‘خاتم…’
فكرة أن آريس، من بين جميع الناس، يتجول بين صاغة المجوهرات لشراء خاتم امرأةٍ جعلتها تريد أن تضحك. يمكنها تخيل وجهه القلق وهو يحاول اختيار الخاتم المناسب.
‘آمل أن يكون أزرقًا.’
بينما كانت تستعد لمهرجان الربيع، فكرت كم سيكون جميلًا لو كان الحجر أزرقًا مثل عيني آريس. ظلت تلتقط نفسها وهي تبتسم واضطرت إلى التظاهر بالسعال عدة مرات لإخفاء ذلك.
‘مع ذلك، لديه ذوق جيد.’
كانت متأكدة أنه سيختار خاتمًا سيعجبها.
‘أريد رؤيته قريبًا.”
وبينما كانت تبتسم قليلًا، متسائلة متى سيتقدم بطلب الزواج.
“…”
“…”
أدركت متأخرة أن فينسنت كان يحدق بها منذ مَن يعرف كم من الوقت.
مضطربة، التفتت كيرين إلى الأمام على الفور متظاهرة بالتركيز على العمل. لكن فينسنت اقترب منها ببطء وسألها ببرود.
“لا بد أن شيئًا جيدًا قد حدث.”
“لا شيء خاص.”
على الرغم من محاولتها التظاهر بعدم الاكتراث، إلا أنها لم تستطع منع شفتيها من الارتعاش، مما جعل من الصعب التحكم في تعبيرات وجهها.
“هل أنتِ سعيدة إلى هذا الحد؟”
“ماذا؟”
عندما أمالت رأسها استغرابًا من سؤاله المفاجئ، أطلق فينسنت تنهيدة قصيرة وسألها ببرود.
“هل أنتِ سعيدة جدًا معه؟”
“…”
لا بد أنه كان واضحًا أنها تفكر في أريس.
لفتت عينيها بعدم ارتياح، وعقدت حاجبيها في تظاهرٍ بعدم الرضا.
“ما الذي تتحدث عنه؟”
“هل تحبينه بما يكفي لترغبي في الزواج منه؟”
“فينسنت.”
عندما لاحظت أن صوته يزداد توترًا، نظرت حولها بحذرٍ قبل أن تقاطعه.
“توقف.”
حتى بعد رؤية نظرة التحذير في عينيها، استمر فنسنت:
“إذا لم أكن كاهنًا، هل كان الأمر سيكون مختلفًا؟”
“…”
سكتت كيرين تحت نظراته اليائسة.
لكنها شعرت بالإحباط من تكرار فينسنت لأسئلة ‘ماذا لو’، ومرّرت أصابعها بعنفٍ خلال شعرها.
“لا أستطيع حتى تخيلك لستَ كاهنًا. وحتى لو لم تكن، لن يتغيّر شيء.”
كانت مشاعرها ثابتةً في كلتا الحالتين.
لم تستطع كيرين أن ترى فينسنت أكثر من صديق، الآن أو في أيّ وقتٍ مضى.
“من غير المريح الاستمرار في مناقشة شيءٍ انتهى بالفعل.”
لم تستطع فهم سبب استمراره في الضغط بينما كان ينبغي أن يكونوا قد انتهوا من هذا الأمر.
لكن فنسنت لم يتراجع.
“كنتُ أولًا. كنتُ هنا أولًا.”
للحظة، أمالت كيرين رأسها، غير متفهمة، ثم أطلقت ضحكةً قصيرة.
أدركت أنه يقصد الوقت الذي عرفها فيه قبل أريس.
“إذا كنتَ تحسب بهذه الطريقة، فأريس كان قبلك.”
لم تكن تريد الجدال حول مَن جاء أولًا، ولكن إذا كان لا بد من ذلك، فحتى ذلك ينتمي لآريس.
“تلك الفتاة التي كنتُ أبحث عنها طوال هذا الوقت كانت آريس آرينسيس.”
“…”
يعرف فينسنت جيدًا كم من الوقت كانت تبحث عن آريا. لذا لا يمكنه أن يسيء فهم ما تقوله.
“لذا لنوقف هذا الجدال.”
“…”
“أريد أن نبقى أصدقاء مرتاحين مع بعضنا.”
لكن بعد أن أصبحت الأمور معقدةً هكذا، كان من المستحيل العودة إلى علاقتهما الأصلية.
“ألا تعتقدين أن هذا أناني؟”
“أعلم. لهذا السبب أتفهّمكَ حتى عندما لا ترد على رسائلي، وحتى عندما تتصرّف هكذا.”
“…”
بدا فينسنت مندهشًا، لم يتوقع نقدًا مباشرًا كهذا.
لكن كيرين تظاهرت بعدم الملاحظة وابتعدت.
***
بمجرد انتهاء واجبات الصباح وبدء وقت الراحة، هرعت كيرين مباشرة إلى ساحة التدريب.
المفاجأة أن آريس كان هناك بالفعل، وعندما رآها، أطلق ابتسامةً خبيثةً وأشار لها أن تجلس بجانبه.
عندما جلست بجانبه بشكلٍ طبيعي، مدّ آريس فجأةً كفّه نحوها.
“يدكِ.”
على الرغم من أنها عبست قليلًا عند الطلب الذي بدا وكأنه يطلب من كلبٍ أن يعطيه كفّه، إلّا أنها مدت يدها مطيعة.
كما توقعت، أدخل آريس خاتمًا حول إصبعها البنصر.
“لماذا الخاتم فجأة؟”
عندما تظاهرت بعدم المعرفة، حاول آريس أن يبدو غير مبالٍ.
“أردتُ فقط أن أعطيكِ إياه.”
“هذا كل شيء؟”
“ماذا تحتاجين أكثر؟”
“لا شيء.”
لم تستطع إلّا أن تضحك — هذا يشيه آريس بالضبط.
“انتظر، لماذا ألوان الخواتم مختلفة؟”
بينما كانت تفكر كم هو لطيفٌ أنه أعدّ خاتمًا بحجرٍ أزرق، رفعت صوتها عندما رأت خاتم آريس. على عكس خاتمها، كان خاتمه مرصّعًا بحجرٍ أحمر.
“يقولون إنه إذا تبادل العشاق خواتم بحجارة تطابق لون عيون أحبائهم، فسيحبّون بعضهم إلى الأبد.”
لهذا أعدّ خاتمًا بحجرٍ أزرق لها، وآخر بحجرٍ أحمر لنفسه.
“هذا عاطفيٍّ جدًا.”
“لا تقولي هذا وأنتِ تحبينه.”
“صحيح.”
على الرغم من عدم تبادل أيّ كلماتٍ خاصة، إلا أنها كانت سعيدة فقط لمعرفتها أنه أعدّ الخاتم من أجلها.
لمست كيرين الخاتم برفقٍ بأطراف أصابعها. كانت تريد أن تبتسم باستمرارٍ وكان من الصعب كبح ذلك.
“هذا أوّل خاتمٍ لي.”
“هل كنتِ تخططين للحصول على واحدٍ من شخصٍ آخر؟”
“ليس هذا ما قصدته. أمم …”
عندما رأت آريس يعبس فجأة بشدة، توقفت عن الكلام محرجة قبل أن تبتسم ابتسامة صغيرة.
“لأكون أكثر دقة، هذه أول مرة أمتلك فيها خاتمًا.”
كانت هناك فترة بالكاد تستطيع فيها تحمّل تكلفة الوجبات، ناهيك عن الخواتم. كان من المدهش أنه بعد تلك الأوقات، أصبحت الآن تتلقى خاتمًا جميلًا كهذا من آريس.
“إذن هل يعجبكِ الخاتم؟”
“حسنًا، ليس سيئًا.”
“هل سيقتلكِ قول أنه يعجبكِ؟”
“هناك شيءٌ مهمٌ ناقص.”
“شيءٌ مهم؟”
في مواجهة آريس، الذي لم يفعل سوى أن يرمش بعينيه الزرقاوين وكأنه حقًا لا يعرف، ابتسمت كيرين ببساطة دون أن تقول أي شيء.
أخيرًا أدرك ما تعنيه، غطى أريس وجهه بيديه محرجًا.
“ارحميني من هذا.”
“لكنني أريد أن أسمعه.”
“تعرفين شعوري بالفعل.”
“كيف يمكنني أن أعرف إذا لم تقله؟”
“…”
عندما رأى إصرارها الشديد على سماع ذلك، أطلق أريس تنهيدة قصيرة.
“أنتِ عنيدة حقًا.”
“إذن لن تقوله؟”
“…”
“بسرعة. يجب أن أذهب قريبًا.”
تحت إلحاحها المستمر، خفض آريس رأسه بعد أن خفض عينيه بشكلٍ غير مريح.
“… تزوّجيني.”
“همم؟ لا أسمعك.”
“… تزوّجيني.”
“أعلى قليلًا.”
“تزوّجيني، اللعنة!”
أخيرًا، لم يعد قادرًا على تحمّل نبرتها المزعجة، انفجر آريس بصوتٍ عالٍ.
كان الأمر أشبه بأمرٍ منه أكثر من كونه طلبًا، لكن كيرين ضحكت بصوتٍ عالٍ دون أن تشعر بالإهانة.
“مَن يغضب وهو يطلب الزواج؟”
تساءلت إذا كان هناك أيّ شخصٍ مثله في العالم.
بينما كانت كيرين تنحني من الضحك، مستمتعةً بالموقف المضحك، بدا آريس مُحرَجًا من سلوكه وانكمش على نفسه بينما يغطي وجهه بكلتا يديه.
“هذا مزعج.”
“لكنه كان ممتعًا.”
“قلتُ إنه مزعج.”
“أنا وجدتُه مسلّيًا.”
“حسنًا، أنا لم…”
عند صوته الذي بدا وكأنه على وشك الاختفاء في الأرض، توقفت كيرين أخيرًا عن الضحك واحتضنت رأسه.
“نعم، لنتزوّج.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل "116"