” لا ! لا ! لا يمكن”

“إنيشا…. لماذا تخليت عن أخيك …؟”

لقد دخل الأمراء في نوبة من الغضب عند اقتراح أنهم سوف ينامون مع رودجو

التهديد والإقناع وحتى التوسلات

لم يكن الأمر حتى فوضى أمام إينيشا، التي استخدمت كل الوسائل المتاحة لها

“هذا الرجل مجرم شرير أجبرك على الخضوع لتشخيص سحري، إينيشا”

“أجل فكري في الأمر يا جوجول قلت لك انه يستطيع ابتلاعك في لقمة واحدة!”

“إنه مثل الزحف إلى فم أسد مفتوح”

قال هيلارد ذلك بشغف

ومع ذلك، عندما لم تتحرك إينيشا، اقترح روسيل حلاً وسطا

“أم أنك ستنامين مع إخوتك أيضًا؟”

احمر وجه هيلارد عند سماع كلمات روسيل

أبدى هيلارد استياءه الشديد ثم تنهد بعمق

” النوم مع جلالته آه … لكن مع ذلك، من أجل إينيشا”

كان هؤلاء أمراء لم يترددوا في شتم رودجو على الرغم من أنه كان يراقبهم بوضوح أمامه مباشرة

لكن رودجو ابتسم فقط مع زوايا شفتيه الملتوية وتركها وحدها

لقد كان هناك سبب لكل شيء

للمرة الأولى، كان فائزًا بمجرد احتضان إينيشا بين ذراعيه

أراحت إينيشا رأسها على صدر رودجو وأصدرت حكمها

” سأقضي يوما معك لاحقا، لكن اليوم، أنا مع بابا”

لقد كان القرار الحاسم محل مشاعر مختلطة

رودجو، الذي كان فوزه مؤكدًا، قبل خد إينيشا منتصرا

ومع ذلك، وبما أنه كان عليه الاهتمام بشؤون الدولة قريبًا، فقد ترك رودجو إينيشا في رعاية الأمراء

قرر الأمراء إحضار إينيشا إلى القصر الرئيسي بدلاً من رودجو المشغول

إذا قال أن هذا ليس على ما يرام، فإنه سوف يبدأ أعمال شغب حقا، لذلك احتضنت إينيشا نفسها بهدوء بين ذراعي روسيل

كان هيلارد يحمل حذاء إينيشا المخلوع معلقًا في إحدى يديه، بالطبع لم أعرض حمل الأحذية منذ البداية لكنني وعدت بتبديلها مع روسيل في الطريق إلى القصر الرئيسي

توجهت إينيشا إلى القصر الرئيسي برفقة العديد من الخادمات من قصر الأميرة اللاتي سيهتممن بخدمتها

لقد حدث ذلك عندما كنت على وشك الخروج وأنا أثرثر بينما يحملني روسيل

“ما هذا؟”

فركت إينيشا عينيها بيدها متسائلة عما إذا كانت قد رأت شيئا خاطئا

كانت المنطقة المحيطة بقصر الأميرة في حالة خراب

باستثناء غرفة النوم التي نامت فيها إينيشا كان القصر والحديقة في حالة من الفوضى

تدحرجت قطع الحجر المكسورة على الأرض مما أحدث صوتًا خشخشة عندما هبت الرياح في الوقت المناسب

نظرت إينيشا ببطء إلى هيلارد

هيلارد، الذي كان يحظى بالاهتمام، كان يقلب عينيه هنا وهناك، ثم أطلق صافرة بدون سبب و تحدث عن شيء آخر

نقر روسيل لسانه علانية

هل تقول أن هيلارد دمر كل هذا بنفسه؟

بالنسبة لإنيشا، التي ظلت تومض عينيها بسبب هذه الحقيقة التي لا تصدق، قدم روسیل بلطف شرحًا إضافيا

” بفضل تدخلي فقط وصلت الأمور إلى هذا المستوى”

يقال أن هيلارد كان يصدر الكثير من الضوضاء أثناء تدمير قصر الأميرة لدرجة أن روسيل، الذي أصبح حادًا، ضربه فقط بعد أن ضربه روسيل، أصبح هيلارد، الذي كان يركض بجنون مثل الحيوان، قادرًا على استعادة وعيه

لقد عرفت منذ البداية أنه مجنون، لكنه لم يكن مجنونا عاديا

وبينما كانت إينيشا تحدق فيه باهتمام، تمتم هيلارد بعذر

” ……. لا، لذلك”

وفقًا لهيلارد، عندما سقطت إينيشا لأول مرة كان النبلاء ضد قتل كبير السحرة

ولم يكن النبلاء يعلمون أن كبير السحرة قد و عد بأداء القسم الأول

وكان من الطبيعي معارضة القرار، لأن كبير السحرة، الذي لم تكن جريمته مؤكدة حتى الآن، كان يفقد حياته

إذا كان الأمر متعلقا بالأميرة، فمن المحتمل أنه لم يرغب في إرساء سابقة تتمثل في إعدامه بـإجراءات موجزة دون محاكمة مناسبة 

في ذلك الوقت، توافد النبلاء إلى قصر الأميرة، حيث كان رودجو والأمراء يحرسون سرير إينيشا

ثم في اللحظة التي يطلبون فيها مقابلة مع رودجو ويخبرونه بغرضهم

“هل تريد مني أن أنقذك؟”

بدلاً من رودجو، قفز هيلارد مبتسماً

النبلاء الذين تجمعوا ضغطوا أجسادهم بالقرب من بعضهم البعض دون وعي

هيلاد، الذي كان يمشي بثبات، أمال رأسه وسأل أمام النبلاء

“هل أنت أكثر قلقًا بشأن سلامة رئيس السحرة من الأميرة؟”

لم يكن هناك من يستطيع الإجابة

وكان صمتهم بسبب الخوف، ولكن هيلارد اعتبره بمثابة تأكيد

ومن تلك اللحظة بدأ يتصرف كالمجنون

أينما لمس الشيطان الصغير انهار قصر الأميرة

مثل منزل مصنوع من الحلوى، وتطايرت شظايا الحجارة المتناثرة في كل مكان

هبت عاصفة من الرياح حملت معها الغبار الأبيض، فبدأ هيلارد يلعق شفتيه ببطء وهمس

“قلها مرة أخرى”

وكان الذي أنقذ النبلاء الذين كانوا يرتجفون مثل الحيوانات الصغيرة أمام الوحش الشرس هو روسيل، الذي خرج إلى الخارج بسبب الضوضاء 

“لم أكن أعلم أنك تستطيع التصرف بهذه الطريقة لو كنت أعلم، كنت قد غادرت”

قال روسيل وهو ينظر إلى هيلارد بعيون حزينة

رد هیلارد بوجه عابس

“هل كان سيكون الأمر مشابها حتى لو خرجت؟”

” على الأقل لم أدمر قصر صغيرتي إينيشا”

“تشه”

تذمر هيلارد، لكن خطاياه كانت عظيمة لدرجة أنه أبقى فمه مغلقًا

بالنسبة لإنيشا، التي كانت لا تزال في حالة صدمة، عزاها روسيل قائلاً أنه سيستخدم كل الميزانية المخصصة لهيلارد لإصلاح قصر الأميرة

ثم عندما سمعت أن هيلارد سوف يأكل العشب فقط، بدا أن عقلها قد استرخى قليلاً

وضع الأمراء إينيشا بلطف في غرفة رودجو و أعطوها قبلة على كل خد قبل أن يغادروا

شعرت إينيشا، التي غيرت ملابسها إلى ثوب نوم بمساعدة خادمتها فجأة وكأن جسدها أصبح ثقيلاً مثل الحديد

لا أزال لا أشعر بأنني على ما يرام، أعتقد أن السبب في ذلك هو أنني بقيت مستيقظة لفترة طويلة

بمجرد أن وضعت إينيشا رأسها على الوسادة سقطت في نوم عميق

المرة التالية التي استيقظت فيها كانت لتناول العشاء

كنت أرغب في تخطي وجبات الطعام والنوم بعمق، ولكن كان علي أن أتناول أدويتي بسبب اصابتي

لا تزال الكلمات التي مفادها أن مصير الإمبراطورية يعتمد على صحتها ترن في أذنيها

إذا لم أتحسن بسرعة، فإن العديد من الناس سوف يموتون، لذلك تناولت العشاء بعناية وأخذت الدواء من أجل الصالح العام

بعد فحص سريع من قبل الطبيب، عدت إلى السرير بينما كنت أغفو مثل دجاجة مريضة، فجأة أصبح الظلام في الخارج

عاد رودجو إلى غرفة النوم بعد وقت طويل من حلول الظلام في الخارج

كنت أشعر بالملل أثناء قراءة كتاب قصص خيالية أهدته لي إحدى الخادمات في قصر الأميرة

عندما سمعت خطوات سريعة من بعيد

وبعد فترة ليست طويلة، فتح الباب مع صوت نقرة

رودجو، الذي دخل إلى الداخل دون إصدار صوت عبس قليلاً عندما التقت عيناه بعيني إينيشا

كان  يتساءل عما إذا كانت إينيشا، التي كانت نائمة بعمق، قد استيقظت بسببه

” بابا، انتظر دقيقة”

عندما مددت يدي نحوه، بدأ وجه رودجو يسترخي ببطء

بعد الاستفسار بعناية من خادمة قصر الأميرة التي كانت تنتظر في غرفة النوم عن حالة إينيشا اليوم، تم إرسالها للخارج وتم إحضار خادمات القصر الرئيسي

جاءت الخادمات بملابسهن وساعدن رودجو في ارتداء ملابسه

إينيشا التي كانت تشاهد رودجو وهو يخلع ملابسه، هزت رأسها وقالت في نفسها

“آه”

لقد كانت المرة الأولى التي أرى فيها جسد رودجو العاري

كان الجسد نحيفا وعضليًا بدون ذرة من الدهون شرسًا، إن لم يكن شرسًا على الرغم من أن جسده الصلب كان مثاليا

لا أن الندوب الصغيرة التي أضيفت إلى أجواء رودجو الفريدة أعطته شعورًا مخيفا وليس رائعًا إنه سلاح، إنه سلاح

بينما كانت إينيشا تفكر بهذه الطريقة ارتدى رداءه المألوف

ربما لأن جسده كان حارًا، كان يرتدي ملابس خفيفة

ألقى رودجو نظرة على إينيشا، التي كانت ملفوفة ببطانية، ثم اقترب من السرير

ثم قبل الجزء العلوي من رأس إينيشا الذي كان مدفونا في البطانية

كانت إينيشا أصغر بكثير من روردجو بالكاد کانت بحجم قبضة اليد

تمتم رودجو، الذي كان يحملها بين ذراعيه ويقيس حجمها بهدوء

” … إنك صغيرة وضعيفة جدا”

لا، أنا لست ضعيفة أنا أموت من هذه المعاملة غير العادلة، حقا كنت أركل قدمي تحت الأغطية، وأشعر بالظلم الذي لم أتمكن من تفسيره بشكل صحيح

عندما لم يتمكن من التحدث وأصدرت تعبيرا على وجهها، ضحك رودجو

حفر في البطانية، وأخرج إينيشا، ووضعها على بطنه وبينما كنا مستلقين جنبا إلى جنب كان بإمكاني سماع صوت ضربات القلب

إينيشا، التي كانت تستمع بهدوء إلى الصوت النابض، سألت سؤالاً فجأة

“أبي لماذا تحبني؟”

رفع رودجو حاجبيه

أجاب بتعبير جدي ومدروس إلى حد ما

“. يبدو أنه لا يوجد سبب … أنا أيضًا لا أعرف”

ثم لعب مع خدود إينيشا الناعمة وقال

” هل يجب أن أطلب من العلماء أن يكتبوا بحثًا عن سبب كون الأميرة محبوبة جدًا؟”

“….”

شعرت أنه لا ينبغي لي أن أطرح هذا الموضوع بإهمال في المستقبل

وبينما كان الدرس الجديد يترسخ في ذهنها ربت رودجو على ظهرها

” الوقت متأخر لا أشعر أنني بخير هيا ننام”

انتقلت منه حرارة دافئة، لقد أعجبني حقا الشعور الدافئ

تثاءبت إينيشا بعمق، ثم سقطت في نوم عميق بينما كانت مستلقية على وجهها على بطن رودجو

كان رودجو يراقب إينيشا النائمة بنظرة فارغة

ابتسم بهدوء وهو يراقبها وهي نائمة بعمق، وأخيرا نام بعد وقت طويل

***

لقد كان نوماً جميلاً

إنيشا، التي كانت نائمة بسرعة دون أي هم في العالم، رفعت جفونها الثقيلة عند لمسة يد شخص حذرة

كانت هناك يد كبيرة تفرك ظهري بينما كنت أتقلب وأتحرك

” نامي أكثر”

كان الصوت العميق والهادئ هو صوت رودجو

وبدا وكأنه سيذهب في اجتماع الصباح الباكر

لم تتمكن إينيشا من التغلب على النعاس، فدفنت وجهها في البطانية الدافئة مرة أخرى

أصبحت غرفة النوم هادئة إينيشا تركت وحدها في السرير، نائمة على الحد الفاصل بين الواقع والأحلام

ثم فجأة سقطت في نوم عميق و هبت نسمة باردة من مكان ما

لقد نمت بالتأكيد والنوافذ مغلقة بإحكام… هل هذا حلم….؟

سمعت صوت خافت وسط الضباب

” صاحبة السمو”

لو كان أخف قليلاً، لكان الصوت خافتاً جداً لدرجة أنني اعتقدت أنه مجرد نسيم الليل الذي يهبة عبر الأوراق

فتحت إينيشا، التي كانت تكافح في حالة نصف نائمة، عينيها على الرطوبة الباردة التي تلامس خدها في رؤيتي الضبابية، رأيت وجها مألوفًا، رغم أنه غامض

تمتمت إينيشا بصوت نائم

“آه… فراء الذئب …؟”

ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠