Chapters
Comments
- 3 - شريطٌ ورديّ منذ يومين
- 2 - ترحيب روزاريا منذ يومين
- 1 - طائرٌ في عُشِّ الأفعى منذ يومين
- 0 - المقدمة منذ يومين
استمتعوا
عاشت عائلةُ أستروفيل في سلامٍ تام، إلى أن انقلبت الأمورُ رأسًا على عقبٍ في يومٍ واحدٍ.
لقد وقعَ حدثٌ غيرُ مسبوقٍ.
بدأ الأمرُ بظهورِ بيضةٍ غامضةٍ لا يُعرَفُ مصدرُها.
كانت تبدو صغيرةً بشكلٍ غير معقولٍ، وأيضًا غير مكتملةٍ من عدةِ نواحٍ، حتى فُقِسَت البيضةُ وخرجَ منها فرخٌ صغيرٌ يُطلِقُ صوتًا خافتًا.
لم يُعرَفْ كيف تم خلطُ هذه البيضةِ بين بيضِ الثعابين الذي كان مُعَدًّا ليكونَ وريثًا.
باوون، الذي كان مسؤولًا عن البيضِ في ذلكَ الوقتِ، بدأ يتصببُ عرقًا باردًا عند رؤيتهِ لهذا.
“ربما كان شخصٌ ما قد وضعَها كطعامٍ للسادةِ الصغارِ الذين وُلِدوا حديثًا؟”
“هل ترغبُ في أن تُرمى كطعامٍ أيضًا؟”
حينها أجابَ باوون على الفورِ بقولهِ:
“كانت زلةَ لسانٍ يا سيدي.”
ثم تراجعَ إلى الخلفِ على الفورِ، إذ كان يعرفُ أن السيد الذي أمامَهُ قادرٌ تمامًا على تنفيذِ تهديدِه.
كان ذلكَ هو كايد أستروفيل.
كان كايد زعيمَ عائلةِ أستروفيل
وقائدَ جميعِ أفرادِ العائلةِ.
شخصيتُهُ العنيفةُ والقاسيةُ كانت مرادفًا لقوتِهِ الهائلةِ، وكان يُعتَبرُ قائدًا وسيدًا شديدَ القسوةِ والبَطشِ.
كانت هالتُهُ المميزةُ المخيفةُ، وشعرُهُ الأسودُ وعيناهُ الحمراوانِ، تُعدُّ رمزًا لعائلةِ أستروفيل.
على الرغمِ من أن الفرخَ الصغيرَ لم يكن ليُرمى كطعامٍ بالفعلِ، إلا أن باوون كان يعرفُ أن عدمَ الامتثالِ سيؤدي به إلى الهلاكِ، لذلكَ تنحنحَ مُحاولًا تخفيفَ التوترِ.
“لقد فحصتُ الفرخَ لمعرفةِ ما إذا كان قد تلقى الفيروموناتِ من حاميهِ، لكن لم أجدْ أيَّ أثرٍ لذلك.”
“هل تم التخلي عنهُ إذًا؟”
“قد يكونُ ذلكَ احتمالًا واردًا. وإذا لم يكن كذلكَ…”
أكملَ باوون قائلًا بترددٍ:
“ربما لم يعد الحامي الخاص بهذه البيضةِ
قادرًا على رعايةِ الفرخِ.”
في كلتا الحالتينِ، لم يكن هذا خبرًا سارًا للفرخِ
الصغيرِ الذي لم يعدْ له مكانٌ يعودُ إليهِ.
“لقد تبيّن أن نموَّهُ كان بطيئًا بسببِ عدمِ
امتصاصِه الفيروموناتِ بشكلٍ جيدٍ.”
“فهمت.”
“ماذا ستفعلونَ بهِ إذن؟”
نظر كايد إلى السلةِ الموجودةِ على المكتبِ.
الفرخُ الصغيرُ الذي كان موضوعَ الحديثِ، كان مستلقيًا بداخلِها، يغطُّ في نومٍ عميقٍ دونَ أن يدركَ ما يحدثُ حولَه.
لم يكن هناكَ أيُّ قلقٍ يساورهُ، ولم يكن
يعلمُ ما ينتظرُه في المستقبلِ.
غيابُ الحامي بالنسبةِ للفرخِ الذي
وُلِدَ حديثًا يعني الموتَ.
في حالِ اكتشافِه من قبلِ عائلةٍ أخرى، ربما كان سيتمُّ حمايتُه حتى يبلغَ، لكن هنا، في عائلةِ أستروفيل، لم يكن ذلكَ الحالُ.
“اتركْه في الخارجِ، بعيدًا عن أراضينا.”
“حاضر.”
وبينما كان باوون يهمُّ بتنفيذِ الأمرِ، ظهر
فجأةً رأسٌ صغيرٌ من داخلِ السلةِ.
“صوص؟”
استيقظ الفرخُ الصغيرُ.
وبدا أنه يحاولُ أن يفهمَ ما يحدثُ
حولَه، وهو يميلُ برأسِه يمينًا ويسارًا.
كانت جناحاهُ الصغيرانِ يهتزانِ بشكلٍ غيرِ متناسقٍ، مما يظهرُ أنه لم يكتسبْ السيطرةَ الكاملةَ عليهما بعدُ.
ثم فجأةً، نظرَ إلى جناحيهِ برعبٍ، ولم
يعرفْ كيف يتصرفُ.
عندها تقلَّصَ جبينُ كايد بتجهمٍ.
“كانت البيضةُ صغيرةً، ويبدو أن رأسهُ
أيضًا به مشكلةٌ.”
“…لكن رغمَ ذلكَ، يبدو لطيفًا.”
“هذا هراءٌ لا داعيَ له.”
“هل تريدني حقًا أن أتخلصَ منه؟ إذا رُمِيَ خارجَ حدودِ أراضينا، سيُفتَرسُ على الفورِ.”
حينها قال كايد بنبرةٍ حادةٍ:
“هل تظنُّ أنني أريدُ أن أربيَهُ هنا في عائلتي؟”
انتشر الفيرومون الخطيرُ من كايد، مما جعل باوون يتراجعُ خطوةً إلى الخلفِ بوجهٍ مضطربٍ.
في هذهِ اللحظةِ، بدأ الفرخُ الصغيرُ يرتجفُ من الخوفِ، محاولًا الاختباءَ داخلَ السلةِ وهو يُطلِقُ أصواتًا مُرتعشةً.
عندما رأى كايد ذلكَ، توقَّف فجأةً، وسحب
الفيروموناتِ التي أطلقها.
نظر إلى الفرخُ الصغيرُ الذي بدأ في البُكاءِ بشكلٍ مُحزنٍ، كما لو كان يبحثُ بشدةٍ عن مَن يحميه.
أخذَ كايد يلمسُ جبينَهُ بإصبعِه، مفكرًا.
من المعروفِ أن الفراخَ تعتمدُ على من يزوِّدُها بالفيروموناتِ عندَ ولادتِها كحامي لها.
وعلى الرغمِ من أنه كان خائفًا، إلا أن الفرخَ
كان يحدقُ في كايد، ويبكي بحرقةٍ.
بذلكَ، أشاحَ كايد بيدِه قائلاً:
“افعلْ ما تريد، باوون.”
***
ما الذي يَحدُثُ هُنا بحقِّ السَّماءِ؟
لَم أستَطِع أن أُصدِّق ما حدَثَ ليّ حتَّى الآن.
هَل يُمكِنُ أنَّني أحلُمُ الآن؟
فَرَكتُ عَينَيَّ في حَيرةٍ، ولَكنَّ عِندما وَجَدتُ أنَّ
الوَضعَ لا يَزالُ كما هُوَ، أملت رأسي في تَساؤُلٍ.
‘كَيْفَ ما زِلتُ على قَيدِ الحَياة؟’
في الأصلِ، كُنتُ طفلةً صغيرةً من ذَوي الدَّمِ المُختَلِط، أعيشُ وَحيدةً في مِنطَقةٍ صغيرةٍ في الشَّرق.
لَم أكن أَعرِفُ مَن أنا.
كُلُّ ما كُنتُ أعرِفُهُ أنَّني أستطيعُ
المَشيَ على أَربَعٍ ولَديَّ ذَيلٌ.
لَم يُخبِرنِي أَحدٌ مَن أكونُ بِسَبَبِ غيابِ الحامِي.
لَم يَكُن من الغريبِ أن تَعيشَ طفلةٌ صغيرةٌ من
ذَوي الدَّمِ المُختَلِط وَحيدةً في الشَّرق.
كانَت العائِلاتُ القَويَّةُ تَتَنافَسُ بِشِدَّةٍ على الأراضي، ولذلِكَ كانَت رِياحُ المَوتِ تَهبُّ دائِمًا في الشَّرق.
أثناءَ مُحاوَلَتي البقاءَ على قَيدِ الحياةِ بِشِقِّ الأنفُسِ، كانَت آخِرَ ذِكرى لَدَيَّ هي مُطاردةُ وَحشٍ مُفتَرِسٍ ليّ.
كُنتُ أعتَقِدُ بالطَّبعِ أنَّني لَن أتمكَّنَ من
النَّجاة، ولكن ها أنا أتنفَّسُ وأعيشُ.
وعلاوةً على ذلِك، عِندَما فَتحتُ عَينَيَّ
وجَدتُ نَفسِي قد تَحوَّلتُ إلى طائرٍ.
طائرٍ؟! أنا طائرٌ!
لَم أتمكَّن من الخُروجِ من حالةِ الصَّدمَةِ، وحاوَلتُ تَغطِيَةَ عَينَيَّ، ولكنَّني رأيتُ جَناحَينِ صغيرَينِ ومُمتلِئَين أمامي.
“بِيب!!”
هذا لا يُمكِنُ أن يكونَ صحيحًا!
هَزَزتُ رأسي بِقُوَّةٍ.
في البِدايَةِ، لَم أُصدِّق ذلِك، ولكن كانَ
من الواضِحِ أنَّني أملِكُ جَناحَين.
دَفَنتُ وجهي في البِطَّانِيَّةِ لأَهرُبَ من الواقِع.
كادَت النُّعومَةُ للبطانيةِ أن تُنسيني كُلَّ شيءٍ، ولكنَّني
استَعدتُ تركيزي بِسُرعَةٍ.
ما الذي يَحدُثُ هُنا فجأةً؟
نَظَرتُ حَولي بِقَلقٍ.
لَم يُخبِرنِي أَحدٌ بما يَجري.
وعلاوةً على ذلِك…
“هَل يَنوي حَقًّا تَربيَتَها في عائلتِنا؟”
حَتَّى لَو كانَت طائرًا، أنْ تُدعَى
بِـ’ذلِكَ الشيء’ فهذا قاسٍ جِدًّا.
بُوف.
أطلَقتُ تنهيدةً وسَقَطتُ أرضًا.
لقد مَرَرتُ بِالكَثيرِ في لَحظَةٍ قَصيرةٍ.
لَم أستَيقِظْ من النَّومِ مُنذُ فَترةٍ
طويلةٍ وكُنتُ بِالفعلِ مُنهَكةً.
دلانغ دلانغ.
استَلقَيتُ في السَّلَّةِ المُتأرجِحَةِ ونَظَرتُ
إلى الرَّجُلِ الذي يُدعَى باوْون.
‘إلى أينَ يَأخُذُني؟’
هل يُمكِنُ أنْ يَكونَ يَنوي حَقًّا التَّخلُّصَ
مِنِّي خَارِجَ الأراضي؟
لَم تَكُن لَدَيَّ أَيُّ فُرصَةٍ لِلبقاءِ على قَيدِ
الحياةِ بِمُفرَدي في هذا الجَسَدِ.
كُنتُ حَزينةً حقًا لِفِكرةِ أنْ أكونَ وَحيدةً
مَرَّةً أُخرى مُنذُ وِلادَتي.
يَبدو أنَّني سَأظَلُّ وَحيدةً في هذه الحَياةِ أَيضًا.
شَعَرَ باوون بِالنَّظرَةِ الثَّاقِبَةِ والتَفَتَ ليّ
بِنواظِرِهِ الزَّرقاءِ الفاتِحَةِ.
“لِماذا تَنظُرُ هَكذا؟”
“بِيب. بِيب. بِييييي.”
“لا أَفهَمُ ما تَقولُه.”
“بِيبي. بِيييي!”
“إذا اكتَشفَ أَحدٌ وُجودَ طائرٍ هُنا، قد
يَأتِي لِالتِقاطِك وبلعكَ، رُبَّما ثُعبانٌ مثلي…”
هُمم.
غطَّيتُ فَمِي بِجناحَيَّ القَصيرَين عند سماعي لهذا.
انكمَشتُ ونَظَرتُ حَولي بينما باوون
اقتربَ بوجهِهِ من السَّلَّةِ.
“أمرٌ غَريبٌ حَقًّا. يَبدو أنَّك تَفهَمُ ما أقول.”
حَدَّقت عَينَاه الزَّرقاوَتان بيّ عَمودِيًّا.
حينها أغمَضتُ عَينَيَّ بِإحكامٍ.
‘يا إلهِي. هل هو حَقًّا ثُعبان؟’
أنا طائرٌ، وباوون يَبدو أنَّهُ ثُعبان.
الطائرُ يَخشَى الثُّعبان، لِذا كانَ جَسَدِي كُلُّهُ مُتَوتِّرًا.
“كُنتُ أَمزَح.”
“بِيب. بِييي…؟”
“لَن أشعُرَ بِالشَّبَعِ على أَيِّ حال.”
قالَ باوون ذلك بِخِفَّةٍ. مما جعلني أتَنَفَّسُ بِارتِياحٍ.
بعدما تَحوَّلت إلى طائرٍ، يَبدو أنَّ
كُلَّ شيءٍ جَديدٌ عليها حقًا.
الآن، عَلَيَّ أنْ أَقلَقَ مِن أنْ يُلتَهمنِي
ثُعبانٌ بعدَ وِلادَتِي مُباشَرَةً.
كانَ وَضعِي بائِسًا حقًا.
كُنتُ أَنظُرُ بِأَسًى إلى قاعِ السَّلَّةِ
عِندما تَوقَّفَ باوون عن السَّيرِ.
“هذا هو المَكانُ الذي سَتُقيمُ فيهِ من الآنَ فصاعِدًا. لقد سمحَ السَّيِّدُ بِذلِك، لِذلِك سَيكونُ الأمرُ على ما يُرام.”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات