المعلومة الوحيدة التي يملكها فيكتور للحكم على مشاعرها. لكنها كانت كموج البحر الذي لا يكشف عن أسراره ، فلم يستطع تمييز إن كانت تتألم ، غاضبة ، أم تبكي.
تساءل: لو كان شخصًا مطيعًا يتبع نصائح الطبيب ، هل كان سيخدعها؟ أم أن خطته لخداعها كانت متغطرسة منذ البداية؟
كان يهتم بشدة بتعبيرها و أنفاسها غير المرئية. لكنه تساءل إن كان بإمكانه الاختفاء من حياتها إلى الأبد. ربما يجدها إن سكر ، فيجب عليه التوقف عن الشرب أيضًا.
أخذت سكارليت العلبة ، صمتت ، ثم ضحكت بحزن: “هل تظنني جاهلة بالأدوية المتعلقة بالعيون؟”
ابتسم فيكتور بسخرية. أعادت العلبة إلى يده: “لدي الدواء الذي استخدمه إيساك. سأحضره لك”
أمسك فيكتور يدها و هي تبتعد: “لستِ الوحيدة ، العديد من رجالي أرادوا استخدام سحر القراصنة ، لكنني رفضتُ مع اعتباره عارًا”
“…”
“لا يمكنني استثناء نفسي”
سحبت سكارليت يدها ، و مسحت دموعها الصامتة ، و تمتمت: “أنت قاسٍ”
“…”
“حقًا ، قاسٍ جدًا …”
ترك فيكتور صوتها خلفه ، و صعد إلى العربة بمساعدة بلايت و السائق. انطلقت العربة ، و أغلق عينيه مستندًا.
أدرك أن سكارليت لن تتراجع عن رأيها بسبب كلام الآخرين. كان عنادها يقلقه.
تخيلها تنظر إليه بعيون حمراء مشتعلة لا يمكن كسرها.
شعر بحرقة في حلقه. أراد رؤية تلك العيون.
***
تكورت سكارليت على سريرها ، غارقة في مشاعر معقدة لا يمكن وصفها. لم يخفف الشتم عن غضبها.
تمتمت: “ما هذا بحق الجحيم؟”
حاولت ربط الأحداث في ذهنها ، لكن دون جدوى.
بعد قليل ، وصل أندري بعد انتهاء عمله. خرجت سكارليت من غرفتها بجسد ثقيل ، و أشارت له. سأل بنزعاج: “لن تخبريني أن لديكِ عملًا لي في هذا الليل؟”
“نعم ، لدي”
“آه ، أنا مرهق”
أمسك أندري رقبته: “ماذا تحتاجين؟”
“هل تتذكر شيرلي؟”
“نعم ، المدمنة على الكحول”
كان الجميع يتذكرونها كمدمنة. أومأت سكارليت: “اشترت كمية هائلة من الدواء الممحي للذاكرة ، حتى بالدين. هل يمكنك معرفة خطتها؟”
“ليس صعبًا ، لكن لمَ وجهكِ هكذا؟”
غطت سكارليت خدها: “من الركض”
“سيغمى على الطبيب ، و الكونت أيضًا”
“…”
شعرت بالإحباط لأنها لم تسمع المزيد عن عيون فيكتور أو يوم الحادث. تمسكت بمقبض الباب لتدعم جسدها الضعيف: “العالم قاسٍ جدًا”
بدلاً من الرد ، وبخها أندري: “لا تتجولي ، ادخلي و ارتاحي. سأتتبع أمر صديقتكِ قريبًا”
“شكرًا”
أومأت سكارليت ، غاضبة و مضطربة. أمسكت بياقة أندري: “ماذا تعرف عن هروب فيكتور؟”
توقف أندري. نظرت إليه: “كم تعرف؟”
بدت بلا حياة ، فعبس أندري. شعر أنها فقدت الثقة بالحاكم و العالم. قال ببرود: “أعرف أكثر من الشائعات الصحفية”
“أخبرني بكل شيء”
رد أندري على مضض: “أعرف صاحب القارب الذي استخدمه لإخفائكما. احتَرَم القائد فأخفى كل شيء”
“و ماذا بعد؟”
“بعد؟”
“كل ما تعرف”
ضحك أندري بسخرية. كان يحتفظ بالمعلومات كحياته ، لكنه وجد نفسه يجيبها بسبب ثقته بها: “خلال غياب المدير ، استجوب الأمير آدام إيرين القائد ، يريد إثبات أنه لم يكن على يوف ذلك اليوم”
“…”
“كان سرًا بحريًا ، لذا أخفاه القائد. هذا السر يتعلق بشرفه و شرف البحارة الذين سكتوا”
صمتت سكارليت ، ثم أومأت: “فهمت”
“يجب أن ترتاحي ، وجهكِ شاحب جدًا”
“نعم ، يجب أن أفعل”
استدارت ، دون حتى إلقاء التحية ، واضح أنها ليست في مزاج لذلك.
***
في الحفل المزدحم ، كان من الصعب تتبع الأيدي العاملة.
نينا هانتر ، عشيقة ولي العهد و أخت هيوغان من الشرطة الملكية ، نظمت حفلًا لجمع تبرعات للإمدادات العسكرية.
كان الحفل يناسب احتياجات النبلاء ، بعضهم حضر لدعم سالانتير ، لكن الأغلبية كانت تخطط للهروب بحجة الإجازة. لكن بما أن سالانتير لم تسقط كما توقعوا ، عاد النبلاء الفارون و ساهموا بتبرعات كبيرة لتبييض سمعتهم.
وظّف الفندق عشرة عمال إضافيين ، و انضمت شيرلي بهوية جديدة قدمتها البحرية. أجابت على أسئلة قليلة ، متذكرة قصة هويتها المزيفة.
ارتفعت التبرعات ، و كان الحفل ناجحًا.
حضر هيوغان هانتر ، الذي أُطلق سراحه بفضل نفوذ عائلته بعد احتجازه في مقر البحرية ، و كان يخطط للانتقام من فيكتور.
لم تعرف شيرلي من ينتقم مِن مَن ، لكنها لم تهتم بعدالة انتقام الآخرين.
لم يتعرف هيوغان على شيرلي المتنكرة في زي رسمي ، و شرب المشروب المقدم دون شك أثناء حديثه عن تشويه سمعة فيكتور.
نهض ولي العهد ، ممسكًا يد نينا ، و قبّلها: “لقد تجاوزت التبرعات توقعاتنا. أحيي وطنيتكم ، و أشيد بعشيقتي التي نظمت هذا. هذا واجب الطبقة العليا”
كادت شيرلي ترمي طبقًا من وقاحته ، لكنها تنفست بعمق و واصلت عملها.
عندما قدمت الطعام لهيوغان مجددًا ، شعر بشيء خاطئ.
عبس بعد تناول فاكهة مشربة ، و أشار لتابع ليصدر أمرًا.
حاولت شيرلي الهروب ، لكن رجاله أمسكوها بسرعة و سحبوها خارجًا.
بقي هيوغان حتى انتهاء خطاب ولي العهد ، ثم خرج.
تنهد: “كنت أعرف أنني رأيتها”
تعرّف عليها بحدسه الشرطي: “كنتِ في مقر البحرية ، أليس كذلك؟”
“نعم ، يعيد البحارة بناء الثقة التي دمرتها سلطتك”
ضحكت شيرلي بجنون ، مما أثار همهمات الضيوف.
سحبها هيوغان إلى زقاق بعيد عن الأنظار: “هل ظننتِ أنكِ ستؤذينني في هذا الحفل؟”
“بالطبع!”
كانت شيرلي متحمسة بشكل مدهش. سأل أحد رجاله: “هل نأخذها إلى المقر؟”
“…”
تذكر هيوغان تهديد شيرلي له بسكين ، و قال: “ألقوها في البحر”
“حاضر ، سيدي”
أمسكوا فمها ليسحبوها إلى العربة ، لكن ظهرت شخصية عند مدخل الزقاق.
لم يخفِ هيوغان دهشته: “الآنسة سكارليت؟”
“لقد مرّ وقتٌ منذ آخر لقاء”
توقف هيوغان و هو يقترب. كانت سكارليت تنظر إليه ببرود بدلاً من ابتسامتها الهادئة التي اعتادها خلال زواجها.
ذكّره تعبيرها بفيكتور على جسر القيادة.
فكّر هيوغان أن الأزواج يتشابهون مهما كانت علاقتهم.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 131"