“الجميع يتحدث عنك.”
بمجرد انتهاء التدريب، بينما كان آريس جالسًا على الأرض يمسح عرقه بمنشفة، اقترب منه أحد الفرسان حاملاً زجاجة ماء.
على الرغم من أنه لم يكن فضوليًا بشكلٍ خاص، إلا أنه رأى بوضوحٍ أنه يريد منه أن يسأله، فاضطر آريس إلى الكلام على مضض.
“ماذا يقولون؟”
“لقد حصلتَ على امرأة!”
عندما رفع صوته بحماس، شعر آريس بنظرات الفرسان الآخرين تتّجه نحوه. كان واضحًا أنهم جميعًا أرادوا السؤال ولكنهم لم يجرؤوا، والآن كانوا جميعًا يصغون باهتمام.
“وماذا في ذلك؟”
“هل هذا صحيح؟”
على الرغم من نظراتهم المتلهفة التي تحثّه على الإجابة، نظر إليهم آريس بهدوءٍ وأخذ رشفةّ من الماء.
“يا رجل، الآن ليس وقت شرب الماء!”
“هل هذا يهمّكم إلى هذه الدرجة؟”
“بالطبع يهمّنا!”
عندما رأى تعابير وجوههم التي تقول ‘كيف يمكنكَ حتى أن تسأل هذا؟’، بقي آريس صامتًا.
وبينما استمر الصمت، بدأ الفرسان يتجمعون اثنين أو ثلاثة في كل مرة.
“إذن، هل هذه الإشاعة صحيحة؟”
“هل هناك حقًا امرأةٌ مستعدةٌ للخروج مع شخصٍ يملك شخصيةً سيئةً مثلك؟”
“هل حقًا لديكَ حبيبة؟”
“مَن هي؟ مَن يمكن أن تكون!”
الآن كانوا حتى ينقرون على كتفي آريس وهو جالس. وبينما كان يُهَزّ جيئةً وذهابًا بلا مقاومة، ضحك آريس باستنكار.
“مَن الذي تسمونه سيئًا؟”
كان معظم الفرسان شخصياتهم سيئةٌ مثله. الفرق الوحيد هو ما إذا كانوا يخفون ذلك أم لا.
كان من السخيف أن يطلقوا عليه صراحةً لقب ‘سيئ’.
“مَن سيواعدكَ عندما لا تملك شيئًا سوى مظهرك؟”
“حسنًا، لا يمكن لأحدٍ أن ينتقد مظهره على أيّ حال.”
“أرأيت؟ المظهر هو كلّ شيءٍ في هذا العالم.”
عبس آريس بينما كانوا يحدّقون فيه بصراحة.
“لديكم الكثير لتقولوه بينما تستمرّون في التحديق بي.”
لكنه لم يكن منزعجًا بشكلٍ خاص. بينما كان يمسح العرق من عنقه بالمنشفة، استمر التذمّر حوله.
“إذن، هل لديكَ حبيبةٌ أم لا؟”
كان عزمهم على الحصول على إجابة واضحًا.
وقف آريس، ووضع المنشفة على كتفه بلا مبالاة، ونفض الغبار عن ملابسه.
“الإشاعات لا تأتي من لا شيء.”
“ماذا؟ إذن لديكَ شخصٌ ما؟”
“واو، كيف وجد شخصٌ لا يفعل شيئًا سوى التدريب وقتًا لمقابلة امرأة؟”
“نحن منهكون من الانشغال بينما كنتَ أنتَ تواعد؟”
“إذن مَن هي؟”
“نعم، مَن يمكن أن تكون؟”
الآن كانوا يحاولون بإصرارٍ معرفة مَن هي شريكته.
ثم نظر أحد الفرسان إلى آريس بتعبيرٍ متفكّر.
“لا يمكن… هل يمكن أن تكون تلك الساحرة التي تتقاتل معها دائمًا؟”
“…”
وجد آريس نفسه فجأةً عاجزًا عن الكلام. لم يكن يتوقع أن يذكر أحدٌ اسم كيرين.
ولكن لأنه لم يرغب في إنكار ذلك، بقي صامتًا. وقفز الفرسان الآخرون لرفض الفكرة.
“هل أنتَ مجنون؟”
“أضمن لكَ أنها بالتأكيد ليست تلك الساحرة. ألا تتذكّر كيف كانوا يتقاتلون بوحشية؟”
“حقًا. أنتَ عديم الفهم تمامًا. تعلّم كيف تقرأ الجو.”
“آه … أعتذر.”
أطرق الفارس الذي وُبِّخ لكونه عديم الفهم رأسه خجلًا بينما تذمّر الآخرون.
‘أنتَ في الواقع الأكثر فهمًا بينهم.’
غير قادرٍ على كشف الحقيقة، اكتفى آريس بتربيتةٍ على كتف ذلك الفارس قبل أن يغادر. لكن الآخرين ما زالوا يتبعونه.
“على الأقل أخبرنا متى بدأت المواعدة!”
“نعم، متى بدأتم؟”
تجاهل آريس أسئلتهم المستمرة.
وبينما كان على وشك أن يزمجر عليهم بغضب ليوقفهم.
“هل هي جميلة؟”
“نعم، إنها جميلة.”
يا له من سؤالٍ غريب.
عندما نظر إليهم آريس كما لو كان يقول ‘أيّ نوعٍ من الأسئلة هذا؟’، ضحك زميله باستنكارٍ وقهقه مع الفرسان الآخرين. ثم لفت شيءٌ ما انتباههم.
“واو، أنتَ بالفعل ترتدي خواتم متطابقة؟”
عادةً لا يرتدي آريس أيّ إكسسوارات. بالنسبة لشخصٍ يجد حتى زي الفرسان غير مريح، كان الخاتم الفاخر الواضح على إصبعه لافتًا للنظر.
“خاتمٌ من الياقوت؟”
“هذه الأحجار يصعب الحصول عليها.”
“دعنا نرى الخاتم.”
بينما تجمعوا حوله كقطيعٍ من الكلاب ليتفحّصوا يده، شعر آريس بعدم الارتياح وأخفى يده بينما كان يدفعهم بعيدًا.
“ابتعدوا، إنكم مقزّزون.”
تذمّر الفرسان من تعبيره القاسي ودفعِه لهم.
“يا إلهي، تلك المرأة بحاجةٍ إلى معرفة هذه الشخصية الخاصة بك.”
“ألا تتصرّف هكذا معها؟”
“إنها تعرف. ومع ذلك هي تحبّني.”
“أوه، كم هذا مزعج.”
بعد أن أخبرهم بغضب أن يكفّوا عن التعلّق به، ذهب آريس ليغتسل.
‘أتساءل ما إذا كانت تستعد للمهرجان الآن أم تقوم بتجارب.’
لم يكن سعيدًا بشكلٍ خاصٍّ لأنهم جعلوها تساعد في تحضيرات المهرجان بينما كانت مشغولةً بالفعل. وكَرِه بشكلٍ خاصٍّ أن فنسنت كان السبب الرئيسي في ذلك.
وبينما كان على وشك خلع ملابسه الخارجية بغيظ، بقي أحد الفرسان قريبًا منه.
“هل لديكَ شيءٌ لتقوله؟”
عندما نظر إليه آريس كما لو كان يقول ‘أسرِع إذا كان لديك شيء’، عبس الفارس قليلاً.
“أنا هنا فقط لأغتسل أيضًا.”
“جيد.”
على الرغم من أن آريس لم يمنحه نظرةً أخرى، اقترب الفارس أكثر.
“بالمناسبة، هناك إشاعاتٌ حول تلك الساحرة أيضًا.”
“أيّ إشاعات؟”
على الرغم من أنه كان يخطّط لعدم إظهار أيّ رد فعلٍ تجاه أي شيءٍ يقولونه، إلّا أن آريس طرح السؤال قبل أن يتمكن من إيقاف نفسه.
كان هذا عن كيرين، بعد كلّ شيء. قلقًا من أن تكون هناك إشاعاتٌ غريبةٌ عنها، سأل، فأجاب الفارس بفضول.
“يقولون إن تلك الساحرة حصلت على حبيبٍ أيضًا.”
“…”
“أنتَ تعرف كم هي مشهورة، أليس كذلك؟”
باستثناء كونها من عامة الشعب، كانت جميلةً بشكلٍ لافتٍ وموهوبةً بشكلٍ استثنائي، ولديها العديد من المعجبين السريين. ومع ذلك، كان من الصعب الاقتراب منها لأنها نادرًا ما كانت تُرى خارج المختبر وساحة التدريب.
“أعتقد أن الأشخاص الوسيمين ينجحون في المواعدة حتى عندما يكونون مشغولين.”
كتم آريس ابتسامةً بينما همس الفارس بحسد، ورد بـ “هل هكذا الأمر؟”
الشيء المضحك هو أن الأمر ينطبق على آريس أيضًا.
كان من الممتع والمثير للتفكير أنه على الرغم من انتشار نفس الإشاعات حولهما، لم يخطر ببال أحدٍ أنهما قد يكونان شريكين لبعضهما البعض—ربما لأنهما تقاتلا حقًا بتلك الوحشية.
‘بما أن الإشاعات بدأت تنتشر…’
بدأ يفكر ربما في نشرها أكثر قليلاً.
“أعتقد أنني سأتزوج. لا، أنا سأتزوّج بالفعل.”
“ماذا؟”
عندما نظر إليه الفارس في حيرةٍ من هذا الإعلان المفاجئ، ابتسم آريس أكثر إشراقًا من أيّ وقتٍ مضى.
“على الأرجح في الربيع المقبل.”
“تتزوّج؟”
“نعم.”
“من الشخص الذي تواعده الآن؟”
“نعم.”
“…”
حدّق الفارس فيه بذهول، وكأنه لا يستطيع تصديق إيماءة آريس الواثقة. عند رؤية تعبيره، ابتسم آريس بعنجهية قبل أن يذهب ليغتسل. كل ما أراده هو أن ينتهي بسرعة ويذهب لرؤية كيرين.
كان يعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام، ولكن …
“ماذا تفعل؟”
في اللحظة التي رأى فيها كيرين وفينسنت معًا، اقترب بسرعة دون تردد.
بينما تحرّك ليحجب فينسنت، الذي بدا وكأنه على وشك خنقها، ارتسمت على وجهه ابتسامة مريرة عندما رأى الخاتم في يد فينسنت.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل "119"