“آه، أليس الأمر كذلك؟ لكنني حاولت الإمساك بثوبك ومررت يدي من خلاله، يقال إن الأشباح لا تمتلك أقدام.”
ليليا ابتلعت ريقها وهي تحدق في طرف عباءته الطويلة.
رفع ميكائيل عباءته الزرقاء الداكنة بسرعة، وفجأة ظهرت ساقاه سليمتين تماما :
“ماذا ؟!”
ثم جثا ميكائيل على ركبتيه، وابتسم بلطف بعينين جميلتين وقال بصوت هادئ :
“هل ظننتني شبحا يا آنسة ليليا؟ هذه العباءة مسحورة، تصبح شفافة عند لمسها لحمايتي. هاك، جربي لمس يدي.”
كشف عن ساعده ومد يده بلطف.
لمستها ليليا بحذر بأصابعها الصغيرة مثل ورقة القيقب.
بدت كحيوان صغير يلمس الأشياء بحذر، فارتفعت زاوية شفتيه.
لكن سرعان ما خيم ظل حزن على عينيه.
“أنا لم أستطع الموت حتى لو رغبت بذلك، أنا خالد، قضيت وقتا طويلا جدا داخل هذه المكتبة اللامتناهية فقط، الآن، أريد أن أرتاح.”
مر ميكائيل بلسانه على شفتيه الجافتين ثم تابع حديثه بهدوء :
“في الماضي البعيد، تركت لي السيدة أناستازيا وصية بأن أصبح أمينا للمكتبة اللامتناهية وأحرس هذا المكان، كانت معلمتي الوحيدة في السحر ومنقذتي مدى الحياة، علمت أنني إذا أصبحت أمين المكتبة، سأصبح مرتبطاً بهذا المكان وأعيش حياة خالدة، لكنني في البداية ظننت أن حياة جمع المعرفة دون موت ستكون مقبولة، فقررت أن أصبح أمين المكتبة، أقسمت أمام مرآة العهد أن أحرس هذا المكان حتى يأتي المالك الجديد للمكتبة اللامتناهية، لكن مع مرور الوقت، لم يأتِ أحد، لمدة طويلة جداً.”
لا نعرف كم من الوقت مر منذ ذلك الحين، لكن إذا افترضنا أنه منذ عهد أناستازيا، فهذا يعني ألف عام على الأقل.
أن يقضي كل هذا الوقت وحيداً يحرس الكتب في هذا المكان، لابد أنه كان أمراً وحيداً جداً.
كم عانى خلال كل هذا الوقت؟
رغم أنها لم تستطع فهم كل مشاعره، أرادت ليليا أن تقدم له بعض العزاء.
اقتربت منه وربتت على ظهره الواسع بيدها الصغيرة قائلة :
“لا أستطيع أن أتخيل كيف حافظت على هذا المكان وحيداً. كم شعرت بالوحدة.”
لابد أنه وصل لمرحلة تمنى فيها الموت.
“لكنك كنت أمين مكتبة رائعاً ومذهلاً لقد صبرت في اللحظات التي أردت فيها الاستسلام، وحافظت على هذا العالم بصمت، لابد أن السيدة أناستازيا كانت ستفتخر بك.”
“. …”
عندما شعر بلمسة يدها الصغيرة الدافئة تعزيه، انحدرت دمعة على خده دون أن يشعر.
كانت هذه أول كلمات دافئة يسمعها من أحد منذ وقت طويل.
ملأ قلبه شعور غامض لم يستطع إدراكه رغم كل المعرفة التي جمعها في رأسه.
“أتمنى لو يمكنك البقاء، لكن هذا سيكون أنانيا مني، أريد مساعدتك كي لا تعاني بعد الآن.”
“. … شكرا لكِ.”
قررت ليليا أن تدعم خياره.
“بالطبع، عليك كتابة دليل تسليم المهام قبل المغادرة، أليس كذلك؟ أنا مرتبكة بعض الشيء حول كيفية إدارة هذا المكان.”
قالت ليليا وهي تتدلى كتفيها الصغيرتين بقلق.
“عندما تصبحين مالكة المكتبة، ستتبعك الكتب، لا تحتاجين لإدارتها بشكل خاص، أو يمكنك ترك كيكي يحرس هذا المكان.”
عندها هز كيكي رأسه رافضاً بشدة :
” أوه، لا أريد ذلك مطلقا !”
“ماذا؟ صوت كيكي يخرج بشكل طبيعي هنا؟ لماذا لم تتكلم من قبل؟”
“. … لا أعرف.”
بدا أن كيكي شعر بالإحراج من نظراته، فعاد إلى صمته.
“أسمع كيكي يتكلم . …”
بدا ميكائيل مندهشا بينما مد يده نحو كيكي، لكن كيكي أدار ظهره بفظاظة وزحف بسرعة نحو ليليا.
“كن حذرا يا ميكائيل، كيكي يعض الغرباء أحيانا، إذا، هل سأصبح خالدة مثلك؟”
سألت ليليا بقلق.
عندها هز ميكائيل رأسه.
“كلا، سبب حراستي لهذا المكان هو أن السيدة أناستازيا، المالكة السابقة للمكتبة اللامتناهية، فقدت مؤهلاتها بموتها، بعد ذلك، لم يأتِ أحد، والآن جئتِ أنتِ أخيراً.”
“آه . … فهمت، لم يجد أحد المكتبة اللامتناهية منذ ألف عام، لابد أن السيدة أناستازيا لم تتوقع ذلك.”
هز ميكائيل رأسه.
“نعم، كانت تحبني كثيرا، لدرجة أنها رشحتني كخليفة لها في برج السحر.”
“لحظة، برج السحر؟ هل كنت من برج السحر، أو بالأحرى، هل كنت سيد برج السحر؟”
لم تكن تتوقع هذا التطور مطلقا.
“نعم، كان ذلك منذ زمن بعيد جدا، ذلك البرج الآن أصبح أطلالاً.”
عيناه الخضراوان اللتان كانتا ودودتين حتى الآن اشتعلتا فجأة بالظلام :
“برج السحر الحالي فقد وظيفته الأصلية تماماً وسقط في الفساد، لم يعد سوى مجموعة من التجار الجشعين المحتالين، إنه أمر مقزز . …”
قبض ميكائيل على يديه بقوة معبراً عن اشمئزازه منهم.
بدأت ليليا تحك أنفها وهي تفكر كيف يمكنها استمالة هذه الموهبة العظيمة.
‘لدي مفتاح القلب، إذا استطعت زيادة إعجابه بي، ربما أستطيع تغيير رأيه . …’
لكن الغريب أن قلب ميكائيل لم يكن مسموعا.
هل هناك سبب آخر لعدم نجاح مفتاح القلب معه؟
على أي حال، إذا كان ميكائيل يتمتع بالنزاهة والمهارة كسيد لبرج السحر، فقد يغير ذلك الأمور.
يمكنه أن يصبح الشخص الوحيد القادر على هدم برج السحر الحالي وإعادة برج السحر القديم.
إذا تحرر ميكائيل من كونه أمين المكتبة اللامتناهية وأصبح فانيا، هل سيواجه الموت فورا؟
سألته ليليا بحذر.
“امم، ميكائيل.”
“نعم؟”
“إذا غادرت هذا المكان، هل ستصبح فانيا؟ هل . … سنضطر للوداع فورا؟”
“لا أعرف، لا توجد معرفة عن ذلك حتى في المكتبة اللامتناهية.”
“إذاً قد تموت أو لا.”
“نعم، لكن هناك طريقة للموت بالتأكيد، تلك المرآة البرونزية التي مررت عبرها عند دخولك هنا هي أداة السحر العهدية، يجب تدميرها، أريد أن أطلب منك القيام بذلك.”
غيرت ليليا موضوع الحديث :
“امم، هل يمكننا مناقشة ذلك بعد حصولي على المفتاح ؟”
“حسنا، اتبعيني، سأرشدك إلى البوابة الأخيرة.”
بينما كان يسير في المقدمة، رفع قلم الريشة وحركه جانباً، فسمعوا صوتاً مكتوما.
صوت خشخشة.
بدأت رفوف الكتب الضخمة المتراصة تنفتح من الجانبين.
استمر هذا مع كل خطوة.
بعد المشي عبر خمسة ممرات من رفوف الكتب المنقسمة، وصلوا إلى غرفة واسعة.
أنارت شموع بيضاء نقية الغرفة، وكان هناك قمر بدر كبير يطفو خلف النافذة الضخمة في السقف.
كاد يملأ النافذة بأكملها.
بينما كانت مندهشة من المنظر المهيب الجميل، سعل ميكائيل قليلا.
“سأبدأ البوابة الأخيرة الآن.”
“آه ! بهذه السرعة ؟”
عندما رفع ميكائيل قلم الريشة وحركه، بدأت الكتب على الرفوف تطفو ببطء وتتجه نحو ليريا.
حلقت إحداها نحوها بسرعة كبيرة.
“آه !”
أسرعت ليليا بالانبطاح لتتجنبها.
لو بقيت في مكانها، لاصطدمت بها الكتاب.
مع بدء الكتب بالتحليق من كل اتجاه، زحفت ليريا بسرعة تحت الطاولة.
“هذه هي مهمتك : تهدئة كتب المكتبة اللامتناهية الهائجة، مع كيكي.”
بعد أن قال ذلك، قدم قلم الريشة الخاص به إلى ليليا.
“هاك، جربي السيطرة على الكتب بهذا.”
“أليس من غير اللطيف أن تتحول من اللطف إلى هذا فجأة؟”
“يمكنكِ فعلها، حظا موفقا !”
بينما كان يضغط على قبضته ويبتعد ببرود، شعرت ليليا للمرة الأولى أنه مزعج.
بينما كانت الكتب تطارد ليليا، لم تهاجمه هو، فغادر بسهولة.
عندها أغلقت رفوف الكتب المفتوحة مع صوت خشخشة.
تمتمت ليليا بقلق.
“آه، لقد حوصرت بالكامل هنا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"