ارتدى أوسديل رداءً أبيض بدلاً من ملابسه السوداء المعتادة، كما يفعل كلما زار المعبد.
جلس أمام الطاولة المستديرة ينتظر المقابلة، وصلى أمام تمثال الملكة سورييل المتلألئ.
“يا ملكة سورييل الرحيمة، ها أنا خادمك وأوسديل الظل قد أتيت، أطلب منك أن تبعد ضعفي وتنير طريقي بقوة وشجاعة.”
دخلت الكاهنة الكبرى أوفيليا إلى قاعة الاستقبال خلفه.
شعرها الأخضر الطويل يتدلى على ردائها الأبيض الناصع.
“لقد أتيت.”
التفت أوسديل مبتسماً عند سماع صوتها. نهض وقبل ظهر يدها.
“بهاء الملكة يخطف بصري، يا كاهنة الملكة .”
“يبدو أن سبب زيارتك مهم جداً إذا جئت بهذا الإطراء، إذا كانت مشكلة مالية، يمكننا استدعاء الكاهن سيون لمساعدتك.”
كانت هذه أخباراً سارة لأوسديل الذي عانى من مشاكل مالية.
ابتسم أكثر وقال بنعومة :
“كما تتوقعين دائماً ما يدور في ذهني،المال مشكلة، لكن لدي هموم أخرى.”
“وما الذي يزعجك؟”
“إن عصا روبيرك، التي لا تزال أسيرة أشباح الماضي، تسير في الطريق الخطأ.”
كانت “عصا روبيرك” إشارة إلى الدوق فلاديمير.
“لقد فشل في احتضانك بحبه منذ البداية،إذن، تحتاج إلى حكم مقدس لتوجيهه إلى الطريق الصحيح، أليس كذلك؟”
أمسكت أوفيليا بيد أوسديل ونظرت إليه بعينين حزينتين.
تغمقت عينا أوسديل الحمراوتان بالظلام.
“لم يحبني أبي قط، هل ستساعدينني، يا كاهنتي الكبرى؟”
كان من المستحيل خداع الدوق فلاديمير أو مواجهته بالقوة العادية أو السحر.
كانت قوة الحاكم ضرورية هنا.
أومأت أوفيليا برأسها بحماس :
“بالطبع سأساعدك، لكن قوتي المقدسة لم تتعافَ بالكامل بعد، أحتاج إلى طفلة تمتلك قوة مقدسة أقوى، تعلم أن العمر الأدنى لتصبح كاهنة هو أربعة عشر عاماً، أليس كذلك؟”
“هذا ليس صعبا، اتركيه لي.”
التفت أوسديل بعينيه الحمراوتين وخرج من القاعة.
كان من السهل عليه إرسال رجاله إلى دور الأيتام والأحياء الفقيرة للعثور على أطفال يمتلكون القوة المقدسة.
أو حتى “تبني” أطفالاً من معابد أخرى سراً.
كان هذا أسهل من أكل العصيدة بالنسبة لأوسديل الذي أجرى تجارب سحر أسود.
“بما أنني هنا، سأحصل على بعض التمويل من المعبد أيضاً.”
بالنسبة لأوسديل، كانت الكاهنة الكبرى الحالية عديمة الفائدة تقريبا بدون طفلة تمتص قوتها المقدسة ، لكنها كانت لا تزال ضرورية لخطته الكبرى.
بينما كان يتجه إلى مكتب الكاهن الرئيسي بعينين باردة، لمع جهاز اتصاله.
– سيدي أوسديل، أعلن الدوق عن إعادة هيكلة، سيدير كلاسيد الآن البنك السحري وسكك الحديد في العاصمة بالشراكة معك.
توقف أوسديل فوراً عند سماع تقرير مساعده وصك أسنانه غاضبا.
“أه، يبدو أنه يحاول إبعادي ووضع كلاسيد مكاني.”
* * *
تجول أدريان في حدائق روبيرك لأول مرة بمفرده، رغم أن الفارس لوكيو كان يتبعه من بعيد.
تساءل عما حدث له للتو.
قابل رئيس عائلة روبيرك وحصل على وعد بالحماية منه شخصيا.
وكذلك من ليليا وكلاسيد.
لم يكونوا يعدونه بالحماية فقط، بل كانوا يعملون بجد من أجله. كلما زاد امتنانه، شعر بضآلة نفسه.
لكنه الآن كان لديه حلم.
تلك الأمنية التي دعا بها عند رؤيته للنجم الساقط :
“اجعلني قوياً كفاية لأحميها.”
كان يأكل بجدية كما نصحه كلاسيد، لكنه يحتاج إلى أن يصبح أقوى بكثير لينضم إلى فرسان روبرك.
توقف أدريان والتفت إلى لوكيو وسأله :
“سيدي الفارس، كم يجب أن أزن لأصبح متدرباً في الفرسان؟”
أصغى لوكيو جيداً وقال :
“لا يوجد حد أدنى محدد.”
“آه، حقاً؟”
“الأهم هو إظهار إرادتك، إذا أظهرت إرادة قوية، فلن تكون الشروط الجسدية مهمة.”
أومأ أدريان برأسه بفهم عند سماع ذلك.
في تلك اللحظة، رأى ليليا تركض نحوه.
“أدريان ! كنت أبحث عنك في كل مكان ! لوكيو كان معك؟”
“نعم، سيدتي، قيل لي ألا أتركه وحيدا بعد.”
“هذا صحيح، شكرا لك لحراسته.”
ابتسمت ليليا بخجل، فتراجع لوكيو عشرة خطوات.
“لقد قمت بواجبي فقط، بما أنكِ هنا الآن . …”
كان يعطيهما بعض الخصوصية.
عندما التقت عيناه بعيني أدريان، نظر بعيدًا خجلاً.
“. …كنتِ تبحثين عني؟”
“نعم، كنت قلقة بعدما غادرت، هل كان جدي مخيفا جدا؟”
اقتربت منه وهي تبدو قلقة.
“قليلا ، لكن بما أن دوق روبيرك وعد بحمايتي، أشعر بقوة الآن.”
“هذا جيد ! الآن حتى لو عاد كونراد، لن تخاف منه !”
ضحك أدريان عند رؤيتها تتحدث ببراءة.
“لماذا تضحك؟”
“لا أعرف.”
“مهلاً، أقترب . …”
انحنى أدريان عند طلبها.
“نعم؟”
سمع همسة ناعمة في أذنه :
“أخبرك بسري؟”
حدق أدريان في عينيها الحلوة كالعنب ورمش ببطء.
“ماذا؟”
“لكن عليك أن تخبرني بسرك أيضا !”
“هـ . … هنا؟”
“لا، عندما نكون وحدنا فقط ! انظر إلى تلك السحابة، جميلة جدا !”
ركضت ليليا للأمام ونظرت إلى السحابة في السماء.
“نعم . … جميلة جدا.”
ركض خلفها وأمسك بشعرها الوردي الناعم بابتسامة.
* * *
“يوجين، اشرب، بما أنك فاتك وقت الشاي البارحة، عليك شرب كأسين اليوم.”
كان صوت بنجامين أكثر حدة من المعتاد وهو يأمر ابنه.
شعر يوجين بالغثيان مرة أخرى عند رؤية كأس الشاي على الطاولة.
“يمكنك التظاهر بالشرب ثم التخلص منه.”
“ولا داعي لأن تتبع أوامر أبيك، آسفة، لكن ما يفعله العم بنجامين بك ليس تربية صحيحة ولا حباً.”
تذكر كلمات ليليا.
ربما كان يعرف الحقيقة منذ زمن لكنه كان ينكرها. لأنه أراد أن يكون أبوه رجلاً طيباً.
ولكن الوهم قد تحطم.
‘لن أتحمل أكثر من هذا، ليليا.’
ابتسم يوجين ابتسامة مزيفة وأخذ الكأس إلى غرفته.
“حسنا، أبي، سأشربه في غرفتي.”
أغلق الباب وراءه وسكب الشاي من النافذة.
‘لماذا لم أفعل هذا من قبل؟’
كان يرتجف من الخوف والذنب لأول مرة في حياته، لكنه شعر بالتحرر.
وفجأة . …
دق بنجامين الباب وقال بنبرة مشككة :
“يوجين، هل شربت حقاً؟ الكأس القادمة ستكون أمامي.”
“. …؟”
ارتجفت عينا يوجين الحمراوان.
“يوجين ! هل تسمعني؟”
حاول بنجامين فتح الباب بالقوة.
“نعم، لقد شربت الشاي، سأشرب الباقي لاحقا .”
“افتح هذا الباب ! إذا شربت الشاي، يجب أن تتدرب على الاستيقاظ ! ألا تريد أن تصبح أقوى؟”
بدأت ملامح يوجين تتشوه.
“أبي، لست بخير اليوم، أريد الراحة.”
“كيف يمكن أن تكون مريضا بعد شرب الشاي؟ أنت لا تعترض عادة ! يوجين ! يوجين !”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات