[الأصغر ينقذ العائلة بمفتاح . الحلقة 126]

〔هذه الفتاة الصغيرة التي لا تتعدى حجم حبة الفول، تثير أعصابي في كل مرة !〕  

بينما كانت ليليا تسمع أفكار كونراد الداخلية، دارت عيناها الخضراوان بدهشة.  

كانت قد سمعت أن ثلاثة فرسان بتوجيه من أبيها قد زيفوا الأمر ليبدو كما لو أن أدريان تعرض لهجوم من حيوان بري.  

كانت خطة جيدة لكسب بعض الوقت.  

بالطبع، إذا فُتح ذلك الباب الآن، سينكشف الأمر على الفور.  

“هناك ضيف مهم في غرفة العمل الآن، إذا كنت تريد مقابلة جدي، فسيتعين عليك العودة لاحقا، أنا سانتظر .”  

“سأنتظر أيضًا.”  

عبس كونراد باستياء ثم دخل إلى غرفة الانتظار الصغيرة وجلس على الأريكة الطويلة أمام الطاولة.  

تبعته ليليا إلى الغرفة وفتحت علبة الكوكيز على الطاولة، وأخذت قطعة وأكلتها.  

أزعجه تصرفها، فأشار إليها بإصبعه وقال :  

“بالمناسبة، أنتِ.”  

“نعم؟”  

“قال روبين أنكِ أردتِ مقابلتي.”  

〔هل قصدت بسؤالها عن جدولي الزمني عمدًا لكسب الوقت لتهريب ذلك الصبي؟〕  

أذهلت ليليا من توقعات كونراد.  

‘إنه أذكى مما كنت أعتقد !’

لكن معرفته الآن لن تغير شيئًا.  

“كان لدينا واجب جماعي في دروس الخلافة، ذهبتُ لأسألك عن شيء لم أفهمه، لكنك لم تكن متاحًا أبدًا، لذلك اضطررت للحصول على مساعدة من يوجين في النهاية.”  

تذكر كونراد فجأة أنهما كانا في نفس المجموعة.  

〔إذن هل جاءت حقًا لهذا السبب؟〕

يبدو أنه بالغ في تقدير هذه الفتاة.  

أخذت ليليا قطعة أخرى من الكوكيز ببراءة، وكأنها تستمتع بإزعاجه.  

في تلك اللحظة، فتح إيميت باب غرفة الانتظار، وخرج الدوق وكلاسيد معًا.  

تصلبت تعابير وجههما عندما رأيا كونراد.  

لم يكن قريبًا من كلاسيد أساسًا، لذا لم يهتم، لكن نظرة جده إليه كانت مختلفة بشكل غريب.  

“كونراد، لقد عدت.”  

“نعم، جدي. لقد عدت للتو لأحييك، أحضرت أيضًا الهدية التي أعدها لك الماركيز سييلت.”  

“حسنًا، لقد تعبت.”  

“آه . … جدي، هل تريد أن نتمشى معًا؟ لقد مر وقت طويل.”  

“لا، عد إلى منزلك.”  

كان الأمر واضحًا كطلب للرحيل. 

أدرك كونراد أن الجو لم يعد كما كان، فقرر المغادرة مؤقتًا.  

بعد مغادرته، ساد الصمت للحظة. 

لاحظ كلاسيد فتات الكوكيز على فم ليليا، فأخرج منديلًا ومسحه لها قائلًا:  

“كل شيء على ما يرام؟”  

“نعم، لكن يبدو أن كونراد يشك فيّ قليلًا.”  

“حسنًا.”  

بوجه غير مبالٍ، سأل كلاسيد الدوق.  

كان تركيزهم الآن منصبًا بالكامل على ما يحدث داخل غرفة العمل.  

مع استمرار المقابلة أكثر من المتوقع، بدا أن الإمبراطور يعتبر أدريان ابنه بالفعل.  

كان الدوق يستعد عقليًا وينتظر فقط فتح الباب.  

أخيرًا فُتح الباب. 

كان الإمبراطور يضع يده بحنان على كتف أدريان.  

يد عارية دون قفازات.  

كان المعنى واضحًا.  

ثم خاطب الإمبراطور الجميع في الخارج.  

عندما رفع رأسه، كانت عيناه الزرقاوان تنم عن عزم.  

“لقد وجدت ابني.”  

كان ذلك تأكيدًا، وليس تخمينًا.  

في الحال، ركع الدوق فلاديمير على الأرض.

 ثم خفض رأسه بعمق، ومرر لسانه على شفتيه الجافتين.  

حتى أمام الإمبراطور، كان من النادر أن يركع زعيم عائلة روبرك صاحب السلطة المطلقة.  

ارتبك الإمبراطور كاليور وعبس.  

“لماذا تفعل هذا؟ لماذا . … دوق فلاديمير؟ انهض ! بسرعة !”  

حاول الإمبراطور الإمساك بذراعه لمساعدته على النهوض، لكن الدوق ظل ثابتًا كالصخر.  

على عكس لقب “الساحر”، كان الدوق يتمتع بجسد قوي كالفولاذ، بينما كان الإمبراطور نحيلًا نسبيًا حيث اعتمد فقط على قوة الإيترنال وتدرب فقط على المباراة الأساسية للدفاع عن النفس.  

“كزعيم لعائلة روبيرك ، لا يمكنني الهروب من المسؤولية عما حدث.أنا مستعد لتحمل العقاب كاملًا.”  

“لا . … لا أفهم السبب.”  

بينما كان الإمبراطور في حيرة، نظر الدوق بالتناوب بين وجه الإمبراطور وأدريان، ثم تنهد.  

يبدو أن أدريان لم يخبره بالأمر بعد.  

صرّ الدوق على أسنانه وكأنه يتقيأ الدم.  

“الشخص الذي اختطف الأمير الثاني وحبسه هو ابني، لقد ارتكب جريمة فظيعة بلمس دم العائلة الإمبراطورية الثمين، لذا فإن عائلة روبيرك مستعدة لأي عقاب، ولا شك أن هذا سيترك جرحًا لا يمحى في نفس الأمير، كل هذا بسبب فشلي في تربية ابني.”  

كانت عيناه الحمراوان محتقنتين بالدماء، مما جعلهما أكثر احمرارًا.  

تبع كلاسيد الدوق وركع بهدوء.  

ركعت ليليا بجانبه أيضًا، فغطى الإمبراطور جبينه.  

“. …لماذا تفعلون هذا كله؟”  

لكن كلام الدوق لم يكن أمرًا بسيطًا. 

سأل الإمبراطور أدريان هذه المرة :  

“أدريان، هل ما قاله دوق روبيرك صحيح؟ إذا كان من الصعب عليك الإجابة الآن، يمكنك الانتظار.”  

كان صوته لطيفًا، كي لا يشعره بالضغط.  

فكر أدريان للحظة ثم قال :  

“نصفه صحيح، ونصفه خطأ.”  

“أنا متأكد أنك لا تمزح.”  

“نعم، من الصحيح أن شخصًا يدعى أوستديل اختطفني وحبسني، لكني لا أريد معاقبة عائلة روبيرك.”  

“ولماذا؟”  

“إذا لم ينقذني ليليا والأمير كلاسيد، لما كنت هنا اليوم أقابلك، كما أني لا أمتلك ذكريات عن طفولتي، لا أعرف متى أو كيف اختُطفت.”  

“لا . … ذكريات؟ حتى صورة أمك لا تتذكرها؟”  

عندما سأل الإمبراطور مجددًا، هز أدريان رأسه بضعف.  

“نعم . … لذا إذا أردت تحميل المسؤولية عن اختطافي، فهي ليست على روبرك وحدها، أليس للعائلة الإمبراطورية أيضًا مسؤولية عن فقداني؟”  

ابتلع الإمبراطور كلماته عند سماع أدريان.  

“أنت محق، خطيئتي هي الأكبر، لأنني لم أستطع حمايتك.”  

بدأت ركبتا ليليا تؤلمانها، لكنها تحملت ورفعت يدها قليلًا.  

“بكل وقاحة، سموك ، هل يمكنني قول شيء؟”  

فقط الآن التقت العينان الزرقاوان للإمبراطور بليليا.  

ابنة الأمير كلاسيد، والطفلة التي توسلت إليه سيرنا لتبنيها كأميرة إمبراطورية.  

كانت الفتاة الصغيرة مثل الكتكوت، بعيون تشبه الزبرجد وشعر كحلوى القطن، تشبه سيرنا تمامًا.  

لكن الشعور الذي تنقله كان مختلفًا تمامًا.

 كانت سيرنا الزهرة المثالية للمجتمع الراقي، لكنها أحيانًا بدت كدمية على المسرح. 

بينما كانت هذه الطفلة الصغيرة، حتى بالنظر إليها للحظة، تجذب القلب وتذوب المشاعر.  

أدرك أن هذا الشعور يشبه ما يحس به عند رؤية حيوان صغير.  

انحنت ملامح الإمبراطور بلطف. 

كان دائمًا ضعيفًا أمام الأطفال والضعفاء، لكن هذه الفتاة الصغيرة كانت لطيفة لدرجة أن أيًا كان سيتعمد الابتسام لها.  

“حسنًا، أنتِ ليليا، تكلّمي، بكن عليكِ النهوض أولًا كي أسمعك.”  

“آه . …”  

نظرت ليليا إلى كلاسيد للحظة، غير متأكدة مما يجب فعله، فأومأ موافقًا.  

حاولت النهوض بأدب كأي سيدة نبيلة، لكن ساقيها المخدرتين جعلتا الأمر صعبًا.  

“. … أوه.”  

نهضت بصعوبة، ثم نظرت إلى وجه الإمبراطور.  

كان حقًا رجلًا خلابًا بعينين زرقاوين غامضتين مثل أدريان.  

الآن فقط أصبح الأمر واضحًا.  

أنه والد أدريان بالفعل.  

بينما كان ينظر إلى الاثنين المتطابقين، بدا فحص الأبوة أمرًا غريبًا في هذه المرحلة.  

“حسنًا، ماذا تريدين قوله؟”  

“. أريد دعم كلام أدريان . … أقصد، الأمير الثاني ، أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين القصر الإمبراطوري و روبيرك، لكن … سموك ، أنت لم تعرف بالأمر، أليس كذلك؟”  

هز الإمبراطور رأسه ببطء عند سؤال ليليا.  

“هذا صحيح، اعتقدت أنه مات، حدث ذلك بينما كنت في حملة لاصطياد وحش . …”  

〔لو استطعت العودة إلى ذلك اليوم، كنت سأفضل أن أموت أنا بدلًا من إيفيت وأدريان.〕

سمعت ليليا أفكار الإمبراطور الحزينة.