Chapters
Comments
- 3 - شريطٌ ورديّ منذ يومين
- 2 - ترحيب روزاريا منذ يومين
- 1 - طائرٌ في عُشِّ الأفعى منذ يومين
- 0 - المقدمة منذ يومين
استمتعوا
هل كان ذلك إذن نَوعًا مِن الإِذن
بالسماح ليّ بالبقاءِ هنا؟
هل يُمكِن أن يَكون باوون بَطيءَ الفَهم إلى هذا الحَد؟
بالنِّسبة لي، بَدا الأَمر غَير مُهمٍّ بما أنَّه كان
شَيئًا جَيّدًا في النِّهاية.
رَفعتُ قَدمي وتَعلَّقتُ بحَبلِ السَّلةِ
المَربوط، مُحاولةً تَفقد الغُرفة.
لَم أتمكن مِن رُؤية الكثير، لكن مِن السَّقف والجُدران وَحدهما كان واضِحًا أن الغُرفة كانت فاخِرةً جِدًّا.
تَذكَّرتُ الرَّجل الذي ناداهُ باوون قبلَ قَليلٍ بـ سَيّدي.
أن يُنادى بِهذا اللَّقبِ يَعني أنَّه يَقودُ
عائلةً، وهذا المَنزل يَخصُّه بلا شَك.
لَحظة…
تَصلَّب جَسدي فجأةً بعدَ أن أدرَكتُ
حَقيقةً هامَّة مُتأخِّرة.
…مالك وسيد هذا المَنزل لا يُحبُّني.
فَقط بِالتفكير في المُحادثةِ التي جَرت بيني وبَين
باوون الآن، كان مِن السَّهل ملاحظةُ ذلك.
كان واضِحًا أنَّ الرَّجل الذي يُدعى ‘سَيّدي’
لم يَكن مُرتاحًا لِفكرة بَقائي هُنا.
سيكون طَردي مَسألةَ وقتٍ فَقط.
ماذا أفعلُ إذن؟
“بِييي…”
غطَّيتُ عَينيَّ، وشعرتُ بأنَّ جَناحيَّ يَبتلَّان.
“هل تبكينَ؟”
سَألني باوون بفضولٍ، بعدما لاحَظ دموعي.
“هل أنتِ جائِعةٌ؟”
“بِي…”
أملتُ رأسي جَانبًا ثُم أومأتُ.
رُبما كُنتُ كذلك فِعلًا.
لَم آكُل شيئًا مُنذُ أن خَرَجتُ مِن البَيضة.
بِمُجردِ أن أدرَكتُ ذلك، أصدَرَت مَعدتي
صَوتًا مُحتاجًا.
بَدا أنَّ باوون يَشعرُ بالارتِباكِ بِشكلٍ غير مُتوقع.
“هممم، الآن بعدَ أن فكَّرتُ في
الأمر، ماذا تأكل الطُّيور؟”
أوه، لا، لَحظة.
“هل تأكُل اللَّحم؟ لا، هذا للطَّيرِ
الجارح، أليسَ كذلك؟”
بدأَ باوون يُتمتمُ، وكأنَّه غارِقٌ في
التَّفكير، بينما ينظرُ إليَّ.
هذا ليسَ جيِّدًا.
لا يجبُ أنّ تَبدو بهَذه النَّظرة وأنتَ تفكّرُ أمامي.
أغلَقتُ مَنقاري بإحكامٍ، وبدأَ الخَوفُ
يَتصاعَدُ في داخِلي.
لا، لا أستطيعُ السَّماحَ له بفتحِ مَنقاري.
وفي اللحظة التي بَلغ فيها خَوفي ذِروته، وتخَيَّلتُ مَشهدًا لَم أكن أَرغبُ في تَصوُّره، فَتحَ باوون فَمه مُجددًا وكأنَّه تَذكرَ شيئًا ما.
“أوه، الحَشرات؟ رُبما تأكلُ الحَشرات.”
لا، لا! بالتَّأكيد لا!
هززتُ رأسي بشدةٍ، مُعبرةً عن رَفضي القاطِع.
حينها ابتَسمَ باوون بِسُخرية، وكأنَّ
نيتَه كانت أن يُمازحني فحسب.
“سأذهبُ لإحضارِ شيءٍ ما بِسُرعةٍ.”
“بِييي! بِيييي! بِي!”
كلا، لا تَذهب! باوون!
نظرتُ إليهِ بيأسٍ وهو يَخرجُ مِن الغُرفة.
ماذا سأفعل لو أحضَرَ ليّ حقًّا حَشراتٍ لآكُلَها؟
انحنيتُ على رُكبتيَّ، ومَدَدتُ يدي.
كانَ جناحيّ القَصيرين يرتجفانِ بأسى.
مِن مُشكلةٍ إلى أُخرى.
بَدا أن مُستقبلي مُظلِمٌ حقًا.
لِحُسنِ الحَظ، ما جَلبه باوون كان فاكهةً صَغيرةً.
كانت الفاكهة الحَمراء تَفوحُ بِرائحةٍ حُلوة.
“لَم أَجد أي مَخلوقاتٍ حَية مثل
الحشرات في الأرض هنا.”
لَم أَفهم كيف يُمكن أن تَكون الأرض خاليةً مِن الحيوانات الحية بل وحتى الحشرات، لكنَّني شَعرتُ بالامتِنان لهذا.
لقد كُنتُ قَلِقةً حقًّا مِن أنَّه سيُحضر لي حَشراتٍ لآكُلها.
“تَفضَّلي.”
“بِيي!”
بدأتُ في التِهامِ الفاكهة واحِدةً تِلو
الأُخرى مِن الوِعاء الصَّغيرِ المُمتلئ.
في البِداية اعتقدتُ أنَّ الأَمرَ سيكونُ صَعبًا، لكن بِمجردِ أن استخدمتُ مَنقاري، لَم يَكن الأَمرُ صَعبًا على الإطلاق.
مَع مَضيِّ الوَقت، اكتَسبتُ بَعضَ المَهارة
وتمكَّنتُ مِن أكْل الفاكهة بِسرعة.
“بِييي بِي.”
شَبِعت.
رَبَّتُّ على بَطني المُمتلئة.
بَعد الأكل، بدأت أشعةُ الشَّمسِ تتسربُ مِن نَافذة
الغُرفة، مما جَعل عَينيَّ تَثقلان شيئًا فشيئًا.
أفضلُ شَيءٍ يُمكن فِعلُه بَعد الأكل هو أخذُ قَيلولةٍ.
كَم مَضى مِن الوقت مُنذ أن أَخذتُ قَيلولةً كهذه؟
كان مِن الرائع أنَّني أستطيع النَّوم
دونَ القَلقِ مِن أيِّ شَيء.
“يَبدو أنَّكِ تَشعرينَ بالنُّعاس.”
“بِي.”
أومأتُ برأسي وجَلستُ على السَّرير.
تثاءَبت، وشَعرتُ بِجَسدي يَهدأُ شيئًا فشيئًا.
بينما كنتُ أتململ، لاحظتُ فجأة أنَّ هُناك عَصيرًا قد التصقَ بِريشاتي البيضاء النَّاعمة.
“بِي؟”
متى حَدث هذا؟
نظرتُ حولي ثُم مسَحتُها بِشكلٍ عَشوائيٍّ على البِطانية.
لكن بدلًا مِن تَنظيفِها، جَعلتُ الوَضعَ أَسوأ.
“…بِيِيِّي!”
بعد أن جربتُ تنظيفَهُ عدةَ مراتٍ دون
جدوى، ركلتُ الغِطاءَ بضيّقٍ.
“أُوه، لا ينبغي أن تفعلي ذلك.”
قال باوون بتوبيخٍ صارمٍ.
هل ينوي توبيخي على سلوكي السيء؟
نظرتُ إليه سريعًا لأستشفَّ ردَّ فعلهِ، فاقتربَ مني.
وعندما تلاقت أعينُنا، قال بجديّةٍ شديدةٍ:
“ماذا لو كسرتِ قدمَكِ؟”
“…”
“لذا لا ينبغي لكِ أن تركلي الغطاءَ بقدمِكِ.”
نظرتُ إلى قدمي بحذرٍ بعد هذا الكلام
الذي لم أستطع تجاهله.
وإذا بقدمي تتحركُ قليلًا.
“…بِيِيِّي.”
انظر، إنها بخيرٌ تمامًا.
أظهرتُ لهُ قدمي.
لقد كانت سليمةً ومتصلةً بشكلٍ جيدٍ.
عليَّ أن أكون أكثرَ حذرًا من الآنَ فصاعدًا.
عندما بسطتُ الغطاءَ بشكلٍ مسطحٍ مرةً أخرى،
ظهرت على وجهِ باوون ملامحُ غريبةٌ.
كأنهُ كانَ يُحاول كتمَ ضحكتِه…
لابد أنني أتخيلُ ذلك بالتأكيد.
وفي تلك اللحظة، نظرتُ إلى الغطاءِ بأسى.
كيف أصبح الغطاءُ الذي لا يحتوي سوى على
القطن مُجردَ خطرٍ يجب الحذرُ منه؟
كنتُ أظن أن الغطاءَ هو أكثر مكانٍ أمانًا في هذا العالم.
“ابتداءً من الغدِ، سيأتي شخصٌ جديدٌ إلى هنا.”
“…؟”
“ستساعدكِ روزاريا في العديد من الأمورِ، لذا عليكِ
أن تستمعي جيّدًا لها.”
أومأتُ برأسي موافقةً.
لم يكن لديَّ سببٌ لرفض من سيقدمُ ليّ المُساعدةَ.
في الواقع، كان الخبرُ مُفرحًا.
هدفي كان أن أنمو بأمانٍ في هذا المنزلِ.
وإذا كان بإمكاني التعلمُ، فآمل أن أبقى هنا لفترةٍ
طويلةٍ حتى أتمكنَ من التحولِ إلى إنسانٍ.
في حياتي السابقةِ، لم أتمكن حتى من تجربةِ
التحولِ قبل أن تنتهي حياتي.
هل يُمكن أكون محظوظةً بما يكفي
لتعلّمَ ذلك من روزاريا؟
***
“مرحبًا، عزيزتي الصغيرة. أنتِ ألطفُ
بكثيرٍ مما سمعتُ! أنا روزاريا.”
في وقتٍ مبكرٍ من الصباحِ، وصلت
روزاريا أسرعَ مما توقعت.
“بِي، بِيِيِّي.”
حييتها بارتباكٍ.
لم أكن أتوقع أن تقتربَ مني بهذه الودّيةِ.
كانت تعاملني بوضوحٍ بحسن نيةٍ.
شعرتُ بالحرجِ من لطفها الزائدِ، ونظرتُ إليها بترددٍ.
لم أكن قد تلقيتُ المساعدةَ حتى من كبارِ عائلتي البالغينَ، فكيف تكون روزاريا، وهي ليست حتى من نفس عائلتي، الشخص الذي سيعتني بيّ جيّدًا هكذا؟
شعرتُ بشعورٍ غريبٍ حيال ذلك.
“يا إلهي، أنتِ مهذبةٌ حقًا. هل كنتِ تحيينني الآن؟”
روزاريا، بشعرها الأحمر المجعدِ وعينيها البنفسجيتين، وضعت يدَها على فمِها متأثرةً من التحية البسيطة التي أظهرتها.
ما الذي جعلها مسرورةً إلى هذا الحد؟
يبدو أنها لم تتلقَ مثل هذه التحيةِ من قبل.
لا أدري ما الذي مرت به، ولكن يبدو
أن كسبَ رضاها سهلٌ للغاية!
استجمعت قواي لأريها المهارةَ التي
أمضيتُ الليلَ أفكّرُ فيها كحلٍ أخيرٍ.
كانت هذه التقنيةُ التي صقلتها لاستمالةِ
أفرادِ العائلةِ جزءًا من طريقتي للبقاء.
“بِيِيِّي. بِيِيِّي!”
التقنيةُ الوحيدةُ المسموحُ بها للأطفالِ الصغارِ.
أطلقتُ على هذه التقنية اسم ‘احمليني من فضلك’.
عندما مددتُ ذراعي وهرولتُ نحوها وانا ارفرف بأجنحتي، أمسكت روزاريا قلبَها بتأثرٍ.
“عزيزتي الصغيرة…لا أصدقُ أن شخصًا لطيفًا مثلكِ ابنةُ رئيس الأسرة البارد. هذا غيرُ معقولٍ حقًا.”
“بِيبي.”
“أوه؟ يبدو أن هناك شيئًا عالقًا على
جسدِك. هل نذهبُ للاغتسالِ أولًا؟”
قالت روزاريا ذلك مشيرةً إلى الأثرِ الذي تركتهُ على جسدي من طعامِ الأمسِ وهي تحاولُ الحفاظَ على تعابيرِ وجهها.
في تلك اللحظة، صعدتُ بحذرٍ على راحةِ يدها.
حيث حان الوقت لأعادة أجنحتي
الناعمةِ والنظيفة كما كانت.
كانت روزاريا تمسكُ بي بيدٍ واحدةٍ خشيةَ أن
أسقطَ، لكنها كانت ترتجفُ بطريقةٍ غريبةٍ.
“كيف تجرأُ أحدُهم على التفكيرِ في إرسالكِ خارجَ هذه الأراضي؟ هاااه، مرَّ وقتٌ طويلٌ ولا أعتقدُ أنني أستطيعُ التحكمَ في قوتي بسبب غضبي بعد الآن.”
…أظن أنني سمعتُ شيئًا خاطئًا.
أليس كذلك؟
نظرتُ خلفي بقلقٍ، فرأيتُ روزاريا
تبتسمُ ابتسامةً عريضةً.
“لا تقلقي، صغيرتي. أنا جيدةٌ في التحكمِ بقوتي. لستُ مثل أولئكَ الذين يستخدمون السيفَ قبلَ الكلماتِ.”
“ربما لهذا السببِ استدعاني
السيدُ باوون للعنايةِ بكِ.”
قالت روزاريا ذلك بفخرٍ.
على النقيضِ منها، شعرتُ بتصلبٍ شديدٍ في جسدي، وكأن شعري يقفُ من ذيلي إلى رأسي.
لقد سمعتُ للتو شيئًا يشعرني بتهديدٍ على حياتي.
أخذتني روزاريا إلى الحمامِ وبدأت تملأُهُ بالماءِ الدافئِ.
“يقولون إنه يجب أن تكونَ المياهُ دافئةً قليلًا
عن حرارةِ الجسمِ لأنكِ ما زلتِ صغيرةً.”
بدا وكأنها تستذكرُ شيئًا قرأته للتو في كتابٍ.
حينها بدأ شعورُ الخوفِ يتسللُ إليّ أكثر فأكثر.
نظرت إليّ روزاريا وابتسمت بابتسامةٍ
مُشرقةٍ على وجهها الجميلِ.
كان أبرزُ سماتِ هذه العائلةِ هو جمالُهم الخارقُ الذي يجعلكَ تنسى الواقعَ للحظةٍ.
كنتُ أحدقُ فيها بغفلةٍ، حتى أعادتني كلماتُها إلى الواقعِ.
“هيا، هل ندخلُ الآن يا صغيرتي؟”
يا إلهي. هل سأكونُ بخيرٍ حقًا؟
فجأةً شعرتُ باشتياقٍ شديدٍ لرؤيةِ السيدِ باوون.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات