‘شخصٌ مشابه؟’
ظلّت هذه الكلمات تتردّد في ذهن كيرين، ممّا أزعجها.
“أممم …”
بعد أن شعرت بشخصٍ يقترب منها بحذر، عادت كيرين إلى الواقع وسألت بسرعة.
“هل هناك أيّ طريقةٍ للاتصال بالخارج؟”
“لا … لقد بحثت، لكن لا يوجد شيءٌ يمكننا استخدامه للتواصل.”
“أرى.”
تنهدّت كيرين بهدوء، وخفضت بصرها. على الرغم من خيبة أملها، إلّا أنها لم تكن مندهشة تمامًا، حيث كانت تتوقع هذا إلى حدٍّ ما.
“معذرةً …”
بدا أن الفتاة كانت قلقةً للغاية.
بينما كانت كيرين تنظر إليها باستفهام، تحدّثت الفتاة، غير قادرة على إخفاء انزعاجها.
“هل يمكنكِ إيجاد طريقةٍ للخروج في أقرب وقتٍ ممكن؟”
“بالطبع سأفعل، ولكن هل هناك خطبٌ آخر؟”
“حسنًا …. قالوا إنهم وجدوا شخصًا مشابهًا.”
“…؟”
رمشت كيرين في ارتباك، ولم تفهم. فأوضحت الفتاة.
“إنها تبحث عن شخصٍ مشابهٍ لابنتها.”
التوت شفتا كيرين في ابتسامةٍ ساخرةٍ عند هذه الكلمات. شعرت بالغضب يتصاعد عند التفكير في اختطاف الناس لمثل هذا السبب التافه.
بالكاد تمكّنت كيرين من تهدئة نفسها، وأطلقت تنهيدةً صغيرة.
“حسنًا. سأجد طريقةً وأعود إليكِ في أقرب وقتٍ ممكن.”
“شكرًا لكِ.”
نظرت الشابة إلى كيرين بامتنانٍ حقيقي. وردًّا على ذلك، ربّتت كيرين برفقٍ على كتفها قبل مغادرة الغرفة.
للأسف، كان عليها العودة إلى السجن قبل أن يقبض عليها الحارس.
‘يا لحظي العَثِر.’
مرّةً أخرى، بحثت كيرين عن فرصةٍ لمغادرة الزنزانة، ولكن مع تشديد الأمن مؤخّرًا، لم يكن لديها خيارٌ سوى البقاء.
“سعال، سعال-“
“هل أنتِ بخير؟”
في البداية، لم تفكّر كيرين كثيرًا في الأمر، وافترضت أن ذلك كان بسبب الغبار، لكنها سألت الآن بقلق. ومع ذلك، لوّحت المرأة بيدها رافضة، ممّا أجبرها على الابتسام.
“أنا بخير …”
لكن كيرين لم تكن مقتنعة. مدّت يدها على الفور تلمس جبهة الفتاة وهتفت.
“كيف يمكنكِ أن تكوني بخيرٍ مع مثل هذه الحمّى المرتفعة!”
“حقًا، أنا بخير …”
“لا تتحدّثي، سترهقين نفسكِ أكثر.”
ساعدت كيرين الفتاة في الاستناد إلى الحائط، ثم ذهبت على الفور إلى قضبان الزنزانة.
“مرحبًا! هناك شخصٌ مريضٌ هنا!”
أمسكت بالقضبان بإحكامٍ وصاحت، لكن الحارس ألقى عليها نظرةً فقط قبل استئناف التحديق للأمام. لم يُبدِ أيّ اهتمامٍ على الإطلاق.
“على الأقل أعطِنا بعض أدوية الحمّى! يمكن أن تموت إذا استمرّ هذا!”
على الرغم من توسّلات كيرين اليائسة، ظلّ الحارس غير مستجيب. عندما استمرّت في الصراخ، غادر الحارس، منزعجًا من الضوضاء، الممر.
‘مستحيل …’
خطرت فكرةٌ في ذهن كيرين، ممّا تركها في حالة صدمةٍ حتى النخاع.
‘هل لا يهتمّون إذا مِتنا؟’
بدا الأمر وكأنهم منذ أن وجدوا شخصًا مشابهًا، كانوا يتركون الباقي لمصيرهم.
‘انتظروا حتى أخرج من هنا.’
سوف يندمون على معاملة الناس كما لو كانوا علفًا للوحوش.
وهي تصرّ على أسنانها بغضب، تفحّصت كيرين الممر. لحسن الحظ، لم يكن هناك أحدٌ حولها.
“سأذهب للبحث عن دواءٍ في الخارج. فقط انتظري هنا لفترةٍ أطول قليلاً.”
“أنا آسفة ….”
“ليس الأمر وكأنكِ مرضتِ باختياركِ.”
أخبرتها كيرين أن تبقى ساكنةً وترتاح، ثم استخدمت دبوس الشعر من قبل لفتح باب الزنزانة.
وبما أنها قامت بهذا من قبل، فقد كان من الأسهل الخروج من السجن هذه المرّة.
‘يجب أن أذهب إلى غرفة تلك الفتاة أولاً.’
على أمل العثور على شيءٍ مفيد، توجّهت كيرين نحو غرفة الفتاة التي التقت بها في وقتٍ سابق. لحسن الحظ، لم تقابل أحدًا في الطريق.
عند وصولها إلى الغرفة، ضغطت كيرين بأذنها على الباب. لم يكن هناك صوتٌ من الداخل. اعتقدت كيرين أن الفتاة قد تكون بمفردها، فتحت الباب بعناية. نظرت من خلال الشق، شعرت بالارتياح لرؤية أن المرأة في منتصف العمر من قبل لم تكن هناك.
شعرت كيرين بمزيدٍ من الراحة، ودخلت ببطء.
“هنا …”
لقد رأت شخصًا مستلقيًا على السرير، ربما نائمًا. بينما كانت كيرين تسير ببطء، توقّفت فجأة.
بدا المنظر الخلفي مألوفًا بشكلٍ غريب. مع شعورٍ بعدم التصديق، اقتربت كيرين بحذر.
“مهلاً، أنت …”
بمجرّد أن أكّدت مَن هو، لم تستطع كيرين إلّا أن تضحك في عدم تصديق.
“ماذا حدث لك؟”
خرج هذا قبل أن تتمكّن حتى من سؤاله كيف وصل إلى هنا.
حتى وهو مستلقٍ، كانت قامته الطويلة وبنيتهالجسدية المتناسقة واضحة. يمكنه بالتأكيد أن يبدو مثيرًا للإعجاب حتى بارتداءه زيًّا عاديًّا.
ولكن بدلاً من ذلك، كان يرتدي فستانًا.
“لا، لماذا …”
كانت كيرين مذهولةً للغاية حتى أنها لم تسأل حتى عن سبب ارتدائه فستانًا.
لكن آريس حدّق في كيرين بتعبيرٍ يقول إنه يريد أن يموت في تلك اللحظة.
مع عدم ظهور أيّ علاماتٍ على تحسّن الموقف، قرّر آريس أخيرًا استخدام ملاذه الأخير.
“هل الدواء جاهز؟”
عندما سأل الفارس، مُخفِيًا يأسه، تردّد الفارس.
“هل لا بأس لديكَ بذلك؟”
“إذا لم أكن، هل ستفعل ذلك؟”
عندما سُئِل عمّا إذا كان بإمكانه القيام بذلك، شعر الفارس بالارتباك للحظةٍ وأومأ برأسه بتعبيرٍ مهيب.
“أستطيع أن أفعل ذلك من أجلك، أيّها القائد.”
“انسَ الأمر، لا داعي لفقء عين أيّ شخصٍ بهذا المنظر.”
“ها هي.”
سلّم الفارس الجرعة المعدّة إلى آريس. وبعد أن حدّق فيها للحظة، قَبِلها آريس على مضضٍ بتنهيدةٍ عميقة.
“هاا …”
استمرّت تنهّدات الاستسلام في الهروب من شفتيه.
‘هذا هو آخر شيءٍ أريد القيام به.’
كانت جرعةً تقلّل مؤقتًا من الطول وكتلة الجسم. ونظرًا لقامته الطويلة، كان هناك حدٌّ لمدى انكماشه، ولكن في هذه المرحلة، حتى هذا كان نعمة.
“أيّ نوعٍ من فساتين تفضلّ، سيدي؟”
بدلاً من الإجابة، حدّق آريس في الفارس بصمت. بدا أن نظراته تسأل عمّا إذا كان الفارس يريد حقًا إجابةً على سؤالٍ كهذا.
“اعتذاري.”
بعد اعتذارٍ وجيز، واصل الفارس حديثه، وهو يراقب ردّ فعل آريس بعناية. ذكر أنهم حتى قد استدعوا خادمةً للمساعدة، في حالة الطوارئ.
ظلّ آريس صامتًا. على الرغم من شعوره بالغثيان في معدته، إلّا أنه كان يعلم أنه لكي يبدو أكثر أنوثة، لا يمكنه تجنّب المكياج والملابس المناسبة.
أخيرًا، دفع آريس مشاعره البائسة جانبًا، وأومأ برأسه.
بمجرّد أن أعطى الإذن، دخلت الخادمات الغرفة.
في اللحظة التي التقت فيها أعينهم، شعر آريس بالحاجة إلى الفرار لأوّل مرّةٍ منذ فترةٍ طويلةٍ جدًا.
“لذا انتهى بكَ الأمر هكذا؟”
بعد الاستماع بهدوءٍ إلى القصة بأكملها، نظرت كيرين إلى آريس من أعلى إلى أسفل. يبدو أنه كان يرتدي ملابس امرأةٍ عمدًا ليتمّ اختطافه.
لكن بالنسبة لكيرين، لا يزال آريس يبدو كثيرًا مثل رجلٍ بالغ.
“لقد تلاشى التأثير في الغالب الآن.”
“ما زلتَ تبدو رائعًا، حتى وأنتَ ترتدي مثل هذا.”
لقد كان من العجيب كيف يمكن أن يبدو جذّابًا حتى في فستان.
لكن آريس، الذي اعتقد أن كيرين تسخر منه، عبس بشدّة.
“هل هذا حقًا هو الوقت المناسب لمثل هذه التعليقات؟”
“حسنًا، أعني …”
احتارت كيرين بسبب غضبه عندما كانت تعني ببساطةٍ أنه يبدو جيدًا.
“لماذا لم تتّصلي بي؟ لم تقولي كلمة التنشيط.”
“آه، هذا …”
عند نبرة آريس اللائمة، تردّدت كيرين، وفركت مؤخرة رقبتها.
“نسيتُ ارتداء السوار.”
“لقد أخبرتِني بارتدائه، لكنكِ لم تفعلي؟”
“هل ترتديه حتى؟”
بدلاً من الإجابة، أظهر آريس معصمه. كان على معصمه القوي السوار الواقي الذي أعطته له كيرين، مثبّتًا بدقّة.
“لم أكن أعتقد أنكَ سترتديه بالفعل.”
“هل كان هناك أيّ سببٍ لعدم ارتدائه؟”
“من الجيد رؤيتكَ تتبع التعليمات.”
“ما الذي تتحدّثين عنه؟”
رؤية ابتسامة كيرين بعد كلّ هذا الوقت جعلت آريس يشعر بوخزٍ في زاويةٍ من قلبه. لإخفاء هذا الشعور، تذمّر دون داع.
“أن يتمّ اختطافكِ كالحمقاء. يال الشيء الجيد الذي فعلتيه.”
“كما لو أنه لم يتم اختطافكَ أيضًا.”
“لقد أردتُ أن يتمّ اختطافي عمدًا.”
“إذا كانت هذه هي الحالة، كان يجب أن تنقذني قبل اختطافي.”
عندما رفعت كيرين ذقنها وكأنها تتحدّاه للرّد، قال آريس شيئًا غير متوقّع.
“أعتذر بشأن ذلك.”
كانت كيرين هي التي فوجئت بالاعتذار المباشر.
“حسنًا، أنا … لم أكن أحاول الحصول على اعتذار.”
لم تكن تتوقّع سماع اعتذارٍ من آريس، فخدشت كيرين خدّها بشكلٍ مُحرَج.
“على أيّ حال، ما هي الخطة الآن؟”
“ما هي الخطة؟ لقد أتيتُ لأخذكِ.”
كانت كيرين في حيرةٍ من أمرها.
أطلقت تنهيدةً عميقة، متسائلةً عن سبب تهوّره عندما لم يكن عادةً غير مستعد.
“هذه ليست مشكلةً يمكن حلّها بهذه البساطة …”
وعندما كانت على وشك توبيخه، سمعت خطواتٍ في الممر. على الفور، توقّفت كيرين عن الحديث ونظرت إلى آريس.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل "42"