“كم هذا مسلٍّ. أنتِ حقًا مثيرةٌ للاهتمام كما كنتُ أعتقد.”
“هل هذه مجاملة؟”
“في كاتن، سيُعتبر ذلك مدحًا كبيرًا.”
لم يبدُ الأمر مُطرِبًا بشكلٍ خاص، لكنه لم يبدُ مهينًا أيضًا، لذلك لم توبّخها كيرين أكثر من ذلك.
في تلك اللحظة، كان هناك طرقٌ على الباب. قبل أن تتمكّن كيرين من السؤال عمَّن كان، تحدّث الشخص.
“هذا أنا.”
لقد أوضحت الكلمة البسيطة والصوت المنخفض الهوية دون الحاجة إلى رؤية الشخص.
عندما طلبت منه كيرين الدخول، دخل الشخص الموجود بالخارج دون تردّد.
“ما الذي تفعلينه هنا؟”
كان الزائر بالطبع آريس.
عبس آريس بمجرّد أن رأى كيرين وبيالتي يجلسان مقابل بعضهما البعض. شعرت بيالتي بنظرته التي بدت وكأنها تسأل عن سبب وجودها هنا، فرفعت كتفيها بلا مبالاة.
“آه، لقد أتيتُ لأنني كنتُ فضوليّةً بشأن منافستي في الحب.”
“لابد أن لديكِ الكثير من وقت الفراغ.”
“أنا واثقةٌ من أنني لن أخسر.”
“…..”
“…..”
بعد التحديق في بعضهما البعض بصمتٍ لفترة، كان آريس أوّل مَن نظر بعيدًا، محوّلًا رأسه نحو كيرين.
“لنذهب.”
“إلى أين نذهب؟”
“نحن بحاجةٍ إلى اصطحاب ساشا.”
ظنًّا منه أن بيالتي ستقاطعهم إذا ذهبوا إلى أرض التدريب، خطّط آريس لأخذ ساشا إلى المنزل مبكّرًا.
بينما أشار آريس إليها بالإسراع، نظرت كيرين إلى بيالتي قبل أن تومئ برأسها لآريس.
ولكن بعد ذلك.
“هل من المقبول أن ندعها تتبعنا هكذا؟”
همست كيرين بهدوء، مشيرةً إلى بيالتي التي كانت تتبعهم بعشر خطواتٍ خلفهم. لكن آريس لم يُظهِر أيّ اهتمامٍ بما كان خلفهم.
“فقط اصمتي وتجاهليها. إذا أخبرناها ألّا تتبعنا، فستفعل ذلك أكثر.”
“يبدو أنكَ تعرفها جيدًا. هل كنتما قريبين؟”
“ليس حقًا.”
لقد تحدّث معها فقط أكثر من الأشخاص الآخرين من كاتن، لكنهم لم يكونوا قريبين بشكلٍ خاص.
“إذن لماذا تتقدّم لك؟”
“لديها ذوقٌ غريب.”
“أيّ ذوقٍ غريب؟”
شعرت كيرين بشيءٍ من الشؤم، فعقدت حاجبيها قليلاً، لكن آريس أجابها بلا مبالاة.
“إنها تحبّ الوجوه الجميلة.”
“……”
“لماذا تنظرين إليّ هكذا؟”
“حسنًا … كنتُ أتساءل عمّا إذا كنتَ لا تخجل من قول مثل هذه الأشياء عن نفسك.”
في حين أنه كان من المذهل كيف يمكنه قول مثل هذه الأشياء دون أن يحمرّ خجلاً، من ناحيةٍ أخرى، كان الأمر مفهومًا.
‘إنه رائعٌ بالفعل، على الأقل بما يخصّ مظهره.’
كانت المشكلة أن ‘مظهره’ فقط هو المميّز.
“لكن هل يمكنكَ حقًا أن تسمّي الإعجاب بالوجوه الجميلة غريبًا؟”
كانت الانطباعات الأولى غالبًا مبنيّةٌ على المظهر. البشر، كونهم مخلوقاتٌ بصرية، لا يمكنهم إلّا الحُكم على الآخرين بناءً على مظهرهم إلى حدٍّ ما.
لكن آريس هزّ رأسه بخفّةٍ وأجاب.
“في كاتن، يفضّلون الأشخاص الذين يبدون أقوياء جسديًا أيضًا، لذا يمكن اعتبار ذلك غريبًا.”
“آه …..”
أخيرًا، فهمت كيرين ما يعنيه، فأومأت برأسها ببطء.
كان مظهر آريس كافياً بالتأكيد لجذب انتباه الناس للوهلة الأولى، ولكن مقارنةً بالبُنية الشبيهة بالجبال لشعب كاتن، فقد يبدو حسّاسًا وهشًّا إلى حدٍّ ما.
‘لكن ألا يزال رائعًا؟’
نظرت كيرين خِلسةً إلى آريس من أعلى إلى أسفل.
كان طويل القامة وذو بُنيةٍ جسديّةٍ نحيفةٍ ورشيقةٍ بشكلٍ عام. كانت كتفاه عريضتين بشكلٍ مناسب، ممّا يعطي انطباعًا بالقوّة.
‘بغض النظر عن الطريقة التي أنظر بها إلى الأمر، فأنا أفضّل هذا على مملكة كاتن …’
بمجرّد أن خطرت هذه الفكرة في ذهنها، صفعت كيرين رأسها فجأة. كان الصوت مرتفعًا لدرجة أن آريس، الذي كان يمشي بجانبها، كان مندهشًا.
“ما الخطب؟ لماذا فعلتِ ذلك فجأة؟”
“أنا، لابدّ أنني جننت ….”
“أنتِ مجنونةٌ بالفعل. مَن الذي يضرب رأسه فجأةً بهذه الطريقة؟”
لا يزال مصدومًا، نقر آريس بلسانه لفترةٍ وجيزةٍ قبل فحص جبين كيرين بعناية.
“ما مدى قوّة ضربكِ لنفسكِ بحماقةٍ لدرجة أن جبينكِ بات أحمرًا بالفعل؟”
“كان لديّ سببٌ وجيهٌ للقيام بذلك، حسنًا؟”
“بالتأكيد لديكِ.”
ما الذي قد يكون مهمًّا جدًا لضرب نفسكِ بهذه الطريقة؟
هز آريس رأسه وكأنه لا يملك إجابة، لكنه لم يرفع عينيه عن جبين كيرين. لم يعجبه احمراره بالفعل.
‘لماذا تعامل جسدها بلا مبالاة؟’
بغضّ النظر عن تفكيره في الأمر، لم يفهم تصرّفاتها على الإطلاق. عندما كان على وشك أن يقول شيئًا، وصلوا إلى المنشأة التعليمية حيث كانت ساشا.
عندما أخبروا إستيل أنهم هنا لاستقبال ساشا، سرعان ما ركضت بابتسامةٍ مشرقة. ومع ذلك، قام شخصٌ ما بسدّ طريق ساشا.
“أعتقد أن هذه الطفلة هي ابنتك؟”
تلألأت عينا بيالتي الفضيّتان باهتمامٍ وهي تراقب ساشا.
كانت صغيرة، بالكاد تصل إلى خصر بيالتي، بعينين أرجوانيتين مستديرتين محاطتين برموشٍ طويلة. كان وجهها الأبيض، وهي تنظر إلى الأعلى بينما تعبث بيديها الشبيهتين ببتلات الزهور، مليئًا بالفضول وليس الخوف. كانت جميلةً بشكلٍ ساحرٍ لدرجة أنه يمكن للمرء أن يخطئها بسهولةٍ على أنها دمية.
ولكن فجأة، نشأ في بالها سؤال.
‘هذا غريب.’
مسحت بيالتي ذقنها، ونظرت ذهابًا وإيابًا بين ساشا وآريس، ثم قطّبت حاجبيها.
من الغريب أن الطفلة لم تشبه والدها آريس ولا والدتها كيرين.
لكن هذا الفكر انتهى عند هذا الحد.
“يمكنني أن أنجب لكَ طفلةً أكثر جمالًا ولطافة.”
“…..!”
في تلك اللحظة، بدت كيرين مذهولةً وغطّت أذني ساشا بكلتا يديها.
“لا تستطيعين قول ما هبّ ودبّ أمام طفلة!”
نظرت كيرين إلى بيالتي وكأنها وقحة، لكن تعبير بيالتي لم يتغيّر على الإطلاق.
“هل قلتُ شيئًا غير لائق؟”
“لقد فعلتِ ذلك! وأمام ابنتي!”
“هل هي ابنتكِ حقًا؟”
“ماذا؟”
في مواجهة هذا السؤال الذي يبدو حقيقيًا، شعرت كيرين بارتفاع ضغط دمها.
“كنتِ تقولين كلّ ما تريدين حتى الآن. هل انتهيتِ ممّا لديكِ؟”
“اهدأي.”
“هل أبدو هادئةً بالنسبة لك؟ هل يجب أن أصمت عندما كانت تقول مثل هذه الأشياء غير اللائقة؟”
كانت منزعجةً بالفعل من الاضطرار إلى المبارزة ضد إرادتها بسبب بعض عادات طلب الزواج التي لا تعرفها، والآن لا تستطيع تحمّل بيالتي التي تثير أعصابها باستمرار.
ومع ذلك، ظلّ تعبير بيالتي غير مبالٍ وهي تنظر إلى كيرين. لا، حتى أنها بدت مهتمّة، وكأنها تراقب مخلوقًا فضوليًا.
“أنتِ مثل القطة.”
“ماذا؟”
للحظة، رمشت كيرين، معتقدةً أنها سمعت خطأً، لكن بيالتي استمرّت في التحديق فيها.
انجذبت نظرتها إلى جلد كيرين، الشاحب جدًا لدرجة أنه كان شفّافًا تقريبًا، على النقيض من شعرها الأسود الداكن مثل سماء الليل، وعينيها أكثر احمرارًا من الدم الطازج. وخاصّةً عينيها الحادّتين المقلوبتين ذكّرتا بيالتي بقطةٍ سوداء.
“أفضّل أن أكون زهرةً بدلاً من أن تعاملينني كحيوان.”
“لكن القطط حيواناتٌ لطيفةٌ جدًا، أليس كذلك؟”
“مَن قال إنني أريد أن أبدو لطيفةً في نظرك؟”
كلّما تحدّثوا أكثر، شعرت كيرين بأن أحشائها تتقلّب.
“إذا فزتُ عليكِ، فستعتذرين بشكلٍ صحيح. فهمت؟”
“هل هذا حقًا شيءٌ يجب أن أعتذر عنه؟”
“أستحقّ اعتذارًا، لذا عليكِ الاعتذار!”
عندما رأت بيالتي تمسح ذقنها وكأنها لم تفهم حقًا، ارتفع صوت كيرين لا إراديًا. وبفضل هذا – إذا كان من الممكن أن نسمّيه فضلاً – ارتفع تصميمها على الفوز في هذه المبارزة.
كانت متأكّدةً من ذلك، ولكن …
‘كيف انتهى الأمر على هذا النحو؟’
لهزيمة بيالتي، التي كانت تثير أعصابها، تدرّبت كيرين إلى حدّ الإرهاق مع آريس. حتى أنها حلمت بالتدريب عندما كانت نائمة.
ولكن في يوم المبارزة، وقع حادثٌ غير متوقّعٍ تمامًا.
“هل أنتِ بخير؟”
سألت كيرين بتعبيرٍ يبدو قلقًا. في نهاية نظرتها كانت بيالتي، تمسك بفخذها النازفة في عذاب.
“حسنًا … يمكنني تحمّل ذلك.”
“بالتأكيد يمكنكِ.”
كان من السخيف سماع مثل هذه الكلمات غير المقنعة من شخصٍ يبدو وكأنه يعاني من آلامٍ مُبرحة، لكن كيرين شعرت بالأسف عليها إلى حدٍّ ما.
“كيف وصل الأمر إلى هذا؟”
أطلقت كيرين تنهيدةً ثقيلةً وأرجعت رأسها للخلف. مرّت الأحداث التي وقعت قبل بضع ساعاتٍ فقط في ذهنها.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄ ترجمة: مها انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "16"