“أمكِ وأبيكِ يحبّان القلق بشأن ساشا. أنتِ ابنتنا، بعد كلّ شيء.”
“ما زال …”
ولكن ساشا لا تزال غير قادرةٍ على إخفاء مشاعر الاعتذار لديها.
نظرت إليها كيرين بهدوء، وأعطت مثالاً قد يكون من الأسهل على ساشا فهمه.
“هل سيكون من المقبول أن تخفي أمكِ وأبيكِ الأمر عن ساشا عندما نمرض؟”
“لا، لن يكون الأمر مقبولاً.”
للمرّة الأولى، تحدّثت ساشا بوضوحٍ وحزم، بدلاً من التوقّف عن الكلام.
سعدت كيرين لأن ساشا فهمت أخيرًا، وابتسمت بلطف.
“إنه نفس الشيء تمامًا. لذا في المرّة القادمة التي تمرضين فيها، تأكّدي من إخبار أمكِ أو أبيكِ، حسنًا؟”
“حسنًا، إذن يجب على ماما وبابا أن يخبرا ساشا عندما يكونون مريضين أيضًا.”
“هل ستعتنين بنا إذا مرضنا؟”
“نعم، سأعتني بكما.”
كادت كيرين أن تنفجر ضاحكةً عند سماع هذا.
“ماما.”
“نعم؟”
“أحبّكِ.”
“….”
فوجئت كيرين بهذا الاعتراف غير المتوقع، أصبحت عاجزةً عن الكلام للحظة.
لقد وجدت صعوبةً في النظر بعيدًا عن العيون البنفسجية التي كانت تحدّق فيها بحنان.
“ماما تحبّ ساشا أيضًا.”
“نعم …”
“احصلي على قسطٍ جيدٍ من الراحة الآن، وسنعود إلى المنزل غدًا.”
وبينما كانت كيرين تربٌت على كتفها برفق، أغمضت ساشا عينيها ببطءٍ ونامت. لا بد أنها كانت متعبةً لبعض الوقت.
“هاه …”
بعد أن تأكّدت من أن ساشا كانت نائمة، أطلقت كيرين تنهيدةً صغيرة.
كم كان الأمر مؤسفًا ومحزنًا أن الطفلة لم تستطع أن تقول بصدق أنها كانت مريضة عندما كانت كذلك.
الشيء الوحيد المؤسف هو أنها لم تكن ابنتها البيولوجية.
‘إنها جميلةٌ جدًا، ولكنها ليست طفلتي.’
على الرغم من أنها لم تكن ابنتها البيولوجية، إلّا أن كيرين ستحبّها بنفس القدر، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من الشعور ببعض الندم.
وفي تلك اللحظة، سمعت صوتًا خلفها.
“لماذا تستغرقين وقتًا طويلاً؟”
اقترب آريس، الذي كان ينتظر خارج الغرفة، من كيرين وسأل، ثم عندما رأى ساشا مستلقيةً على السرير، سأل بفضول.
“هل ساشا مريضة؟”
“نعم، إنها تعاني من بعض الحمّى، لذا أعتقد أنه من الأفضل أن نغادر غدًا. لقد ذهب فينسنت إلى اجتماع الصلاة على أيّ حال، لذا سيكون من الجيد أن نبقى يومًا آخر. لن يقول أحدٌ شيئًا عن بقائنا يومًا إضافيًا.”
“هذا جيد، ولكن هل يومٌ واحدٌ سيكون كافيًا؟”
“الحمّى ليست مرتفعةً جدًا، لذا يجب أن تكون بخيرٍ بعد أن تنام.”
“حسنًا، دعينا نعطيها بعض أدوية الحمّى أولًا.”
كان دواء الحمّى في غرفة آريس، لذلك ذهبوا إلى هناك معًا.
دخلت كيرين غرفة آريس أولاً وكانت على وشك الوقوف بعد الحصول على دواء الحمّى من الحقيبة عندما حدث ذلك.
فجأة، بدأت الغرفة تدور، وشعرت وكأنها في حالة سُكرٍ بعد شرب كمياتٍ زائدةٍ من الكحول.
‘ماذا يحدث؟’
كلّما حاولت التركيز، أصبحت رؤيتها أكثر ضبابية، لذا هزّت كيرين رأسها بقوّة. لكن عقلها بدأ يشعر بالضبابية بالفعل.
“آريس، أشعر بغرابة …”
مدّت يدها طالبةً المساعدة للوصول إلى الكرسي، لكن لم يكن هناك أيّ ردٍ من آريس.
‘أحمقٌ غير مراعٍ.’
وبينما كانت على وشك توبيخه لعدم مساعدتها، سمعت فجأةً صوتًا قويًا. ذعرت ونظرت إلى أعلى لتجد آريس مُلقًى على السرير، ممسكًا برأسه من الألم.
‘مستحيل …’
كان آريس يعاني من نفس الأعراض التي تعاني منها.
عندما التقت أعينهما، خطرت نفس الفكرة في ذهنيهما في نفس الوقت. ولكن قبل أن يتمكّنا من قول أيّ شيء، فقدا الوعي.
***
‘أوه، رأسي …’
في صباح اليوم التالي، عندما استعادت كيرين أخيرًا بعض وعيها، رفعت نصف جسدها، ممسكةً برأسها.
لقد شعرت وكأنها تعاني من صداع الكحول، على الرغم من أنها لم تشرب.
عندما تمكّنت كيرين بالكاد من النهوض، أدركت متأخرًا أن هناك شيئًا غير طبيعي. ومن الغريب أن مجال رؤيتها بدا أعلى.
ظنّت أنها قد يكون خيالها، فحاولت البحث عن آريس، ولكن بدلًا من آريس، رأت امرأةً تقف هناك.
“مَن أنتِ؟”
“….”
“لماذا تشبهينني؟”
من غير المعقول أن تكون هناك نسخةٌ أخرى منها واقفةً هناك. ظنّت أنها ربما لم تكن مستيقظةً تمامًا، ففركت عينيها ونظرت مرّةً أخرى، لكن الشكل كان لا يزال هناك، واقفًا في نفس المكان.
“إذا كنتِ تحاولين القيام بشيءٍ غريب، فقد قُضِي عليكِ.”
“هذا أنا.”
“ماذا؟”
“قلت، إنه أنا.”
نظرت إليها كيرين بغرابةٍ عند سماع هذا التصريح المفاجئ، وأطلقت المرأة التي تشبه كيرين تنهيدةً عميقةً وأشارت بصمتٍ إلى المرآة.
متسائلةً عما كان يدور حوله هذا، نظرت كيرين في المرآة وتجمّدت.
“ماذا؟ لماذا أنا …”
لم تعكس المرآة شكلها، بل شكل آريس. حتى الطريقة التي انفتح بها فم الشكب المنعكس من المفاجأة كانت هي نفسها تمامًا.
“ثم هل من المحتمل أن تكون آريس؟”
مع تعبيرٍ عن عدم التصديق، شاهدت كيرين المرأة التي تشبهها وهي تهزّ رأسها.
“لقد قمنا بتبديل الأجساد هذه المرّة؟”
ظنّت أنه من حسن الحظ أن الجرعة لم يكن لها أيّ تأثير، ولكن الآن هذا فاجأهم.
“لا تجرؤ على الاستحمام. أقسم، إذا فعلتَ ذلك …”
كانت مصممةً على عدم السماح له برؤية جسدها. ولكن لسببٍ ما، تجنّب آريس النظر إليها، وبدا عليه الانزعاج. وبينما كانت كيرين تنظر إلى آريس بريبة، لاحظت الأزرار غير المتوافقة على الملابس وأطلقت ضحكةً غير مصدّقة.
“لا تخبرني أنكَ رأيتَ ذلك بالفعل؟”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "50"