Chapters
Comments
- 3 - شريطٌ ورديّ منذ يومين
- 2 - ترحيب روزاريا منذ يومين
- 1 - طائرٌ في عُشِّ الأفعى منذ يومين
- 0 - المقدمة منذ يومين
استمتعوا
كنتُ أَرتَجِفُ بِشِدَّةٍ ولم أستطع الدُّخولَ إلى الماءِ بسهولةٍ.
‘ماذا لو كان الماءُ حارّاً جداً أو بارداً جداً؟’
مَدَدتُ قَدَمي الأماميةَ قليلاً لأختبرَ الماءَ بِرِفقٍ، لكنه كان دافئاً أكثرَ مما تَوَقَّعتُ.
“بِيي! بِيي!”
تَنَفَّستُ الصَّعْداءَ، ودَخَلتُ الماءَ دَفْعةً واحدةً وبدأتُ أَرْفْرِفُ بجناحي.
لا أَدري كم مَضى من الوقتِ منذ آخرِ حَمّامٍ لي.
حينما رَفْرَفْتُ بجناحي، تَشَكَّلَت الأمواجُ من
حولي، وكان شُعوري بالسعادةِ غامِراً.
نَظرَتْ روزاريا إليَّ بابتسامةٍ راضيةٍ
وبدأتْ تَرُشُّ الماءَ على جَسَدي.
“عندما نَنتَهي من الاستحمامِ، هل نَخْرجُ لِلَعِبِ قَليلاً؟”
“بِيي!”
“أعتَقِدُ أنكِ سَتفرَحين كثيراً بهذا، فالزُّهورُ
مُتَفَتِّحةٌ بالكامِلِ الآن.”
مِهْرَجانُ الأزهار!
اِمتلَأتُ حَماساً وبدأتُ أُحرِّكُ قَدَميَّ بِحيَويةٍ.
تَرَقْرَقَ الماءُ مع كل حَرَكَةٍ، وظهرت فُقَاعاتٌ
صغيرةٌ من حولي، مُتناثِرةً كَحَبَّاتِ اللؤلؤ.
نظرَتْ روزاريا بعَينيْنِ مُتَّسِعتين وقالَت:
“يا إِلَهي، قد يُكسر كُلَّ شيءٍ في جسدكِ
الصغيرِ واللطيف بهذه الحركات!”
فورَ سَماعي لِصوتِها المُضطَرِبِ والمليءِ
بالقلقِ، توقَّفْتُ عن الحركةِ فوراً.
شَعَرتُ بِأنَّ الأمورَ قد تَخْرُجُ عن السَّيطرة.
وفي النِّهاية، اِنتهى الحَمّامُ بِجُلوسي هادئةً.
للأسف، قالت إنني لا أزالُ صغيرةً جدًا لاستخدامِ الرَّغوةِ. كُنتُ أَتَمنّى لو كانت مَوجودةً.
لَفُّتني بِمِنشَفَةٍ ناعمةٍ، وكان الشُّعورُ بِلَمساتِها
الحَذِرةِ وهي تُجَفِّفُني مُريحاً جداً.
“بِييي. بِييي.”
خَرَجَ صوتي بِشَكلٍ عَفوي.
“هَلْ تَشْعُرين بالانتعاشِ؟”
“بِيي.”
“لكن ماذا سَتَأكُلُ صغيرتي في الغَداءِ؟ هل
كنتِ تأكُلُين الفاكهةَ فقط؟”
عَبَسَتْ روزاريا عندما نظرَتْ إلى
بَعضِ الفاكهةِ المُتَبقِّيةِ في السَّلَّةِ.
“هذه لن تكون كافيةً لِتَزويدكِ بالعَناصرِ الغِذائية.”
بالتأكيد، الاعتمادُ على الفاكهةِ فقط
لِفترةٍ طَويلةٍ قد يَضُرُّ بِصِحتي.
إذا لم يتم تَوفير البروتين اللازِم، سَيُصبِحُ
نُمُوِّي بَطيئاً بلا شَك.
تَنَهَّدَت روزاريا بعمقٍ وقالت:
“يبدو أنه يَجِبُ إعدادُ طعامٍ مُغذٍّ مَمزوجٍ بِالفيتامينات، وكذلك تَوفيرُ بعضِ الألعابِ والسَّريرِ…سَأطلُبُ ميزانيةً إضافيةً لهذا على الأرجح.”
“بِيب؟”
“ما نَفعُ الغُرفةِ وَحدها؟ يَجِبُ تَوفيرُ كُلِّ ما تحتاجُه صغيرتي لِحياتها اليوميَّة. ثقِ بيّ، يا صَغيرتي.”
… ألن يَتَسَبَّبَ ذلكَ في طَرْدي لِطَلَبي الأموال؟
أليس علينا التوقُّفُ عن هذا؟
نَظَرتُ إليها بقلقٍ، لكنها حمَلَتْني
بين ذِراعَيْها وابتسمَت بِثِقةٍ.
“لا تَقْلَقِ، حَتَّى عائِلَتي لَها تأثيرٌ في هذا القَصر.”
قَبل أن تُغادِر الغُرفة، حَمَلَتْني روزاريا إلى المِرآة.
حينها رَأيتُ إنعكاس طائرًا صغيرًا
أبيضَ وجميلاً يَجلِس بِلُطف.
في تلك اللحظة، رَفَعتُ جَناحي بَرِفقٍ، ثم
حَرَّكتُ قَدَمي.
“بِي بِي!”
‘إنها أَنا!’
عندما أَشَرتُ إلى المِرآةِ وصَرَختُ، أومَأَت روزاريا وأَخرجَت شيئاً من جيبِها.
كان شريطاً وَردياً صغيراً.
“هذه هديةٌ بِمُناسبةِ لِقائِنا الأوَّل يا صغيرتي.”
رَبطَت الشريطَ بِلُطفٍ حول رَقَبَتي بحيث
لا يكون ضَيِّقاً، ثم سَأَلَتني عن رأيي.
لَعِبتُ بطرفِ الشريطِ بِتَرَدُّد، ثم وَضَعتُ وجهي عليه.
“بِي!”
“يَبدو أنكِ تُحبُّينه.”
“بِي!”
“بما أنَّنا انتَهَينا من الاستعداد، دَعْينا نَخرجُ الآن.”
حين خَرَجْنا، بَدا لي الرِّواقُ الرُّخامي مُشرِقاً بنورِ الشَّمسِ المُنسابِ عبر النوافذِ الكبيرة.
‘واو، وكأنَّني في قَصرٍ حقيقي!’
كانت عَينايَ تَجُولانِ في المَكانِ وتلتَقِطانِ أدقَّ التَّفاصيل، وأنا أسمَعُ ضَحَكاتٍ خَفيفةً تَصدُرُ من فَوق.
معَ كُلِّ شيءٍ جديدٍ أراه، كُنتُ أتحرَّكُ بفضول.
أبطأت روزاريا خطواتِها حتَّى أتمكَّنَ من استكشافِ المكانِ بحرِّية.
“بِيبيي!”
“لنذهب إلى هناك، ما رأيُك؟”
رَأيتُ الحَديقة التي تضم نافورةً ضخمةً.
سَنَلعَبُ مع الأزهارِ هناك! سَتكونُ الزُّهورُ
المُتَساقطةُ مثل رَقائقِ الثلج.
القَدَمُ اليُمنى. القَدَمُ اليُسرى. القَدَمُ اليُمنى. القَدَمُ اليُسرى.
كأنني أنا مَن يسيرُ، كنتُ أجرُّ خطواتي، وفجأةً شعرتُ بنسمةٍ مألوفةٍ ولكنها باردةٌ تسري من حولي.
دون وعيٍ، التفتُّ إلى الجهة التي اجتذبت بصري.
هناك كان يقفُ رجلٌ بشعرٍ أسودَ وعينين حمراوين، يحدقُ إليَّ بوجهٍ خالٍ من التعابير.
ابتسمَ ابتسامةً ساخرةً، وكأنه لم يكن يتوقعُ رؤيتي هنا.
سرعان ما تحركتْ شفتاه، ليخرجَ من بينهما صوتٌ بارد.
“قلتُ لكِ افعلي ما تشائين، لكن لم أكن أتوقعُ أن تتجولي في منزلي كما يحلو لكِ.”
كان ذلك هو صوت رئيس العائلة ومالكُ هذا القصر.
بجرأةٍ، خبّأتُ جناحيَّ الممتدَّين إلى الخلف.
كم هو سوءُ حظي أن ألتقي بصاحبِ
المنزل في هذا الوقتِ تحديدًا.
“بّي، بّيّي.”
“لقد أخفتَ صغيرتي.”
“هذا مثيرٌ للسخريةِ.”
“هل أنتِ بخيرٌ، صغيرتي؟”
سألتني روزاريا بقلقٍ، وهي تربتُ عليَّ.
في تلك اللحظة، كان من حسنِ الحظ
أن لديَّ شخصًا أستندُ إليه.
التجأتُ إلى حضنِ روزاريا، بينما كانت نظراتُ صاحبِ المنزلِ الحارقةُ تلاحقني، فاختبأتُ بين ذراعيها، لتطمئنني.
“لا تقلقي، صغيرتي. أنا هنا بجانبكِ.”
“بّي…”
“شريطُكِ الورديُّ قد انحلَّ. سأعيده لكِ.”
يبدو أن الشريطَ قد انحلَّ بينما
كنتُ أتحرك داخل حضنها.
توقفتُ عن الحركة، وسمحتُ لها بإعادةِ ربطِه ليّ.
ثم سرعان ما شدَّت الشريطَ بلطفٍ، ليعودَ الشريطُ الورديُّ إلى مكانه على عنقي.
“ها قد انتهينا!”
“بّي.”
“صغيرتي تبدين لطيفةً للغاية! أليس كذلك، يا سيدي؟”
سألت روزاريا صاحبَ المنزل. حينها نظرتُ إليه من طرفٍ خفيٍّ وأنا ما زلتُ أضعُ الشريطَ على رأسي.
يا ترى، هل يظنُّ هو أيضًا أنني لطيفة؟
فجأةً التقت نظراتُنا.
لم أتوقع أنه كان ينظرُ إليَّ.
فجفلتُ بوضوح.
“بّيّ…”
عندما ظهرتْ علاماتُ الارتباكِ عليَّ، ضاقَ جبينُ صاحبِ المنزل، وعيناهُ تركزتا على الشريطِ الورديِّ المربوطِ على عنقي.
شعرتُ بالحرجِ وابتلعتُ ريقي، في حين أن ردهُ المنتظرُ خرجَ أخيرًا بعد فترةٍ طويلة.
“كلُّ هذه الضجةِ لمجرد شريط.”
***
بدا أن صاحبَ المنزل يكرهني أكثرَ مما توقعت.
إن استمرَّ هذا العداءُ، قد يتمُّ طردي من هنا بالفعل.
“لا تحزني كثيرًا، صغيرتي.”
“بّيّ…بّيّيي.”
“انظري هنا! إنها زهرة!”
رمتْ روزاريا بتلاتِ أزهارٍ متعددةِ الألوان نحو السماءِ.
سقطتِ البتلاتُ برفقٍ، وهي ترفرفُ في الهواء قبل أن تستقرَّ على العشب.
رفعتُ رأسي نحو السماءِ قبل أن أجلس، وأحركُ جناحيَّ برفق. كانت البتلاتُ تملأ المكانَ حولي.
“بّي! بّيّ!”
“جميل، أليس كذلك؟”
“بّييت!”
“حين تكبرين، ستتمكنين من رؤية السماءِ من الأعلى.”
‘وااه. حقًا؟’
أومأتْ روزاريا برأسها وهي تنظرُ إلى عينيَّ المتلألئتين.
“نعم، رغم أنك لا تزالين صغيرة…”
لكن تعابير وجهها أصبحتْ تدريجيًا مريبةً، ثم بدت جادةً.
تقدمتُ نحوها بفضول.
“بّيّ؟”
“يا إلهي، صغيرتي. ماذا نفعل في هذا الموقف…؟”
“…؟”
“لا أستطيعُ تعليمَكِ الطيران. ليس لديّ أجنحة!”
بدتْ روزاريا مصدومةً للغاية.
لكنكِ لستِ طائرًا، هذا طبيعي، أليس كذلك؟ هل كنتِ تخططين لتعليم الطيرانِ أيضًا؟
حاولتُ طمأنتها بأنني لا أمانع، فهزّتْ رأسها.
“كنتُ أودّ تعليمكِ الكثيرَ من الأشياء.”
“…”
“لكن، في هذه الحالة، سأعلّمكِ
على الأقل طريقةَ الصيد.”
ستعلمني الصيد؟
نظرتُ إليها باندهاشٍ. لم يسبق أن علّمني
أحدٌ شيئًا كهذا من قبل.
كانت روزاريا سعيدةً للغاية بفرصة أن تعلّمني.
“طريقة الصيد الخاصة بعائلتنا متميزةٌ، والجميع يتمنى تعلّمَها.”
أريدُ حقًا أن أتعلمها، لكن…
أنا لم يمضِ على ولادتي سوى بضعة أيام، هل يمكنني تعلّم الصيد الآن؟
في تلك اللحظة، غصتُ في التفكيرِ بعمقٍ.
“في حين أن أفرادَ العائلة يتعلمون الصيدَ منذ ولادتهم، سأبذلُ قصارى جهدي لأعلمكِ، صغيرتي.”
“…بّي؟”
رفعتُ رأسي متسائلةً، غير مصدقةٍ لكلماتها.
كيف يمكن لأحدهم أن يعرفَ الصيدَ منذ ولادته؟
يبدو أن السادة هنا مذهلون للغاية. فهذه أمورٌ لا تُكتسب إلا من خلال تعليم الحامي أو بشكلٍ أدق ولي الأمر إذ إن الحامي هو ولي الأمر.
واصلتْ روزاريا الحديثَ وكأنها كانت تحاولُ إيضاح الأمرَ لي.
“نحن نعرفه بالفطرةِ منذ الولادة.”
“بّي، بّييت؟”
“إذا توفرتِ الظروفُ المناسبة، ستكونين قادرةً على ذلك ببراعة.”
‘حقًا يمكن أن يحدث هذا؟’
كانت عزيمةُ روزاريا مشتعلةً وواضحةً للعيان وهي تنطق بكلماتها تلك.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات